السل يقتل ستة مرضى في كل دقيقة على مستوى العالم كتب/ عبدالسلام فارع : يعتبر مرض السل من أخطر الأمراض الوبائية وأكثرها فتكاً بحياة الأفراد والمجتمعات وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض السل يقتل أكثر من ثلاثة ملايين إنسان سنوياً وكل مريض مصاب بجراثيم عصيات السل يصيب أكثر من 24 شخصاً في العام الواحد وفي كل عشر ثوان يموت مريض بالسل هنا وهناك وذلك جراء التدني الملحوظ في الثقافة الصحية إضافة إلى جملة من العوامل الأخرى المساعدة على تفشي المرض وانتشاره أهمها الفقر ومحدودية المكافحة إلى جانب عدم التزام الكثير من المرضى في تناول الأدوية بطريقة المكافحة إلى جانب عدم التزام الكثير من المرضى في تناول الأدوية بطريقة مكثفة ولمدة لاتقل عن ثمانية شهور مما ينجم عن اكتساب الجراثيم المسببة للمرض مقاومة العديد من الأدوية والعقاقير. وبلادنا الجمهورية اليمنية ممثلة بوزارة الصحة ومن منطلق الاستشعار الجم لحجم المشكلة وخطورة المرض بدأت ومنذ مطلع السبعينيات في التصدي للمرض والحد من أخطاره ومضاعفاته ولكن عبر طرق بدائية ومحدودة من خلال الأقسام المتخصصة في بعض المستشفيات وفي العام 90م ثم إنشاء الإدارة الخاصة بالبرنامج الوطني لمكافحة السل في إطار الإدارة العامة للصحة العامة بوزارة الصحة لتبدأ منذ ذلك التاريخ طرق المكافحة في التوسع الأفقي والعمودي على مستوى المحافظات اليمنية كافة ومن ثم الوصول إلى عدد كبير من المديريات عبر سلسلة من الفعاليات التدريبية الهادفة إلى المكافحة الفاعلة للمرض والحد من إنتشاره باعتباره من أشد الأوبئة خطورة وأكثرها انتشاراً. فرع البرنامج بمحافظة تعز ويعد فرع البرنامج الوطني لمكافحة السل بمحافظة تعز من أهم الفروع النشطة في عملية المكافحة نظراً لوجود المبنى المتميز والامكانات الفنية والعلاجية وكذا الكوادر المتخصصة من أطباء وفنيي مختبرات وتمريض ومنسقين وفي هذا الإتجاه تحدث للصحيفة الدكتور ياسين ردمان الأثوري مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل بمحافظة تعز قائلاً: شكراً لصحيفة «الجمهورية» التي تحرص بصفة مستديمة على مواكبة أنشطتنا المختلفة والأنشطة الصحية في المحافظة بشكل عام والحقيقة نحن ندرك جيداً مدى الأهمية الكبيرة التي يكتسبها التدريب والتأهيل لكوادرنا على طريق المكافحة الناجحة لمرض السل ونحن والحمدلله نفذنا الكثير من البرامج التدريبية على مستوى المركز وعلى مستوى المديريات وعددها 23 مديرية ومن ضمن أهم البرامج التي نفذناها في هذا الإطار اللقاء التوعوي الأول لمتخذي القرار في المحافظة والمديريات بهدف التعريف بحجم المشكلة من جهة وإشراك المجالس المحلية والجهات ذات العلاقة في عملية المكافحة للمرض من جهة أخرى هذا بالإضافة إلى العديد من الدورات التي تمت بمشاركة الكوادر العاملة في الميدان من أطباء ومنسقين وفنيين وعمال رعاية وبمشاركة بعض المشتغلين في المحافظات الأخرى. وواصل الدكتور ياسين حديثه قائلاً: طبعاً كل هذه الفعاليات تهدف بدرجة أساسية إلى تحقيق الأهداف المنشودة للبرنامج في عملية المكافحة والحد من المؤشرات الوبائية مثل: 1 معدل الخطر السنوي حيث وصلت في تعز إلى 86%. 2 نسبة الحدوث 43/100000. 3 نسبة الانتشار 8% أما مؤشر إكتشاف الحالات فقد وصل إلى 70% فيما بلغ مؤشر الشفاء للحالات المعدية 85% وهو مؤشر نسبي. وعن استراتيجية المكافحة يقول الدكتور ياسين الأثوري أن الاستراتيجية تهدف إلى دمج أنشطة مكافحة السل التشخيصية والعلاجية ضمن شبكة الرعاية الصحية الأولية إضافة إلى الإشراف اليومي المراقب على تناول الأدوية خلال الفترة المكثفة ولمدة 60 يوماً من زمن المعالجة والمقررة بثمانية شهور. الوضع الحالي للمكافحة بمحافظة تعز وعن الوضع الحالي للمكافحة على مستوى المحافظة يقول الدكتور ياسين :كتغطية سكانية وصلنا إلى نسبة 70% حيث تم تدريب الكوادر الصحية في المرافق الأربع عشرة مديرية+ مدينة تعز أما الشبكة المخبرية فقد غطت بنسبة 70% عبر ثماني عشرة وحدة مخبرية في 16 مديرية. أما مايتعلق بمؤشر إكتشاف الحالات المعدية فقد وصل خلال العام المنصرم إلى 53% وهذا بدوره أدى إلى مؤشرات إيجابية في نتائج المعالجة حيث وصل مؤشر الشفاء 82% ومؤشر إكمال المعالجة 7% ومؤشر الانقطاع عن العلاج 5% وكل تلك المؤشرات ترتبط بصورة مباشرة بعدد المستشفيات والمراكز الصحية والوحدات الصحية البالغ عددها أكثر من 180 مرفقاً في خمس عشرة مديرية فقط شملها التدريب للعام المنصرم إضافة إلى عدد مختبرات السل العاملة وكل تلك الفعاليات والمؤشرات أدت نتائج إيجابية مثل. 1 معدل اكتشاف حالات السل الرئوي الإيجابي البصاق من معدل التوقع السنوي. 2 معدل تجول لطخة البصاق لحالات السل الرئوي الإيجابي. 3 معدل نجاح المعالجة مابين شفاء تام وإكمال معالجة. وكل تلك الفعاليات تزامنت مع زيارات إشرافية للمديريات العاملة مع تزويد المرافق بالأدوية اللازمة والمحاليل المخبرية إضافة إلى تفعيل جوانب التوعية من خلال التثقيف الصحي في مركز الدرن خلال أوقات الدوام وكذا التثقيف المباشر للمرضى والمخالطين. اليوم العالمي للسل وعن اليوم العالمي لمكافحة السل والذي يصادف ال 24 من شهرنا الجاري وفق المقترح المقدم من دولة غانا بأفريقيا للأمم المتحدة يقول: بأن هذا اليوم يهدف إلى تلاحم وتكثيف الجهود المبذولة لمكافحة السل في كل أنحاء المعمورة مع الزام كل الدول بضرورة الالتزام باستراتيجية العلاج اليومي المراقب لاسيما بعد أن تبين لمنظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 26 دولة فقدت السيطرة على المرض فيما وصلت نسبة الإنتشار في بعض الدول إلى مايقارب ال 25% كتنزانيا وعما سيقدمه البرنامج الوطني لمكافحة السل في محافظة تعز يقول مدير فرعه د.ياسين: بأن البرنامج سيضطلع بجملة من الفعاليات التوعوية أهمها استغلال المناشط الرياضية لخدمة وتفعيل سياسة البرنامج في طرق المكافحة وسبل الوقاية بالإضافة إلى تقديم كأس اليوم العالمي للسل في واحدة من أهم مواجهات دوري كرة القدم في درجته الأولى مؤكداً بأن الفعاليات المزمع تنفيذها ستعمل على تفعيل سياسة العلاج اليومي المراقب الذي بدأ في العام 95م على مستوى المحافظات ومن ثم الوصول في العام 2003م إلى المديريات. معلومات حيوية عن السل مرض السل: مرض معدٍ تسببه بكتيريا عصوية الشكل تدعى ميكوبكتريم. اكتشاف مسبب السل: اكتشف مسبب مرض السل في العام 1882م بواسطة العالم الألماني روبرت كوخ وقبل ذلك كان المرض غير معروف سببه وكان يعتقد أن السل سببه أرواح شيطانية يتم عزل المريض حتى يموت أو يشفى من تلقاء نفسه. انتشار السل: ينتقل السل غالباً من المريض إلى الشخص السليم عن طريق الرذاذ المتطاير من فم المريض المصاب بالسل الرئوي الايجابي اللطاخة عند السعال أو العطس وقد ينتقل المرض عن طريق المواد الغذائية الملوثة أو حليب الأبقار. أنواع السل: يقسم السل إلى قسمين: سل رئوي، سل خارج الرئة. غير معدٍ السل خارج الرئة يصيب أي عضو من أعضاء جسم الإنسان مثل «الدماغ، العظام، الغدد الليمفاوية، الأمعاء....إلخ». العوامل المساعدة للإصابة بالسل ليس كل من يتعرض للعدوى ببكتيريا السل أن يصبح مريضاً بالسل إذ أنه يجب أن تتوافر لدى الشخص المتعرض للعدوى عوامل معينة وهي: 1 ضعف المناعة. 2 سوء التغذية. 3 الاصابة ببعض الامراض مثل السكري والسرطان.. 4 الاصابة ببعض الامراض المعدية مثل الايدز التهابات الكبد.. إلخ. 5 استخدام بعض الأدوية التي تضعف المناعة مثل الكوريكوستريدات. 6 كمية الكبتريا فكلما تعرض الشخص للعدوى بكميات كبيرة من البكتيريا كانت فرصة اصابته بالمرض كبيرة. اعراض السل أعراض السل الرئوي: يشكو مريض السل الرئوي من عدة أعراض هي: 1 السعال المستمر أكثر من 3 أسابيع. 2 الحمى والتعرق وخاصة في الليل. 3 خروج بصاق قد يكون مصحوباً بالدم. 4 ألم في الصدر. 5 ضعف الشهية للطعام. 6 نقص الوزن. 7 ضعف عام. 8 ضيق التنفس احياناً. أعراض السل خارج الرئة يعتمد على العضو المصاب: 1 فقدان لوظيفة العضو المصاب. 2 حمى وتعرق ليلي. 3 ضعف الشهية. 4 نقص في الوزن. تشخيص السل تشخيص السل الرئوي 1 يتم تشخيص السل الرئوي من خلال فحص بصاق المريض 3 عينات «عينة عند حضور المريض في اليوم الأول وعينة في صباح اليوم التالي وعينة عند حضور المريض في اليوم التالي». 2 إذا لم يتم اكتشاف عصيات السل في بصاق المريض فإن الطبيب يلجأ إلى عمل أشعة للصدر. 3 اختبار التيوبر كلين وهي وسيلة غير مؤكدة وتكون مفيدة أكثر في تشخيص السل عند الاطفال. تشخيص السل خارج الرئة: يتم تشخيص السل خارج الرئة بواسطة الطبيب المختص وبإجراء فحوصات وتحاليل مختلفة مثل إجراء خزعة من الغدد لتشخيص السل في الغدد الليمفاوية. معالجة السل يتبع البرنامج الوطني لمكافحة السل 3 أنظمة علاجية يتم فيها معالجة حالات السل وهي أنظمة علاجية متبعة في كثير من دول العالم وموصى بها من منظمة الصحة العالمية وقد اثبتت فاعليتها في معالجة كل أنواع السل. وتتضمن هذه الأنظمة العلاجية أن يتناول المريض أدوية مكثفة تحت الاشراف اليومي المباشر في المرحلة البدائية المكثفة من العلاج وبعدها يتم الانتقال إلى المرحلة المتممة حتى استكمال الفترة العلاجية. وخلال فترة العلاج يتم متابعة فحوصات البلغم للمريض «سوف تدرس خلال مدة التدريب كيفية إعطاء الأدوية وتفاصيل أخرى. الوقاية من السل يتم الوقاية من السل من خلال الخطوات التالية: 1 معالجة حالات السل بطريقة فاعلة ليتم قطع سلسلة العدوى في المجتمع إذ أن مريض السل الرئوي المعدي يصبح غير معدٍ بعد شهر واحد من استخدامه للأدوية. 2 تطعيم الاطفال بلقاح ال «بي سي جي». 3 ازالة أو الحد من توفر العوامل المساعدة في المجتمع. 4 استخدام المناديل الورقية عند السعال أو العطس لدى مرضى السل الرئوي المعدي وعدم البصق على الأرض.