مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    القصاص ينزل من سماء تعز: إعدام قاتل بعد تحقيق العدالة لأولياء الدم    24 أبريل.. نصر تاريخي جنوبي متجدد بالمآثر والبطولات    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    بارتي يشعل الحماس في صفوف ارسنال قبل مواجهة توتنهام    مستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء بالسعودية يقدم واجب العزاء في رحيل الزنداني    شكلوا لجنة دولية لجمع التبرعات    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    نبأ عاجل من الديوان المليكي السعودي بشأن الملك سلمان بن عبدالعزيز بعد دخوله المستشفى    ضربة موجعة لجماعة الحوثي.. تحركات مكثفة للصين في عدن على كل المستويات!.. ماذا يحدث؟    حزب السلم والتنمية يعزي الإصلاح وأبناء فقيد اليمن الكبير الشيخ الزنداني ويسرد مناقبه    قناة mbc تفتح النار في تقرير لها على الشيخ "الزنداني"    كأس إيطاليا.. يوفنتوس يتأهل إلى النهائي رغم خسارته من لاتسيو    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    إصابة طفلين بانفجار لغم من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    رئيس الاتحادين اليمني والعربي للألعاب المائية يحضر بطولة كأس مصر للسباحة في الإسكندرية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    المهرة يواصل مشاركته الناجحة في بطولة المدن الآسيوية للشطرنج بروسيا    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    خبير أرصاد يحذر: منخفض الهدير في اليمن ليس الأول ولن يكون الأخير (فيديو)    ترتيبات سعودية عمانية جديدة بشأن اليمن.. وجولة مفاوضات مرتقبة بين السعودية والحوثيين    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    شعب الجنوب أستوعب صدمة الاحتلال اليمني وأستبقى جذوة الرفض    شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤية اليابان لسياسة الشرق الأوسط
قوس الحرية والازدهار
نشر في الجمهورية يوم 18 - 04 - 2007

القى تاروو أسوو وزير الخارجية الياباني محاضرة في المعهد الياباني ليحدث الشرق الاوسط تناول فيها رؤية اليابان لحل مشاكل الشرق الأوسط وجاء فيها..
لقد تحدثت منذ ثلاثة أشهر عن السياسة الجديدة لدبلوماسية اليابان بعنوان"بناء قوس الحرية والازدهار".
إن بناء هذا القوس يعني التأكيد على القيم العامة مثل الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في تلك المنطقة التي تمثل الحافة الخارجية لقارتي آسيا وأوروبا،وسيبنى هذا على أساس الخبرات التي اكتسبناها نحن اليابانيين نتيجة لما مررنا به من تجارب عبر السنين.."ماهو الشيء المهم في الحياة؟" محاولة الإجابة على هذا السؤال بكلمات هي نفس الشيء مثل من نحن وماذا نريد أن نكون في المستقبل لتحديد الشخصية الذاتية.
أعتقد أن "بناء قوس الحرية والازدهار" يعني أن اليابان تقوم بتحديد شخصيتها الذاتية.
قد يوجد أشخاص في دول الشرق الأوسط ومناطقه يتلقى بحذر كلمة "الازدهار والحرية" ،ولكني أؤمن بأن مفهوم اليابان لهذا الفكر سيكون مقبولاً من جميع شعوب الشرق الأوسط.
أريد كل شخص في الشرق الأوسط بمعناه الواسع والذي يبدأ من أفغانستان وصولاً إلى شمال أفريقيا يفهم ماهي الأشياء التي تعتبرها اليابان في غاية الأهمية والتي لاتستغني عنها،وأتمنى يوماً ما أن تشترك شعوب الشرق الأوسط في نفس الاعتقاد.
كلمات تطيب الكرامة المجروحة:
إن الصدق مهم عند وصف الإنسان لنفسه ولكنه لن يبدأ شيئ ما مالم يكن هناك تفاهم للآخر وهذا هو قانون الدبلوماسية.
إنني أتخيل ماذا كان سيحدث إذا كنت ولدت وعشت في الشرق الأوسط وآمنت بالإسلام.
فالمسلم على حد فهمي ،على سبيل المثال لايختلف عن غيره في نقطة حب أطفاله.
لذلك فلو كنا مكانهم فسيجب علينا أن نغضب أكثر من أي شخص آخر تجاه العمليات الإرهابية والتي وصلت إلى قتل الأطفال الأبرياء، بل إن أصواتنا الغاضبة ستصل عنان السماء تجاه من لايستحقون تسميتهم بالمسلمين ولكن في الواقع لانستطيع أن ننفي وجود حديث يجمع الإسلام والإرهاب في سلة واحدة وهذا ما كان سيجعلنا نقول أكثر من مرة"إن العالم قد أساء فهمنا".
فإذا قرأنا التاريخ سوف نقتنع مباشرة بأن منطقة الشرق الأوسط هي المكان الذي دمج حضارات الشرق والغرب وصقلها فكانت أساساً للحضارات الحالية ومن الطبيعي أن تشعر شعوب منطقة الشرق الأوسط بالفخر تجاه ذلك.
ولكن بالدخول في العصر الحديث لم تستمر هذه المنطقة بصورة جيدة وأحس عدد كثير من الناس بخيبة أمل،على ماأتصور.
أليس الناس في الشرق الأوسط متعطشين في أعماق أنفسهم إلى كلمة تطيب كرامتهم المجروحة؟، وأنا أعتقد أن الحساسية تجاه ذلك يجب أن تكون أساس العلاقات الدبلوماسية لليابان تجاه الشرق الأوسط.
كما أنني أؤمن بأننا لابد وأن نقول بوضوح إننا نكره الإرهاب بشكل قاطع ولكننا لانحمل أي كره للمسلمين.
الشرق الأوسط هو لبّ الدبلوماسية
اليابانية: ثلاثة أسباب:
لقد أسهمت في المقدمة والآن دعوني أدخل في النقطة الرئيسية.
كشخص في موقع التخطيط لاستمرار ازدهار اليابان إلى أطفالنا وأحفادنا من الأجيال القادمة أؤكد أن الشرق الأوسط الذي يمدنا بالثروات المعدنية بالنسبة لليابان له أهمية حيوية كبيرة،ومهما أكدت ذلك فلن أوفيه حقه.
وفي سياسة الشرق الأوسط يجب على اليابان أن تعمق العلاقات السياسية تجاه الشرق الأوسط أكثر من أي وقت سابق بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية.ونحن نعني بذلك بعزم صارم.
وسوف أذكر ذلك بالتحديد لاحقاً ولكن أولاً يجب انتهاز الفرص لزيادة زيارات المسؤولين من المستوى الرفيع فيما بيننا.
فقضية الشرق الأوسط بالنسبة لليابان هناك من أطلق عليها" المادة الإجبارية" على الصعيد الدبلوماسي ولكنها أرى العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والشرق الأوسط لبّ الدبلوماسية اليابانية ككل.
وسأقدم ثلاثة أسباب لأهمية منطقة الشرق الأوسط.
السبب الأول:
في المقام الأول تأتي العلاقة مع مصادر النفط الخام.
حيث تعتمد اليابان على الشرق الأوسط في استيراد 2.89% من النفط الخام من بينها أيضاً نعتمد على 4.76% من دول مجلس التعاون الخليجي .«في عام 2006».
كما تعتمد الصين والهند على الشرق الأوسط حيث تستورد هاتان القوتان الاقتصاديتان الناشئتان40%و60% من حاجيتهما من النفط الخام من الشرق الأوسط، وعلى ضوء هذا الواقع،إذا نظرنا من جانب الشرق الأوسط سوف نجد أن سوق النفط في الوقت الحاضر يتميز بجودة عالية من البيع.واليابان يجب عليها أن تحافظ على وجودها الملموس في الشرق الأوسط كدولة من الجانب المستهلك للنفط.
وفضلاً عن ذلك،إذا فكرنا في كمية النفط الخام الموجودة في باطن الأرض التي يمكن استخراجها في العالم كله وليس الصين والهند فحسب يتزايد إزاء الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط ،حيث أن استقرار الشرق الأوسط سوف تكون له أهمية بالغة في المستقبل،ولايمكن تصور عكس ذلك. وهذا هو السبب الذي يأتي في المقام الأول.
السبب الثاني:
يأتي في المقام الثاني جانب مشرق غير متوقع للشرق الأوسط الحالي.
يحيط بالشرق الأوسط في أذهاننا انطباع الاضطراب المستمر ،ولكني أود أن أسأل رئيس شركة «سو ميتو موللكيماويات» السيد «هيروماسا يونيكورا» عن جاذية العمل في إنشاء أكبر منشأة كيماوية ومعمل تكرير نفط في العالم مع شركة أرامكو السعودية.
ففي السعودية تمثل خطة رابغ من سوميتومو للكيماويات مشروعاً ضخماً تعدت التكاليف الإجمالية للعمل 1.1 تريليون ين،فسوف يكون هناك تجهيزات جيدة من إمداد للمياه والبخار والطاقة الكهربائية سوف تتحمل هذه المسؤولية شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.فتشارك مجموعة شركات مختلفة هذا المشروع الذي يبدو قصة ساخنة بنجاح عظيم تحكى من جيل إلى جيل وتتقدم في السعودية مع شدة الحرارة الآن.
إن المشاريع الضخمة ظاهرة ملحوظة الآن في الخليج ولذلك فالوقت مناسب تماماً لممارسة الدبلوماسية اليابانية بكل ثقلهات متضمنة الشركات الخاصة.
وهذا أيضاً جانب مؤكد في الشرق الأوسط،فمساعدة الشركات اليابانية التي تتجه للاستفادة من هذه الفرص تصب في مصالح اليابان القومية.
الشرق الأوسط في مفترق الطرق الاستقرار أم الاضطراب
السبب الثالث:
ولكن السبب الثالث هو الأكثر أهمية وهو سبب تعرفونه بالفعل.
إنني مؤمن بأن الشرق الأوسط ككل يقف الآن في مفترق الطرق،أي أنه يتجه نحو الاستقرار أم نحو اضطراب يقود إلى مزيد من الاضطراب؟
كانت قضايا الشرق الأوسط في الماضي تبدو قضايا مستقلة فعملية السلام هي عملية السلام والعراق هي العراق وإيران هي إيران.ولكن بعد الإطاحة بصدام حسين تغيرت مسألة التوازن في القوى ولذلك أصبحت هذه القضايا ذات تأثير متبادل.
ونتيجة لذلك،بدأت تسود حالة غموض،وفي هذا الجو لايمكن تصور مستقبل النظام في أجزاء من الشرق الأوسط،على أقل تقدير،تقوم فيها جماعات متطرفة خارجة عن لب الدين بشحذ قواها وسيكون هناك اضطراب أكثر.
أقطاب الاستقرار لتحقيق تهدئة للنظام:
إنني متأكد،في هذه النقطة،من وجود إجابة على السؤال القائل لماذا يجب على اليابان أن تقوي العلاقات السياسية مع الشرق الأوسط.
فيجب تأمين وتعزيز قطب الاستقرار في المنطقة بوجوب تهدئة الوضع وذلك من خلال الاستخدام الكامل للمصادر الاقتصادية والعقلية والدبلوماسية الخاصة باليابان بأجمعها.
إنني أقول لكل مستعرب أو خبير في الشؤون العربية في وزارة الخارجية ولكل دارسي اللغة الفارسية والعبرية والتركية فيها إنني أريد منهم أن يملأهم الحماس،فالعمل الذي أمامنا الآن يكون مساعدة تقود عالم الشرق الأوسط إلى الاستقرار،وهذا له أهمية في تاريخ العالم.
ممر السلام والازدهار
أعتقد أنه لايحدث تأكيد بدرجة كافية على أهمية التعايش الأبدي بين اسرائيل وفلسطين أو مايسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط.
لو أصبح هذا الإقليم بؤرة الاضطراب أو على العكس إذا وصلت المنطقة إلى أعلى
درجات الاستقرار،ففي كلتا الحالتين ستكون لذلك آثار متضاعفة تعم كل المنطقة.
وقد ظهرت فرصة جديدة في عملية السلام في الشرق الأوسط وهي بدء ظهور معالم لحكومة الوحدة الوطنية في فلسطين، وأعتقد أننا يجب أن ننتهز الفرصة بإجراء زيارات على أعلى مستوى بين اليابان والطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بحيث تكون متزامنة مع الجهود المبذولة من الدول الرئيسية في المنطقة مثل مصر والسعودية.
إن فكرة خلق ممر السلام والازدهار التي قدمتها اليابان لها مغزى عميق في وقتنا هذا.
وتنادي اليابان بأن يبدأ "ممر السلام والازدهار" من الضفة الغربية لنهر الأردن مروراً بالأردن نفسها حتى يصل إلى دول الخليج العربي.
ففي وادي الأردن في الضفة الغربية أي في جزء من امتداد هذا الممر،توجد أرض مستوية نادرة الوجود في تلك المنطقة مساحتها ألف كيلو متر مربع أي حوالي نصف مساحة طوكيو،يسكن فيها الفلسطينيون،وخلاصة فكرة ممر السلام والازدهار هي أن يتم الانتفاع بهذه الأرض ذات القيمة المضافة العالية بحيث نجعل منها قاعدة إنتاجية للبضائع الزراعية.
الإيمان والثقة بالنفس والمناعة ضد الارهاب
من خلال "الفاكهة"
إن بناء الدولة في دولة اسرائيل بدءاً من خلال النجاح في مجال الزراعة ولذلك يجب أن تبرع فلسطين فيما برعت فيه اسرائيل،إن الضفة الغربية يجب أن تنتج كمية من الفاكهة والزيتون أكثر مما تنتجه الآن.
ومن أجل ذلك فإنه من الضروري وجود تعاون اقليمي في مسألة الماء وأكثر من ذلك، فإن المنتجات النهائية يجب أن تعبر الأردن إذا كانت ستصل إلى دول الخليج العربي التي تمثل أكبر إقليم استهلاكي.
ومن أجل هذا السبب،يجب على الفلسطينيين إقامة علاقات مع الدول المتعلقة بهذا الشأن وخصوصاً اسرائيل والأردن بغض النظر عن إرادتها.
في الحقيقة هذا هو أهم أهداف فكرة "ممر السلام والازدهار" أي أن اليابان ستقوم بدور حامل الراية وتطالب جميع الأطراف ببذل كل الجهد،ومن خلال خبرات الجميع في العمل المشترك والإنجازات سيستطيع سكان الإقليم الحصول على أثمن شيء وهو "الثقة".
ليس هذا فقط،وإنما سيترتب على تطور الزراعة والنجاح في الحدائق الزراعية الصناعية توفير فرص عمل للشباب الفلسطيني وظهور من يفكر ويقول "أستطيع القيام بذلك" وهو مايعني"الثقة بالنفس".
وبالنسبة لنا نحن الآسيويين فقد انطلقنا عندما اكتسبنا الثقة بالنفس وأصبحنا متفائلين تجاه المستقبل،إن هذا الاحساس بالإنجاز هو ماأريد أن يشعروا به،ومن وجهة نظري فإن هذا هو أقوى مانع ضد الإرهاب،وإذا كان هناك إرهابي متفائل وواثق من نفسه،وأنا أعتقد أن هذه عوامل لاتجتمع معاً على الإطلاق،فإني أريد أن أرى مثل هذا الشخص.
لو تحولت الضفة الغربية،التي طالما اشتهرت بالدمار والمآسي،وأصبحت قطباً للاستقرار واشتهرت باسم "قصة نجاح " فإن الآثار المضاعفة ستكون إيجابية بكل تأكيد.
ففي منتصف شهر مارس سيأتي إلى طوكيو ممثلون عن فلسطين واسرائيل والأردن لبدء انطلاق هذه الفكرة،وإنني أرجو منكم تسجيل هذه اللحظة في ذاكرتكم.
اتفاقية تجارة حرة بين اليابان ودول مجلس
التعاون الخليجي ..وملاحظات عن تركيا
من أجل خلق قطب للاستقرار في المنطقة،يوجد شيء آخر بالغ الأهمية وهو تدعيم العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي .والآن تعمل اليابان على إنجاز اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي بسرعة لم نشهدها من قبل.
وتسعى اتفاقية التجارة الحرة إلى إقامة علاقات اقتصادية قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية التي تعد أكبر شريك تجاري في منطقة الشرق الأوسط. وهذا له علاقة بضمان إمدادنا بالبترول بصورة ثابتة.
وعندما تتم هذه الاتفاقية سوف يصبح هناك اتصال كبير بين الشركات اليابانية مع دول مجلس التعاون الخليجي وسيكون ذلك أكثر اتساعاً إن وجدت استثمارات مباشرة. وعندئذ، مع زيادة أنشطة الزيارات، سوف تنتقل خبرتنا في تقوية الإدارة والعمل من اليابان إلى دول مجلس التعاون الخليجي.
وهذا سوف ينشئ العديد من الدوائر التي سوف تؤدي إلى زيادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في دول مجلس التعاون الخليجي على المدى البعيد والمتوسط. وهنا أرى أن هناك معنى كبيراً بالنسبة لليابان في عقد اتفاقية التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي. ولهذا فإنني أرى أنه ستصبح لها أهمية كبيرة على الصعيد الدولي.
وإذا نظرنا إلى تركيا باعتبارها واحدة من الدول الكبرى في الشرق الأوسط والتي من الضروري أن تكون قطباً محورياً للاستقرار.
فمنذ القدم وحتى الآن،وتركيا لها موقع جغرافي استراتيجي مهم،وتؤكد حقيقة استعمال اللغة التركية في كرغيستان مروراً بأذربيجان على أهمية التفاعل مع تركيا ،وتعتبر تركيا أيضاً واحدة من الدول القليلة ،في المنطقة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع اسرائيل.وبكل المعاني يجب أن تكون تركيا مركزاً لمحور الاستقرار في المنطقة.
وقد انتظرت تركيا طويلاً من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي،.والآن وجدت أن الطريق صعب جداً حتى في مرحلة التفاوض من أجل قبول انضمامها،وأرى أنه يجب علينا استمرار الدعم المعنوي لها ،وتعتبر المعاناة والمصاعب التي خاضتها تركيا في التحديث والديمقراطية شيئاً لايخص الأتراك فحسب ،بل أيضاً يخصنا نحن اليابانيين،وأريد أن أبلغ كل دعمي وتشجيعي من كل قلبي لتركيا من أجل الاستمرار في سعيها.
التعامل مع العراق وإيران وأفغانستان
وعلى العكس، كيف لنا أن نتعامل مع الدول التي عندها خطر يمكن أن يغير ويقلب النظام،وهي العراق وإيران وأفغانستان، وليس هناك الآن ضمان بالتفاؤل تجاه تلك الدول في المستقبل.
ولكن مثلاً أود أن أستمر في الحفاظ على العلاقة التي تمكنني من الحوار عبر الهاتف مع وزير الخارجية الإيراني،وتمثل اليابان مكانة نادرة في العالم كدولة تستطيع الحوار مع أية دولة في الشرق الأوسط،وأعتبر هذه الميزة ثروة غالية لدبلوماسية اليابان.
والدبلوماسية تعنى بالاختصار وفن الإقناع،وأود من أعضاء وزارة الخارجية استعمال هذا الفن أي فن الاقناع هذا العام تجاه إيران.
ولن أتطرق الآن إلى موضوعي العراق وافغانستان ،ولكن هناك ثلاثة أشياء على الأقل أود أن أذكركم بها في هذا الصدد.
أولاً: لقد أعطت اليابان اهتماماً بالغاً في الآونة الأخيرة لهاتين الدولتين من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية،متحملة كل الأعباء بتقديم الاحتياجات والطاقة البشرية والمالية،ففي العراق تضمن الأمر مصرع بعض أعضاء الخارجية اليابانية،وعلى الرغم من تجاوز مسألة الضحايا فإننا إذا تراجعنا الآن عن موقفنا فإن التساؤل هنا سيكون من أجل ماذا كان هذا الجهد الذي قمنا به؟
جدير بالذكر أنه فيما يخص المصالحة الوطنية في العراق فإننا نود أن نعقد ندوة نقاش صغيرة للمصالحة الوطنية العراقية باليابان في شهر مارس.
ثانياً:إذا لم نوقف نزيف الدم،فإن صراعات الطوائف الدينية والإرهاب المتطرف سيعم كل أنحاء الشرق الأوسط،و،بهذا يتنقل كعدوى إلى العالم أجمع لذا فإنه يحتاج إلى حل عاجل..
العمل على خلق الثقة والقضاء على الكراهية
ثالثاً: وعلى الرغم من أن القضايا صعبة الحل فإن صورة اليابانيين ليست سيئة سواء في العراق أو أفغانستان أو أي مكان آخر بالشرق الأوسط،وإنها لمن الجرءة أن أقول ذلك ولكن على مايبدو أنه هذا هو الواقع.
يبدو لي أنه لاتوجد لدى دول الشرق الأوسط مشاعر الكراهية تجاه اليابانيين،وأكثر ما يتردد على مسامعي أن اليابان لها سمعة طيبة كدولة ذات حضارة غير غربية حافظت على التقاليد،وتعد مثالاً نادراً حقق الحداثة.
وتستكمل من زاوية أخرى فقد كتب أحد الصحفيين العراقيين بالصحف "اليابان بالنسبة لي كانت جزءاً من التخيل منذ طفولتي" اليابانيون كانوا دائماً متواجدين معنا بشخصيات مثل غرنديزر وكابتن ماجد".
الرسوم المتحركة اليابانية لها استيعاب كبير هنا،غرنديزر هو شخصية رسوم متحركة على شكل إنسان آلي رسمها ناغاي غو وكابتن ماجد يقصد بها كابتن تسوباسا بعنوانها الأصلي في اللغة اليابانية.
وكلاهما كان لهما شعبية عارمة ليس فقط في العراق بل في دول الشرق الأوسط أجمع،فمثل هذه الأرض الخصبة لم تقم اليابان بريها بالماء حتى الآن،ومن هنا فلابد أن نقوى عجلة التعاون الإعلامي من اتجاهنا.
في الحقيقة وعلى أي حال إذا كانت اليابان دولة ينظر إليها على أنه لايوجد تعصب خاص تجاهها من طوائف ودول مختلفة في الشرق الأوسط فمن هنا لابد أن يكون لليابان دور مميز.
إن من يأتون إلى اليابان لو لم يأتوا إلى هنا لم يكن من الممكن أن يحتكوا ببعضهم البعض طوال حياتهم، وربما كان من الممكن أن يكون بينهم مشاعر الكراهية،فيستطيعون الآن الحوار المباشر بالطمأنينة الكاملة في بلادنا.
إن من يأتون إلى اليابان من تلك المنطقة لغرض حضور اجتماعات في اليابان لايواجهون أي لوم ولا أحد يحملهم علامة على مكانة تميزهم،لذلك لابد أن تعمل اليابان من أجل القضاء على الكراهية،وخلق الثقة وهي قادرة على ذلك.
ندعو أسر ضحايا الإرهاب من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ليتشاطروا أحزانهم معا،ولقد كانت مفاجأة سارة لي عندما علمت بأن هناك سلطات محلية في اليابان تنظم برامج من أجل الوصول إلى طرف خيط للمصالحة ،وتقوم وزارة الخارجية بمساندة هذا الجهد من جانبها.
وسواء في اسرائيل أو فلسطين أو اليابان يتم تنظيم لقاءات بين الأبناء الذين فقدوا آباءهم من الفلسطينيين والإسرائيليين وكذلك الآباء الذين فقدوا أبناءهم،وهو مشروع مؤثر للغاية وأتمنى أن يستمر في طريقه،وهذا بالاضافة إلى أنني أود أن أستمر في العمل على دعوة الطلاب والقادة من الشباب وموظفي الحكومة من الشباب والصحفيين من كلتا الدولتين.ففي الاستمرار قوة.
تقوم اليابان بعمل تبادل فكري من خلال "منتدى الحوار الياباني العربي" وحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي"وأتمنى أن تحصل اليابان على تقدير من قبل شعوب الشرق الأوسط حيث تعتبر اليابان مكاناً مناسباً لإعادة التفكير في المشاكل المشتركة نتيجة لذلك العمل عند نهاية المطاف.
الموضوعات المشتركة مع الشرق الأوسط. خاتمة
أعتقد أن الإجابة على السؤال «إذن ماهي الموضوعات المشتركة مع المنطقة؟» واضحة جداً وقد أرجأتُ الإشارة إليها في نهاية الحديث وماأود ذكره هنا هو أهمية الموارد البشرية.
تنادي اليابان بالاشتراك مع الأردن وغيرها من البلاد بأهمية الموارد البشرية والتعليم بمنطقة الشرق الأوسط.
وقد أقامت اليابان في أفغانستان 9مراكز للتدريب المهني لمساعدة من كانوا جنوداً للإندماج مرة أخرى في المجتمع.
وعملنا على تقديم مشروع "المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات"في السعودية ومشروع تنمية التعليم والمهارات في مجال التحكم الآلي في تركيا بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.والتركيز على التدريب المهني هو خاصية مميزة لجهود اليابان في الشرق الأوسط.
وتعمل اليابان على عمل برامج تمكن النساء السعوديات من إقامة شركات من خلال تواجدهن بالمنازل فتمكين المرأة أيضاً يعد إحدى هذه المميزات.
وأنا لست «شنغن» تأكيدا أحد أشهر الإقطاعيين اليابانيين وهو صاحب القول المأثور "أن الإنسان هو الذي يبني الجدران الصخرية وهو الذي يبني القلاع"بمعنى أن الإنسان هو موارد قيمة،ولكن أرى أن حركة التحديث في اليابان بدأت باستثمار الموارد البشرية.
واليابان كانت أول الدول في العالم من حيث نظام الدراسة بالخارج على نفقة الدولة وأيضاً في نقطة تطبيق نظام التعليم الابتدائي الإلزامي لكل الشعب.
وأنا على يقين أن حجر الأساس الذي جلب لليابان الحالة "الحرية والازدهار"هو الاستثمار المستمر للموارد البشرية.
وعند إقامة "قوس الحرية والازدهار"في العالم فإن رسالتي التي سأتوجه بها مباشرة هي «استثمار الموارد البشرية».
وازدياد الشعور بأهمية التعليم والموارد البشرية في منطقة الشرق الأوسط نابع من ظروف معينة وردت الإشارة إليها في الموضوعات المشتركة مع المنطقة.
إن منطقة الشرق الأوسط ستتعرض لانفجار سكاني غير عادي في نهاية النصف الأول من القرن الحالي.
في حالة السعودية سيزداد عدد سكانها إلى أكثر من الضعف في الفترة من 2005إلى 2025 من 000.510.23نسمة إلى 000.520.48بينما من المتوقع أن يصل عدد سكان مصر في نفس الفترة من 000.310.73 نسمة إلى 000.350.103نسمة وفي العراق من 000.000.24نسمة إلى 000.420.40نسمة.
كيف سنجعل للشباب الذين يتضخم عددهم أملاً في المستقبل وكيف سنخلق لهم فرص عمل وهي ضرورية لهذا الأمل،وإذا أخطأنا في طريقة المعالجة فسوف يكون هناك جماعات محبطة بأعداد لم يكن لها مثيل من قبل،وهذا سيكون المناخ الملائم للإرهاب.
ولهذا أرى أن الشرق الأوسط يقف الآن في مفترق الطرق.
حاولت اليوم أن أذكر لحضراتكم مايجب أن تقوم به اليابان من العمل من خلال اقتراحات فعلية حتى يتوجه الشرق الأوسط ككل إلى الاستقرار الدائم.
وكل ما أشرنا إليه ليس بالعمل الهيّن ولكن أود أن أعمل جاهداً من منطلق تناول الأمور بنظرة شمولية والبداية من النقاط الدقيقة،وفي النهاية أختم كلمتي بنصيحتي اليكم«اجعلوا مثلكم الأعلى عالياً».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.