السل أو التدرن مرض تسببه جراثيم السل التي تسمى عصيات ((باسيلات)) جراثيم السل تدخل الرئتين عن طريق التنفس ويمكن لها أن تستقر في أي مكان في الجسم ولكنها في الغالب تستقر في الرئتين.. لتسليط الضوء على ذلك التقت(الجمهورية) الدكتور مجدي بدران اختصاصي أمراض السل وحاورته حول السل وأعراضه وطرق الوقاية واليكم محصلة اللقاء. الفئات المعرضة - السل مرض مزمن ينتج عن العدوى بميكروبات السل وحينما تتأذى الرئتان بهذه الجراثيم يبدأ الشخص بالسعال وإخراج (البصاق)من الرئتين ولا يستطيع التنفس بسهولة وبدون معالجة صحيحة يمكن أن يموت الشخص بسبب السل. وعن أكثر الفئات التي تصاب بهذا المرض يقول الدكتور بدران: من تتراوح أعمارهما بين 45-15 سنة حيث يتسبب هذا المرض في وفاة 2 مليون حالة سنوياً على المستوى العالمي..والسل يعني انحلال الجسم ويسمى بالدرن لظهوره على هيئة درنات وعدوى السل تحدث في العالم بمعدل إصابة كل ثانية لذا فثلث سكان العالم يحملون ميكروبات السل في أجسامهم وميكروبات السل بطيئة التكاثر فهي تتكاثر في حوالي 18 ساعة عكس غالبية البكتيريا التي تتكاثر في 20 دقيقة فقط حيث تولد الكحة الواحدة 3000 فطيرة معدية ويكفي عشرة ميكروبات منها لإحداث العدوى وأكثر الأشخاص عرضة للمرض هم الأطفال حيث يصيب السل غالباً الرئتين لكن من الممكن إصابة العقد الليمفاوية والجهاز العصبي والعظام والمفاصل والجهاز البولي والجهاز التناسلي والجلد. خطورة مرض السل - وأضاف الدكتور مجدي بدران ليس بالضرورة أن يصبح كل إنسان مصاب بالسل مريضاً فالجهاز المناعي يغلق ميكروب السل ويقيد حركته تماماً مما يجعل العدوى كامنة لسنوات لهذا فعندما تضعف مناعة الشخص المصاب تصبح فرص ظهور المرض أكثر حيث تتحول العدوى إلى سل نشط في 10 % من الحالات فقط بينما تظل كامنة في 590 من الحالات ولا تشكل خطورة على الآخرين وتنشيط بمعدل 510 سنوياً حسب نقص المناعة. وقال الدكتور بدران : إنه من مشاهير مرض السل الفيلسوف الفرنسي فولتير وبوليفار بطل تحرير أمريكا اللاتينية وزعيم الجنوب الأفريقي نيلسون مانديلا ويقدر وفق الدراسات العالمية أنه بحلول 2020 ستزيد معدلات الإصابة بالسل إلى مليار شخص إصابة سل حديثة وأن 20 مليون إنسان سيصبحون مرضى إذا لم يتم السيطرة على السل عالمياً ..ويقول الدكتور/ عصام محمد الجابري اختصاصي مرض السل إن من أهم أعراض هذا المرض هي الكحة لمدة أكثر من أسبوعين مع ارتفاع الحرارة والعرق خصوصاً أثناء الليل وفقدان الشهية ونقص الوزن. أما في حالات السل خارج الرئة فهي نفس الأعراض السابقة دون سعال أو ألم في الصدر ونفث دم كما يمكن ظهور أعراض خاصة بحسب مكان الإصابة ويمكن أن تنتقل الجراثيم من خلال السعال والعطس من الشخص المريض إلى السليم عن طريق التنفس لتصل لأعماق الرئة وهذه المتفطرات يمكن القضاء عليها بالهواء النقي وأشعة الشمس خلال نصف ساعة..كما يمكن أن ينتقل السل عن طريق جهاز الهضم وعن طريق شرب الحليب الملوث من ضرع بقرة مصابة بالسل ولكن هذا النوع أصبح نادراً الآن. أهم طرق الوقاية - وأهم طرق الوقاية من هذا المرض الفحص المبكر وعلاج حالات الدرن مبكراً لأنها مصدر العدوى وذلك بالتطعيم بلقاح بي-سي- جي للأطفال حديثي الولادة كما أن الكشف على المخالطين لمريض الدرن يساعد على اكتشاف الكثير من الحالات والعادات الصحيحة السليمة مثل عدم البصق على الأرض وعدم الكحة أو العطس في وجه الآخرين والامتناع عن شرب المداعة أو تدخين السجائر والشيشة وتجنب المصابين بالسل وإذا حدثت الأعراض الخاصة بالسل ولم يتحسن المريض بعد تناوله المضادات الحيوية للسعال لمدة 3-2 أسابيع هنا يجب أن نفكر بالسل ويجب التوجه لأقرب مركز أو مرفق صحي في أي مكان وعدم التأخير وبدوره الطبيب يقوم بالفحص وطلب تحليل ثلاث عينات متتالية من البصاق للكشف عن العينات وبالتالي طلب عمل أشعة للمصاب وفحص البصاق للتأكد من وجود إصابة من عدمها. نصائح قيمة - إذا تبين أن الشخص مصاب بمرض السل فعليه أن يتبع النصائح التالية:- - عدم الخوف أو الفزع أو الخجل فالسل أصبح مرضاً قابلاً للشفاء تماماً. - تناول كل الأدوية الموصوفة في أقرب مرفق صحي. - تناول العلاج بانتظام ودون انقطاع للكمية الموصوفة وللفترة المحددة بحيث يضمن الشفاء التام. - فترة المعالجة وفقاً للفئة العلاجية المعتمدة تكون 8-6 أشهر في الفئة العلاجية الأولى وتقسم لمرحلتين. 1- المرحلة البدائية أو المكثفة وتستمر لشهرين يتناول المريض فيها أربعة أدوية مركبة في قرص واحد في نهاية هذه المرحلة بحيث لا تقل عن 56يوماً يعاد فحص البصاق للمريض للتأكد خلوه من الجراثيم فإذا بقي منها شيء تمدد المعالجة بالأربعة الأدوية شهراً آخر 28 يوماً. بعد انتهاء المرحلة الأولى وبعد التأكد من خلال المريض من الجراثيم من فحص البصاق تبدأ المرحلة الثانية هي المتابعة أو الاستمرار والتي يتعاطى فيها المريض دوائين في قرص واحد ولمدة ستة أشهر 168يوماً أو دوائين أحدهما الريفأمبيسين ولمدة أربعة أشهر 112يوماً وتسمى هذه الطريقة بالعلاج اليومي تحت الإشراف المباشر وقد ثبتت فاعليتها في ضمان الشفاء بشكل قاطع وتطبق في كافة المرافق الصحية في اليمن. أما مريض الفئة الثانية فيتعاطى الأدوية لثمانية أشهر وتقسم لمرحلتين: الأولى: مكثفة لمدة شهرين 56 يوماً خمسة أدوية+ شهر 28 يوماً أربعة أدوية. الثانية: متابعة لمدة خمسة أشهر 140 يوماً ثلاثة أودية.