وجاء المساء لأنفض عني .. غبار النهار وأرحل في سفري الأبدي إذا أقبل الفجر تنتشر الروح والأمنيات .. تقف وإن واجهتني الظهيرة حتماً .. أقف وان ظللتني الأعاصير.. أطمح ويبدأ بوحي.. يلملم أشلاء روحي وتلتفت الروح.. خلف انحدار الغروب وتشهق كل الأحاسيس شوقاً لذاك المساء.. بذاك المساء تراني كياناً وتشعر بي .. كالمساء وتسمعني والظلام أهيم أغازل كل انحناءات ذاك الغسق وأعمد أن أستعيذ بربي من المهلكات ومن شر ماخاب أو خلق وأهمس في الليل.. حتى يذوب فما كاد يهجرني .. فنطق وأدخل في لج ذاك الدجى وأمخر أمواجه لأطال السحاب وأعبر في بعض .. بعض الطباق وروحي .. تروح إليها ونفسي .. تروم العناق وتشخص عيناي حال السحر وأرقب موعدها المنتظر وينفد صبري.. فأفرد صدري ليترفع الشوق ويسقط بين ذراعي ضوء القمر.. أيا سائلي.. تهمد الكائنات وأحيا أنا في مساء .. المساء أرى في نهاركم الكبرياء فليتك تدرك ما بيننا ولطفاً .. أجب دعوتي أن أتاني المساء!! وجاء المساء وهذا المساء ألوم مساءً تولى وخلفني في عناء فلا رحم الله أمس مسائي لك بتُ أرشقه بالدعاء وجاء المساء وهذا المساء أقول: أحبك بكل صنوف اللغات وكل حروف الهجاء وجاء المساء فيا أيها الليل .. هاك أنا ويا أيها الخل.. حان اللقاء ويا كل عمري .. أتيت إليك تكونين أرضاً أكون سماء