منذ الثلاثاء المنصرم وحتى صياغة الخبر وأنا أتساءل ترى كيف سأكتب عما حدث في تلك الأمسية المعدة والمكرسة لإحياء أربعينية الأستاذ المؤرخ عبدالرحمن طيب بعكر والأستاذ الشاعر محمد كامل الأني، خاصة وقد شارك في إحيائها العديد من الأدباء والمثقفين والشعراء والمهتمين أو لربما نتج هذا الشعور لفرط ماجاء التفاعل هناك إيجابياً وناجحاً الأمر الذي خشيت معه أن أفقد صبغة الحياد المطلوبة مني، أو أن أتهم بالترويج والاحتفاء بالآخرين لكن هذا ماحصل ودموع الحاضرين شاهدي ودليلي. كان أول المتحدثين محمد عبدالرحمن طيب نجل الراحل رحمه الله وفي كلمته ألقى الضوء على سيرة والده الذاتية وطقوسه المعرفية والكتابية ورصد أهم مؤلفاته ومساهماته التي رفدت الساحة وخلدت كواكب اليمن الساطعة في سماء الإسلام وأنه نقش ملامح اليمن وأبان ضماداتها المطلوبة. تلاه السيرة الذاتية للأستاذ الشاعر/ محمد كامل الأني ألقتها ابنة الفقيد هدى محمد كامل في كلمتها أطلع الحاضرون على أبرز المحطات التي نهل منها الفقيد والمسافة التي احتاجها ليصل إلى منافذ الضوء وقلوب الآخرين. وبدوره تحدث الأستاذ الدكتور/ عبدالحميد الحسامي عن ملامح بارزة من شخصية بعكر وتبعه تقسيم لحياة الراحل إلى ثلاث مراحل ذكر فيها سماته الشخصية ومؤلفاته وأبرز الخصائص والصفات لمشروعه الثقافي والمعرفي ومواقفه الأدبية الناضجة التي دعى من خلال الاستشهاد بها إلى الاهتمام والعناية بموروث بعكر وتكريس الجهود لإبراز كنوزه ومعارفه، في الآن ذاته رصد الأستاذ/ حمود هاشم الذارحي في ورقته التي ألقاها نيابة عنه الأستاذ إبراهيم طلحة أهم المواطن التي جمعته بالأستاذ محمد كامل الأني وعرفته على معدنه النقي الأصيل بمواقفه المشرفة التي سطرها في سجل أيامه المشرقة. بعد ورقته تلك تحدث الأستاذ/ عبدالسلام عثمان عن العلاقة الحميمية التي ربطت بعكر بمؤسسة الإبداع وعمد لسرد أهم مؤلفات الراحل المؤرخ رحمه الله. أختتمت الفعالية بقصيدة رثائية مجلجلة للحارث بن الفضل الشميري رثى بها فقيدي الأدب والفكر والثقافة.