مدير عام الهيئة: الحالات المرضية تفوق الطاقة السريرية للمستشفى معظم أيام السنة تم توقيف أطباء لإخلالهم بشرف وأمانة المهنة المستشفى يشهد مشاريع تطويرية في كافة الأقسام مستشفيات ومراكز ووحدات صحية في كافة ربوع الوطن ، تجسد في مجملها محاكمة للماضي المظلم . هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء أحد الصروح الصحية العملاقة يقدم خدماته لآلاف المرضى وبصورة يومية بكادر طبي يمني مؤهل وسعة سريرية تتجاوز 500 سرير وأجهزة طبية حديثة يندر وجودها في كثير من المستشفيات كل ذلك جعله مقصداً للمرضى من أمانة العاصمة و8 محافظات الأمر الذي شكل ضغطاً على طاقم المستشفى وقدرته السريرية الاستيعابية ؛ مما دفع القيادة السياسية للتوجيه برفع موازنته التشغيلية وحث أمانة العاصمة ووزارة الصحة بالتعاون الكامل مع المستشفى ورفده بالأجهزة الحديثة والمعدات وإنشاء العديد من المشاريع التوسعية التطويرية .. حول واقع المستشفى ومستوى الخدمات الطبية التي يقدمها والصعوبات والمعوقات التي تواجهها إدارة هيئة المستشفى كان ل”الجمهورية” لقاء مع مدير عام هيئة مستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء الدكتور محمد علي الشهاري فإلى مستهل اللقاء.. ^^.. بترفيع المستشفى الجمهوري إلى هيئة ما الذي تغير في جانب خدماته الطبية؟ تم إعلان وترفيع مستشفى الجمهوري إلى هيئة بموجب قرار رئيس الجمهورية حفظه الله رقم (10)2010م وبعد عرض وزيري الصحة العامة والسكان ووزير الدولة أمين العاصمة ومثل القرار دفعة كبيرة لكادر المستشفى وعمل ثورة في تقديم خدماته الطبية بصورة مميزة وبموجب ذلك قمنا ببعض الإصلاحات داخل المستشفى وكانت البداية في الجوانب المالية والإدارية والفنية و لمسنا شفافية مطلقة في الجانب المالي باختيار الكادر الذي يخدم المستشفى ويطور من أدائه كما, أصدرنا اللائحة الخاصة بمشاركة المجتمع والتي كان لها دور أساسي في تحسين خدمات المستشفى وفي الجانب الفني جرت الكثير من التغييرات فقد أعطينا مميزات للطبيب بما يمكنه من العمل لفترات أطول وازداد عدد العمليات فازداد المترددون لتلقي الخدمة حيث كان العام الماضي عدد المترددين المستفيدين من تقديم خدمات المستشفى أكثر من مائتين وأربعين ألف مريض موزعين على كافة الأقسام، العمليات أقسام الباطنية، أقسام الجراحة ، أقسام الطوارىء، العمليات التخصصية إضافة إلى ما سبق فقد تم اختيار الأطباء المميزين لرئاسة الأقسام ,كما أعطينا الجانب الفني التصورات لتحسين الخدمات في بعض أقسام المستشفى ، منها الطوارىء ، غرفة العمليات ، مركز الحروق، أماكن الصيدليات فمثلاً مركز الطوارىء تم فصله في المبني الخارجي الذي تم توسعته وتأهيله ليصبح مركز طوارىء متكاملا يحتوي على عيادات خاصة بحالات الطوارىء وأقسام الملاحظات وأشعة تلفزيون والقلب وجهاز انترساون وأشعة ومختبر متكامل إضافة إلى صيدلية الطوارىء التي تقدم كل العلاجات والأدوية الإسعافيه التي يحتاجها المريض عند دخوله مركز الطوارىء بحيث إن الطبيب يقدم الخدمة للمريض فورا ؛ لتخفيف معاناته وآلامه بأقصى سرعة. إضافة إلى ذلك نحن بصدد استكمال المبنى الخاص بعمليات الطوارىء وإضافة سبعة أسرة للعناية المركزة الخاصة بالطوارىء ليكون مركزا متكاملا يقدم للمريض الخدمة خلال 24 ساعة حتى إذا كان يحتاج إلى عملية جراحية يمكن أن تجرى في مركز الطوارىء وخلال24 ساعة وبإمكان المريض بعدها الخروج إلى قسم رقود أو إلى بيته إذا تعافى من مرضه. وما أود قوله أن هناك توسعا عاما في أقسام العمليات وقد تم توفير جزء كبير من المستلزمات الطبية والأدوية إضافة إلى الأجهزة الطبية الموجودة في أقسام العمليات والآن لدينا 12 غرفة عمليات تقوم بالعمليات على أكمل وجه في الجراحة العامة ، الجراحة التخصصية أو جراحة المناظير هذه أعطت المستشفى زخما كبيرا وأصبح عدد العمليات أحيانا يصل إلى 60 عملية في اليوم الواحد تجرى على مدى 24 ساعة ,كما قمنا بافتتاح قسم خاص بتفتيت الحصوات والآن نعمل على تطوير خدمات قسم المسالك البولية بحيث يقدم كل الخدمات سواء عن طريق المناظير أو بتفتيت الحصى بالجراحة كما يوجد لدينا تصور في مركز الأمومة والطفولة فقد تواصلنا مع الصندوق الاجتماعي لدعمنا في تحقيق التصور الذي عملناه وقد أعلن الصندوق استعداده لبناء ثلاثة طوابق لمركز الأمومة والطفولة يكون طابق للحاضنات الخاصة بالأطفال الخدج ومعالجتهم إضافة إلى طابق تبنى فيه غرف متكاملة بعمليات الولادة القيصرية وأيضا العمليات الأخرى التي تحتاج إلى دخل جراحي. إضافة إلى استكمال كامل التجهيز لقسم الولادات الطبيعية في المركز ؛ عندنا تصور عام لتقديم الخدمات على كل المستويات في المستشفى ونتوقع بنهاية العام الجاري الوصول إلى ما نطمح إليه من تطور في المستشفى. بإذن الله نحقق نقلة في عملية التطوير والإصلاح داخل المستشفى وبخصوص العام القادم قدمنا تصورا عاما للموازنة وتصورا واقعيا لأعداد الوظائف التي يحتاجها المستشفى سواء من حيث الكادر الفني أو الكادر الإداري إضافة إلى تقديم الموازنة باحتياجات المستشفى كأعداد الأسرة حيث تصل عدد الأسرة إلى سبعمائة سرير وإن شاء الله توافق عليها وزارة المالية بما من شأنه الارتقاء بالخدمات الطبية في المستشفى. ^^.. ما حجم الدعم للمستشفى من قبل أمانة العاصمة ووزارة الصحة؟ نلمس تعاونا كاملا من قبل الأستاذ عبد الرحمن الأكوع- وزير الدولة ، أمين العاصمة وأيضاً وزير الصحة لتطوير المستشفى وتحسين خدماته وهناك دعم متكامل من أمانة العاصمة لتحديث أجهزة المستشفى التي أعلنت مناقصات لشراء جهاز التصوير الطبقي وإدخال مناظير لجراحة المسالك البولية وشراء 30 حضانة إضافة إلى تحديث شبكة الأكسجين بغرفة العمليات وتحديث مركز الحروق وتكلفة هذه الأجهزة تصل إلى ستمائة مليون ريال قدمت دعما للمستشفى من أمانة العاصمة إضافة إلى تحديث الأقسام الموجودة بالمستشفى إلى ذلك لدينا مناقصات فيما يخص الكهرباء وغسالة المستشفى والأسرة للمرضى والآن يستقبل المستشفى هذه الأجهزة أولا بأول ,كما تم تحديث المختبر ورفده بأكثر من20 جهازا من أحدث الأجهزة التي تحتاج إليها المختبرات الحديثة في تقديم أحدث الفحوصات وأواخر هذا الشهر سوف يكون متكاملا إضافة لتحديث قسم العيون لتحويله إلى مركز جراحة العيون وبدعم من أمانة العاصمة بمائة مليون لتوريد أجهزة جراحة العيون ,كما قدمنا مقترحا بتحديث مركز جراحة الفم والأسنان ولدينا الآن ثلاث وحدات أسنان جديدة إضافة إلى السابقة . ويمكن القول بأن معظم الأقسام في المستشفى يجري تحديثها وإدخال معظم الأجهزة الطبية إليها بحيث يقدم المستشفى خدماته بما يتناسب ومستوى هيئه إضافة إلى أن المستشفى يقدم خدماته على مستوى ثماني محافظات فلدينا مرضى يصلون من المهرة ومن حضرموت ومن الجوف والحديدة وحجة وصعدة فأكثر من ثماني محافظات تعتمد على المستشفى الجمهوري . تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ^^.. هناك شكاوى من أخطاء طبية وسوء معاملة في المستشفى ما ردكم؟ إذا لايمكن الوصول إلى الكمال فلا بد من حدوث تجاوزات تتمثل في حالات استثنائية ومع ذلك نطبق مبدأ الثواب والعقاب، جانب آخر لدينا لائحة مشاركة المجتمع أعطينا الطبيب والممرض %40 من إيرادات المشاركة بعد تحديدها في اللائحة الخاصة بمشاركة المجتمع رغم أن أجور المستشفى ليست بمستوى الأجور في المستشفيات الخاصة حيث لا يصل %30أو%25 مما تستلمه المستشفيات الخاصة لذا المبلغ يوزع على التالي %60 يورد لصالح المستشفى من أجل تقديم الخدمات كنظافة إعاشة تغذية الكادر الإداري و%40 من المبلغ يقدم للكادر الفني كطبيب ، ممرض ، مختبر ، صيدلة .. نحن الآن نعطي الطبيب أجورا في كل أسبوع كحافز من أجل أن يعطي عصارة جهده لعمله..وعملنا تكريما في نهاية الشهر لكل طبيب ملتزم في عمله كطبيب مثالي ,كما عملنا أيضا لائحة للذين لم يستوعبوا التغيرات والتحديث بالمستشفى تضمنت جملة من الجزاءات تبدأ بإنذار ولفت نظر بعدها خصم نسبة من المستحقات كما عملنا على وضع لوحة حائطية نضع فيها أسماء المكرمين وأيضا الموظفين المقصرين في أداء العمل ,كما عملنا على معاقبة العاملين الذين يقومون بأخذ الرشا بالمستشفى وطبقناها على كافة الموظفين سواء أطباء أوغيرهم فلدينا أطباء تم توقيفهم عن العمل لمدة شهر ,وعملنا لائحة بالنسبة للشركات التي تتعامل مع المستشفى ووضعناها في لائحة القائمة السوداء إذا ما التزمت في توفير الأدوية أو المستلزمات الطبية والأجهزة الطبية حسب الشروط المطلوبة. الأدوية المجانية ^^.. يشاع بأن هناك سوقا سوداء في المستشفى لبيع الأدوية المجانية .. ؟ بالنسبة للتموين الطبي بالمستشفى قمنا بجملة من الإصلاحات كي يستفيد المريض الذي يدخل المستشفى من الأدوية بالنسبة والمستلزمات الطبية للمريض مجانا ثانيا تم توزيع التموين الطبي إلى ثلاثة أقسام الصيدلية الخارجية والصيدلية المركزية وصيدلية الطوارىء ,فالصيدلية الخارجية تم توفير الحبوب والشراب ويوزع مجانا على المرضى ,الصيدلية المركزية لديها رقابة من وزارة الصحة وهى ملتزمة بتوفير الأدوية المجانية وتوزيعها على المرضى بأمراض مستديمة كمرضى السكر والصرع والضغط...,كما تقدم صيدلية الطوارىء العلاجات الإسعافية بأقل تكلفة من الخارج يقدر %25 . مخصصات للفقراء ^^.. ماذا عن الفئات المعدمة ؟ لدينا نظام متكامل لتقديم الخدمة مجاناً للفئات المعدمة فخلال الثلاث الأشهر السابقة تم تقديم خدمات للفقراء والمساكين بمبلغ يقدر بعشرة ملايين ريال فلدينا إدارة خاصة بهذه الفئة لتسهيل معاملتهم المجانية .فمثلاً إذا كان دخل المستشفى بحدود مائة وعشرين مليون في الثلاثة الأشهر الأولى فلدينا من عشرة الى خمسة عشر مليونا مخصصة للفقراء والمساكين . 600مليون ريال لتطوير خدمات المستشفى ^^.. هل إمكانيات وموازنة المستشفى تتناسب مع حجم المرضى؟ لدينا في حدود خمسمائة سرير في الأقسام العامة في معظم الأشهر تكون ممتلئة تماماً وأحيانا نعتذر عن استقبال بعض الحالات وبالنسبة للأقسام الخاصة لا توجد غرفة خاصة فاضيه وأقول بأن الدورة السريرية على السرير نفسه تكون محدودة في كافة الأقسام فالمريض يبقى حسب حالته ولايخرج من المستشفى إلا بحسب تقرير الطبيب بأن حالة المريض مستقرة ... هناك لجنة الجودة من وزارة الصحة وتزور المستشفى لتقييم الخدمات الصحية التي تقدم للمرضى وتأخذ بيانات التقرير الخاص بها من المريض والطبيب والعاملين بالمستشفى وكانت نتيجة التقرير بأن نسبة التحسن في الخدمات وصل إلى %65 ولو توفرت الأجهزة الطبية كاملة لوصلت نسبة التحسن في الخدمات إلى %85 ولدينا أيضا صندوق شكاوى ومقترحات تستقبل من المريض والطبيب والموظف . نحن في عملية تطوير مستمر في المستشفى ولدينا خطة متكاملة قدمناها إلى وزارة الصحة العامة والسكان، إلى أمانة العاصمة، إلى وزارة التعليم وإلى وزارة المالية ، هذه الخطة ستسهم في تطوير خدمات المستشفى ونحن نعمل بكل جهودنا لتحسين الخدمات الصحية بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة فمثلا أمانة العاصمة وفرت للمستشفى600 مليون ريال لتحديث أجهزة وإعلان مناقصات وتم تحليل المناقصات و نحن في عملية البت مع بعض الشركات لتوفير الأجهزة ، ولدينا تحديث متكامل لقسم المختبر ,ومركز الفم والأسنان والجراحة والعيون وإن شاء الله التطور يكون بدرجة عالية وبصورة أكبر. تدني رواتب الأطباء والعاملين ^^..ما أبرز المعوقات في عمل المستشفى؟ هي ليس معوقات ولكن هناك شحة في الإمكانيات ورواتب الأطباء والعاملين فهي لاتتناسب مع ما هو موجود في دول الجوار ونتمنى إعادة النظر في تلك الأجور حيث تعتبر الدافع في تطور أداء الكادر واستقراره وأيضا في التزامه في عمله فلابد من إعطاء الكادر حقه كي يستطيع الطبيب الارتقاء بعمله ,كما لدينا عجز في بعض التخصصات بالمستشفى مثل أمراض الوراثة ، أمراض المناعة ، أمراض الغدد، كما أن هناك معوقات في عمليات التأهيل والتدريب . لدينا مقترح بفتح مكتب استعلامات وإرشاد للمرضى ^^.. ماتقييمك للعلاقة بين الطبيب والمرضى؟ نحن لدينا اجتماع تشاوري شهري نناقش خلاله مع الكادر بمختلف تخصصاته المشاكل والشكاوى وكل الأوضاع داخل المستشفى وهناك مشاكل تحل بصورة آنية ولكن للأسف هناك مرضى يتعاملون مع الطبيب والكادر العامل بالمستشفى بشكل قاس وبشكل غير لائق ، ولدينا مقترح لموضوع العلاقات العامة بفتح مكتب استعلامات لإرشاد المريض إلى أين يذهب سواء العيادات أو الأقسام الموجودة داخل المستشفى.. وفي الأخير أشكركم على متابعة الجديد بالمستشفى الجمهوري بأمانة العاصمة والشكر موصول إلى مسئولي وزارة الصحة على دعمهم اللامحدود للمستشفى كهيئة.. وأختتم القول بأن النجاح في أي مستشفى يعود إلى الكادر الذي يعمل فيه وإلى إدارة المستشفى وأعضاء الإدارة..
