- علي مسعد اللهبي: - على الحكومة تبني آلية عمل فاعلة لمواجهة انتشار المرض المخيف - بروفيسور / عبدالله الأسطى: - الاستخدام العشوائي للمبيدات يرفع معدل الإصابة بالسرطان - عبده سيف الرعيني .. بحسب آخر إحصائية ومسح ميداني لجمعية مكافحة السرطان بلغ معدل الاصابات بحالات الأمراض السرطانية أكثر من 20 ألف حالة خلال العام 2006م المنصرم إضافة إلى صدور العديد من الأبحاث بجامعة صنعاء التي تشير إلى أن معدل زيادة الإصابات السنوية بالأمراض السرطانية مرشحة للزيادة إلى الضعف خلال السنوات المقبلة، اذا لم يتم سرعة معالجة أسبابها والتي من أهمها الاستخدام العشوائي للمبيدات.. كل هذه الأرقام للأمراض السرطانية لاشك تجعلنا نصاب بالقلق وتصبح الأمراض السرطانية في اليمن مرشحة لأن تكون قضية رأي عام ومن أهم المشاكل وأبرز التحديات التي تواجهها اليمن حكومة وشعباً وتنمية واقتصاداً ولذلك كله «الجمهورية» تناقش في ملف هذا الاسبوع قضية الأمراض السرطانية وأسبابها. - تلوث البيئة في البداية التقت الجمهورية الدكتور/أحمد محمد مكي، عضو مجلس الشورى نائب رئيس لجنة الصحة والسكان في المجلس والذي بدأ حديثه للصحيفة قائلاً: ان الأسباب الرئيسية لانتشار أمراض السرطان في اليمن هي تلوث البيئة كعنصر أساسي في خلق مثل هذه الأمراض السرطانية الخبيثة والقاتلة، حيث إنه ومع تقدم الحياة وفي أي مجتمع حضري وليس اليمن وحدها وحركتها الدائبة في المدن، نرى أن السيارات مثلاً تسهم في تلوث البيئة والمصانع الانتاجية خصوصاً القريبة من الأحياء السكنية هي الأخرى تخلف نفايات تلوث البيئة المحيطة بنا، وهذه العوامل أنا من وجهة نظري - كطبيب أرى أنها جميعها - تؤدى إلى زيادة انتشار مثل هذا المرض في أجسامنا.. ناهيك عن أسباب وعوامل أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر تغيير نمط حياتنا وممارستها، حيث كنا في الماضي نعتمد في قضاء كل حاجاتنا اليومية على أشياء ووسائل طبيعية وأما في وقتنا الراهن فإننا نستخدم السيارات في حركتنا ونستخدم ونستهلك في غذائنا معلبات و..الخ.. من هذه العوامل التي تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة وانتشار الأمراض السرطانية في اليمن. - تناول القات والتدخين ويضيف الدكتور مكي: ولا ننسى هنا ذكر أهم الأسباب التي تميزنا في المجتمع اليمني عن غيرنا في أن نصبح أكثر عرضة من غيرنا من المجتمعات الإنسانية لمهاجمة الأمراض السرطانية ألا وهما عاملان يمثلان البيئة المناسبة لتكاثر وتزايد الأمراض السرطانية في اليمن وأقصد تناول شريحة كبيرة من المجتمع اليمني القات والشمة بالاضافة إلى عامل ثالث وهو عامل التدخين بإسراف خصوصاً من قبل فئة المراهقين والشباب وكذلك عوامل التقدم في العمر، حيث إنه وكلما زاد عمر الانسان كانت الفرص أكثر ملائمة لغزو السرطان أجسادنا خصوصاً عندما تزيد نسبة معدلات أعمارنا في الحياة. وأما لماذا زادت نسبة الإصابات السرطانية في اليمن في الوقت الراهن فيما كانت هذه النسبة ضئيلة وغير موجودة في عقود ما قبل قيام الثورة اليمنية فهذه مقارنة غير عادلة بالمطلق، اذ أن السبب في ذلك ببساطة هو اننا كنا أيام أجدادنا نفتقر إلى أبسط وسائل الحياة الآدمية أي لا وجود لمستشفيات ولا لمراكز صحية وطبية و..الخ من وسائل الرعاية الصحية، لذلك كنا لا نعرف نسبة وجود مثل هذا المرض بالتحديد، أما اليوم فإننا ومن خلال وجود المستشفيات وتقدم الحياة وتقدم العلوم الطبية نكتشف وبسرعة هذه الأمراض الخبيثة وهذا هو سر زيادة نسبة انتشار مرض السرطان في اليمن مقارنة بالماضي، اذ أنني أؤكد هنا أن نسبة انتشار أمراض السرطان في اليمن في الماضي كانت أكثر ولكنها غير مكتشفة فحسب. - يحصد الأرواح ومضى نائب رئيس لجنة الصحة والسكان في مجلس الشورى إلى القول: ولكن المهم في هذا الأمر اليوم هو أننا فعلاً في اليمن نواجه تحدياً ومعضلة صحية كبيرة تهدد حياة نسبة كبيرة من أبناء الشعب اليمني بسبب الأمراض السرطانية المتزايدة يوماً بعد يوم ويجب أن نعترف بهذا الواقع وان نوحّد جهودنا كدولة وكمنظمات مجتمع مدني لتصب جميعها في خدمة إيجاد المعالجات الناجحة للقضاء على أمراض السرطان الذي أصبح يحصد سنوياً في اليمن آلاف الأرواح من أبنائنا وأن تكون هناك توعية وحملات وطنية دورية حول الوقاية من الأمراض السرطانية وتوضيح الطرق المثلى والفاعلة لمكافحة هذا المرض وللإعلام دور بارز في التوعية، حيث إن الأمراض المزمنة أحياناً قد تؤدي إلى السرطان ولذلك لابد ان تقوم وزارة الصحة بدور التوعية الصحية عبر التلفزيون والإذاعة وكذلك يجب أن تشرك المجالس المحلية في عملية التوعية من خلال عقد ندوات أو عقد مجالس خاصة يكون الهدف منها التوعية الصحية ومكافحة الأمراض السرطانية من خلال تعريف الناس بأسبابها الرئيسية. - المبيدات وأكد الدكتور مكي أن المبيدات المستخدمة في الزراعة وفي القات تعد من أهم المسببات الرئيسية لأمراض السرطان في اليمن وخصوصاً في الارياف، وهذا يتطلب توعية صحية مكثفة للوقاية من هذا المرض الخبيث في المجتمعات الريفية خصوصاً لأن وجود ارشادات زراعية فاعلة في كيفية استخدام هذه المبيدات سيكون له الدور الأكبر في تخفيف انتشار الأمراض في الريف. وقال مكي: لاأعتقد أننا في اليمن نعاني من كثرة المصانع الانتاجية إلى درجة تجعلنا نقول إن عوادم ومخلفات هذه المصانع الانتاجية أحد أهم أسباب عوامل الأمراض السرطانية، حيث إن مصانعنا محدودة جداً ولسنا دولة صناعية كبيرة، وفي الحقيقة اننا اذا ما قارنا فوائد هذه المصانع الانتاجية في اليمن بما يمكن أن تخلفه من أضرار سوف نجد فوائدها كبيرة جداً وأضرارها محدودة جداً لذلك نحن نحاول أن نشجع هذا الجانب. - ضعف المنظمات المدنية وأوضح نائب رئيس لجنة الصحة والسكان أن دور منظمات المجتمع المدني في مكافحة أمراض السرطان ما زال مغيباً وضعيفاً للغاية، حيث إننا نجد معظم منظمات المجتمع المدني في اليمن تتجه في نشاطها لمعالجة قضايا الإعاقة وكذلك تكريس نشاطها أيضاً في معالجة عدد من القضايا الاجتماعية الأخرى والصحية كالشلل والملاريا في الوقت الذي نجد فيه أخطر مرض وهو مرض السرطان ليس له حظ في أجندة هذه المنظمات المدنية مع الأسف الشديد مع ان هذه المنظمات يمكن أن تلعب دوراً أساسياً ومحورياً في التوعية حول مسببات الأمراض السرطانية. اننا مؤخراً لمسنا توجهاً في أنشطة بعض منظمات المجتمع المدني نحو الاهتمام بقضايا مكافحة الأمراض السرطانية وضمن برامجها التوعوية وإن كانت هذه الأنشطة التوعوية محدودة وليست بالشكل المطلوب. - جمعية المكافحة والقطاع الخاص ونوه الدكتور مكي إلى أن القطاع الخاص الانتاجي أصبح جزء كبير منه مهتماً بقضايا أمراض السرطان خصوصاً مجموعة بيت هائل سعيد أنعم والتي تبنت في السنوات الأخيرة إنشاء جمعية مكافحة أمراض السرطان في اليمن، ونحن بدورنا نشكر هذا الجهد للأخ عبدالواسع هائل سعيد بتبنيه انشاء مثل هذه الجمعية الانسانية ونتمنى أن يتم الاقتداء بهذا العمل العظيم من بقية رجال المال والأعمال وأن يتعاونوا وينضموا إلى مثل هذا العمل الخيري والإنساني ومساعدة مرضى السرطان وتقديم العون اللازم، فمكافحة الأمراض السرطانية هي أولاً وأخيراً مسؤولية يتحملها الجميع حيث إن هذا المرض عندما ينتشر يصبح مأساة شخصية للمصابين ومأساة اجتماعية باعتبار أن أعداداً كبيرة من المجتمع عندما تصاب بهذه الأمراض تعيق التنمية في هذاالمجتمع بشكل عام. - مجانية المعالجة حق للمواطن على الدولة واختتم الدكتور أحمد محمد مكي حديثه للصحيفة قائلاً: وأنا من وجهة نظري طبعاً أرى أن تكون كافة الخدمات الطبية والدوائية مجانية 100% وأعتقد ان الدولة لم تقصر في هذا الجانب، حيث اننا نلاحظ أن معظم الخدمات الطبية والعلاجية لأمراض السرطان تقدم للمواطنين المصابين بهذه الأمراض مجاناً إلا أننا هنا نريد أن نؤكد أنه ينبغي للحكومة أن توفر أفضل الخدمات الطبية المنافسة عالمياً لمعالجة الأمراض السرطانية رغم اننا ندرك حدود قدراتنا وإمكانياتنا المادية كدولة نامية إلا انه ينبغي تكثيف كل الجهود لإيجاد الحلول المناسبة للحد من ظاهرة الانتشار المخيفة للأمراض السرطانية في اليمن، وعلى كل القطاعات والمؤسسات المدنية والقطاع الانتاجي الخاص تقديم العون للدولة للتغلب على تحديات الأمراض السرطانية في اليمن. جهات رسمية تقصر في مهامها ومن جهته قال الأستاذ علي مسعد اللهبي، عضو مجلس النواب: الحقيقة أنا أوجه كل اللوم في تنامي وزيادة انتشار الأمراض السرطانية في اليمن مؤخراً إلى الجهات والوزارات المعنية بالرقابة على دخول السلع والخدمات إلى السوق المحلية، وأقصد هنا دخول تلك الكميات من المبيدات الخطرة إلى داخل الأسواق اليمنية بعضها محرم استخدامها وهي - في نظري - تمثل أحد أهم الأسباب الرئيسية لزيادة وانتشار الأمراض السرطانية في اليمن، الأمر الذي أدى إلى وجود 20 ألف إصابة بالسرطان سنوياً في اليمن حسب آخر إحصائية لجمعية مكافحة السرطان الأهلية التي يتبناها القطاع الخاص في اليمن. - مسئولية مشتركة هذا الرقم من وجهة نظري كارثة يجب الوقوف أمامها من قبل الجميع والتصدي لها وعدم اهمال أمر كارثي يهدد حصد أرواح 20 ألف شخص سنوياً. ولا شك أن المسئولية جماعية ومشتركة في مكافحة الأمراض السرطانية في اليمن اليوم ولا أحد يستطيع أن يتنصل منها سواء منظمات المجتمع، المدني أم الجهات الرسمية كوزارة الصحة والسكان أو القطاع الخاص الانتاجي في اليمن، لأن الأمراض السرطانية تهددنا جميعاً وتهدد اقتصادنا وتنميتنا اذ انه لا يمكن لمجتمع معتل ومريض القيام بالانتاج في أي مجال من مجالات العمل التنموي والتنمية الشاملة ولذلك لابد من تكثيف الجهود في محاربة هذه الأمراض في اليمن وهذه الامراض في الوقت الراهن أهم تحد نواجهه جميعاً كشعب ودولة ولكن لا أدري لما هذا الصمت المريب من قبل الجميع حتى الآن ومن قبل الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في مواجهته والتصدي للأمراض السرطانية. - مواجهة وليس صمتاً ومضى عضو مجلس النواب اللهبي إلى القول: صحيح أن إمكانياتنا المادية للدولة شحيحة ولكن هذا لا يعفيها من ضرورة حشد الرأي العام الاعلامي في مكافحة الأمراض السرطانية وتعريف المواطنين بوسائل الوقاية المثلى من خلال التوعية وإظهار أهمية الوقاية من الأمراض السرطانية وأخطارها كما هو حاصل الآن في مجال مكافحة الأمراض المزمنة الأخرى كالملاريا وشلل الأطفال و...الخ.. من ذلك نريد اهتماماً بقدر الاهتمام المبذول في مجالات الصحة الأولية على أقل تقدير، أما أن تواجه مشكلة زيادة وانتشار الأمراض السرطانية بمزيد من الصمت فهذا أمر غير مقبول مطلقاً ولا يمكن السكوت عنه ويجب على المؤسسات الإعلامية دق جرس الخطر حول هذا الموضوع. الحاجة لإجراءات حاسمة وأضاف الاستاذ على اللهبي قائلاً: ما من شك بأن مجلس النواب اليوم كمؤسسة تشريعية ورقابية على أداء الحكومة وكل السلطات الأخرى يجب عليه تبني عقد جلسة يخصصها لمناقشة موضوع الأمراض السرطانية والوقوف أمام أسبابها وتداعياتها والخروج بتوصيات من شأنها تبصير وتكليف الحكومة والجهات المعنية فيها باتخاذ الاجراءات الحاسمة والفورية التي من شأنها الحد من ظاهرة تنامي الأمراض السرطانية في اليمن والقضاء على المسببات الأساسية المؤدية إلى زيادة انتشار هذه الأمراض الخبيثة بشكل مخيف ومقلق وخصوصاً في السنوات الأخيرة، ونعدكم أننا في مجلس النواب أنا وزملائي سنطرح هذا الموضوع على طاولة المناقشة ونثيره في جلسات مجلس النواب خلال الشهر الجاري.. وهنا أشكر صحيفة الجمهورية كأول صحيفة رسمية دائماً تناقش ملفات منسية وخطيرة كهذه الملفات وأتمنى أن يحذو الاعلام الوطني بشقيه الرسمي والمعارض ويقتدي بهذا التواجد الإعلامي المتميز لصحيفة الجمهورية. - مسببات تكون المرض ثم التقينا البروفيسور/عبدالله يحيى الأسطى والذي سلط الضوء على الأمراض السرطانية وكيفية حدوثها حيث قال: - زاد اكتشاف أورام السرطان بسبب التقدم في الأجهزة والطرق الحديثة في اكتشاف هذا المرض كما ان أورام السرطان كذلك زادت بشكل ملحوظ بسبب مخلفات الحياة المدنية.. كما نعلم ان السرطان منه ماهو خبيث ومنه ما هو حميد، واستطاع التقدم العلمي أن يتعامل مع السرطان الحميد بشكل ممتاز.. أما السرطان الخبيث فمازال التقدم العلمي عاجزاً عن إيجاد حل مرض للشفاء منها. السبب الرئيسي لتكون السرطان غير معروف حتى الآن لكن هناك أسباب مساعدة على تكون السرطان وزيادة انتشارها ومن أهمها: المبيدات والكيماويات التي تستخدم بشكل عشوائي وغير علمي سواء كانت للقات أم للخضار والفواكه.. كذلك الاشعاعات والتي تصيب الجميع مثل اشعاعات التلفونات وغيرها، منها استيراد المواد والتي تحتوي على مواد مشعة يحرم دولياً استخدامها فيستورد التجار المواد المصنعة من هذه المواد نظراً لرخصها ولوفرة الأرباح الناتجة عن بيعها سواء كان ذلك في أدوات الطبخ أم الملابس أو لعب الأطفال.. الخ. - وضع غير مشجع يصعب إيجاد وسيلة معينة لمنع الإصابة بمرض السرطان خاصة في ظل التعامل مع وضع غير مساعد وغير مشجع، فقلة ثقافة الناس هو حجر عثرة أمام إيجاد وسيلة ناجعة، فإذا أمرت المزارع بعدم استخدام المبيدات المحرمة مباشرة سيقول لك ان الزرع لا يمكن انتاجه بغير استخدام هذه المبيدات، فالمزارع يريد الربح الدائم والتاجر كذلك يريد الربح ولايهم ما اذا كان الربح من طريق مشروع أو غير ذلك. - التشخيص المبكر ** من خلال تجربتكم الطويلة في معالجة الأمراض السرطانية في اليمن ماهي الأسباب الرئيسية لزيادة انتشار هذا المرض في اليمن وسبل الوقاية من الإصابة بالأمراض السرطانية؟ المواطن محتوم عليه أن يستخدم الفواكه والخضار وعليه كذلك أن يشتري أدوات المطبخ وكذلك أدوات الاستخدام الأخرى اذ من غير المعقول مقاطعة أشياء أساسية ستحتم علينا استخدامها. ولكن الشيء الرئيسي الذي يمكن عمله هو التشخيص المبكر والمبكر جداً ،حيث يجب على كل انسان أن يبادر في فحص نفسه بمجرد أن يصيبه أي ألم أو مشاكل في الصحة حتى ولو كان مجرد إجهاد. كذلك يجب على الدكتور أن يعين الشخص لتحويله إلى صاحب الاختصاص ليسهل تشخيص المرض بسرعة وسهولة. ** هل للأمراض السرطانية علاقة وراثية فيسيولوجية؟ هناك سرطانات لها علاقة وراثية أكيدة لكنها أقل من السرطانات التي ليس لها علاقة وراثية. الاستخدام المفرط للمبيدات ** ماهو دور البيئة المحيطة بالانسان في التأثير سلباً وإيجاباً لنمو وخلق أمراض السرطان من عدمه؟ ما من شك ان البيئة المحيطة لها دور كبير جداً في التأثير فمن خلال الدراسة لسنة ونصف ماضية عن مدى انتشار أورام السرطانات في المحافظات اليمنية وجدت من خلال مائة وخمسين حالة سرطان أن مناطق مثل صعدة ذمار إب تحتل المرتبة الأولى، حيث بلغ عدد الحالات التي عالجتها أنا لوحدي من محافظة صعدة 65 حالة، وعند سؤال المرضى والمرافقين يأتي الجواب الشائع هو الاستخدام المفرط للمبيدات والأسمدة حيث يتم خلط خمسة أنواع من المبيدات التي من بينها ماهو محرم استخدامه داخل خزان ليقوم المزارع برش ذلك على المزارع مباشرة أو سقي المزارع بذلك الخليط. - 300 عملية معقدة ** كم بلغ إجمالي عدد العمليات الجراحية الناجحة التي أجريتموها في اليمن؟ خلال السنة والنصف الماضية بلغ عدد الحالات أكثر من ثلاث مائة عملية توزعت بين الدماغ الأعصاب العمود الفقري.. ومعظم الحالات هي للحالات التي يتم تحويلها وكتابة تقارير لإرسالها إلى الخارج بحجة عدم القدرة على عملها في الداخل وكان أهم هذه العمليات عمليات أورام الغدة النخامية عمليات الشرايين الدماغية عمليات فصل الشرايين عن الأعصاب في جذع الدماغ أورام قعر الجمجمة بمختلف أنواعها كذلك تثبيتات العمود الفقري من الأمام. ** بم وكيف تصنف اليمن في مجال تكنولوجيا الطب المستخدمة في مجال معالجة الأمراض السرطانية مقارنة بدول المنطقة؟ نستطيع أن نقول إن كل الحاجات والادوات الأساسية فيما يخص جراحة المخ والأعصاب، موجودة كاملة لإجراء معظم عمليات المخ والأعصاب.. وهناك أشياء كمالية وهذه كثيرة منها قد توفر وأعتقد أنه في خلال هذه السنة سيتم توفير أكثر من ثمانين بالمائة من الأجهزة المتطورة فيما يخص جراحة المخ والأعصاب الشيء الذي ينقصنا هو انشاء مركز لجراحة المخ والأعصاب وهذا هو الهدف الذي بسببه التحقت بمستشفى الثورة ولذا نحاول في هذا أكثر من سنة ونصف وقد استدعيت من قبل وزير الصحة الأستاذ الدكتور/عبدالكريم راصع إلى وزارة الصحة لمناقشة الآلية التي يقوم عليها المركز.. وكان إنشاء مركز لجراحة المخ والأعصاب من ضمن خطة الوزير لعام 2007م وأعتقد أن إنشاء مركز لجراحة المخ والأعصاب لن يتحقق إلا عن طريق وزارة الصحة.. لقد أثبتنا للجميع اننا نقوم بعمليات المخ والأعصاب والعمود الفقري كاملة والتي كان معظمها يحول إلى خارج اليمن لعملها.. وبنجاحات مائة في المائة وظهر ذلك على مستوى الصحف والإذاعة والقنوات الفضائية اليمنية وغير اليمنية وعندنا تقارير كاملة بالمستشفى حيث قمت بجمع التقارير للحالات التي كانت من ضمن الارساليات للخارج وتم عمل كل هذه الحالات بدون أية مضاعفات ولله الحمد. ** ماهي أنواع الأمراض السرطانية في اليمن وماهو أخطرها على حياة الإنسان اليمني ومتى يكون المناخ ملائماً للإصابة بهذا المرض الخبيث؟ كل أنواع السرطان في اليمن موجودة سواء أكان سرطان الدم أم الجهاز الهضمي أوالعظام أو المخ والأعصاب والعمود الفقري واللافت للنظر مثلاً في سرطانات المخ والأعصاب أوالعمود الفقري فهي منتشرة بشكل يبعث على القلق فعندما كنت في الخارج كانت هناك حالات نعتبرها نادرة فلما جئت إلى اليمن وجدت هذه الحالات بكثرة.. والسرطانات بشكل عام هي خطيرة على الإنسان ولكن أخطرها السرطانات الخبيثة فهي تفتك بالانسان رغم كل المحاولات لإنهائها واستئصالها وأكثر الدول تقدماً وحضارة في الدنيا مازالت عاجزة تماماً في التعامل مع السرطانات الخبيثة الاستخدام السيء للبيئة يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السرطان.. فنجد مثلاً العراق بسبب استخدام المواد المشعة في الآلات الحربية ضاعف من الإصابة بمرض السرطان أضعافاً.. وعندنا في اليمن الإفراط في استخدام المبيدات والكيماويات واستيراد المواد غير الصالحة للاستعمال وضعف الرقابة على الانتاج والاستيراد لا شك ضاعف من حدوث إصابات أكثر. ** هل يمكن للعلوم الطبية الحديثة التوصل إلى وجود مصل للقاح ضد الأمراض السرطانية؟ تمت المحاولات في دول كثيرة لإجراء هذه التجارب حتى وصلت التجارب إلى استخدام الجينات ولكن كل هذه التجارب لم تفلح أو حتى تصل إلى مستوى يبعث على التفاؤل وما يعلن في بعض الأحيان هو التجارب التي تجرى على الحيوانات ولم يتم استخدامها على الإنسان نتيجة لعدم الحصول على النتيجة المرجوة من مثل تلك التجارب. ** من وجهة نظركم ماهي الأسباب الحقيقية لزيادة الإصابة في السرطان في اليمن؟ هناك عدة عوامل منها التكنولوجيا في اليمن التي يمكن من خلالها اكتشاف مثل هذه الأورام ومازالت هناك تكنولوجيا لم تصل ولو وصلت لزادت نسبة اكتشاف هذه الأورام ومنها على ماذكرنا سابقاً الاستخدام اللامدروس وغير المنظم للمبيدات والأسمدة والكيماويات واستيراد أدوات الطبخ المصنعة من المواد المشعة وكثرة المنتوجات الواصلة لليمن من جميع بلاد الدنيا وبما تحمله من مواد حافظة وكيميائيات وقلة الرقابة على هذه المنتوجات والمخالفات الكثيرة التي تحصل نتيجة لتلاعب المفسدين بالمواد الغذائية وتغيير تاريخ الانتاج والانتهاء في كثير من المواد الغذائية والصحية. ** هل الأمراض السرطانية عضوية 100% وليس لها علاقة ارتباط بالجوانب النفسية؟ هذا سؤال جميل جداً وقلما يطرح عن العلاقة النفسية بالأورام السرطانية وهذا هو البحث الذي أعمل فيه الآن، حيث إنه من الباعث للتساؤل إذ كيف يصاب فرد من الأسرة بينما الآخرون لايصابون.. أعتقد أن القلق النفسي المتكرر قد يساعد بشكل كبير في الإصابة بمرض السرطان، فكما تعرف ان القلق النفسي يسبب تغيراً في ديناميكية وسيكولوجية الجسم.. فينتج عنه قرح في الجهاز الهضمي وأمراض القلب وتغير في البشرة وكذلك قد يحدث إرباك للخلايا الطبيعية مما يجعلها سهلة التغيير والحلول إلى خلايا غير طبيعية. ** هل توصلت العلوم الطبية الحديثة الدوائية لانتاج دواء قادر على القضاء على الأمراض السرطانية الخطيرة دون اللجوء إلى عمليات جراحية؟ كما قلت سابقاً لقد نجح الطب الجراحي نجاحاً عظيماً في استئصال الأورام الحميدة ومازال عاجزاً عن استئصال الأورام الخبيثة خاصة المتأخرة في الكشف عنها.. أما الطب العلاجي فلا يزال ضعيفاً جداً وفي أغلب الأحيان يعتبر مكملاً للعلاج الجراحي.. مشكلة الأورام الخبيثة هي في انتشارها في الجسم وقدرتها على الظهور حتى بعد الاستئصال الكامل لها.. ولذلك لا يوجد حتى الآن علاج طبي ناجح للقضاء على الأورام السرطانية أو علاج بديل عن العلاج الجراحي في أغلب الحالات. ** بما توصون الحكومة عمله لمواجهة تحديات السرطان؟ التوعية الصحية ضرورية جداً وتثقيف الناس كذلك ليحس الجميع انه لم يعد أحد الآن محصناً ضد الإصابة بالأورام السرطانية إيجاد المراكز الصحية التشخيصية في المدن ليتم الكشف عن الحالات في وقت مبكر.. سد منافذ التهريب والرقابة الصارمة على التجار الذين لايهمهم إلا الربح على حساب الوطن والمواطنين، كذلك الحد من استيراد المواد الغذائية من كثير من الدول التي ليست لديها قياسات الجودة وفحص كل سلعة غذائية تدخل للبلد -الإشراف الكامل على استخدام المبيدات وردع كل من يتلاعب بصحة الناس.. كذلك على الدولة أن تيسر سبل الحصول على الكشف فقد يكون العامل المادي حاجزاً في الكشف عن الأورام في وقت مبكر فما بالك بعلاجه. ** ألا ترون أن على الحكومة ضرورة إقرار مجانية الخدمات الطبية والعلاجية والدوائية للأمراض السرطانية؟ هذا سؤال مهم جداً ويجب أن يصل إلى الدوائر الرسمية ويطرق مسامعهم كل يوم وهذا هو الحل الأمثل في هذه المرحلة ولكن التوجه الآن عكس ذلك على الإطلاق فهنالك إشهار لقانون الدعم الشعبي في أكبر المستشفيات الحكومية واستغلال المواطنين فيها بشكل غير مرض في كل المجالات والفحوصات والكشافات.. وأنت تعلم أن معالجة الأورام لاتتم إلا في مراكز كبيرة ومتخصصة وهذه المراكز معدودة.. تخيل ان في بعض المستشفيات الحكومية سعر العملية يكون في بعض الأحيان أكثر من المستشفيات الخاصة فكيف يستطيع ذوو الدخل المحدود الكشف وحتى العلاج.. فهذه مشكلة يجب التفكير فيها بشكل مجدي.. فإقرار مجانية الخدمات الطبية للأمراض السرطانية علاج ناجح جداً جداً في مكافحة السرطانات وهو سبيل لإيجاد بحوث علمية متطورة وإن كانت هناك رسوم فيجب أن تكون معقولة ومدروسة ولا تخضع لذوي الأطماع ويجب أن يكون ذلك تحت رقابة تامة ودائمة. السيرة الذاتية العملية الطبية الاسم " أ.د/عبدالله يحيى الأسطى العمر : 35 سنة حاصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جراحة العمود الفقري والدكتوراه في جراحة الأورام السرطانية من أكبرمركز لجراحة المخ والأعصاب في باكستان تحت إشراف البروفيسور العالمي رشيد جمعه. عملت في نفس المركز كأستاذ مساعد بعد التخرج حتى عام 2005م. حاصل على دورات دراسية وتدريبية في كثير من الدول. مؤسس في جمعية جراحة المخ والأعصاب لدول جنوب آسيا. جئت إلى اليمن في نهاية 2005م حيث استدعيت من مستشفى الثورة العام بصنعاء. أجريت في الخارج ثلاثة آلاف عملية موزعة بين جراحة الدماغ والعمود الفقري وكلها مدونة بجميع التفاصيل. أول من يجري العمليات المعقدة في اليمن مثل عمليات طرسانات الغدة النخامية عمليات سرطانات ما فوق الغدة النخامية عمليات سرطانات قعر الدماغ عمليات سرطانات زاوية المخيخ عمليات فصل الشرايين عن الأعصاب في قعر الدماغ عمليات الشرايين والأوردة في الدماغ «وكل هذه العمليات بالطبع لا تجرى إلا تحت المايكروسكوب» عمليات تثبيتات العمود الفقري الأمامية بفتح الصدر أو البطن وكل هذه العمليات كانت تصدر إلى الخارج بإقرار لجنة من المستشفيات الحكومية الكبرى في صنعاء.