أغلب الممارسات المتبعة في التغذية التكميلية غير مرضية ، فإما أن تُعطى الأغذية بكميات صغيرة أو كبيرة أو أنها لا تكرر بشكلٍ مناسب ، أو أساساً ذات قيمة غذائية ضعيفة، أو تعطى بشكلٍ سلبي جامد من الإحساس والتفاعل الممزوج بالحنان. من هنا يورد تقرير منظمة الصحة العالمية بمناسبة أسبوع الرضاعة الطبيعية جملة من النصائح والإرشادات عند البدء بإطعام الطفل الرضيع بعد الشهر السادس من عمره ، تتلخص في الآتي: - تضاف الأغذية المكملة إلى جانب الرضاعة الطبيعية بعد الشهر السادس من عمر الطفل بشكل تدريجي شيئاً فشيئاً حتى لا تربك وتتعب جهازه الهضمي. - في البداية يحتاج الأطفال إلى أغذية لينة غنية بعنصري الحديد والزنك ولا تحتاج إلى كثير من المضغ ، مثل الشبيزة واللحم المهروس سهل الهضم والسمك والبيض والحبوب والبقوليات والخضراوات . - يفرح بعض الأطفال بتناول قطع من الطعام ، مثل قطع الخضراوات المقلية التي يستطيعون الإمساك بها والعض عليها باللثة. - قد يكون من المفيد البدء بتنظيم توقيت تناول الوجبات ، ويجب الاستمرار في إعطاء الأغذية الجيدة المتنوعة المذاق والمحتوية على مغذيات مختلفة. - يحتاج الأطفال إلى كمية أكثر كثافة ً نسبياً من اللحوم والبقول ومنتجات الألبان والخضراوات وإلى القليل من الغذاء الرئيسي ، مثل الأرز أو الذرة وغيره ؛ فيما يمكن خلط أو هرس أو فرم هذه الأطعمة عند الضرورة مع بعض لبن الأم المعتصر من الثدي أو مع ماء الطهي أو الزبادي أو لبن البقر. يمكن زيادة كمية ونوعية الأغذية تدريجياً للطفل الرضيع للوصول إلى تناول وجبتين إلى ثلاث وجبات يومياً دون زيادة ، لأنها ستستبدل لبن الأم وقد تؤدي إلى خفض ما يلزم من حليب الأم اللازم للطفل ؛ بينما يمكن زيادة عدد مرات الوجبات من ثلاث إلى أربع وجبات يومية في مرحلة لاحقة من عمر الرضيع باقترابه ودنوه من سن الفطام . وهناك أيضاً حاجة إلى وجبة أو وجبتين خفيفتين ، على أن تكون مغذية ومناسبة وسهلة الإعداد ، ويحبذ أن يتناولها الطفل بنفسه ، مثل قطع الفواكه أو الخبز أو الجبن ، هذا بالإضافة إلى الاستمرار في الإرضاع من الثدي حسب الطلب. - يصبح أغلب الأطفال بحلول عمر اثني عشر شهراً تقريباً قادرين على تناول الأطعمة الشبيهة في كثافتها وتكوينها بتلك التي يتناولها باقي أفراد الأسرة ،لكنهم يظلون بحاجة إلى تناول أفضل الأطعمة التي تتناولها الأسرة من حيث القيمة الغذائية ، على أن يتم تحضيرها بطريقةٍ تلائم قدراتهم على المضغ والبلع والهضم .. أي بعد هرسها أو فرمها وجعلها لينة . - من المهم تخصيص نصيب من الطعام للطفل ، نظراً لعدم قدرته على تناول طعامه بنفس السرعة التي يتناول بها الكبار طعامهم ؛ كذلك لا بد أن تقطع بعض الأطعمة إلى قطع صغيرة أو تهرس حتى يستطيع الطفل تناولها. أغذية يُفضل تجنبها تفيد المعلومات أن ثمة أغذية يجب استبعادها من قائمة الأطعمة التي تقدم للطفل الرضيع، وهي: الوجبات الخفيفة الجاهزة أو المغلفة المقلية أو المملحة أو المتبلة ، مثل الرقائق المقلية أو الهشة ، لأن قيمتها الغذائية ضعيفة وبها كثير من الملح. - الأغذية المحلاة بالسكر والحلويات والمشروبات الغازية مثل الكولا ، فهذه الأغذية والمشروبات وإن كانت ُتعطي كمية كبيرة من الطاقة إلا أن فيها الكثير من المضار ولا تحتوي على المغذيات الضرورية للطفل ، فضلاً عن أنها تملأ معد الأطفال وتضعف شهيتهم للأطعمة المغذية . - يملأ الشاي والقهوة معد الأطفال دون أن يقدما لهم أي مغذيات. - يمكن تقديم لبن الثدي أو الماء النقي (الذي سبق غليه وتبريده) للأطفال عند شعورهم بالعطش. الأغذية التجارية لدى بعض الأسر أغذية الرضع التجارية هي المفضلة وهي أول غذاء خارجي يقدم للطفل الذي يرضع طبيعياً ، وتنشأ هذه الممارسة عن اعتقاد خاطئ بأن الألبان الصناعية والأغذية التكميلية المصنعة خصيصاً للرضع أفضل وأكثر ملاءمة للطفل عند عمر ستة شهور من الأطعمة الأخرى .. وينظر خبراء التغذية إلى ملاءمة الأغذية المعدة تجارياً للأطفال المزودة بكميات مناسبة من الفيتامينات والمعادن الإضافية ، ومع أنها سهلة وسريعة الإعداد لكنها غالباً ما تكون باهظة الثمن وتحتوي على مواد حافظة وإضافات غير ملائمة . ما يهم للأم معرفته هو أن لا حاجة لتقديم الألبان الصناعية أو ألبان البقر عند عمر 6 - 24 شهراً كشراب للأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية وإن رغبوا فيها ، فالألبان الصناعية وألبان الأبقار تستبدل لبن الأم وتعرض الطفل لمخاطر مرضية فادحة. أما منتجات الألبان مثل الزبادي والجبن أو استخدام ألبان الأبقار أو مسحوق الألبان فمن المفيد تقديمها للطفل بخلط أيٍ منها مع الأطعمة الأخرى لضمان حصول الطفل على كفايته من الكالسيوم ،خاصة ً بالنسبة للأطفال الذين لا يتناولون الأغذية الحيوانية المصدر بانتظام. في الختام.. يظل من النادر جداً توقف إدرار الحليب لدى الأم المرضعة فالله سبحانه وتعالى قد حباها بقدرة على تغذية طفلها من ثديها وجعل زيادة كمية إدرار الحليب متوقفاً على زيادة عدد مرات الإرضاع ، ولا يمكن حدوث توقفٍ للحليب إلا في حالات مرضية معينة فقط ..عندها يجب مراجعة الطبيب لتحديد السبب وعلاجه ولوصف الحليب البديل والمناسب ، وفي هذه الحالة يجب أن تحرص المرضع على اتباع التعليمات التي يحددها الطبيب وكذلك التعليمات الموضحة على علبة الحليب قبل استعمالها ، وكذلك الاهتمام بالتغذية الجيدة للطفل بعد الشهر السادس.