مازال مرض الدرن يشكل مشكلة صحية على المستوى العالمي والمحلي وفي كل المجتمعات ويعتبر 24 مارس من كل عام اليوم العالمي لمكافحة السل، يوافق هذا التاريخ إعلان العالم روبرت كوخ لاكتشاف الميكروب المسبب لمرض السل في برلين عام 1882م، قامت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لمكافحة السل والأمراض في اليوم الأول لمكافحة الدرن عام 1982م في محاولة للفت انتباه الرأي العام لهذا المرض حتى أصبح هذا اليوم منذ ذلك الوقت حدثاً صحياً دولياً هاماً. ومن خلال الاحتفال بالحدث يتم توعية المجتمع بحجم مشكلة مرض السل محلياً وعالمياً، وأعراضه والتشخيص والعلاج وأهمية تكاتف الجهود مع الهيئات والمنظمات المختلفة لمكافحة المرض بين كافة قطاعات المجتمع؛ وذلك بهدف تعبئة وحشد طاقة المجتمع لدعم البرامج الصحية وإزالة العقبات التي قد تواجهها، وهذا لن يتحقق دون المشاركة الإيجابية من جانب جميع المواطنين، وتغيير السلوكيات غير السليمة, وعن حجم المشكلة لمرض السل محلياً وعالمياً يقول الدكتور ياسين ردمان الأثوري منسق البرنامج الوطني لمكافحة السل بتعز: حجم المشكلة عالمياً 1 يقدر عدد المرضى الجدد بالسل حوالي 9 ملايين مريض سنوياً. 2 تقدر الوفيات من السل 3 ملايين سنوياً. 3 أسباب زيادة المرض عالمياً هي عدم كفاية الخدمات الصحية وانتشار الهجرة وظهور مرض الإيدز. 4 أكبر عدد من المرضى يوجد في آسيا حيث تمثل الحالات المكتشفة في الهند والصين واندونيسيا وباكستان وبنجلاديش أكثر من نصف الحالات على مستوى العالم. حجم المشكلة في اليمن يشكل مرض السل أحد المشكلات الرئيسة التي تهدد البلاد ويتزايد ظهور الحالات مع تزايد ظهور حالات الإيدز بين أوساط المجتمع ومع ضعف الشبكة الصحية في الأماكن الريفية. معدل الحدوث السنوي للإصابة:حوالي 25 حالة لكل 100.000 من عدد السكان و71 حالة لكل 1000 من السكان لكل أنواع حالات السل ويعرف الدكتور ياسين الأثوري مرض السل الإنساني والبقري قائلاً: الدرن أو السل مرض معد، يسببه ميكروب الدرن وغالباً ما يصيب الرئتين وقد يصيب أجزاء أخرى من الجسم، مثل الغشاء البللوري والغدد الليمفاوية والعظام والجهاز البولي والتناسلي وميكروب الدرن عدة أنواع أهمها: النوع الإنساني والنوع البقري, وعن أهداف البرنامج واستراتيجياته الأساسية يضيف الدكتور ياسين فيقول: البرنامج الوطني لمكافحة السل هو الخطة العلمية الموضوعة للتصدي لمشكلة الدرن التي يتم تطبيقها على مستوى الجمهورية، ويهدف إلى تقليل أعداد مرضى الدرن إلى الحد الذي لا يصبح معه الدرن مشكلة صحية قومية وذلك عن طريق: اكتشاف 70 % على الأقل من الحالات الإيجابية البصاق، والوصول بنسبة الشفاء إلى أكثر من 85 % من المرضى الذين يتم اكتشافهم.. أما الاستراتيجيات الأساسية للبرنامج فيضيف الدكتور ياسين: 1 توحيد طرق اكتشاف الحالات. 2 توحيد نظم العلاج لمرضى الدرن. 3 ضمان توافر أدوية الدرن بصورة مستمرة. 4 استخدام نظام حديث للتسجيل والإحصاء. 5 تدريب الفريق الصحي في وحدات الصدر والرعاية الأساسية. 6 الإشراف والمتابعة لضمان جودة الأداء. 7 التثقيف الصحي لزيادة الوعي لدى المرضى والمواطنين. 8 البحوث العلمية والميدانية لكافة الجوانب المتعلقة بمشكلة الدرن. وعن إنجازات البرنامج الوطني لمكافحة السل والتحديات المنتصبة أمامه يضيف قائلاً: أهم إنجازات البرنامج 1 نسبة نجاح العلاج وصلت إلى 84 %. 2 اكتشاف الحالات 60 %وهي في تحسن مستمر للوصول إلى الهدف العالمي 70 %. 3 التعاون مع العديد من الهيئات الدولية، مثل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ومنظمة الصحة العالمية. التحديات التي تواجه البرنامج 1 زيادة معدل اكتشاف الحالات للوصول إلى الهدف الذي حددته منظمة الصحة العالمية وهو 70 % من الحالات المتوقع اكتشافها. 2 علاج مرضى الدرن المقاوم للأدوية. وعن العلامات الخاصة بالمرضى يردف د. ياسين قائلاً: أعراض عامة لجميع أنوع السل، مثل: ضعف عام. فقدان الشهية. نقص الوزن. ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وعرق أثناء الليل. وهناك أعراض صدرية لمرضى السل الرئوي فقط مثل: سعال شديد لمدة تزيد عن أسبوعين. سعال مصحوب ببصاق مدمم. ألم بالصدر. ضيق التنفس أحياناً. أعراض السل غير الرئوي تعتمد على العضو المصاب، فعلى سبيل المثال: تورم بالغدد الليمفاوية، ألم وتورم عند إصابة المفاصل، صداع وحمى وتيبس العنق ونعاس عند الإصابة بالتهاب السل السحائي. طرق انتقال العدوى الطريق المباشر: الرذاذ المتطاير الذي يحمل ميكروب السل. الطريق غير المباشر: إذا بصق المريض على الأرض وجف البصاق، فإن الأتربة المتطايرة نتيجة الكنس أو تيارات الهواء تحمل الميكروب ويستنشقها الشخص السليم. حليب البقر غير المغلي إذا كان يحتوي على ميكروب الدرن. أما الطرق التشخيصية للمرضى فقد لخصها منسق السل، كما يلي: 1 فحص البصاق بالطريق المباشرة “بالميكروسكوب. 2 عمل مزرعة للبصاق إذا لزم الأمر. 3 اختبار التيوبركولين ويساعد في تشخيص المرض بالنسبة للأطفال. 4 الكشف بالأشعة على الصدر. 5 فحص الأنسجة. وعن كيفية الوقاية من مرض السل أوضح د.ياسين الآتي: ضرورة اكتشاف ومعالجة حالات الدرن الإيجابية البصاق؛ لأن هذه الحالات هي مصدر العدوى. الكشف الطبي المبكر عند الشعور بالسعال لمدة أكثر من أسبوعين وارتفاع في درجة الحرارة. التطعيم المبكر بلقاح البي سي جي بالنسبة للأطفال حديثي الولادة. الكشف على المخالطين لمريض الدرن يساعد على اكتشاف الكثير من الحالات. العادات الصحية السليمة مثل عدم البصق على الأرض أو العطس في وجه الآخرين. المسكن الصحي مع التهوية الجيدة والشمس تساعدان على قتل ميكروب الدرن. وفيما يتعلق بطرق المعالجة وأهمية انتظامها يواصل الدكتور ياسين الأثوري: أصبح مرض السل قابلاً للشفاء حيث توفرت الأدوية الفعالة اللازمة للعلاج، ولكن لابد أن يؤخذ العلاج بانتظام بالجرعة الصحيحة، وباستمرار للمدة المقررة حسب نظام العلاج الموصوف بواسطة العامل الصحي . مراحل المعالجة تتكون جميع نظم العلاج من مرحلتين: المرحلة المكثفة(من شهرين) وفي هذه المرحلة تموت بكتيريا الدرن النشطة؛ وذلك نتيجة لاستعمال أربعة أدوية في نفس الوقت ويتحسن المريض بسرعة، كما يصبح غير معد للآخرين. المرحلة المتممة ويُستخدم في هذه المرحلة نوعان من الدواء للقضاء على جميع بكتيريا السل، التي لم يتم القضاء عليها خلا مرحلة العلاج المكثف والتي يقال لها البكتريا الخاملة، والتي تنشط من حين لآخر وذلك لمنع حدوث انتكاسة. شروط المعالجة الدوائية اكتشاف وتشخيص المرض مبكراً. وصف الأدوية المناسبة للحالة. الانتظام في أخذ العلاج الموصوف بدون انقطاع وفق الشروط المحددة للمعالجة. يقصد بالدوتس المعالجة اليومية أو العلاج اليومي المراقب. النتائج المتوقعة بعد تطبيق الدوتس 1 ارتفاع نسبة الشفاء لأكثر من 85 %. 2 تقليل عدد مرضى الدرن المزمنين. 3 تقليل انتقال العدوى. 4 منع حدوث مقاومة بكتيريا الدرن للأدوية النوعية لعلاج الدرن. 5 زيادة الوعي والمعرفة عن مرض الدرن. 6 محو وصمة المرض بين المواطنين. وعن أهمية التثقيف الصحي وأهمية المشاركة المجتمعية في مكافحة المرض يقول د.ياسين الأثوري: أهمية تحريك المجتمع في مجال مكافحة السل حيث يشكل المرض مشكلة صحية هامة في بلادنا والعالم والسل له أبعاد اجتماعية واقتصادية هامة بجانب البعد الصحي. الدرن ارتبط في أذهان الناس بالكثير من المفاهيم الخاطئة كالوراثة. التنسيق بين الجهات المختلفة التي تقدم الخدمة لمريض الدرن. تحسين السلوك الصحي للمواطنين بهدف المشاركة في تحقيق أهداف البرنامج للقضاء على الدرن. أهمية التثقيف الصحي في مكافحة السل 1 مرض السل معد ويصيب كثيرا من المخالطين. 2 مرض الدرن يحتاج لمدة طويلة من العلاج مما يجعل بعض المرضى يرفضون العلاج عند شعورهم بالتحسن، بعد بدء العلاج بفترة قصيرة. 3 بالتثقيف الصحي يمكن التحكم في العدوى وفي نفس الوقت مساعدة مريض السل في تفهم طبيعة مرضه ومدة علاجه.