أكد وكيل وزارة الإعلام محمد منصور أن ما يجري في عدد من الساحات العربية، وخصوصًا في المحافظاتالجنوبية لليمن، لا يمكن فصله عن دور المال الخليجي الذي يقف خلف تمويل مشاريع الفوضى والصراعات، ويخدم في محصلته النهائية الأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة. ولفت منصور، إلى أن التجارب القائمة في ليبيا والسودان تكشف بوضوح طبيعة هذا الدور، حيث تتقاطع الأموال الخليجية، ولا سيما الصادرة عن السعودية والإمارات وقطر، في تمويل الصراعات وإذكاء الانقسامات، مؤكدًا أن "الحديث عن صراع نفوذ هنا أو هناك لا يخرج في جوهره عن كونه صراع أموال، بينما تذهب الثمار السياسية والأمنية في نهاية المطاف لصالح الكيان الصهيوني والولايات المتحدةوبريطانيا". وأشار إلى أن ما يُطرح بشأن جنوباليمن، سواء على مستوى الانفصال أو التطبيع، يجري تسويقه إعلاميًا باعتباره "إجماعًا شعبيًا"، واصفًا ذلك ب"الأكذوبة الكبرى"، متسائلًا عن الجهات التي تموّل هذه العناوين والمسيرات، ومؤكدًا أن غياب التمويل الخليجي كفيل بإسقاط هذه المشاريع، إذ "لا تستطيع أمريكا ولا بريطانيا ولا الكيان الصهيوني تمرير مخططاتها دون هذا المال". وفي حديثه عن الأهداف الاستراتيجية، شدد منصور على أن السعودية تسعى لتحقيق مصالح محددة، من بينها مشاريع مرتبطة بالموانئ والأنابيب والممرات البحرية، ضمن شبكة مصالح أوسع تخدم القوى الغربية والكيان الصهيوني، معتبرًا أن هذه التحركات تمثل أحد أركان الصراع الجاري في المنطقة العربية. وتطرق وكيل وزارة الإعلام إلى ما تشهده المحافظاتالجنوبية من محاولات لإظهار مشهد سياسي وأمني مصطنع، قائم على المال والدفع، لافتًا إلى أن الفوضى والانفلات الأمني هما نتاج مباشر لهذا التمويل، وليس تعبيرًا عن إرادة حقيقية للشعوب. وأضاف أن التظاهرات التي جرى تنظيمها في عدن وغيرها لم تكن سوى نتاج "أموال مدفوعة"، ولا تعكس المزاج الشعبي الحقيقي. وفي سياق متصل، اعتبر منصور أن الكيان الصهيوني، وبعد إخفاقه في مواجهة اليمن خلال معركة طوفان الأقصى، بات يبحث عن أي مسار بديل لتعويض فشله، سواء عبر البحر الأحمر أو من خلال محاولات النفاذ عبر السودان أو القرن الإفريقي، مؤكدًا أن هذا التحرك يأتي في إطار السعي لتأمين مصالحه البحرية والتجارية ومنع تكرار ما وصفه بحالة الاختناق الاستراتيجي التي تعرض لها. وأكد أن اليمن يتابع هذه التحركات "بقدر عالٍ من الانضباط والمسؤولية"، مشددًا على أن العنوان الثابت الذي لا يمكن التنازل عنه هو السيادة، وأن "كل ذرة تراب في الجمهورية اليمنية تمثل جزءًا لا يتجزأ من هذه السيادة"، رافضًا أي محاولات لفرض وقائع جديدة في حضرموت أو عدن أو غيرها من المحافظاتالجنوبية. ونوّه منصور إلى أن الحديث عن القدرة على اقتحام صنعاء أو كسر إرادة اليمنيين لا يعدو كونه أوهامًا، مذكرًا بأن صنعاء واجهت، على مدى عشر سنوات، عدوانًا واسعًا شاركت فيه السعودية والإمارات ودول أخرى، بحضور أمريكي وصهيوني مباشر، دون أن تنكسر أو تتراجع عن مواقفها. وجدد التأكيد على أن المشاريع التي تُدار عبر المرتزقة، سواء كانوا تابعين للإمارات أو السعودية أو قطر، لا تحمل سوى عنوان واحد هو "الارتهان والخيانة"، مؤكدًا أن مصير هذه المشاريع هو الفشل، مهما توفر لها من دعم مالي وإعلامي. وأكد وكيل وزارة الإعلام أن اليمن، من المهرة إلى صعدة، يمتلك من الوعي الشعبي والصلابة الإيمانية والقيادة ما يجعله قادرًا على إفشال هذه المخططات، مشددًا على أن وقف تدفق المال الخليجي نحو مشاريع الفوضى كفيل بإرباك واشنطن ولندن وكيان العدو، وإسقاط رهاناتهم في اليمن والمنطقة.