د / محمد أحمد الضراسي : تستحق الرضاعة الطبيعية اشارة خاصة ففي المناطق الريفية مازالت هي الطريقة الرئيسية لإطعام الرضيع، وتستمر عادة لمدة من 12 إلى 25 شهراً وهي مفيدة للغاية لأنها رخيصة ومأمونة واقتصادية، فلبن الأمهات ميسر بسهولة كما انها تضفي نوعاً من الحصانة ضد الأمراض والعدوى،وتوثق أواصر المحبة بين الطفل وامه،اما الرضاعة الصناعية فهي شاقة بالنسبة للأب وحاجات الإرضاع وأيضاً شاقة على الأم وخطرة بالنسبة للرضيع وباهظة التكاليف بالنسبة للأب فزجاجات الارضاع تتلوث بسهولة ويطعم الرضيع عادة كتلة لبنية باهتة من البكتيريا تؤدي إلى نتائج من اليسير التكهن بها. وما يؤسف له ان التعليم الخاص بالتغذية الذي يتلقاه ويقوم بتلقي العاملون في الحقل الصحي يركز غالباً على الرضاعة الصناعية وفي كثير من المستشفيات الكبيرة يجرى عمليات استبعاد الرضاعة الطبيعية عن طريق فصل الرضيع عن أمه منذ ولادته وارضاع الطفل صناعياً في فترة مبكرة للغاية من حياته قبل ان يظهر اللبن في ثدي الأم في اليوم الثالث وعندئذ لاتصبح الرضاعة الطبيعية مقرره على الاطلاق ويقوم معظم صناع اللبن وتجاره بتعزيز هذا الاتجاه الضار عن طريق تقديم اللبن مجاناً للأطفال حديثي الولادة حتى في المستشفيات، وينبغي لمهنة الطب والتمريض مقاومة هذه الاتجاهات بشدة إلا انهما في العادة لاتكترثان بل أحياناً تشجعانها، وحيثما أمكن وخاصة في المناطق الريفية يجب ان تمتد فترة الرضاعة الطبيعية لفترة أثني عشر شهراً على الأقل مع اضافة مغذيات أخرى في الوقت المناسب وبالطبع فإن التغذية المدعمة بمافيه الكفاية ضرورية لوقاية الوضع الغذائي للأم من التدهور أما في المناطق الحضرية فإن الرضاعة الطبيعية في تناقص مستمر وسبب ذلك في الغالب احتياج الأم إلى سرعة العودة إلى عملها مرة ثانية بيد أنه في بعض الأحيان حتى المتصلين بها في الحقل الصحي لايوصونها بحماس أن تبدأ أو تواصل ارضاع طفلها طبيعياً وتوجد الآن رابطة دولية للأمهات المرضعات تشجع بحماس الرضاعة الطبيعية وتحاول الحيلولة دون انحسارها في جميع انحاء العالم.