- واشنطن - كونا .. يستعد الرئيس الأمريكي جورج بوش للإعلان عن تغييرات في السياسة الأمريكية حيال العراق خلال الاسابيع المقبلة، وذلك بحسب ما أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي الذي لم يفصح عن طبيعة التغييرات المتوقعة في السياسة الأمريكية في العراق التي كانت سببا في خسارة الحزب الجمهوري للانتخابات النصفية للكونغرس قبل ثلاثة أسابيع.وأشار هادلي إلى أن الرئيس بوش سيعلن تلك التغييرات في الوقت الملائم وبعد إجراء نقاش حولها مع العراقيين للتأكد من وجود خطة متفق عليها بين الحكومتين العراقية والأمريكية لتحقيق النجاح في العراق، وذكر أن المسؤولين الأمريكيين الذين شاركوا في لقاء بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عمان خرجوا بانطباع أن القادة العراقيين لديهم احساس حقيقي بضرورة العمل بسرعة مضيفا أن "الرغبة في العمل السريع لا تصيب العراقيين بالهلع مما يعتبر نقطة إيجابية بالنسبة لحكومة تواجه الكثير من التحديات".يذكر أن هادلي كان قد ذكر في مذكرة رسمية تم تسريب محتواها عقب عودته من العراق اخيرا أن "رئيس الوزراء العراقي قد يكون جاهلا بطبيعة الوضع في العراق أو أنه يقوم بتضليل الأمريكيين أو أن لديه نوايا طيبة إلا أنه لا يمتلك القدرة على تحقيقها" وهو ما اعتبره المراقبون مؤشرا على عدم رضا الإدارة الأمريكية عن رئيس الحكومة العراقية.وقال هادلي إن الخطط فيما يخص العراق التي سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة تتضمن الإسراع بعملية تدريب القوات العراقية وتجهيزها وتوفير القدرات اللوجستية والقدرات الاستخباراتية وتحويل قيادة القوات من القوة متعددة الجنسيات إلى العراقيين وفقا لتسلسل قيادي يقوم العراقيون بتحديده حاليا. وأضاف: أن الحكومة العراقية تقوم حاليا ببحث الحجم الذي ينبغي أن يكون عليه الجيش العراقي وما إذا كان من الأفضل زيادة قوامه عما هو محدد في الوقت الراهن.. وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى أن المالكي طرح على الرئيس بوش خلال الاجتماع في عمان مجموعة من الخطط الرامية إلى الإسراع بنقل المسؤولية عن الأمن إلى القوات العراقية وتحقيق الاستقرار في بغداد فضلا عن استعراض ملامح سياسته الاقتصادية.وأضاف: أن المالكي أكد للرئيس بوش تحمل الحكومة العراقية لمسؤوليتها في تحديد طريق المستقبل للعراق مشيرا إلى أن ذلك الموقف قد نال رضا الرئيس بوش، وأشاد هادلي بالمالكي واصفا اياه ب"رجل ذي رؤية صحيحة وتصميم" مشيرا إلى أنه يقوم بوضع خطط لتحقيق أهداف الحكومة في العراق على نحو سريع وبشكل جيد.واعتبر أن المالكي يواجه تحديات عديدة من بينها "بناء الجيش العراقي وفي الوقت ذاته محاربة هذا الجيش" في إشارة على ما يبدو إلى اختراق الميليشيات المسلحة لقوات الأمن والجيش العراقي.. وقال إن من بين التحديات التي تواجه رئيس الوزراء العراقي أيضا بناء المؤسسات الديمقراطية، معتبرا أن تلك التحديات تعد صعبة لاسيما وأن الحكومة العراقية حكومة جديدة تم تشكيلها منذ أشهر قليلة.يذكر أن لجنة بيكر - هاملتون التي يترأسها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر وعضو الكونغرس السابق لي هاملتون وتعمل على تقييم الأوضاع في العراق ستصدر تقريرها يوم الاربعاء المقبل على أن يتضمن سلسلة من التوصيات للإدارة بخصوص سياستها في العراق، وكانت وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن التقرير سيتضمن المطالبة بسحب القوات الأمريكية من العراق مع عدم تحديد جدول زمني لذلك الانسحاب.