صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس حواري لا يتسلط في قراراته
دولة الأستاذ عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء في حوار شامل مع الجمهورية تنشره على حلقات
نشر في الجمهورية يوم 27 - 11 - 2006

- التعديل الحكومي لم يناقش ولن أقيم الوزراء كي لا يصابوا بالتحسس !؟
- لا وزيراً ناجحاً بمفرده ولهذه الأسباب أشادوا بوزارتي التخطيط والداخلية
- مشروع قانون المناقصات يساوي بين السلطة والمسئولية ولم يدير بليل
- الكهرباء بالغاز وتحلية المياه والطرقات والتعليم والصحة مشاريع استراتيجية يمولها المانحون
- المناطق الحرة يمكن إنشاؤها في الصحراء وليست موانئ للحاويات
- قريباً مواني حاويات في الضبة والمهرة وتوسيعات في مينائي عدن والحديدة
- الطريق الاستراتيجي عمران عدن سيتم تنفيذها على خمسة مراحل
- ثلاثة كيلو مترات لصغار الصناعيين في مثلث لحج عدن أبين
- الكهرباء بالطاقة «النووية» أفرزت الحمقى فتوهموا معارك بأسلحة محرمة
- سيتم شراء الكهرباء بالطاقة النووية في بضع سنوات
- السكة الحديدية ليست جديدة على اليمن وفي منتصف التسعينيات ارتطمت بالحدود اليمنية السعودية
- من يسخر من الكهرباء النووية والسكة الحديدية لديهم صواعق متفجرة من الحقد وينطبق عليهم المثل الصيني- حاوره/ سمير رشاد اليوسفي
في الحوار الطويل الصادق والصريح الذي أجرته ( الجمهورية ) مع دولة الأستاذ/ عبدالقادر باجمال ، رئيس مجلس الوزراء ، يكشف باجمال عن شخصيته السياسية وكينونته الوطنية وثقافته المعرفية الباحثة عن حلول لقضية التنمية الشاملة لتحقيق انطلاقة حضارية تعزز مسيرة البناء والتنمية ، ارتباطه بالكتاب المعرفي حين كان عاملاً في مكتبة بإحدى المدن السعودية ، في وقت لم يتجاوز فيه عمره ال 16 ربيعاً ، مهد للانغماس في معترك النشاط السياسي ، حيث وجد نفسه محل استقطاب حركة القوميين العرب في خلية سرية من قبل الأساتذة العرب في تلك المدينة السعودية ، وهو ما مثل البداية المبكرة للانتماء السياسي العاطفي غير الأيديولوجي الواضح لباجمال ، الذي انتقل للعمل في إحدى الورش بمدينة الخبر لتوفير متطلبات مواصلة تعليمه ، عاد إلى أرض الوطن بعد حصوله على الثانوية العامة ليكون شاهداً على حقبة النضال الوطني، ومشاركاً فاعلاً في دحر المستعمر.. بعيد الاستقلال حصل على منحة دراسية في القاهرة أواخر عصر عبدالناصر .. حيث مثلت تلك المرحلة لحظة تحول في التركيبة الفكرية للشاب/ عبدالقادر باجمال ، المتعطش للعلم والمعرفة والمشاركة والتحولات السياسية التاريخية المهمة ، وفي تلك الأجواء الناصرية المتفاعلة على النطاق العربي وجد نفسه في خضم حياة جديدة شكلت شخصية طلابية وحركية سياسية منتمية إلى القوميين العرب ومرتبطة بالجبهة القومية..في هذه الأثناء تبلورت شخصيته السياسية والحزبية وتعمقت مفاهيمه الثقافية والمعرفية .عاد إلى الوطن عام 74م كادراً اقتصادياً ومحاضراً جامعياً وكاتباً متخصصاً في شئون الإدارة والتخطيط والاقتصاد وخبيراً في شئون التنمية.. نشاطه ذلك بوأه منصب نائب وزير التخطيط ومسئولاً عن وضع الخطط الاقتصادية ..نجاحه الإداري والاقتصادي نقله لشغل منصب وزير للصناعة ، ورئيس لهيئة النفط والمعادن في الشطر الجنوبي آنذاك .. من هنا بدأ مساراً جديداً ، وحدث تحولاً مهماً في نضاله الوطني ، حيث أدرك أن إحداث تقدم حقيقي لليمن في المجال التنموي والاقتصادي والدولي لن يتأتى إلا من خلال إعادة تحقيق الوحدة اليمنية .. فالوحدة اليمنية عنده سبيل وحيد لإنقاذ الوطن من تمزقه ، وملاذ لتحقيق انطلاقته الحضارية الحديثة.. تتسارع الأحداث ، ويلتقط فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية، المبادرة لتحقيق تطلعات الشعب في إنقاذ الوطن من حالة التمزق ، بتحقيقه وحدة الشعب والوطن في ال 22 من مايو 1990م .. وانتقل باجمال إلى عاصمة الوحدة صنعاء ليجد في المؤتمر الشعبي العام كينونته الوطنية باعتباره تنظيماً منفتحاً على كل القوى الوطنية ، وبدأ عهداً جديداً من النضال الوحدوي ، فمن رئيس للمنطقة الحرة إلى وزير للتخطيط إلى نائب رئيس للوزراء ووزير للخارجية ، لتشهد في ظل قيادته للخارجية اليمنية تمتين العلاقات مع الجيران..نجاحه في التخطيط والخارجية عزز ثقة القيادة السياسية بقدرته على قيادة الحكومة فكان « المايسترو » الذي رسم خططاً خمسية ، استهدفت تحقيق تطلعات الشعب في البناء والتنمية الشاملة.
- في الجزء الثالث والأخير من الحوار يبدد باجمال المخاوف من توليد الكهرباء بالطاقة النووية قائلاً بأنه لاضرر من الاستفادة من التكنولوجيا النووية في حل أزمة الكهرباء .. إلى جانب التوجهات لإنشاء موانئ حاويات في الضبة بحضرموت والمهرة وتوسيع ميناء الحديدة وتحديث مصافي عدن وتفعيل المناطق الصناعية وإعادة تخطيط الأراضي المخصصة للاستثمارات الصناعية وتطوير شبكة الطرقات الدولية وإنشاء سكة حديد نافياً أن يكون هناك نقاشات حول تعديل حكومي وشيك.
- الجمهورية :
الكهرباء في اليمن مشكلة مزمنة وانقطاعاتها المتكررة مشكلة دائمة..و في البرنامج الانتخابي للمؤتمر قفزتم فوق كل المعالجات المنطقية بطرحكم توليد الكهرباء بالطاقة النووية هناك من يرى ان اطروحاتكم هذه من باب الإثارة والمزايدات ولن تتمكنوا من تنفيذها ؟
- باجمال :
اتذكر في إحدى المرات ..كنت في زيارة غير رسمية لاحدى البلدان العربية فجاء الحديث عن هذا الموضوع وقال لي محدثي ان القيادة لدينا الآن تدرس بعمق مع شركات اجنبية كبيرة توليد الكهرباء بالطاقة النووية وذكر لي ان بعض الشركات اليابانية والاوروبية والامريكية والكندية لديها فائض في توليد الطاقة بالنووي ويريدون استخدامها والاستفادة منها تجارياً وتساءل محدثي قائلاً : ما الذي يمنع الإستفادة منهم ونحن محتاجون للطاقة .. هذا الحديث لم أطرحه أنا، لكن جرى حديث من هذا النوع مع فخامة الرئيس من عدة جهات كما ان الاستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني عندما كان في كندا طرح عليه مثل هذا القول ويمكن ايضاً الدكتور مصطفى بهران طرح عليه الموضوع من عدة شركات .. الموضوع ليس مفاجأة وليس محظوراً التحدث فيه، فهناك تفاعل دولي وتفكير دولي في هذا الجانب.. حيث يجري الآن في المؤتمرات الحديث عن مسألة الطاقة النووية وكيفية الاستفادة من الفائض بتسويقها تجارياً لصالح جهات أخرى تحتاج إليها.
** الجمهورية :
بشكل عملي كيف ستنفذون هذا المشروع؟
- باجمال :
في الحقيقة هناك اليوم عدة طرق للحصول على الكهرباء بالطاقة النووية ومنها شراء الطاقة من منتج دولي ينتجها بمفاعلات نووية صغيرة وهي الطريقة الاسهل ومثلما سيبيعها على الأردن أو مصر سيبيعها على اليمن وهذه التكنولوجيا موجودة مثلها مثل أي صناعة أخرى، وليس فيها أي تهويل، ولايهولها الا البعض الذين يعانون قصراً في النظر.
** الجمهورية :
ربما بسبب كلمة نووي وذرة ؟
- باجمال :
نعم ربما كلمة نووي وذرة تجعلهم يعتقدون ويتوهمون وكأننا سنصنع اسلحة وسندخل في معارك بهذا الجانب ..ابداً المسألة لاتحتمل كل هذا التهويل فهي في غاية البساطة فهناك دول تنتج الكهرباء من الطاقة النووية ولاتنتج السلاح النووي وهذا الشيء معروف، الحصول على هذه الطاقة يستلزم الدخول في تفاصيل التكاليف والعمليات الانتاجية وتفاصيل أخرى، كما أن على الطرف الذي سيزودك بهذه الطاقة أن يعطيك شرحاً وافياً حول هذه الطاقة واستخداماتها، نحن في اليمن التقطنا هذه الفكرة فمن غير المعقول ان تجد شركة من الشركات تعرض عليك التزود بطاقة نووية لان لديها فائضاً يمكن استثماره في توليد الكهرباء فنقول لهم لا، ولكن يبدو ان البعض اعتبرها مستحيلة وكبيرة على اليمن ان تعلن انها تسعى لانتاج الكهرباء بالطاقة النووية.. انا شخصياً لا أعتبر الحديث عن العلم والمعرفة ونقل التكنولوجيا أمر مستحيل بالعكس شيء طبيعي جداً، ويعد جزءاً من الثقافة البشرية والذي ينتجها ينتجها ايضاً في بلده وقد نجح فيها.
** الجمهورية :
هل هناك استثمارات تقدمت في هذا المجال؟
- باجمال :
الرئيس شكل فريق عمل برئاسة الاستاذ/ عبدالعزيز عبدالغني وعضوية وزارة الكهرباء والوزارات ذات العلاقة وبالتالي فان الجهات الممولة ستجد من يخاطبها في اليمن.
- الجمهورية :
متى تتوقعون انجازها؟
- باجمال :
أنا اقول ليس قريباً.
** الجمهورية :
هل يمكن أن يستمر عدة سنوات؟
- باجمال :
نعم ليس قريباً نحن يجب أن نستمر في برنامجنا الطبيعي وبالعكس ينبغي أن نندفع اكثر إلى توليد الطاقة كما ورد في برنامج فخامة الرئيس.
** الجمهورية :
هل يعنى ذلك اكثر من خمس سنوات ؟
- باجمال :
يمكن ،لكن شرط الا نغلق اذهاننا عن هذه القضايا ، هذا أهم شيء، ويجب أن نفتح اذهاننا عليها كبديل من البدائل الموجودة وهناك نقطة مهمة ايضاً وهو أن لدينا نقصاً كبيراً في المياه ولا حل في ايجاد المياه إلا عن طريق التحلية.
** الجمهورية :
ماذا بخصوص المشاورات مع الشركات الراغبة في الاستثمار في المناطق الحرة ؟
- باجمال :
هناك فرق بين المنطقة الحرة وميناء الحاويات ويوجد خلط بينهما عند الكثيرين.. المنطقة الحرة يمكن أن تنشأ حتى في الصحراء بل يمكن أن تنشأ وتنجح اكثر منه في منطقة مأهولة.. أما ميناء الحاويات فيمكن أن ينشأ في اكثر من منطقة ويكون ملحقاً به منطقة حرة لكن ليس هو ذاته منطقة حرة.. هو منطقة تناول وتبادل وتداول الحاويات اسمه «كونتينار ترمنل» ميناء حاويات، محطة الحاويات هذه هي التي يدور حولها الحديث الآن.
** الجمهورية :
ماهو الجديد في ذلك ؟
- باجمال :
فيما يتعلق بميناء الحاويات نحن الآن ندرس الأخذ بمقترح شركة موانئ دبي العالمية ، هذه الشركة يدور معها حوار وهناك لجنة تضم وزراء العدل والشئون القانونية والنقل يناقشون المقترحات الأخيرة بشأن تعديل الاتفاقية التي مازالت موجودة في مجلس النواب ، وأنا في تقديري الشخصي أننا قد نصل معهم إلى اتفاق إذا تفاهمت الاطراف مع بعضها البعض ويمكن أن يحسم هذا الموضوع خلال الشهرين القادمين وليس هناك على الإطلاق ما يقلقنا بالنسبة لميناء الحاويات.أما الجانب الثاني فإنه خلال الشهرين القادمين ستكون لدينا خطوة اخرى نحو انشاء موانئ حاويات في الضبة بحضرموت ، فالميناء الحالي في المكلا لم يعد ميناء يصلح أن نستمر فيه لأنه اصبح في قلب البلد والمساحات المحيطة به قد اغلقت تقريباً حتى ميناء بروم لم يعد صالحاً لاستخدامه كميناء حاويات بسبب الزحف القاري المحيط بالميناء ، فوجدنا أن المنطقة التي فيها ميناء الاصطياد التابع لشركة اسماك اليمن يمكن أن يكون ايضاً ميناء للحاويات إلى جانب ميناء للترانزيت ..هذه إحدى الافكار المطروحة للبحث والنقاش.. وهناك افكار اخرى لإقامة ميناء في المهرة وايضاً إضافة بعض الأرصفة في ميناء الحديدة.
** الجمهورية :
وإذا عدنا لللمنطقة الحرة في عدن؟
- باجمال :
لدينا جملة من التصورات بخصوصها ومنها خلق مينائين إضافيين إلى جانب الميناء الحالي وهو أمر هام جداً لأن طبيعة عمل الميناء والخدمات البحرية التي نسعى إلى تقديمها تتطلب أن يكون لدينا ايضاً في المقابل احواض للسفن ، فنحن دولة بحرية لابد أن نطور احواض السفن إضافة إلى ذلك توجد ايضاً مشروعات استثمارية كبيرة تقدم بها مستثمرون لصناعة تكرير السكر بالإضافة إلى البتروكيماويات.وكذا تكرير النفط الثقيل في مصافي عدن لأن مصافي عدن ليس فيها وحدة تكرير وهذه مشكلة كبيرة فإننا بحاجة لهذا التكرير لسببين:.
اولاً: حاجة داخلية من أجل تطوير صناعة المنتجات البيضاء وبالتالي تكون هذه المنتجات اقل احتواء على المواد السمية ونظيفة.. وهذا مهم جداً .. إن اردنا أن ننفذ مشروعاً مثل هذا سواء كان عن طريق المشاركة أم الاستثمار المباشر أو نحن كدولة نأتي بوحدتين للتكرير والتكسير فإن هذا الأمر سيعمل على تجديد عمر المصافي ويحدَّثها ويجعل اقتصاديتها افضل والشئ الموازي لذلك هو منطقة صناعية داخلية غير المنطقة الصناعية الحرة ، فالآن هناك منطقتان منطقة صناعية في إطار المنطقة الحرة ويتم الآن تهيئتها وإعادة تخطيط الأراضي المخصصه للاستثمارات الصناعية والمنطقة الصناعية الثانية التي تمتد حوالي ثلاثة كيلومترات مربع منطقة صناعية داخلية يجرى الآن اعدادها لكي تستقبل الصناعيين الصغار أو متوسطي الدخل وتقع هذه المنطقة في المثلث بين عدن ولحج وأبين.. الجانب الآخر هو النشاط المعماري سواء كان بالنسبة لوضع هضبة عدن أم بالنسبة لامتدادات المنطقة الواقعة بين عدن وعدن الصغرى.
** الجمهورية :
كرئيس حكومة ماهي ابرز الوزارات الناجحة في حكومتكم والوزارات التي يشوب أداءها القصور؟
- باجمال :
يصعب الآن التقييم أنا اتصور أن تلك مسألة صعبة على رئيس وزراء أن يقيّم اولاده واخوة له لكي لا نسبب لهم نوعاً من «التحسس» فنحن كما يقول مثل في حضرموت «نعتبرهم عينين في وجه واحد» يمكن بعض العيون تحتاج إلى علاج اكثر وبعضها الآخريحتاج إلى علاج اقل.. ما في شك أننا بشر حتى أنا كرئيس وزراء لديّ ما يمكن أن اعترف به قصور في كثير من الاعمال لأني في نهاية المطاف إنسان مثل ما قال مانيدرا «I am a man» أنا إنسان، ولا استطيع أن أميز نفسي عن الآخرين بأن لي صفات ليست عندهم، وفي نهاية المطاف العمل الجماعي والمتكامل والمنسق والمنظم والتضامني هو الذي يؤدي إلى النجاح.. لا اتصور على الإطلاق أن هناك وزيراً أو وزارة تستطيع أن تنجح دون أن تضم من حولها آخرين يصنعون هذا النجاح وايضاً تلك الوزارة وذلك الوزير مطلوب منه أن يكون جزءاً من منظومة عمل في وزارة اخرى وفي قطاعات اخرى .. لا يمكن على الإطلاق أن اتصور عملاً منفرداً يتم بين وزارة المياه والبيئة بمعزل عن وزارة الزراعة والري ، ففي الأخير العمل تكاملي سواء كان للشرب أو للزراعة والري أو للمجاري وأقصد هنا أن العمل كله متماسك وعمل الحكومة ينبغي أن يكون على هذا النحو .. وأنا دخلت الوزارة وأنا صغير السن منذ عام 1979م كنت نائباً لوزير التخطيط وعام 1980م صرت وزيراً للصناعة والكهرباء والنفط ووجدت أن الوزير الذي يعمل لوحده لا ينجح بل يفشل فشلاً ذريعاً، الوزير الذي يتميز بالحركة والديناميكية وقوة الاحساس بالتعاضدية والتكاملية مع الآخرين هو الذي ينجح ولا يستطيع حينها أن يقول أنا نجحت وحدي.. وتتسيد فيه نزعة الانانية، حتى الرئيس/علي عبدالله صالح يتمسك بالتعاضدية ، ولم ينفرد يوماً بقرار قائلاً: هذا أمر نفذوه كما هو، بل هو دائماً حواري خصوصاً في المسائل التي تحتاج إلى تشاور وتبادل في الآراء وفي كل الموضوعات وهذا ليس مفاجئاً يناقش ويدعو لنتناقش على المستوى التنظيمي في اللجنة العامة وعلى مستوى اللجان وفرق العمل وعلى مستوى الحكومة.
** الجمهورية :
ما جعلني اسأل السؤال ، حوار قرأته لنبيل خوري قبل أيام على خلفية مؤتمر المانحين يطرح أن انجح وزارتين في اليمن تعاونتا بشكل عام مع المانحين هما وزارتا الداخلية والتخطيط والتعاون الدولي؟
- باجمال :
إذا قمنا بتقييم ذاتي أقول: وزارة الداخلية وزارة ناجحة، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي ناجحة بحكم خبرتي فيها وهي الوزارة التي كان في يوم من الايام من يقول: ليس لها لزوم، وأنا تمسكت برأيي وقولي بأن دورها هام وضروري وينبغي أن يتنامى، وفي كل الاحوال فإن وزارة التخطيط دون ترابطها بمكتب رئاسة الوزراء لن تعمل شيئاً ودون ترابطها مع وزارة الخارجية لا تستطيع أن تعمل شيئاً في جانب التعاون الدولي فأخيراً فالمسألة متكاملة.. لأن وزارة الداخلية ايضاً لديها منظومة تعاون وتكامل بمن حولها يتعاونون معاً.. الرئيس والقيادة السياسية اعطت الداخلية في الآونة الأخيرة امكانيات كبيرة لتنفيذ عملية الانتشار الأمني وكذلك على مستوى المنافذ ، وانشأنا خفر السواحل .. وحتى لا يقال انني ألوم الآخرين واركز على وزارة الداخلية فقط .. اقول ايضاً إن التركيز على هذا الموضوع معناه أن كل منظومة الدولة تحركت باتجاه مكافحة الإرهاب.
** الجمهورية :
هل هناك تعديل حكومي قريباً؟
- باجمال :
لا تعليق على هذا السؤال.
** الجمهورية :
قد يكون هناك؟
- باجمال مقاطعاً :
لم يناقش هذا الموضوع.
** الجمهورية :
من القوانين التي دفعت بها حكومتكم إلى مجلس النواب «قانون المناقصات» هناك من يطرح أن هذا القانون سيخلق إرباكاً بسبب التداخل بين سلطتكم كحكومة واللجنة الرقابية المشرف عليها رئيس الدولة؟
- باجمال :
في نهاية المطاف رئيس الدولة هو من يشرف على أعمال الحكومة ككل ،فالسلطة التنفيذية مكونة من سلطة رئيس الجمهورية والحكومة كإدارة عليا للدولة.. لكن في حقيقة الأمر نحن عندما وضعنا قانون المناقصات لم نضعه من رؤوسنا ليس منتجاً مزاجياً بل منتجاً علمياً حقيقياً ، اخذنا قوانين الدنيا كلها واخذنا قانوننا الحالي وراجعنا الوسائل والطرق واخترنا شركة «كراون ايجيت» وكلاء التاج لصياغة القانون ثم اتينا بشركة امريكية اخرى لتقوم بعملية مراجعة لما اعدته شركة كراون ايجيت واجرينا بعد ذلك حوارية كبيرة وطويلة مع البنك الدولي لأننا لا نريد أن نستعجل الأمر حتى لا يقول البنك الدولي هذا امر مسروق أو دبر بليل أو انه وضع على عجل، لا ، نحن نريد شيئاً متكاملاً ومترابطاً هذه هي القضية الاساسية وبالتالي بعد كل هذا وضعنا مع البنك الدولي ما يسمى بالأدلة ، ادلة ساعدت في صياغة القانون الجديد ، هذه كلها موجودة ووضعناها في القانون ووضعنا بدائل كثيرة ، البعض يقول ما قلته انت إنه سيكون هناك تعارض وغيرها من المبررات.. الخ كما أن البعض يقول ايضاً إن الجهة التنفيذية إذا عزلت عن ممارسة الاختيار والتنظيم لقضية المناقصات كأنك نزعت عنها المسئولية وبالتالي : هناك قاعدة اسمها قاعدة توازن المسئولية والسلطة لا يمكن على الإطلاق أن تقول لأحد ما أو لوزارة أو لمؤسسة انتم مسؤلون عن كذا لكن ليس لديكم سلطة تجاهها ولا تستطيع أن ، انتم لديكم كل السلطة ولكن لا أحد يحاسبكم ، هناك قاعدة اساسية في إدارة الدولة في الحكم الرشيد، تقول إنه إذا أردت أن تحاسب يجب أن تعطي درجة متساوية بين السلطة والمسئولية وهذا ما اردنا أن نخلقه ، من يحقق هذه الدرجة المتساوية بين السلطة والمسئولية يكون هيئة رقابية لأنه لا يمكن على الإطلاق أن تكون أنت الخصم والحكم في آن واحد.. الهيئة الرقابية إذا جاءها متظلم مهمتها الفصل في هذا التظلم عن طريق القضاء ، فالهيئة الرقابية ليست هيئة حكم هي هيئة رقابة تكيفه لكي يصبح حكماً قضائياً وتذهب به إلى المحكمة والاجتهاد في الأمر والنظريات فيه متروكة لمجلس النواب وللمناقشات بينه وبين الحكومة لأنه لن يناقش مشروع منفصل عمن قدمه.
** الجمهورية :
شبكة الطرق بما فيها شبكة سكة الحديد ما بين صنعاء وحضرموت والمخا والحديدة هل هناك جديه في تنفيذ هذه المشروعات؟
- باجمال :
هذه الشبكة درست في عامي 1995 1996م، وجاءت شركة اسمها «ان بي آي» بريطانية استعانت بدراسة من قبل شركة «وليم باركو» لفحص امكانية إقامة سكة حديد في اليمن واتذكر وأنا في وزارة التخطيط أننا انجزنا الدراسة الأولية ووصلت الدراسة إلى نقطة تسمى المسار الحرج وذلك لأنه في ظل ظرف معين في ذلك الوقت اكتشفنا بأنه لا يمكن أن تنجح شبكة داخلية فقط دون ربطها بشبكة خارجية سواء كان لانسياب البضاعة أو لانسياب البشر وهذا يعني انك تتجاوز الحدود السياسية إلى دولة اخرى ، فارتطمت الدراسة بعقدة عدم حسم قضية الحدود اليمنية السعودية فأي شبكة من شبكات السكك الحديدية لابد أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة الربط ولكن يمكن أن تكون هناك شبكة صغيرة معقدة بسيطة التركيب وتقدم خدمات بسيطة تكون كبداية للدخول في ما هو اعقد، الآن الرئيس طرح هذا الموضوع ونحن طرحناه كحكومة وجاءت طلبية من شركة واحدة «شركة صينية» تؤكد أنها قادرة على تنفيذ مشروع من هذا القبيل وقلنا للشركة اهلاً وسهلاً، لان سكة الحديد في اليمن ليست جديدة ، اذ سبق ان فكر فيها الاتراك أيام العثمانيين وكانت موجودة في لحج لنقل الملح من خور مكسر.الذين يتكلمون بسخرية في بعض الأحيان وأنا استغرب ذلك يبدو انهم لايقرأون التاريخ اليمني ولا يدركون ابعاد العملية الاقتصادية ولايدركون شيئاً، لديهم فقط كتلة من الحقد متفجرة كل ساعة يفجرون جزءاً وكأن لديهم صواعق داخلية كل ساعة يضغطون على أحد هذه الصواعق لكي ينفجر، أنا مستغرب ان يتفجروا في أنفسهم بدليل مانشهده من حماقات ليست لها معنى على الاطلاق ،لابأس ان يتقبلوا ان يكون لدينا سكة حديد واذا لديهم افكار ليساهموا بها فأهلاً وسهلاً أما أن انفي نفياً قاطعاً عدم امكانية النجاح أو عدم امكانية الوصول إلى هذه النقطة أو تلك فهذا غير صحيح المشكلة عندنا في اليمن اننا نجيب أكثر ممانسأل ويبدو ان الأمور لديهم معكوسة فنحن نعرف ان الناس تجيب عن سؤال يطرحه الآخر لكن هؤلاء يجيبون عن أنفسهم دون ان يسألوا والمثل الصيني يقول «انك تظل جاهلاً لفترة بسيطة حتى تتم الاجابة عن سؤالك اما إذا لم تسأل فتظل جاهلاً طول عمرك».
** الجمهورية :
الطريق الاستراتيجي الذي سيربط عمران بعدن ويمر بتسع محافظات متى سيتم البدء بتنفيذه ؟
- باجمال :
نحن جزأنا هذا الطريق بقرار من مجلس الوزراء، الجزء الأول سيكون حوالي «77 كم» من صنعاء إلى ذمار حتى نستطيع ان نستوعب تكلفته على الاقتصاد الوطني، هذا المشروع كبير فتقديرات تكلفته بين مليار و 400 مليون إلى مليار و 800 مليون ولانستطيع ان ننفذه دفعة واحدة، وقد قسمنا هذا المشروع إلى خمسة اجزاء أو خمس مراحل.
** الجمهورية :
هناك حديث عن تمويل سعودي ؟
- باجمال :
كان حديثاً، لكن الآن بعد مؤتمر المانحين فإن جزءاً مماحصلنا عليه من التمويل الدولي سيكون لهذا الغرض.. وبالتالي فإن الجزء الأول الذي سيبدأ فيه العمل «77كم» والآن يجرى في وزارة الاشغال ومعهم الاستشاريون استكمال تجزئة المشروع ومن ثم الربط بينها وهي عملية سهلة ولاتوجد مشكلة في ان ننفذها بشكل ديناميكي وتكون هناك اكثر من شركة تعمل فيه.المشروع استراتيجياً لامناص من تنفيذه في أي حال من الأحوال، صحيح أنه مشروع معقد ومكلف وذلك نتيجة لطبيعة اليمن وتضاريسها الوعرة فالكيلو متر عندما ستنفذه في مناطق جبلية يختلف عما اذا كنت ستنفذه في المناطق الصحراوية والمستوية لان النفق الواحد يكلف الكثير من المال، فلأجل ان تخلق نفقاً طولة كيلو متر أو كيلو ونصف فإن التكاليف تصل إلى مابين «15-16» مليون دولار، طبعاً هذا بسعر عام 2000م.
** الجمهورية :
أبرز المشروعات التي سيمولها الدعم القادم من مؤتمر المانحين ؟
- باجمال :
الكهرباء بالغاز ، الطرق ، المياه ، التعليم ،الصحة...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.