- د/السياني : الميزانية التشغيلية لا تتناسب مع العدد السريري - د/ أحمد عمرو: قسم الأطفال بحاجة إلى حاضنات لحديثي الولادة - فهيم راوح: مركز الكلى يقدم خدمات متميزة بتقنية متطورة - د/ سامي الشرعبي: قسم الصداقة يهدف إلى تجويد الممارسة الجراحية على الرغم من الإشكاليات التي يعاني منها مستشفى الثورة التعليمي بمحافظة تعز كضآلة ميزانيته التشغيلية واحتياج أقسامه الإسعافية للأدوية الضرورية واللازمة .. إلا أنه لا يزال قائماً ومصراً على الاستمرار في تقديم خدمات طبية وبحدود إمكاناته البسيطة للكثير من المرضى الوافدين إليه من تعز ومن مختلف المحافظات المجاورة لمحافظة تعز.. لمزيد من المعرفة وقبل أن نلتقي مدير عام مستشفى الثورة قمنا أولاً بزيارة استطلاعية إلى بعض أهم أقسام المستشفى والتي تأسست حديثاً وذلك بغرض التعرف على أهم الخدمات التي تقدمها للمرضى. مجهز بأحدث المعدات العالمية - كان مركز الكلى الصناعية أول الأقسام التي قمنا بزيارتها وفيه التقينا الأخ/ فهيم سلطان راوح رئيس التمريض بالمركز والذي تحدث لنا عن أبرز الخدمات التي يقدمها المركز لمرضى الفشل الكلوي .. حيث قال : - المركز منذ أن تأسس قبل ثلاث سنوات وهو لا يزال يعمل على مدار ال 24 ساعة ويقدم خدمات لأكثر من (650) حالة شهرياً وتوجد لدينا حالياً خطة مستقبلية لتوسيع المركز بهدف زيادة المرضى المترددين إليه .. كما أن المركز كان في السابق يعاني من صعوبات عديدة إلا أنها سرعان ما تم معالجتها وإزالتها نهائياً وذلك بعدما تم اعتماد ميزانية خاصة بالمركز الذي يحوي أجهزة تقنية متطورة وتعد الأحدث في العالم .. كما أنه خلال السنتين الماضيتين وبداية السنة الحالية عولجت في المركز حوالي (63) حالة فشل كلوي ففي عام 2005م تم معالجة (32) حالة وفي عام 2006م تم معالجة (16) حالة أما في بداية عامنا الحالي 2007م تم معالجة (15) حالة. الحاجة إلى بعض المتطلبات - بعد ذلك قمنا بزيارة قسم جراحة الأطفال وفيه التقينا الأخ الدكتور/ أحمد علي عمرو رئيس القسم والذي تحدث عن الهدف من تأسيس القسم حيث قال : تأسس قسم جراحة الأطفال في عام 2004م وكان في السابق قسماً خاصاً بالحروق أما الآن فهو قسم خاص بجراحة الأطفال ويستقبل حالات الجراحة العامة وجراحة العظام وجراحة الدماغ وجراحة المسالك البولية ونسبة نجاح العمليات الجراحية التي تجرى في القسم عالية جداً إلا أن القسم يعاني من بعض النواقص ويحتاج إلى بعض المتطلبات الضرورية مثل حاضنات الأطفال لحديثي الولادة ومجهزة بأدوات قياس تنفس الأطفال وقياس درجة الحرارة وقياس الضغط وهذه الحاضنات إن شاء الله سيتم توفرها قريباً خاصة وأن القسم يستقبل ما بين عشر إلى عشرين حالة مختلفة . تدريب وتأهيل الجراحين - وكان قسم الصداقة الكورية اليمنية آخر الأقسام التي قمنا بزيارتها وفيه التقينا الدكتور/ سامي قاسم الشرعبي مسؤول مشروع الصداقة الكورية والذي تحدث عن الأهداف التي من أجلها تأسس القسم والخدمات التي يقدمها .. حيث قال : - يعتبر قسم الصداقة اليمنية الكورية للجراحة الخاصة أهم مرجع لتأهيل وتدريب الجراحين المقيمين في المستشفى كما أنه يهدف إلى تحسين جودة الممارسة الجراحية في المستشفيات المحلية في كافة أنحاء اليمن وتقديم تدريب اختصاصي في الجراحة العامة للأطباء اليمنيين وتزويد الجراحين بالمعرفة الجراحية الحديثة حول جراحة السرطان ذاتها والمعالجة العامة قبل وبعد الجراحة لمرضى السرطان وكذا تزويد الجراحين بالمعرفة الحديثة حول التقنيات الجراحية المعاصرة التي تجرى في مستشفيات الدول المتقدمة وإتاحة الفرصة للاشتراك في هذه العمليات الجراحية.. وأخيراً تزويد الممرضين العاملين في غرفة الطوارئ ووحدات العناية المركزة بالمعرفة حول تقنيات التمريض المتقدمة بهدف التقليل من نسبة الوفيات ونسبة الإصابة لمرضى الحالات الخطرة .. وأود الإشارة إلى أنه في شهر مايو القادم سوف يزورنا وفد طبي متخصص في الجراحة العامة وجراحة القولون والمستقيم وستنعقد ورشة عمل في تاريخ 7 / 5 / 2007م والتي ستستمر لمدة ثلاثة أيام وسيشارك فيها العديد من الأطباء من جميع المحافظات .. كما أن منظمة ميس (الرحمة) ستقوم بدعم المستشفى ببعض الأجهزة والمعدات الطبية وذلك بغرض تطوير جميع الخدمات الطبية. تحسينات جديدة - بعد ذلك التقينا الدكتور/ عبدالملك السياني مدير عام مستشفى الثورة التعليمي والذي تحدث أولاً عن أهم التحسينات التي شهدتها أقسام المستشفى .. حيث قال : - أعتقد أن الصحيفة ومن خلال زيارتها الميدانية والاستطلاعية لبعض أقسام المستشفى قد رأت تلك التحسينات التي شهدتها هذه الأقسام فمثلاً لدينا قسم نوعي حديث ومتطور ويقدم الجراحة النوعية وتدريب وتأهيل الأطباء اليمنيين العاملين في المستشفى ويعتبر هذا القسم نتاجاً للتعاون المشترك فيما بيننا وبين الكوريين (الجمعية الكورية) والألمان (جمعية همر فيلد) وهناك قسم خاص بجراحة الأطفال وكانت مدينة تعز في السابق تفتقر إلى مثل هذه الأقسام الخاصة بالأطفال وكانت جراحة الأطفال يتم إجراؤها مع المرضى الكبار وهذا يؤثر سلبياً على سلوك الطفل وحالته النفسية وكانت عندنا مشكلة في إجراء العملية الجراحية ومن يرافق الطفل المريض ولكننا الآن والحمد لله عالجنا هذه المشكلة بتأسيس قسم خاص بجراحة الأطفال .. كما قمنا بتأسيس قسم الكلى الصناعية والذي أصبح يقدم خدمات طبية ممتازة ومجانية مثل عملية الغسيل الكلوي والمدعومة لمدة سنة وثمانية أشهر وذلك من قبل المجلس المحلي بالمحافظة ورجال الأعمال وعلى رأسهم الأخ/ شوقي أحمد هائل سعيد أنعم .. والآن تبنت وزارتا الصحة والمالية عملية دعم هذا القسم .. بالإضافة إلى أن هناك بعض المشاريع الجديدة مثل توسعة قسم الولادة وتأثيثه وترميمه وكذا تأثيث المختبر الطبي وهذان المشروعان بتمويل من قبل الصندوق الاجتماعي ولدينا مشروع ترميم مبنى التموين الطبي وعملنا له برامج كمبيوتر في الأعوام القادمة ابتداء بالتموين الطبي والصيدلية التخصصية والصيدلية التابعة للمستشفى .. وهناك تحسينات وترميمات للأماكن الخاصة بالأجهزة التشخيصية وسيقوم الألمان بتجهيزها بالكشافات الحديثة والتي تتناسب مع حداثة الزمن وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة حيث ستتكفل بذلك /جمعية همر فيلد/ الألمانية والتي سوف تزور المستشفى خلال الشهرين القادمين. معاناة بدأت بالتلاشي - وأضاف الدكتور/ عبدالملك السياني بالقول : - إن النقلة النوعية والمتطورة والتي شهدتها أقسام المستشفى تحققت نتيجة لما يمليه علينا ضميرنا الإنساني ومهمتنا الطبية فنحن كنا نعاني في السابق معاناة كبيرة ولكنها والحمد لله بدأت بالتلاشي وذلك بعدما تم دعمنا مادياً ومعنوياً من قبل الأخ محافظ المحافظة والمجلس المحلي بالمحافظة ومكتب الصحة .. فهذا الدعم بالفعل لعب دوراً كبيراً في حل المشاكل التي كنا نعاني منها في السابق ووفر لنا قاعدة ممتازة لذلك التعاون القائم فيما بيننا وبين المنظمات والجمعيات الطبية والأجنبية غير الحكومية مثل منظمة همر فيلد الألمانية والمنظمة الاجتماعية الكورية للشرق الأوسط والمنظمة الايطالية والمنظمة الهولندية .. فهذه المنظمات الأجنبية قدمت للمستشفى مساعدات ممتازة وقيمة فمثلاً عندما يقوم الفريق الطبي الألماني وتخصصاته النادرة بزيارتنا فإنه يقوم باجراء أكثر من مائتي عملية جراحية في خلال أسبوعين ويأخذ عشرين طفلاً إلى ألمانيا لمعالجتهم وعلى حساب جمعية همر فيلد الألمانية والتي تقوم أيضاً بإرسال الخبراء والاستشاريين وتقدم الدراسات وتأثيث بعض الأقسام وتجهيزها مجاناً بالمعدات والأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة. ومازالت الميزانية ضئيلة - دكتور / عبدالملك .. علمنا أن الميزانية التشغيلية للمستشفى ضئيلة جداً بقدر كثرة وكبر الخدمات الطبية المقدمة للمرضى .. ما صحة ذلك ؟ وما المطلوب لمعالجة هذه الإشكالية ؟ - بالفعل الميزانية التشغيلية للمستشفى مازالت ضئيلة ولا تتناسب مع العدد السريري .. ونحن نتحدث دائماً عن ذلك وطالبنا الجهات المعنية وبالذات وزارة الصحة والمالية بضرورة القيام بدعم المستشفيات بميزانيات تشغيلية تتناسب مع العدد السريري فمثلاً يعتبر مستشفى الثورة مستشفى مرجعياً لمحافظة تعز وبعض المحافظات المجاورة والتي يقدم لها وبشكل مستمر خدمات إسعافية وعلى الرغم من ذلك فإن الميزانية التشغيلية المعتمدة للمستشفى تقدر ب(2.950.000) ريال منها (1.500.00) ريال مخصصة للتغذية ومبلغ (500.000) ريال مخصص للنظافة ومبلغ (950.000) ريال هي ميزانية المستشفى الذي يحوي 500 سرير وإزاء ذلك قمنا مراراً بالمطالبة بميزانية تتناسب مع العدد السريري ورفعنا عدة مذكرات إلى الأخ وزير الصحة والذي قام مشكوراً بتحرير تصور إلى وزارة المالية طالب فيه بدعم جميع المستشفيات بميزانية تشغيلية تتناسب مع العدد السريري. أمنية - وأضاف الدكتور/ عبدالملك .. أتمنى أن يكون مستشفى الثورة أفضل وأرقى المستشفيات الحكومية في اليمن وفي نفس الوقت أتمنى من الجهات المعنية أن تستمر في دعم المستشفى مادياً ومعنوياً خاصة وأنه كلما تحسنت الخدمات الطبية في المستشفى كلما كان الضغط أكثر وهنا طبعاً تظهر بعض السلبيات وذلك نتيجة للامكانات البسيطة وتدني الميزانية التشغيلية ونقص في عدد الأطباء والممرضين فالمستشفى متعاقد مع أكثر من عشرين طبيباً وسبعين ممرضاً وممرضة وهذا التعاقد يؤثر سلبياً على الخدمات الموجودة فالنفقات والرواتب التي يقوم المستشفى بدفعها تؤثر على الجوانب الأخرى. الحاجة إلى ميزانية دوائية - وأشار الدكتور/ عبدالملك السياني إلى أن المستشفى لاتوجد لديه ميزانية دوائية وأن جميع العلاجات من محاليل وخيوط طبية وغيرها يتم شراؤها من الأسواق وأن المستشفى وبعد الغاء صندوق الدواء لم يحصل على الأدوية سوى الشيء اليسير جداً والذي لايذكر على الرغم من أن ما يقدمه المستشفى من خدمات إسعافية وولادة وغيرها هي خدمات مجانية وهذا لا يعني أن نسبة الخدمات التي يقدمها المستشفى للمرضى هي 100% فلدينا نقص كبير وعجز واضح في الأدوية الإسعافية. ولكن هذه المشكلة حتماً سوف يتم معالجتها وذلك عندما يتم اعتماد ميزانية تشغيلية للمستشفى تفي بالغرض وتتناسب مع العدد السريري .. أضف إلى أننا لم نكن غافلين عن هذه المشكلة أبداً حيث قمنا بعرضها على وزارة الصحة وطالبناها عدة مرات بضرورة معالجة هذه المشكلة خاصة وأن مستشفى الثورة بتعز يعد من أبرز المستشفيات التي تستقبل الكثير من الحوادث التي تقع في الطرقات وغيرها من الحوادث الأخرى فوزارة الصحة تفهمت ذلك وقامت بتحرير مذكرة إلى وزارة المالية تطالبها باعتماد ميزانية دوائية من شأنها أن تقوم بمعالجة ما يعانيه المستشفى من نقص وعجز في الأدوية ونحن مازلنا بانتظار هذه المعالجة التي ستعمل بدرجة أساسية على تحسين وضع المواطن صحياً وطبياً. عمل لا أخلاقي - ماذا تقولون عن ظاهرة بيع الأدوية المزورة والتي يقوم بها بعض التجار من عديمي الضمير ؟ - الحقيقة .. إن ظاهرة بيع الأدوية المزورة تعتبر مشكلة لا إنسانية خطيرة وجريمة شنيعة وعمل لا أخلاقي لذا يجب على جميع الجهات المعنية مكافحة مثل هذه الظواهر والتكثيف من عملية الرقابة عليها وإاخاذ الإجراءات الصارمة ضد كل من يقوم ببيع الأدوية المزورة من مهدئات ومضادات حيوية وغيرها من الأدوية التي يتم تزوير علاماتها التجارية وأختام الشركات العالمية التي تقوم بانتاجها. وأعتقد أن هناك جهوداً حثيثة تبذل من قبل وزارة الصحة ومكانتها في المحافظات للحد من هذه الظاهرة ونتمنى من الجهات المعنية أن تقوم بدعم ومساندة هذه الجهود حتى يتم القضاء نهائياً على هذه الظاهرة الخطيرة. أهمية التأهيل والتدريب - هل تولون مسألة تأهيل وتدريب الكوادر الطبية العاملة في المستشفى اهتماماً بالغاً؟ - في الواقع .. أعتبر التدريب والتأهيل من الأساسيات والضروريات اللازمة التي لا يمكن الاستغناء عنها أبداً ذلك لأن واقعنا الراهن يؤكد على أهمية التأهيل والتدريب وأن أية جهة حكومية أو خاصة لاتدرك هذه الأهمية ولا تعيرها أي اهتمام فإنها لن ترى نور التطور أبداً وستظل تتقدم إلى الوراء وسيظل الفشل من أبرز سماتها .. ومن هذا المنطلق بحثنا مع البعثات الأجنبية وبالذات الألمانية والكورية والهولندية في كل زيارة تقوم بها إلى المستشفى فكرة التعاون معنا في مسألة تدريب وتأهيل الكوادر الطبية ولقد تكلل هذا التباحث بأخذ بعض الأطباء إلى ألمانيا وكوريا بغرض تدريبهم وتأهيلهم بالإضافة إلى أن البعثات الألمانية والكورية في كل زيارة لها تقوم بإلقاء محاضرات طبية وتدريب الأطباء على كيفية اجراء العمليات الجراحية الكبيرة والمعقدة.