- محمد الخامري .. أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» الصادرة في العاصمة الأمريكية الاقتصادية نيويورك الشمالية الشرقية أنه تم اختيار اليمن من قبل عدد من الأميركيين كأفضل واجهة سياحية للعام 2007م للباحثين عن المغامرة وللأسر ذات الدخل المتواضع. . من جانبه عبر مسؤول الإعلام و العلاقات العامة في السفارة اليمنية بواشنطن محمد أحمد الباشا أن هذا الاختيار يواكب سلسلة من التغيرات الإيجابية والتي طرأت على اليمن في الآونة الأخيرة في ظل قيادة الرئيس/ علي عبد الله صالح. وأضاف الباشا: إن اليمن كانت ولا تزال واجهة سياحية ذات طابع فريد ، عشقها من زارها ويتعطش لرؤيتها من قرأ واطلع عن تاريخها الحافل وحضاراتها الأصيلة و الفريدة و طبيعتها الخلابة. وقالت الصحيفة: إن اليمن مكان موعود بالمغامرات للباحثين عن الإثارة والمغامرة ، مشيرة إلى أن اليمن التي لا نسمع عنها سوى في أفلام جيمس بوند اختطافات من قبل قبائل متنازعة، اضطرابات على أسعار البنزين بنادق كلاشينكوف متوافرة ورخيصة سائقي الأجرة مدججين بالخناجر والمسدسات وشبح الإرهاب مازال يحوم المنطقة خاصة بعد تفجير الفرقاطة «يو أس أس كول» في عام 2000م قرابة ميناء عدن وكان الحادث بمثابة الإنذار المبكر لحوادث أخرى رافقت التفجير. وصارت اليمن اليوم أكثر أماناً بفضل العلاقات الوطيدة بين اليمن والولايات المتحدة والتي طرأ عليها تغير ملحوظ أبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر حيث تم معالجة التوترات القبلية و إرساء الأمن و الاستقرار من خلال العمليات الأمنية لمجابهة الإرهاب ويتدفق الأوربيون لليمن بحثاً عن المغامرة. وخلافاً لطبيعة شبة الجزيرة العربية الجافة والحارة بسبب الصحراء القاحله، تعتبر اليمن جنة خضراء هادئة ، تميزها أشجار الاكاشا، و الهواء الجبلي الطلق، و الشعب المرجانية و حقول القات الخضراء (القات منشط نباتي) . وفي السنوات الأخيرة بدأت الوكالات السياحية في اليمن الاستفادة من الطبيعة الفريدة لليمن وصارت واجهة للمغامرات السياحية من خلال الرحلات الجبلية الشاقة ورحلات السفاري بمركبات الدفع الرباعي و الرحلات البحرية على متن القوارب الشراعية التقليدية و خلافاً لإمارة دبي، اليمن لن تكون واجهة سياحية لولا أصالتها. إحدى هذه الوكالات السياحية المميزة هي مجوعة "أريبيا فيلكس" والتي تتخذ من دبي مقراً لها وتقوم الوكالة السياحية بتقديم رحالات سفاري مدتها أسبوعان تنطلق من دبي مروراً بسلطنة عمان موازية للطرق التجارية التاريخية «للبخور واللبان والمر» في شرق اليمن ويتناوب الزوار على المبيت في المخيمات والتجمعات البدوية وفي الفنادق الفاخرة مثل فندف قصر الحوطه ، قصر تاريخي في مدينة سيئون. وبعد عبور الحدود اليمنية، تستمر الرحلة ابتداء بصحراء الربع الخالي الأسطورية مروراً بالوديان الخصبة و الخضراء في وادي حضرموت والتي تقع فيها مدينة شبام التاريخية المسماة (بمانهاتن الصحراء) نظراً للبيوت الطينية المرتفعة و تنتهي الرحلة في مدينة مأرب الغنية بالمواقع الأثرية القريبة للعاصمة صنعاء. ولمن يريد الاستكشاف مترجلا فعليه زيارة جبال حراز الغربية وهي بالفعل جنة لهواة التسلق بسبب القمم الخضراء والطرق الملتوية والقرى التاريخية. قد تبدو اليمن معقلاً للفوضى و لكنها مدرسة الضيافة و الكرم العربية خاصة تجاه الأجانب وأفضل واجهة في اليمن هي جزيرة سقطرى والتي تبعد 210 ميلاً عن شواطئ المحيط الهندي. وتعيد سقطرى زوارها إلى عصر تاريخي وهي منطقة غامضة وفريدة حتى لأغلب اليمنيين. سكانها يتحدثون لغة خاصة تكاد تكون غير مفهومة للأغلبية و قد نمت الحيوانات و النباتات في هذه الجزيرة بشكل مستقل عن بقية الجزيرة العربية. كانت سقطرى معزولة في الماضي أما اليوم فان الطيران لا ينقطع على مدار السنة عن الجزيرة بسبب هواة الغوص الباحثين و المتشوقين للشعب المرجانية المذهلة والأسماك و السلاحف المهددة بالخطر عالمياً.و في قلب الجزيرة يتسلق السياح جبال هاجر ويقومون برحلات برية في الوديان حيث يطلع الزائر على النباتات الفريدة مثل شجرة دم الأخوين والطيور العابرة. ويميز جزيرة سقطرى اليمنية ساكنوها ذوو الأصول الأفريقية و العربية والذين أقاموا حضارة ثقافية فريدة في العالم.