- د. عمر عبد العزيز لا أتصور أن القوات الأمريكية جاءت إلى العراق لترحل منه فالهدف الذي أعلنته الإدارة الأمريكية لتبرير حربها أبعد ما يكون عن المخطط الحقيقي للحرب والذي يتلخّص في ترتيب أوضاع المنطقة على أسس جديدة .. تلك الأسس التي تم التعبير عنها قبل الحرب بفترة طويلة من خلال كتابات العسكريين والساسة الاستراتيجيين ممن اعتبروا سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيارات أوروبا الشرقية فرصة سانحة لنظام دولي جديد تقوده الولايات المتحدة .. كما نال العالم العربي حظاً وافراً من النصائح والروشتات الإصلاحية الأمريكية الموصولة بسياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي واتفاقية ( الجات ) .. وكلها سياسات تتعارض مع طبيعة الأوضاع العربية وآلياتها . الحكومة العراقية لا سلطة لها على الأرض كما أنها حكومة تصريف أحوال بحسب كل المؤشرات، ولا يبدو في الأفق أن لدى هذه الحكومة القدرة على ضبط الوضع الأمني لأنها بالأساس حكومة أزمة تعيش وضعاً انتقالياً متوتراً للغاية، وبكل مافي الكلمة من معنى . ولأن بقاء قوات التحالف يمثل معادلة مزدوجة الوجه من حيث أنها لغير صالح أية حكومة عراقية .. أيضا لكونها غير قابلة للخروج من مأزق الأزمة في المدى المنظور لأن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تلغي حساباتها الاستراتيجية كما حساباتها الميدانية .. لذلك فإن الوضع مرشح للمزيد من الغموض المحفوف بالعنف . [email protected]