باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاذاعات المحلية.. هل فقدت دورها الريادي؟
في زمن الانترنت والفضائيات
نشر في الجمهورية يوم 25 - 03 - 2007

- د/عبدالله الزلب: التركيز على خصوصية المجتمعات المحلية يعطي الاذاعات قدرة أكبر على المنافسة
رؤوفة حسن : يجب ان تكون احتياجات المستمعين محاور اهتمام الاذاعات
- وديع العزعزي: عناصر التشويق والجذب يعزز من حضور الاذاعات المحلية
- د/نشوان السميري: معرفة خصائص الجمهور المستهدف يعطي فعالية للخطاب الاذاعي
- د/أحمد عقبات: من المهم تنشيط برامج التوعية الاجتماعية
- د/محمد عبدالوهاب الفقيه: لابد من تغيير جذري لمستوى ونوعية الأداء
أمام مايشهده عالم اليوم من طفرة هائلة في وسائل الاعلام والاتصال ووسط استحواذ الانترنت والقنوات الفضائية على اهتمام الجمهور المتلقي يبرز سؤال في غاية الأهمية..
هل لاتزال الاذاعة تحتل نفس الصدارة في قائمة التأثير؟ وكيف يمكن لها أن تطور من أدائها لمواكبة الزحام والتنافس القائم؟ وماهي ابرز العراقيل والصعوبات التي تحد من قدرتها على جذب انتباه جمهور المستمعين والتعبير عن همومهم وقضاياهم؟
قصور في الأداء
د/رؤوفة حسن أستاذة الاعلام الاجتماعي بجامعة صنعاء ابتدأت حديثها بالقول:
اختلفت الاذاعات الوطنية في تأديتها لمهامها من فترة لأخرى،ففي فترات الأزمات نجحت أكثر من غيرها في تأدية مهامها الوطنية، ولكن في فترات السلم كان هناك كثير من التقصير ومايلاحظ كذلك أن أبحاث الجمهور محدودة والاهتمام بالمستقبل أقل تركيز من الاهتمام بالمرسل والرسالة في العملية الاعلامية نفسها، مما يحول الاذاعات الوطنية إلى إذاعات لايهتم بها، ويتابعها إلا شريحة محدودة من الناس، وحسب الظروف المتوافرة لهذه الشريحة.
وتضيف د/رؤوفة:-
الإذاعات الوطنية في مواجهة ومنافسة، فهناك وسائل إعلامية مختلفة متعددة وكل وسيلة من هذه الوسائل لديها إمكانيات لمنافسة الإذاعات المحلية، وبالتالي إذا لم تؤد الإذاعات المحلية مهامها وتقوم بتلبية طلبات الناس فهي بذلك تقوم بتوجيههم إلى قنوات ووسائل إعلامية أخرى.
قوالب بلا حيوية
وفيما يتعلق بنوعية القوالب الإذاعية المقدمة والتقييم لها قالت:-
استطيع القول:بإن أغلبية البرامج الاذاعية التي تعد تعتمد على نوعية من القوالب إما حوارية أو حديث إلى الناس،فالحوارية مالم تكن متبعة لتقنيات السرعة والقدرة على التوصيل فإنها تنتهي إلى أن تصبح مملة، وإذا فتح المستمع لأي حوار في منتصفه فلايفهم ماهي بدايته، فعملية التشويق ليست عملية متاحة، أما البرامج التي ترتكز على الحديث إلى الناس يفترض أن الناس لديهم رغبة في الحديث والوعظ والارشاد وأنهم فقط مستعدون لاستقبال الحديث الفوقي وهذا أيضاً يؤدي للنفور ولايجعل الجمهور متحمساً للاستماع،ولكن هناك برامج أحياناً تستخدم وسائل الاتصال الهاتفي ونقل رسائل المستمعين والحوار معهم بشكل أو بآخر،ففي هذه الحالة يكون هناك نوع من الحيوية،وحسب اهتمام المستمع أو المستمعة قد يتم التركيز على هذه الرسالة.
تطويل
وتواصل د/رؤوفة بالقول:-
هناك أيضاً أنماط أخرى تستخدمها الوسائل الإذاعية تبعاً لتوعية الرسالة الموجهة، مثلاً الرسائل الاذاعية التي توصل الاخبار، إذا لم يكن في الخبر عناصر الخبر فسيكون خبراً منقوصاً ويدفع المستمعين للبحث عن تفاصيل الخبر في مكان آخر، والعكس، أما التطويل الحاصل في أغلب الاذاعات وللأسف فأنه يؤدي إلى عدم متابعة الناس والانصراف عنها.
أولويات للتطوير
وحول الأولويات التي تفرض نفسها للتطوير قالت د/رؤوفة حسن:-
التركيز على حاجات الناس،فالاذاعة عليها أن تخدم الناس الذين يستمعون إليها ويجب أن يكون المستمع والمستمعة الهدف، لهذه الاذاعات وبالتالي فإن أفكارهم وحاجاتهم وطبقاً لما يرونه هم، هي التي يجب أن تكون محور العمل لتلبية الاحتياج، أما أن يكون هناك رؤية فوقية لارسال رسالة أصحابها هم المرسلون ويشهد أهدافاً معينة، فهذه الأهداف ربما مرة أو مرتين يستطيعون تمديدها لكن على المدى البعيد تفقد قدرتها، لأن المتلقي هو المتحكم وهو الذي يفتحها أولا يفتحها بمزاجه ولايمكن ارغامه على الاستماع.
دور بالغ الأهمية
د/أحمد عقبات عميد كلية الإعلام جامعة صنعاء من جانبه تحدث قائلاً:-
لاشك بأن وسائل الإعلام الجماهيرية تلعب دوراً كبيراً في إيصال الرسالة الاخبارية والاجتماعية لكل أفراد المجتمع،حيث تستطيع أن تناقش مختلف القضايا الاجتماعية عبر وسائل المختلفة، وتعتبر الاذاعة المسموعة من أفضل الوسائل من حيث قدرتها على الوصول إلى أماكن متفرقة من العالم عبر الأثير، ولذلك لابد من استغلال مثل هذه الوسيلة الاعلامية لايصال المعارف إلى كافة أبناء المجتمع،وفي بلادنا لعبت الاذاعات دوراً كبيراً في التبصير لكثير من الأمور الحياتية، وهذا ما أثبتته إذاعة صنعاء، إذاعة تعز واذاعة عدن في كافة المراحل السابقة في الاعتماد عليها في توعية الناس، كما استمرت الاذاعة في تأدية واجبها وبمتابعة كبيرة من الجمهور في كل مناطق اليمن.
تفاؤل
ويضيف د/عقبات :-
ولابد من الاشارة في هذا الجانب إلى أنه بقدر مالعبت الاذاعات المحلية دوراً كبيراً ورئيسياً في ايصال المعلومات لقطاعات مختلفة من المجتمع في فترة زمنية محددة بقدر ما تفاءلت هذه الرسالة أو هذا الايصال في الوقت الراهن نظراً لمزاحمة القنوات التلفزيونية وخاصة بعد تعميم البث الفضائي الداخلي والخارجي،حيث جذبت القنوات الفضائية التلفزيونية انتباه الناس، وهذا لايعني بأن الاذاعة بطبيعتها وخصائصها لاتستطيع أن تجرد من برامجها ولايتابعها الناس، بل على العكس كان يفترض من الاذاعات المحلية منها أن تكرس جهودها نحو التطوير، خاصة أن المتابعين لها مازالوا كُثر، وخاصة أولئك الذين لايستطيعون متابعة البث التلفزيونية بحكم أعمالهم التي يمارسونها ومن ضمنهم المزارعون ومالكو السيارات، والمهنيون المختلفون ، ومالكو المكتبات.
تدريب الكوادر الاذاعية
وحول الأولويات التي تفرض نفسها للتطوير قال عقبات:-
للأسف في الوقت الحاضر ليس هناك من متابعة بحثية كبيرة في إطار استغلال بحوث المستمعين والمشاهدين لمعرفة حجم الاستماع بشكله الطبيعي ونوعية البرامج التي تصل إلى المستمعين واستقصاء آراء المستمعين إزاء البرامج المحلية وفائدتها وزمنها من أجل وضع خطة استراتيجية لتطوير هذه البرامج، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لايوجد للأسف متابعة كبيرة لاستقصاء المستجدات لما يمكن تطويره في هذه البرامج وخاصة في إطار تدريب الكوادر العاملة في مجال الاذاعة بالقدر الذي يخدم تطوير الاذاعات المحلية.
غياب للتنسيق وبحوث المستمعين
ويضيف عقبات:-
ويمكن في هذا الصدد استغلال خريجي كليات الاعلام في صنعاء وقسم الاعلام في عدن وأيضاً خريجي الفنون الجميلة بالحديدة لأجل دعم الكوادر العاملة في الإدارات المحلية وإعادة توزيعهم للعمل في البرامج الاذاعية، ويمكن الاشارة أيضاً في هذا الصدد إلى أن غياب التنسيق المتكامل بين المؤسسات الإعلامية والأكاديمية والتربوية وكذلك غياب بحوث المستمعين والمشاهدين قد ساهم إلى حد كبير في ضعف أداء العمل الاعلامي المحلي في اليمن.
تنشيط العمل البرامجي
ويواصل د/أحمد عقبات بالقول:-
ولذلك ينبغي أن يكون هناك توازن للتعامل مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وإيلاء الاذاعات المحلية بقدر واف من الاهتمام في سبيل تنشيط العمل البرامجي وخاصة تلك المرتبطة بالتوعية الاجتماعية السياحة والسكان والتلوث والزراعة وغيرها، حيث يحتاج المزارع ويحتاج المهني إلى مثل هذه البرامج.
قوالب إعلامية
وفيما يتعلق بالتقييم للرسالة الإعلامية للإذاعات من حيث القوالب الإعلامية قال عقبات :-
بالنسبة للقوالب الإعلامية الموجودة فمن المعروف أنها تخضع عادة لمعايير علمية متبعة وقواعد ينبغي أن يلتزم بها العامل في المجال الاخباري أو الاجتماعي، ابتداءً من الاعلام وأساليب التقديم المختلفة واستنباط المستجدات بكافة الاتجاهات في هذا الجانب وهذه تحتاج إلى تدريب وعناية،خاصة تلك الجوانب الملفتة لسمع المستمع كالمرتبطة بالتنفيذ والتنويهات الإعلامية والمرتبطة بالصحة والسكان والتلوث أو ما شابه ذلك، وهذه بدورها تحتاج إلى تدريب جيد واستغلال قدرات المذيعين الموجودين أو تدريب مذيعين جدد في هذه الجوانب على أساليب الأداء والتقديم.
توافق مطلوب
وفيما يخص القائمين بالاتصال قال:-
ينبغي أن يعنى القائمون بالاتصال بالتوفيق بين الجوانب التحريرية المختلفة والجوانب التي بحاجة للاعداد الاخباري العادي وإعداد البرامج التي تتخللها المقابلات وتتخللها الأساليب التحريرية في تكوين البرنامج برمته وإمكانية استغلال الاتجاه الدرامي لمعالجة القضايا الاجتماعية المختلفة، وهذه المسائل كلها تحتاج للتدريب والمتابعة وعناية من القائمين على المسائل الإدارية في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون خاصة في تلك الأماكن التي لايجد المواطن أمامه سوى الإذاعة للمتابعة،وخاصة إذا ماعلمنا أنه يمكن ممارسة أي عمل آخر والاستماع في نفس الوقت مقارنة للتفرغ للتلفزيون للمشاهدة، إضافة إلى سهولة حمل المذياع الصغير إلى أي مكان يذهب إليه الفرد.
قضايا الناس
ويزيد عقبات على ماسبق بالقول:-
كثير من قاطني الأماكن البعيدة، في القرى والمدن يحتاجون إلى برامج تنويرية مختلفة وهذه البرامج بدورها تحتاج إلى كوادر إعلامية مدربة قادرة على إيصال المعلومة من مصادرها المختلفة وإعادة بلورتها وإنتاجها ليس فقط إيصال الأخبار ولكن مناقشة كثير من القضايا والهموم الاجتماعية ولاسيما تلك التي يعاني منها الناس ومنها ظاهرة غلاء المهور والتلوث البيئي وماشابه ذلك.
تخطيط
ويختتم د/ أحمد عقبات بالقول:-
ومن هذا المنطلق فأنه ينبغي إيلاء الإذاعة المحلية في الوقت الحاضر أهمية كبيرة وتدريب العاملين في هذه الإذاعات وإمكانية توسيع رقعة الإذاعات إلى أماكن متفرقة من اليمن وفي نفس الوقت استغلال الكوادر التي تتخرج من الكليات الإعلامية داخل اليمن وخارجه،إضافة لاستغلال الدراسات والبحوث من أجل تقصي الحقائق حول الأوضاع الاجتماعية الموجودة في كافة المدن اليمنية، وهذه المسائل تتطلب الإدارة المخلصة وتحتاج إلى التخطيط المناسب والإمكانات المتوفرة وكذا استقطاب الكوادر الجيدة القادرة على العطاء والأداء المتميز والتطوير، إضافة للتدريب المستمر داخل اليمن وخارجه،فقط في هذه الحالة نستطيع القول:- بإن الإذاعات المحلية تستطيع أن تواكب المستجدات الممكنة من أجل تطوير برامجها بما يخدم المجتمع بأكمله.
تقييم الرسالة
وديع العزعزي الأستاذ المساعد في قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام بصنعاء تحدث قائلاً:
نجاح أية رسالة إعلامية ومن ضمنها الإذاعة في تحقيق أهدافها يرتكز على مجموعة من العوامل من بينها بناء الرسالة الإعلامية الإبداعية نفسها، كيف يتم بناؤها لتراعي اعتبارات الجمهور الذي تصل إليه أو توجه له، فالاذاعات المحلية على مستوى المحافظات لابد أن تراعي خصوصية الجمهور وبالتالي تعمل على تعميم رسائل إعلامية تراعي فيها العوامل الديمغرافية للجمهور والعادات واللهجة وكثير من التفاصيل لتكون الرسالة الإعلامية هنا قريبة من مستوى فهم وثقافة الجمهور بحيث يستوعبها، هذا عنصر، أما العنصر الثاني الذي ترتكز عليه فهو الكادر البشري أو القائم بالاتصال نفسه، فالعاملون يجب أن يكونوا على معرفة ودراية بهذا الجمهور وفي نفس الوقت يجب أن يكونوا قد أكتسبوا مهارات إبداعية إذاعية في كيفية إعداد البرامج وغيرها، الجانب الآخر أيضاً التنويع في الرسائل الإعلامية والقوالب الفنية للبرامج، بحيث إذا قامت الإذاعة بالتركيز على قضية صحية أو مثلاً قضية تربوية تعليمية وإرشادية، فيجب التنويع في القوالب الفنية للبرامج بحيث يكون هناك قالب مقابلة بهموم المواطن المحلية كلما كانت أقرب إليه من غيرها من الوسائل.
مع تربوي أو شخص لديه اهتمام بالمجال موضوع القضية بالاضافة إلى قالب كوميدي قالب ترفيهي بحيث يحصل نوع من الجذب للجمهور وتعزيز اهتمامه بالبرنامج أو الرسالة.
تشويق وجذب
ويضيف العزعزي: وهناك أيضاً العوامل الفنية التقنية أي هل تمتلك اذاعاتنا المحلية الجوانب التقنية الكافية بحيث أنها تنقل الرسائل والبرامج الاعلامية المنوعة التي تتوفر فيها عناصر التشويق والجذب وتكون تقنية الصوت جيدة وغيرها من الأمور.
مناقشة هموم المواطن
ويزيد العزعزي: هناك أشياء أخرى ينبغي التركيز عليها فكلما زادت هذه الاذاعات من مساحة البرامج المباشرة«الجماهيرية» كلما استطاعت كسب الجمهور المحلي ،كما أن الاذاعات المحلية معنية بمناقشة هموم المواطن المحلية أكثر من مناقشاتها للقضايا التي ربما تتعلق بالمستوى الوطني العام أوالاقليمي والقومي والدولي الأن كثير من تجارب الاذاعات سواءً في الدول المتقدمة أوالعالم الثالث أعطت هذه النماذج ،وهو أنه كلما اهتمت الاذاعات المحلية.
مشاكل وقيود
أما الدكتور/محمد عبدالوهاب الفقيه أستاذ الاتصال السياسي بكلية إعلام جامعة صنعاء تحدث قائلاً:
يقاس نجاح أي وسيلة إعلامية بمدى نجاحها في تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها والمعرفة للمشكلة تمثل نصف الحل وفيما يتعلق بالعمل الإذاعي فبإمكاننا القول بأنه يعاني من مجموعة من المشكلات والقيود التي تعوق أداءه وانجازه لدوره على الوجه المطلوب، ومن جهة نظري تتمثل هذه المشكلات في الإدارة ومنها المشكلات التنظيمية التي تشمل غموضاً وعدم وضوح الأهداف التي تسعى الإذاعة لتحقيقها، وكذا قلة وانعدام التخطيط الاستراتيجي في العمل الإذاعي فإذا فتشت في إذاعة صنعاء، إذاعة تعز، إذاعة عدن، فهل ستجد لديها إدارة خاصة وفاعلة بالتخطيط، تقوم بإعداد الدراسات والبحوث وتقدم لصناع القرار ماذا يريد الناس وماذا يبحث عنه الناس.
ولديك كذلك إذاعة تعز فمن يوم ماتم إنشاؤها وهي تعاني من هذه الإشكاليات ولا أحد يسمعها خارج دائرة صغيرة فكيف نطلب منها القيام بعمل بحجم كبير والذي تطلبه أنت وهو التأثير أما المشكلة الرابعة المتعلقة بالمشكلات التنظيمية فهو ضعف الاتصالات التنظيمية بين المستويات الإدارية المختلفة مع عدم وجود اتصالات بينية تتيح سماع وجهات نظر المستويات القيادية الوسطى والدنيا حول المشكلات التي تواجه العمل الإذاعي.
معوقات بشرية
ويضيف الفقيه: هناك كذلك معوقات بشرية تتضح في عدد من الملامح منها أن نسبة كبيرة جداً من العاملين في العمل الإذاعي هم من غير المؤهلين إعلامياً ومن تخصصات غير إعلامية ومن وصل إلى وظيفة لايسمح لغيره بالاقتراب منها.
مشاكل اضافية
ويواصل الفقيه بالقول:
أما الإشكالية الأخرى فمعايير التعيين في العمل الإذاعي معايير لاتخضع للكفاءة والاختبارات بقدر ماتخضع لمعايير أخرى ليس لها علاقة بالكفاءة والتخصص.
وهناك كذلك تدني التدريب والتأهيل في العمل الإذاعي ورغم الجهود التي يقوم بها معهد التدريب والتأهيل الإعلامي إلا أن التدريب فقط مركزي في العاصمة صنعاء ولايشمل الجميع في بقية المحافظات ولو سألت أحد الإذاعيين في إذاعة المكلا أو تعز أو الحديدة أو حجة عن آخر دورة تلقاها لقال آخر دورة تلقيتها كانت منذ عشرين عاماً أو «15» عام أو عشر سنوات، ولذا فأن التأهيل والتدريب غائب في هذه المؤسسات.
تدني مناخ الإبداع
ويزيد الفقيه على ماسبق بالقول:
أيضاً هناك تدن للمناخ الإبداعي الإذاعي، فالإبداع يجد أمامه ألف عقبة وعقبة لكي يظهر، فالبرامج عتيقة ولها عشرات السنين بنفس الطريقة ونفس الايقاع، وهناك ايضاً تدن لمستوى الأجور والحوافز للإذاعيين حتى وإن وجد إذاعيون ممتازون قادرون على العطاء فهم سرعان مايتسربون من العمل الإذاعي ويذهبون للبحث عن لقمة العيش في مكان آخر وذلك لأن الكادر الإعلامي في بلادنا كادر يتقاضى أقل القليل وأقل الرواتب.
لابد من التغيير
ويضيف د/محمد عبدالوهاب الفقيه بالقول:
هناك كذلك الضغوط والقيود التشريعية التي يعاني منها العمل الإعلامي ومن ضمنها الإذاعة، الضغوط والقيود الاجتماعية وكذلك عدم توفر المعلومات من مصادر المعلومات.
ويختتم الفقيه بالقول: لكي نطور مؤسساتنا الإذاعية فلابد من أن نؤمن بروح العصر ولابد من تغيير إداري وتغيير جذري وتغيير تقني لهذه الوسائل.
اتجاه أحادي
د/عبدالله الزلب مدير معهد التدريب الإعلامي بصنعاء تحدث من جانبه قائلاً: بالنسبة للإذاعات المحلية أعتقد بأنه من الصعب التعميم فيمكن الحديث أن هناك بعضاً أو أغلب الإذاعات فعلاً تقوم بدور ايجابي وتسهم بشكل جيد في العملية التنموية وتلمس احتياجات المواطنين المحلية وربما تحتاج إلى بعض التطوير خاصة بطرق ووسائل مخاطبتها وتواصلها مع الجمهور، ودائماً نلاحظ أن الاتجاه أحادي الجانب وليس هناك تواصل ثنائي في إذاعة صنعاء وعدن، هناك بعضاً البرامج التي تعتمد على التواصل مع الجمهور وتعتمد على ردود فعل الجمهور وتفتح لهم المجال للتعبير عن أنفسهم وعن قضاياهم وتشركهم في القضايا التي تطرحها الإذاعة لكنها لاتزال قليلة وأعتقد بأن دور الإذاعة في هذا العصر، عصر الصورة وعصر الانترنت دور الإذاعات سيكون أكثر فاعلية وربما أكثر جدوى خاصة في اليمن كونها بلد تضاريسه مختلفة وهناك تباعد جغرافي بين المناطق السكنية ونسبة كبيرة من الأمية في أوساط الرجال والنساء ولذا فالاذاعة هنا دورها أساسي جداً وسيكون دورها أفضل من الانترنت أو أي وسيلة إعلامية أخرى لو حاولت أن تطور من عملها وأن تمدد من ساعات البث وتطور من تقنيات العمل التي تعمل بها فعلى سبيل المثال مازالت بعض الإذاعات الوطنية تستخدم الكاسيت والاسكتشات الشخصية أي لم يتم الارتقاء إلى مستوى العمل المهني الذي يحترم الجمهور في جودة الصوت ونوعية الرسالة واحترامها لثقافة الجمهور واحترامها لاحتياجاته، حيث تقوم هذه الإذاعات بمحاولة فرض مزاجها أو مزاج المعدين أو مزاج متخذي القرار، أكثر من أن تكون هذه البرامج استجابة لحاجات حقيقية للجمهور وطبعاً هذا التوصيف ليس لجميع الإذاعات ولكن للبعض منها وأعتقد أنه الآن مع التطور التكنولوجي ومع التنافس الشديد بين وسائل الإعلام الأخرى فأنك ستجد الإذاعات نفسها مجبرة وبدون أن يكون لها خيار أن تجد لها مكان فاعل وايجابي في هذا الخضم وأعتقد أن المجال الأساسي والميدان الذي يمكن أن تنفرد به الإذاعة وتتميز به هو مجال التنمية المحلية وكذلك مجال تقديم الخدمات.
ضرورة الإنسجام
ويضيف د/الزلب: وإلى حد الآن هناك برامج خجولة جداً وبعض الفقرات تقدم بعض الخدمات ولكنها خدمات ليست كافية الآن يمكن أن تقوم الإذاعة بخدمة المستمع في الوادي والسهل والجبل وفي الصحراء والسيارة والمطبخ وتقدم الخدمات التي يحتاجها يومياً تقدم له المعلومة الأكثر التصاقاً بحياته اليومية تخدم سياسة الدولة ولكن تحاول أن تخلق انسجاماً بين الخطاب الإعلامي وبين حاجات ومتطلبات وهموم الناس.
فالمسألة ليست أناشيد أو أغان أو أعمال مرتجلة ولذا فإن الأمر يستدعي وجود تخطيط وتقييم للتجربة وهذا التقييم يجب أن يكون علمياً فنحن الآن نعطي آراءنا ولذا يجب كذلك تلمس احتياجات الجمهور بحيث تكون هذه الإذاعات إذاعات وطنية بكل معنى الكلمة وإذا كانت محلية تكون إذاعات تعكس خصوصيات المحافظة فليس بالضرورة أن تكون إذاعة تعز تكرار لإذاعة صنعاء أو نسخة مكررة من إذاعة عدن فيجب أن تتميز إذاعة تعز وتركز على خصوصية المحافظة وخصوصية المجتمع وهذا هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الإذاعات بشكل أساسي.
استيعاب الدور الجديد
ويقدم د/عبدالله الزلب رؤيته للتطوير بالقول:
أيضاً الإذاعات الآن يمكن أن تتجاوز محلياتها وتتجاوز الحدود الجغرافية فهناك إذاعات لديها خطوط انترنت على الشبكة وأصبحت تخاطب جمهوراً أوسع فهل تع الإذاعات هذا وهل هناك فهم واستيعاب لهذا الدور الجديد فنحن الآن لانخاطب جمهوراً محدوداً وإنما كذلك نخاطب العالم.
ليست أناشيد وميكرفونات
ويؤكد الزلب في ختام حديثه بالقول: يجب أن يكون التركيز على الإنسان فهذا هو الأساس ومهما كان لدينا من تجهيزات ومن كثرة في المحطات فإذا لم يكن هناك إذاعي مهني لديه القدرة على إدارة هذه المؤسسات وهي مؤسسات مهمة والإذاعة ليست مجرد أناشيد وميكرفون، الإذاعة مؤسسة يجب أن يكون لها شروط مهنية وقانونية وفنية، وبالتالي أعتقد بأن التركيز على الإنسان وتدريب هذا الإنسان ورفع قدراته هو الأساس والذي يمكن أن يسهم في تطوير أداء الإذاعات، شيء آخر هو ترك المجال أمام هذه الإذاعات للإبداع وعدم تقييدها بالقرارات الإدارية البحتة والتركيز على الأمور المالية، على حساب الهدف الأساسي من إنشاء هذه الإذاعات اضافةً لذلك فأن الأهداف الأساسية من إنشاء الإذاعات مستقبلاً في أي محافظة يجب أن تكون وفقاً لخطة مدروسة وتصور مستقبلي بعيد المدى بحيث نعمل حساباً للإمكانيات المادية والبشرية التي سنحتاجها فكلما كان العمل مخططاً كلما كانت الأهداف قابلة للتنفيذ كلما كان العمل جيداً وبناءً ويخدم الناس والوطن والجميع.
الإذاعة هي المهيمنة
د/نشوان السميري خبير في الإعلام والاتصال تحدث من جانبه قائلاً:
للإذاعة دور بالغ الأهمية لأن الإذاعة في العالم الثالث عموماً وفي اليمن بشكل خاص تسهم بشكل كبير في عملية التوعية وايصال الرسالة الإعلامية سواءً من القائم بالاتصال كسياسي أو اقتصادي أو كمثقف أو كصحي..الخ، وهذا الواقع الذي أعطى للإذاعة هذا الحجم وهذا الدور في اليمن هو واقع مفروض ممثل في التقسيم الجغرافي للبلاد، فنسبة «76%» أي ثلاثة أرباع الجمهورية هي ريف والريف يعانيها عادة من تدني مستوى التعليم وتدني الخدمات ووصول وسائط الإعلام إليه، وبالتالي تبقى الإذاعة هي المهيمنة أو القائدة في عملية التواصل وايصال الرسالة.
مازال دورها مهماً
ويضيف السميري: وبالتالي فالإذاعة ورغم كل عوامل الضعف التي قد تشوب بعض البرامج إلا أن دورها مازال مهماً وبالتأكيد فإن الاستجابة ستكون أقوى عندما يجيد القائم بالاتصال أعداد رسالته ومعرفة خصائص جمهوره المستهدفة وهذه المعرفة هي التي تتيح له مخاطبة الجمهور باللغة التي يفهمونها وبالطريقة التي سيدركون أما إذا كان القائم بالاتصال في الإذاعات المحلية مثلاً جاهلاً بخصائص الجمهور المحلي المستهدف، فلن يستطيع أن يؤثر الأثر الذي يرجوه حتى إذا كانت هذه الرسالة قوية.
تأهيل وشمول
وحول الأولويات التي تفرض نفسها للتطوير قال د/نشوان: أول معطى يجب أن يهتم به صناع القرار في المجال الإعلامي والإذاعي هو التأهيل فالشخص المؤهل جيداً سيقدم مادة جيدة شيء أخر أن يكون التأهيل شمولياً للكادر البشري على مستوى الإذاعة، على مستوى التأهيل الثقافي، التأهيل المهني نفسه وكيف يتعامل مع بقية المهن الإذاعية.
لمن نتوجه؟؟
ويضيف السميري: الأمر الثاني أن نعرف لمن نتوجه وماهي مشاكل هذا المجتمع الذي نتوجه إليه ماهي سماته ماهي خصائصه عاداته تقاليده أعرافه، ثقافته السائدة، الحضور الديني، مدى هيمنته مدى ضعفه نوعه فإذا كان القائم بالاتصال مؤهلاً على مستوى الإعداد الشخصي لنفسه ثم مؤهلاً لمعرفة خصائص المجتمع الذي يبث إليه،فبالتالي سيحدث هناك تناغم مفترض وبالتالي يعود الدور المهيمن للإذاعة بشكل أقوى وبشكل أكثر مهنية.
الاعتناء بأعداد الرسالة
ويختتم السميري بالقول: الإذاعة لايمكن أن نقلل من حضورها ولا من تأثيرها بقدر مانقول يجب أن تكون الرسالة معدة بعناية وفق معادلة متكاملة من إعلامي مؤهل يفهم ماهي رسالته التي يجب أن يؤديها ويقدمها عبر هذه الإذاعة ماهي احتياجاته وماذا نريد منه وماذا نريد له أيضاً فليس فقط ماذا نريد من الجمهور بقدر مانريد أن نعطيه الوعي والتثقيف وجميع مايحتاجه في هذا الاطار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.