الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحليب الصناعي وحليب البقر لايشتملان على المقومات والعناصر الغذائية التي يحتويها حليب الأم
الدكتور/ خالد غيلان سعيد:
نشر في الجمهورية يوم 02 - 12 - 2006


- زكي الذبحاني ..
خص الله جل وعلا الرضاعة الطبيعية بمزايا فريدة أذهلت العلماء، لاينالها الطفل فحسب، بل للأم أيضاً نصيب وافر من فيضها الزاخر.. فحري بها الوثوق تمام الثقة من أن حليبها أكثر أماناً ونفعاً لها ولطفلها الرضيع، وأن تحرص أيما حرص على إرضاعه، لايثنيها أو يمنعها عنه شيء.. لقاؤنا مع الدكتور/ خالد غيلان سعيد استشاري طب الاطفال «أستاذ مساعد طب الأطفال بكلية الطب جامعة صنعاء» كرس لمناقشة قضية الرضاعة الطبيعية والتي هي لاشك الملاذ الآمن لصحة الأم والطفل، كما مزج بين عملية الإرضاع والوجبات المساندة المكملة اللازمة لصحة ونمو الرضيع، وقد جاء فيه:
- منفعة مشتركة
باختصار مامدى اكتساب الأم من الفوائد من جهة وطفلها من جهة أخرى إن هي حرصت على ديمومة إرضاع طفلها من الثديين؟
دراسات كثيرة أجريت في هذا الجانب، أكدت أن إرضاع الأم لطفلها من ثدييها إذا مورس دون انقطاع يساعد على تأخير الحمل بتأجيله الدورة الشهرية حتى الشهر السادس بعد الولادة، ويساعد كذلك على تقلص الرحم وعودته إلى وضعه السابق قبل الحمل، ويقلل نسبة الإصابة بالسرطان، واضعاً عن الأم العناء والجهد في تحضير وتنظيف وتعقيم الرضاعة.وبحسب معلومات منظمة الصحة العالمية لاتشمل البدائل الأخرى للإرضاع، كالحليب الصناعي وحليب البقر وجميع المشروبات والأنواع المختلفة من أغذية الأطفال على المقومات والعناصر الغذائية بالمعايير التي يحتويها حليب الثدي، سواء حصل عليه الرضيع من أمه أومن مرضعة أخرى أو ماكان منه معتصراً من الثدي، والذي فيه من الكفاية لمد الرضيع بكل مايحتاج إليه من غذاء وماء حتى عمر ستة أشهر من دون الحاجة إلى إعطائه أغذية أو مشروبات إضافية.فيما تقلل الرضاعة الصناعية من كمية الحليب التي يرضعها الطفل من صدر أمه، فهي تشعره بالشبع، مما يؤدي إلى إدرار حليب أقل مما كان عليه في السابق.
- أولوية حليب الأم
ما الذي يميز حليب الأم عن سواه؟ وما أهميته لصحة وسلامة الطفل؟
يعتبر حليب الأم الأفضل والأنسب للطفل منذ ولادته وحتى اكتمال عامه الثاني لدرجة تغنيه عما سواه من الحليب بأنواعه المختلفة، مؤمناً له الحاجة الكاملة من الغذاء والماء خلال الستة الأشهر الأولى من عمره مهما كانت الأجواء حارة أو باردة.
إنه غني بالبروتينات، الدهون، السكر، الفيتامينات، الحديد والماء؛ ويمتاز بنظافته وخلوه من الجراثيم والميكروبات وباحتوائه على أجسام مناعية مضادة تساعد جسم الطفل على مقاومة الالتهابات، كالتهابات الجهاز التنفسي والرشح والسعال، ويعمل على الوقاية من الإسهال ومن الاضطرابات الهضمية وسوء التغذية، وعلى الحد من فرط الحساسية وخاصة الربو؛ وكذلك يوفر للرضيع حماية كاملة من الإصابة بمرض الحصبة على مدى الأشهر الستة الأولى من عمره، ويشعره بالدفء والحنان.وعلى المستوى النفسي تولد الرضاعة الطبيعية علاقة حميمة بين الأم وطفلها منذ الولادة محدثة استجابات حسية وعقلية بصورة مشتركة فتكون العاطفة في أبهى صورها، ويتنامى معها الإحساس عند الأم وتتحرك فيها نوازع الأمومة في مزج متكاملٍ من الرحمة والمشاعر المتوهجة.ومن الناحية الاقتصادية يعود حليب الأم بالنفع على الأسرة كونه مجاناً وجاهزاً في كل الأوقات، ويخفّض النفقات اللازمة لشراء أدوية لعلاج الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالرضاعة الطبيعية.
- اهتمام نوعي بالأغذية
- هل ثمة تأثير للأغذية التي تتناولها الأم على الحليب الذي يرضعه طفلها من ثدييها وما عساها أن تفعل إذا شعرت أن حليبها أخذ بالنضوب؟
بالطبع هناك تأثير.. فالأطفال الذين يرضعون من الثدي يجدون مذاق ونكهة الأطعمة التي تناولها الأم؛ بالتالي هم أكثر تقبلاً للأطعمة التي هي بنفس نكهة الأطعمة التي تتناولها الأمهات.وفي هذا تأكيد على الأهمية النوعية للأطعمة التي تتناولها الأم المرضع، كأن تكثر من تناول الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بالفيتامينات والأطعمة المدرة للحليب، كالبروتينات الموجودة في اللحم والحليب ومشتقاته والأسماك والدجاج، بالإضافة إلى النشويات والسكريات والدهون، وأن تتجنب البهارات الحارة والبسباس، وتبتعد عن التدخين، وتبتعد كذلك عن المنبهات كالشاي والقهوة.الشق الآخر.. يظل من النادر جداً توقف إدرار الحليب لدى الأم المرضع، فالله سبحانه وتعالى قد حباها بقدرة على تغذية طفلها من ثدييها وجعل زيادة كمية إدرار الحليب متوقفاً على زيادة عدد مرات الإرضاع، عدا ذلك لايمكن حدوث توقفٍ للحليب إلا في حالات مرضية معينة فقط، وعندها يجب مراجعة الطبيب لتحديد السبب وعلاجه ولوصف الحليب البديل والمناسب، وفي هذه الحالة يجب أن تحرص المرضع على اتباع التعليمات التي يحددها الطبيب وكذلك التعليمات الموضحة على علبة الحليب قبل استعمالها.
- وضعية الإرضاع
بما تنصح المراضع عند الإرضاع، خصوصاً البكريات عديمات الخبرة وكيف يتخذن الوضعية المناسبة لجعل الرضاعة الطبيعية أكثر راحة وأماناً لها ولرضيعها؟
تحتاج الأم إلى المساعدة والنصح متى بدأت بالإرضاع للمرة الأولى، كأن تستعين بامرأة خبيرة ممارسة مثلاً، لاسيما عند ارتزاقها المولود الأول، وذلك لنيل النصح والإرشاد وتفادي الصعوبات وحل أي مشكلة تطرأ.وللتأكد من حصول الطفل على مايكفيه من حليب الأم وحتى تتخذ الوضعية المناسبة المريحة لطفلها يتعين على الأم أن تتهيأ وتستعد لهذه المرحلة، من خلال:الوثوق بقدر ته ا على الإرضاع المقتصر على الثدي ومن أن حليب الثدي أكثر أمناً وسلامة لطفلها الرضيع، وعلى خلاف حليب البقر أو الحليب الصناعي الذي يفسد بعد ثلاث ساعات إذا وضع خارج الثلاجة.. يظل حليب الأم مدة لاتقل عن ثمان ساعات.الشروع في الإرضاع من الثدي فور الولادة، فلا تنتظر أكثر من نصف ساعة، لأن الرضاعة بهذه الكيفية تزيد من إنتاج الحليب، عدا عن أن الثدي في الأيام الأولى بعد الولادة يفرز سائلاً رائقاً مائلاً للصفرة يسمى اللبأ.. هذا السائل يفيد الجهاز الهضمي للطفل في تعويده على تقبل الغذاء وهضمه ويوفر له حماية ضد الأمراض الشائعة.التأكد من أن الرضيع يلتصق بالثدي بطريقة صحيحة كي يرضع بشكل فاعل.
الحرص على أن تتخذ وضعية جلوس بوضعية تريحها وتريح طفلها أثناء الإرضاع مع وضع رأس الطفل على أحد ذراعيها وإسناد ظهره بذراعها الآخر، على أن يكون ظهره عند مستوى أعلى من جسمه، فإذا لم يناسبها الجلوس وبخاصة بعد الولادة أمكنها إرضاع مولودها وهي مستلقية على أحد جانبيها بحيث تسند ظهرها وظهر الطفل بالوسائد، وقبل البدء بالإرضاع ينبه الرضيع إلى الحلمة بحيث تلامس إحدى وجنتيه، وتنحني الأم ميلاً إلى الأمام وتسند بكفها ثديها مع إحاطة الحلمة بإصبعيها «السبابة والوسطى» كي يتمكن رضيعها من التنفس ولايتعرض للاختناق؛ كما يجب أن تتنبه الأم إلى أن فم الرضيع يطبق على حلمة الثدي وجزء من الهالة السوداء المحيطة بها، فهذا يساعد على إدرار الحليب بسهولة ويقلل من حدوث التهابات الحلمة.
ترك الطفل يكرر الرضاعة كثيراً كلما رغب في ذلك سواءً في الليل أو النهار، وينبغي التنبه هنا إلى أن بكاء الرضيع لايعبر دائماً عن حاجته للحليب، فقد يكون مبللاً أو ماشابه، أو أنه يعاني من المغص أو من ألم في موضع من جسمه، أو لرغبته في أن يُحمل ويُحتضن أو لمص ثدي أمه ليشعر بالأمان والاطمئنان النفسي.يبقى على الأم أن تهتم بتناول المواد الغذائية المدرة للحليب، البروتينات الموجودة في اللحم والحليب ومشتقاته والأسماك والدجاج، وأن تكثر من أكل الخضروات والفواكه المؤمنة للأملاح المعدنية والفيتامينات، وكذا البقوليات مثل الفاصوليا والعدس والبازيليا، ومواد الطاقة كالنشويات والسكريات والدهون، وأن تشرب كميات مناسبة من الماء كي لاتعطش؛ وبالمقابل تتجنب البهارات والبسباس وتقلع عن التدخين وتبتعد عن المنبهات، كالشاي والقهوة.
- التغذية المساندة
- ماذا يتعين على الأم إذا رأت ضرورة حصول طفلها على أغذية مكملة؟
عندما تجد الأم رضيعها بحاجة إلى تغذية مساندة، عليها أولاً أن تستمر في إرضاعه من الثدي إلى جانب تغذيته بالأغذية المناسبة إلى أن يُكمل عامه الثاني أو أكثر طالما الطفل والأم يريدان ذلك.وأفضل وأنسب عمر للبدء بإطعام الطفل عند بلوغه الشهر السادس من العمر، وإلى ذلك دعت وأوصت منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف ومنظمات صحية أخرى في سائر أنحاء العالم.
- كيف تتصرف الأم المرضع في حال عدم قبول رضيعها مايقدم له من أغذية مكملة عندبلوغه الشهر السادس من العمر؟من المؤكد أن هناك اختلافاً وتبايناً في التوقيت والاستعداد لتناول الأطعمة من رضيع لآخر، فبعض الرضع يكون لديهم حماس أكبر للبدء في تناول الأطعمة الأخرى عند عمر ستة أشهر، والبعض الآخر لا يتقبلها مباشرة، ولاداعي للخوف أو القلق في هذه الحالة، فالرضاعة الطبيعية المتكررة حسب الطلب كفيلة بمد الطفل بجميع احتياجاته من الطاقة حتى الشهر الثامن من عمره، وأيضاً لابأس من تكرار المحاولة بأسلوب التدليل والترغيب.وبموجب التقديرات، فإن تحسين ممارسات التغذية التكميلية المساندة للأطفال في المرحلة العمرية «6 24شهراً» من شأنه تقلص وفيات الأطفال تحت عمر خمس سنوات بنسبة «6%» في حال أن قرنت بزيادة الرضاعة المقتصرة على الثدي ومعها قرن الحرص على عدم إدخال الأغذية الصلبة قبل بلوغ الطفل ستة أشهر، فبهذه الكيفية يمكن بإذن الله تفادي وقوع «مليونين ونصف» من وفيات الأطفال، أي مايعادل «19%» من النسبة الإجمالية، وهو بحد ذاته إنجاز كبير يفوق ماتحققه البرامج المتعلقة بمكافحة الملاريا والتطعيم وتعزيز الأعذية بفيتامين «أ» مجتمعة.ولايزال للرضاعة الطبيعية بعد الستة الأشهر الأولى أهمية كبيرة، ففي المتوسط يحصل الرضع في عمر «68أشهر» على حوالي «70%» من حاجته من الطاقة من حليب الأم، وبدورها تنخفض إلى «55%» في عمر «911شهراً»، ثم إلى «40%» في عمر «12 23شهراً».بالتالي لايهم إن رفض الطفل الطعام أحياناً وأخذ بطرده من فمه أو بدا عليه أنه يريد اللعب بالطعام ولا يريد تناوله، لأنه في هذه الحالة قد حصل على مايكفيه من الغذاء من حليب الأم.
- تدرج لاعشوائية
مانوعية الأطعمة المكملة التي يمكن من خلالها مد الطفل بوافر العناصر الغذائية لتأمين احتياجات نموه وبنائه المناعي؟
أغلب الممارسات المتبعة في التغذية التكميلية غير مرضية، فإما أن تعطي الأغذية بكميات صغيرة أو كبيرة أو أنها لاتكرر بشكل مناسب، أو تكون ذات قيمة غذائية ضعيفة، أو تعطى بشكلٍ سلبي جامد خالٍ من الإحساس والتفاعل الممزوج بالحنان.
لذلك أنصح الأم بأن تتبع جملة من النصائح والإرشادات عند بدئها بإطعام طفلها الرضيع في عمر ستة أشهر، وهي كالآتي:
إضافة الأغذية المكملة إلى جانب الرضاعة الطبيعية بعد الشهر السادس من عمر الطفل بشكل تدريجي شيئاً فشيئاً حتى لاتربك وتتعب جهازه الهضمي.
في البداية يحتاج الأطفال إلى أغذية لينة غنية بعنصري الحديد والزنك،أغذية لاتحتاج إلى كثير من المضغ،مثل الشبيزة واللحم المهروس سهل الهضم والسمك والبيض والحبوب والبقوليات والخضروات.
قد يكون من المفيد البدء بتنظيم توقيت تناول الوجبات،ويجب الاستمرار في إعطاء الأغذية الجيدة لتنويع المذاق ولإضافة مغذيات مختلفة.
يحتاج الأطفال إلى كمية أكثر كثافة نسبياً من اللحوم والبقوليات ومنتجات الألبان والخضروات وإلى القليل من الغذاء الرئيسي، مثل الأرز أو الذرة وغيره؛حيث يمكن خلط أو هرس أو فرم هذه الأطعمة مع بعض لبن الأم المعتصر من الثدي أو مع ماء الطهي أو الزبادي أو لبن البقر.
يمكن زيادة كمية ونوعية الأغذية تدريجياً للطفل الرضيع للوصول إلى تناول وجبتين إلى ثلاث وجبات يومياً دون زيادة،لأنها ستستبدل لبن الأم وقد تؤدي إلى خفض مايلزم من حليبها اللازم للطفل؛بينما يمكن زيادة عدد مرات الوجبات من ثلاث إلى أربع وجبات يومية في مرحلة لاحقة من عمر الرضيع باقترابه ودنوه من سن الفطام؛ وهناك أيضاً حاجة إلى وجبة أو وجبتين خفيفتين،على أن تكون مغذية ومناسبة وسهلة الإعداد،يحبذ أن يتناولها الطفل بنفسه ،مثل قطع الفواكه أو الخبز أو الجبن؛هذا بالإضافة إلى الاستمرار في رضاعته من الثدي حسب الطلب.
يصبح أغلب الأطفال بحلول عمر اثني عشر شهراً تقريباً قادرين على تناول الأطعمة الشبيهة في كثافتها وتكوينها بتلك التي يتناولها باقي أفراد الأسرة،لكنهم يظلون بحاجة إلى تناول أفضل الأطعمة التي تتناولها الأسرة من حيث القيمة الغذائية،على أن يتم تحضيرها بطريقة تلائم قدراتهم على المضغ والبلع والهضم..أي بعد هرسها أو فرمها وجعلها لينة.
من المهم تخصيص نصيب من طعام المائدة للطفل،نظراً لعدم قدرته على تناول طعامه بنفس السرعة التي يتناول بها الكبار طعامهم؛كذلك لابد أن تُقطع بعض الأطعمة إلى قطع صغيرة أو تهرس حتى يستطيع الطفل تناولها.
- أغذية غير ملائمة
- ما الأغذية التي ينبغي استبعادها من قائمة أطعمة الرضيع؟
ثمة أغذية يجب استبعادها من قائمة الأطعمة التي تقدم للطفل الرضيع ،مثل الوجبات الخفيفة الجاهزة أو المملحة أو المتبلة،لأن قيمتها الغذائية ضعيفة وبها كثير من الملح.وكذا الأغذية المحلاة بالسكر والحلويات والمشروبات الغازية،مثل الكولا،فهذه الأغذية والمشروبات وإن كانت تعطي كمية كبيرة من الطاقة إلا أن فيها الكثير من المضار ولاتحتوي على المغذيات الضرورية للطفل،ناهيك عن أنها تملأ معد الأطفال وتضعف شهيتهم للأطعمة المغذية..هذا إلى جانب أن الشاي والقهوة فيهما ضرر كبير على صحة الطفل ومنبهات تؤثر سلباً على صحته؛كما أنهما يملآن معد الأطفال وليس لهما أية منافع غذائية.وينظر خبراء التغذية إلى ملاءمة بعض الأغذية المعدة تجارياً للأطفال المزودة بكميات مناسبة من الفيتامينات والمعادن، ومع أنها سهلة وسريعة الإعداد،إلا أنها غالباً ما تكون باهظة الثمن وتحتوي على مواد حافظة وإضافات غير ملائمة.
ولاحاجة لتقديم الألبان الصناعية أو ألبان البقر عند عمر «624شهراً» كشراب للذين يرضعون رضاعة طبيعية حتى وإن رغبوا فيها،فالألبان الصناعية وألبان البقر في مثل هذا السن تستبدل لبن الأم معرضة الطفل لمخاطر مرضية فادحة.أما منتجات الألبان،كالزبادي والجبن أو استخدام ألبان الأبقار أو مسحوق الألبان بخلط أي منها مع الأطعمة الأخرى فلا بأس بها لضمان حصول الأطفال على كفايتهم من الكالسيوم، خصوصاً للذين لا يتناولون الأغذية الحيوانية المصدر بانتظام..
ختاماً..يجب أن نحرص على ألا تحرم طفلها الرضيع من أن يرضع من ثدييها،أما الرضاعة بالزجاجة أو ماشابه،فهي ضارة غاية الضرر على صحته لسرعة تلوثها وتسببها في الإسهالات والأمراض المعدية،حيث اقتضت مشيئة الخالق تبارك وتعالى على جعل مدة عامين كاملين فترة مناسبة ليقضيها الرضيع معها..قال تعالى«والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف،لاتكلف نفس إلا وسعها،لاتضار والدة بولدها ولا مولود له بولده..» الآية «233» من سورة البقرة.
- المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.