إصابة مواطن بنيران العدو السعودي في منبه بصعدة    وجعي عليك يا حاشد    برنامج الأغذية العالمي يعلن استمرار تعليق أنشطته في مناطق سيطرة سلطات صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تداعيات ما بعد أحداث حضرموت    محمد منصور: المال الخليجي يصنع الفوضى في اليمن والمنطقة    صلاح ومرموش يقودان منتخب مصر لإحباط مفاجأة زيمبابوي    نابولي بطلا للسوبر الإيطالي على حساب بولونيا    رئيس مجلس الشورى يعزّي في وفاة القاضي محمد عبدالله عبدالمغني    مخيم طبي مجاني لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بالحديدة    بين "سايكس بيكو" القديمة و"أجندة التقسيم" الجديدة: اليمن في عين العاصفة    رويترز: أميركا تنفذ جولات استطلاع فوق نيجيريا بعد تهديدات ترامب    حسابات مصطفى النعمان السياسية.. حين يُستدعى الحوثي كورقة ضغط على السعودية    تصريحات النعمان تفضح إفلاس الشرعية وسقوطا أخلاقيا يكشف رغبة بالتحالف مع الحوثي    الابتزاز الرخيص آخر وسائل الشرعية    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    فنان تشكيلي يتلقى إشعاراً بإخلاء مسكنه في صنعاء ويعرض لوحاته للبيع    أبين.. إصابة 3 جنود من الحزام الأمني جراء هجوم بطائرة مسيّرة    الخارجية الروسية: روسيا تؤكد تضامنها مع فنزويلا على خلفية التصعيد في البحر الكاريبي    الصحفي والناشط الحقوقي نشوان النظاري    تواصل منافسات بطولة الرماية المفتوحة للسيدات والناشئات    تلغراف البريطانية: الصراع في المناطق المحتلة قد يعزز نشاط التنظيمات الإجرامية    ما الذي يعنيه تعليق صندوق النقد أنشطته في اليمن؟    ندوة ثقافية في الحالي بالحديدة بذكرى جمعة رجب    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزّي في وفاة الشيخ حسين جابر بن شعيلة    صنعاء : تخصيص 600 مليون ريال للمشاريع الصغيرة وعدم منح أي تصريح لأي مول    هيئة المواصفات تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    رشيد تعز يفوز على تضامن شبوة في دوري الدرجة الثانية    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    خطوة إيرانية لتشويه الجنوب واستهداف الانتقالي    وقفة طلابية تندد باغتيال الاستاذ الشراعي بالتفجير الذي استهدف مقر الإصلاح بتعز    خبير مصري: إخوان اليمن يلتقون المخابرات البريطانية    مستشفى الجمهوري بصنعاء يدشن جراحة القلب المفتوح    الإصلاح بحجة ينعى الشيخ مبخوت السعيدي ويذكّر بمواقفه الوطنية وتصديه للمشروع الحوثي    فيفا: السعودية معقل كرة القدم الجديد    الأرصاد يتوقع أجواء شديدة البرودة وتشكّل الصقيع    الذهب يتجاوز 4400 دولار للأونصة والفضة عند مستوى تاريخي    اغتيال جنرال في الجيش الروسي في موسكو    المغرب يفتتح كأس إفريقيا 2025 بهدفين رائعين في شباك جزر القمر    افتتاح 19 مشروع مياه تعمل بالطاقة الشمسية في الحديدة    خلال مراسم تشييع جثمان الصحفي الأميري.. المشيعون: الإعلام اليمني فقد أحد الأقلام الحرة التي حملت هموم الوطن    بهويته الإيمانية.. شعب الحكمة والإيمان ينتصر للقرآن    مرض الفشل الكلوي (33)    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي ملاك وممثلي معامل الدباغة ومصانع الجلديات    الدوري الاسباني: برشلونة يهزم فياريال ويؤكد انفراده بالصدارة    تدشين البطولة المفتوحة للرماية للسيدات والناشئات بصنعاء    السقطري يترأس اجتماعًا موسعًا لقيادات وزارة الزراعة والثروة السمكية ويشيد بدور القوات الجنوبية في تأمين المنافذ ومكافحة التهريب والإرهاب    البنك المركزي يوقف التعامل مع منشأة صرافة ويعيد التعامل مع أخرى    تقرير أممي: ثلث الأسر اليمنية تعيش حرمانًا غذائيًا حادًا    اللجنة الوطنية للمرأة بصنعاء تكرّم باحثات "سيرة الزهراء" وتُدين الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تداعيات ما بعد أحداث حضرموت
نشر في 26 سبتمبر يوم 23 - 12 - 2025

تختزل الذاكرة الجنوبية بالكثير من المآسي قبل تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990م، كما أن هناك ثقوباً سوداء لمرحلة ما بعد الوحدة جراء حرب صيف 94م، وما نتج عنها من مظلومية لأبناء المحافظات الجنوبية.
ويبقى السؤال الأبرز هنا: هل القفز نحو خيار الانفصال هو الحل الأمثل، وما التداعيات المتوقعة بعد أحداث حضرموت على مستقبل اليمن بشكل عام ومستقبل الوحدة بشكل خاص؟
في البداية جاءت الأحداث سريعة وخاطفة، فالتحرك العسكري لمليشيا الانتقالي للسيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة جاء من دون عراقيل، وكان انسحاب المليشيا التابعة للسعودية أسهل من شربة الماء، وإذا كان إعلام الخونة ومموليهم يوحي بوجود صراع بين الطرفين، فإن الرسالة الواضحة لدى صنعاء بأن ما حدث هو احتلال بثوب جديد، وانتقال للمعركة من طور إلى آخر، ومن شكل إلى آخر، باعتبار أن اليمن لا يزال في حالة عدوان من قبل الأمريكي والسعودي، وأن ما يحدث في المحافظات الجنوبية والجنوبية الشرقية هو جزء من مخطط هذا العدوان، كما قال عضو المجلس السياسي الأعلى بصنعاء الدكتور عبد العزيز بن حبتور في مقابلة له على قناة "المسيرة" الجمعة الماضية.
ما يهم السعودية والإمارات من اليمن ليس الوحدة أو الانفصال، وإنما كيفية الاستحواذ على القرار اليمني، سواء أكان موحداً أو منفصلاً، والدليل على ذلك أن الإمارات، التي تضخ المليارات بسخاء دعماً لمليشيا الانتقالي التي تتبنى الدعوة نحو الانفصال، هي ذاتها التي تضخ المليارات للخائن طارق صالح عفاش المتمسك بالوحدة وبالعلم الجمهوري، في تناقض صارخ للسياسة الإماراتية، فهي مع الانفصال ومع الوحدة أيضاً.
بالنسبة للإمارات، فهي تتحرك في اليمن ضمن مخطط خطير يستهدف طرق الملاحة البحرية، خدمة للعدو الإسرائيلي الذي يطمح إلى تأسيس موطئ استراتيجي له في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والمحيط الهندي، ما يمكنه من الإشراف على أهم طرق الشحن الدولية، حيث يأتي ذلك في إطار اتفاقية التعاون البحري الموقعة بين شركات "موانئ دبي العالمية" و"دوفر تاور الإسرائيلية"، والتي جرى توقيعها بعد يوم واحد فقط من التوقيع على اتفاقيات إبراهام التي أدخلت الإمارات إلى التطبيع العلني مع كيان العدو الإسرائيلي.
أما المملكة العربية السعودية، فهي جار غير طيب لليمن منذ عقود، وقيل إن الملك سعود أوصى أبناءه بالحذر من استقرار وهدوء اليمن؛ لأن ذلك سيكون خطراً عليهم، وهي رؤية مستقبلية للملك عبد العزيز آل سعود، لأن اليمن في ظل الهدوء والاستقرار والرخاء والازدهار سيجعله يتربع مكانة مميزة في المنطقة، لما يمتلكه من مقومات اقتصادية وحضارية ودينية، وموقع استراتيجي، والسعودية تريد أن يكون اليمن تابعاً لها، ولن يتحقق ذلك إلا بإضعافه وتقسيمه، وزرع الفرقة بين أبنائه.
وفي خضم هذه الأحداث والتطورات، فإن أدوات العدوان والخيانة، سواء من المليشيا التابعة للإمارات أو تلك التابعة للسعودية، تعيش في دوامة خطيرة جداً، فلا "الانتقالي" قادر على تحقيق "الانفصال"، ولا الإصلاح قادر على اتخاذ موقف لاستمرار الوحدة، وكلا الفريقين قرارهما مرهون بالقرار الذي تتبناه السعودية بالتحديد.
وعلى الرغم من السيطرة الكاملة لمليشيا الانتقالي على المحافظات الجنوبية والجنوبية الشرقية، والانقسام في حكومة الخونة ما بين مؤيد للانتقالي ومعارض له، إلا أن الخائن عيدروس الزبيدي لا يجد الطريقة المناسبة للانفصال، فهو عاجز تماماً عن ذلك، وهذا ببساطة لأن القرار ليس نابعاً من إرادة جماهيرية ومن قيادة ثورية، وإنما هي خطوات تتحرك وفق ما يرسمه الاحتلال الإماراتي السعودي، ولذا تصطدم بواقع غير مرحب بهذه الخطوة، ومخاوف كبيرة من مآلاتها.
وتبقى السيناريوهات متعددة أمام هذا الواقع، فهناك السيناريو الأكثر ترجيحاً أن يتم إعادة تشكيل ما يسمى "المجلس الرئاسي"، بحيث يتم استبعاد الخائن العليمي والقيادات من حزب الإصلاح، والاكتفاء برئيس واحد، قد يكون الزبيدي، ونائب له كالخائن عفاش، مع استمرار الوضع كما هو عليه.
أما الخيار الثاني، وهو الدخول في مواجهة بين أدوات الاحتلال، فهذا مستبعد؛ لأن المعركة انتهت، والاقتتال بينهما توقف سريعاً؛ ولذا يبقى السيناريو الأخطر هو إعادة تشكيل أو تدوير مجلس الخيانة، لتحريكه نحو فتح جبهة جديدة مع صنعاء، تحت مبرر "تحرير الشمال"، وهو سيناريو يخدم في المقام الأول الكيان الصهيوني، الذي تجرع الويلات من القوات المسلحة اليمنية في معركة طوفان الأقصى، وبحث عن حلول كثيرة لإيقاف الحصار اليمني وفشل، كما فشل العدوان الأمريكي والبريطاني، ولذا تبقى هذه الخطوة في تحريك الخونة اليمنيين للقيام بعمل عسكري يأملون أن يحقق النجاح، لكنه، وبحول الله وقوته، سيكون مقدمة لكنس المرتزقة، وحماية الوحدة اليمنية من مخاطر التقسيم والانفصال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.