يشهد العالم إجماعاً يزداد قوة عاماً بعد عام على أن التعليم هو قضية القضايا وأنه يمثل دائماً المدخل الأساس لتحقيق التنمية لأي مجتمع من المجتمعات وقد جاء هذا الاجماع نتيجة لإدراك الشعوب لأهمية التعليم وأثره الواضح في تقدم وتطور بعض الشعوب التي عملت على الاهتمام بالتعليم وقضاياه المختلفة من خلال رسم استراتيجيات واضحة المعالم والرؤى تعمل على تطوير القدرات وتنمية المهارات وفق أسس ومناهج تراعي المتطلبات والمتغيرات التي يشهدها العالم بصورة مستمرة. وقد ظهر مع هذا الاجماع على أهمية اتفاق عام بين مختلف المجتمعات والثقافات على أن المعلم هو أهم عنصر من عناصر منظومة التعليم وأنه ضمير الأمة في تشكيل الشخصية الإنسانية وأداة التفاعل الحي الخلاق بين العقول المتعلمة. حيث تجمع الشعوب أيضاً على المكانة المثلى للمعلم بصفته إنساناً صاحب رسالة إنسانية عظيمة شبهت برسالة الأنبياء ودائماً يحتل المعلم منزلة رفيعة ويحظى باحترام وتقدير المجتمع نظراً للدور الهام الذي يضطلع به في تنشئة الأجيال الذين هم أمل الأمة ورجال المستقبل التنشئة العلمية والثقافية والاجتماعية والحضارية والوطنية التي تنسجم مع طموحات وآمال الشعوب. وتولي بلادنا اهتماماً كبيراً بالمعلم عرفاناً بالجهود القيمة والعطاءات العظيمة والخدمات الإنسانية التي يقدمها كافة المعلمين والمعلمات والموظفين والتربويين في هذا القطاع الهام والحساس الذي تدرك أهميته قيادتنا السياسية وتوليه اهتماماً خاصاً ويظهر ذلك جلياً من خلال مراجعة الأمور والقضايا المرتبطة بعطاءات المعلمين والمعلمات والتربويين كافة وبما من شأنه استقرار واستمرارية نجاح البرامج والخطط التعليمية دون أية عوائق. إن مهنة التعليم ليست من المهن السهلة كما يعتقد البعض ولكنها مهنة كبيرة وصعبة لايتحملها إلا أشخاص يتوفر لديهم الصبر والقوة والقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات المتعلقة بواقعهم المهني. مهنة ذات طابع خاص تفترض وجود عدد من المهارات والسمات والقدرات لدى من يقومون ويشتغلون بهذه المهنة النبيلة التي ستظل الصفوة مابين كافة الشرائح المهنية وهنا لابد أن ندعو الجميع إلى ضرورة تعزيز دور المعلم والارتقاء بمكانته من خلال تطوير مهاراته والارتقاء بقدراته وتسوية وضعه المهني والمعيشي لأن ذلك وبلاشك سينعكس إيجاباً على واقع المجتمع بأكمله.