فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    ما لا تعرفونه عن عبدالملك الحوثي    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الإنتقالي يرسل قوة امنية كبيرة الى يافع    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس وزراء اليابان شينزو آبي : العلاقات بين اليابان والشرق الأوسط التي يؤسسها التعايش والازدهار المشترك والتعاون في العصر الجديد
نص محاضرة رئيس الوزراء الياباني جامعة الملك عبدالعزيز
نشر في المشهد اليمني يوم 02 - 05 - 2013

القى رئيس وزراء الحكومة اليابانية السيد شينزو آبي محاضره في جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربيه السعودية أكد فيها على سعي اليابان لتوسيع دائرة التعاون في المجالات العلمية والتعليمية إلى جانب التعاون الاقتصادي والصناعي بين بلاده والسعودية ومنطقة الشرق الاوسط .
وأشار فيها الى أن اليابان تضم صوتها إلى جانب دولة فلسطين في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بصفتها دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، في خطوة تعد انتصاراً دبلوماسيا ومكسبا قانونيا للفلسطينيين.
ودعا الى عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين و الوبدأها مباشرة ة في أقرب وقت ممكن ومضاعفة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.
وقال "إن اليابان ستواصل التعاون المستمر مع كل دولة من دول الشرق الأوسط سواء مع زعماء الدول أو مع كبار المسؤولين عن الأمن القومي فيها، و أعتزم أن أزور هذه المنطقة في فرص أخرى في المستقبل إذا سمحت الظروف".
وقدم رئيس الوزراء الياباني الكثير من تجارب بلاده التي يمكن أن تعود بالفائده على دول منطقة الشرق الاوسط خاصة مسالة الحفاظ على المياه من خلال خفض نسبة تسرب وفقدان المياه في طوكيو .. مشيرا الى ان اليابان تمكنت من خفض الفاقد من 30% قبل نصف قرن الى 3% في الوقت الحاضر قائلا إذا كانت اليابان استطاعت أن تحقق شيئاً ، فليس من المستحيل أن تحققوه أنتم. ونحن نريد أن نساعد في هذا الشأن.
نص المحاضره
1- البدية
السلام عليكم
أيها الجمع الكريم، أخيراً تمكنت من المجيء إلى المملكة العربية السعودية مرة أخرى. يسعدني أن أتمكَّن من زيارة بلادكم بعد 6 سنوات من زيارتي السابقة.
إننا إذا رجعنا لتاريخ علاقاتنا، فسنجد أن أول زيارة إلى اليابان قام بها كبار المسؤولين من جانبكم كانت بعد 6 سنوات فقط من تأسيس المملكة العربية السعودية، أي في عام 1938. وإذا عددنا السنوات منذ ذلك الوقت، سنجد أن العام الحالي هو عام مرور ثلاثة أرباع قرن تماماً على ذلك.
وباعتبار أن الزيارة الحالية إحدى العلامات الفارقة، فإنني أريد اليوم تأسيس علاقات جديدة تماماً ورابطة ذات أبعاد مختلفة عما كان عليه الأمر في السابق وحتى الآن، بين اليابان والمملكة العربية السعودية وبين اليابان والشرق الأوسط بأسره.
2- التوسع الكبير في التعاون والتكامل الصناعي وصولاً إلي الزراعة والرعاية الطبية
لقد جاء معي في هذه الزيارة كثير من قادة الصناعات اليابانية.
ونمت شركة بيترو رابغ التي تقاسم رأس مالها مناصفةًً بين شركة أرامكو السعودية وبين شركة سوميتومو للكيمائيات اليابانية، قد أصبحت شركة ذات شهرة معترف بها كأحد أهم مراكز الإثيلين المشهورة في العالم.
وكما ساهمت شركة سيارات تويوتا مساهمة كبيرة في إنشاء "المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات" وقد خرّج هذا المعهد ما يزيد عن 1000 من الفنيين المتخصصين في السيارات.
وتم في شهر ديسمبر (كانون الأول) في العام الماضي افتتاح مصنع تجميع سيارات نقل إيسوزو هنا.
ومثل هذه الشركات واليابانيين الذين يعملون فيها، يجتهدون في نقل المضمون والجوهر الياباني في مجال تصنيع المنتجات إلى جيل الشباب السعودي.
ويوجد أشخاص متحمسون يعملون على تقديم منتجات اليابان الطازجة إلى مائدة طعام الشرق الأوسط، ويوجد أيضاً أشخاص لديهم دافع متوقد لكي تقوم اليابان بتحقيق اكتمال منظومة الرعاية الطبية هنا في مجال التشخيص بالصور والخدمات الطبية العاجلة التي لدى اليابان خبرة كبيرة فيها قياساً لما لديكم.
ومن خلال تعاونكم معنا، فإن ألواح الطاقة الشمسية الصلبة المصنوعة في اليابان أصلاً ستحصل على قوتها التي تتحمل العواصف الرملية. إن الطاقة الكهربائية التي تولد في الشرق الأوسط بإضافة القوة اليابانية سوف توصلكم إلى مركز شبكات كبيرة تربط بين آسيا وأوروبا.
ولا شك أنه باستطاعة اليابان، التي تفتخر بقلة نسبة تسرب وفقدان المياه لديها، أن تساهم في مجال إقامة بنية أساسية لمياه الشرب في الشرق الأوسط.
هل تعرفون نسبة تسرب وفقدان المياه في طوكيو؟ في الحقيقة هي 3% فقط. وكم تعتقدون كانت هذه النسبة منذ نصف قرن؟ لقد كانت 30%. وإذا كانت اليابان استطاعت أن تحقق شيئاً ، فليس من المستحيل أن تحققوه أنتم. ونحن نريد أن نساعد في هذا الشأن.
أيها الجمع الكريم، إن الروابط بين اليابان والشرق الأوسط سوف تقوى وتتعزّز من الآن فصاعدا، بحيث لا تقتصر على مجال النفط والغاز، بل تمتد أيضاً بصفة كلية إلى الاقتصاد والصناعات. وهذا سيعمل على ترقي وتطور العلاقات بين الجانبين بشكل بارز، وسيقودنا إلى توسع لم نكن نتخيله من قبل.

3- كلمة المفتاح رقم 1. التعايش
كيف سيكون التكامل والتآزر؟ إنه سوف يتحقق عندما يرتبط الشرق الأوسط الشاب، الشرق الأوسط النامي، الشرق الأوسط الذي يملك الطموحات في التحسن تجاه رفع مستوى الصناعة بالقوة الصناعية اليابانية وستظهر بالنسبة إلى كلا الجانبين، اليابان والشرق الأوسط، فرص للنمو الكبير حينئذ.
إنني الآن أعمل على تحقيق إجراءات تحفيزية تستهدف إطلاق حزمة من ثلاثة أسهم مرة واحدة من أجل تحقيق استعادة عافية الاقتصاد الياباني بصورة قوية. هذه الأسهم الثلاثة هي: السياسات النقدية، والسياسات المالية، واستراتيجيات النمو الاقتصادي. إنني أريد أن تعود اليابان مرة أخرى دولة تمتلئ بالحيوية والنشاط وذلك بإطلاق هذه الأسهم بقوة وبسرعة وبدون توقف.
إن اليابان القوية اقتصادياً هي اليابان التي تفكر معكم في القضايا التي تواجهونها وتوصلكم إلى حلول لها، هي اليابان التي تشارك في امتلاك الخبرة والمعرفة والتقنية وتخلق فرص عمل هنا على أرض الشرق الأوسط، وترتقي معكم كشركاء سلم القيمة المضافة.
إن العلاقات أحادية الجانب التي فيها جانب يبيع وجانب يشتري قد مضى زمانها. وحتى في مجال الموارد الطبيعية، تستطيع اليابان أن تقدم تكنولوجيا الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الطاقة النووية التي تتميز التكنولوجيا اليابانية بأنها الأكثر أمناً في هذا المجال في العالم.
إن الشرق الأوسط واليابان شريكان يملكان ذات المصالح والاهتمامات المشتركة. إن القرن الحادي والعشرين بالنسبة إلى اليابان والشرق الأوسط هو قرن التعايش والازدهار المشترك حيث نعيش فيه معاً ونزدهر فيه معاً.

4- كلمة المفتاح رقم 2. التعاون
إن اليابان والشرق الأوسط اللذان يتخطيان إطار الماضي الذي كان يقتصر على الاقتصاد والصناعة سيحققان الكثير علي مسار تخطٍّ وتجاوز جديدين. ستعمل اليابان والشرق الأوسط يومًا بعد يوم على تقوية علاقاتهما السياسية والأمنية. وإذا قلنا هذا باللغة الإنجليزية فهي الbeyond"" الثاني.
لقد صوتت اليابان بالموافقة عند التصويت على قرار الأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة الدولة المراقب وذلك في نوفمبر (تشرين الثاني) السنة الماضية.
لقد فهمت اليابان حتى الآن الأمنية المنشودة لدى الشعب الفلسطيني تجاه إقامة دولته المستقلة وهي تدعم حق تقرير المصير للفلسطينيين. وتدعم اليابان "حل الدولتين" حيث تعيش إسرائيل ودولة فلسطين مستقلة في المستقبل معا في سلام وأمن. ولقد صوَّتنا لصالح فلسطين انطلاقاً من هذا الموقف.
أيها الحاضرون الكرام، إننا من هنا سوف نواجه العقبة الحقيقية. هناك مسؤولية على كل من الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي في العمل على بدء المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن ومضاعفة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.
كما أن المسؤولية تقع علي كل دول الشرق الأوسط في بذل الجهد لإخراج الأفكار وممارسة قوة النفوذ الذي يتحرك نحو تحقيق حل الدولتين. و لا يمكن غض البصر عن المأساة التي تجري في سوريا، وعن القضية النووية في إيران.
إن نقطة التحول التاريخية تظهر الآن في دائرة كاملة تصل من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا. ولذلك يجب علينا إزالة عوامل عدم الاستقرار التي نحن نواجهها الآن. لأننا يجب أن نجلب إلي هذه المناطق الأمل في أن تصير أرضاً تتمتع بالاستقرار والازدهار وتصير مسرحاً للنمو الذي لا يهتز.
وستبذل اليابان هذه الجهود معكم. إذن فلنجمع قدراتنا في كلٍّ من اليابان والسعودية وبين اليابان والامارات العربية المتحدة أو بين اليابان وتركيا، ونشمِّر عن ساعد الجدّ ونعمل معا تجاه تحقيق الاستقرار في جميع أنحاء هذه المنطقة. إن اليابان ستتقدم بكل سبل التعاون مع الجميع.
5- 2.2 مليار دولار إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وفي إطار هذا التعاون، فإنني سأقترح بدء الحوار حول الأمن القومي في كل من الدول التي أزورها في هذه المرة وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا.
إن اليابان ستواصل التعاون المستمر مع كل دولة من دول الشرق الأوسط سواء مع زعماء الدول أو مع كبار المسؤولين عن الأمن القومي فيها، و أعتزم أن أزور هذه المنطقة في فرص أخرى في المستقبل إذا سمحت الظروف.
ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، فقد قررت اليابان هذه المرة تقديم مساعدات حجمها 2.2 مليار دولار من أجل تأسيس وترسيخ الاستقرار والسلام ودفع التعاون مع كل دولة في هذه المنطقة التي تمتد من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا.
وسيكون هذا بلا شك من أجل تحقيق وتجسيد تعاوننا الذي أتحدث عنه في هذه الكلمة أمام جمعكم الكريم.
هيا نجمع حكمتنا معًا. ولنجعل القدرة على التخيل ترفرف بجناحها في الفضاء الواسع. اجعلوا أحلامكم هي أحلام اليابان، اجعلوها أحلامنا معاً.
ومن أجل تحقيق التقدم في هذا الشأن، هناك مشروع رائد تقوم به اليابان. هو مشروع "ممر السلام والازدهار" بين الأردن وإسرائيل وفلسطين. ولا يمكن القيام بإنجازه بدون أي من هذه الأطراف وتعاونها معاً.
إنه مشروع يهدف إلى أن يعرف شباب الضفة الغربية أن عرق العمل الشاق هو عرق السعادة، ويكون ذلك بتحويل منطقة وادي نهر الأردن إلى حقول خصبة خضراء. وأرجو من الشركات في الشرق الأوسط التي تحقق تقدما المشاركة في هذا المشروع أيضاً.

6- كلمة المفتاح رقم 3. التسامح
وبعد ذلك، فإن عرق العمل الشاق في حقيقته ذو قيمة. اليابانيون يعرفون جيداً أن بذل هذا العرق معاً، وتحقيق الفرحة بالانجاز معاً هو الذي تتولد عنه روح التسامح.
منذ قديم الزمان، اعتاد اليابانيون على اقتسام المياه، وتكافل الفقراء، وتجميع القوى، ورُبُّوا علي تقاليد تصنع لديهم الفرحة بجني الثمار سنة بعد سنة. وما يتولَّد عن ذلك هنا هو أننا نتعلّم كيفية الحياة بروح الانسجام والتسامح.
لقد اعتقدت أن هذا التسامح قد ضَعُفَ بسبب الضجة والتغيرفي كيفية العمل في العصور الحديثة. ولكن ما جعلني أعرف أن هذا لم يَضعُف هو كارثة الزلزال التي ضربت شرق اليابان قبل عامين.
لقد أثر فينا بعمق موقف ضحايا الزلزال الذين صمدوا بقوة في مواجهة الأضرار بصورة لا تستطيع الكلمات أن تعبّر عنها، لقد قاموا بمساعدة بعضهم البعض وكانوا يعطفون علي بعضهم البعض ويقتسمون مواد المساعدة غير الكافية ويعطون أعلى أمثلة إعلاء روح النبل لدى القلوب المتسامحة.
وسأعطي مثالاً آخر
لا يوجد في مواقع صناعة المنتجات اليابانية ما هو معتاد في المصانع الأوروبية والأمريكية من تقسيم العمل. فمثلاً يقوم العاملون على خط الإنتاج باكتشاف المصنوعات التي بها عيوب. هناك من يريد العثور على المنتجات التي بها عيوب، وهناك الجانب الآخر الذي لا يريد العثور عليها ويؤكد علي جودة الإنتاج. وبرغم أن هذا النوع من العمل يكون فيه المكسب الأصلي به منفعة متعارضة، إلا أن هذا كله اندمج في عمل الفرد الواحد من العاملين على خط الإنتاج في مجال المصانع اليابانية لأول مرة.
واستمرت في مجال المصانع الحديثة ثقافة السرور والرضا بتبادل التعاون من أجل تقديم خدمة تصل إلي المستوى العالى بغرض إخراج منتج جيد. ولقد توارث اليابانيون روح الانسجام والتسامح حتى وصلوا إلى ما هم عليه اليوم.
ولذلك، فإنني سُررت كثيراً عندما سمعت أنكم في السعودية والإمارات قلتم لليابان إن تحمل التكاليف ليس هو المشكلة، وأنكم تريدون أن ترسل اليابان قادة فنيين متخصصين إلى دولتكم.
ومن الآن فصاعداً، ستبدأ اليابان، مع السعودية والإمارات أولاً، محوراً جديداً هو ما يسمى "التعاون الفني مع تقاسم التكاليف". وهذا النمط هو الذي سيجعلكم تستقبلون خبراء من جايكا "هيئة التعاون الدولي اليابانية" من الذين يتمتعون بخبرة كبيرة، بالإضافة إلي أنكم سوف تتحملون التكاليف.
وما أتوقعه وأؤمن به هو أن هؤلاء الفنيين اليابانيين، بلا شك، سيكونون حاملين إليكم خبرة ومهارة صناعة المنتجات اليابانية باعتبارهم صاحبها الحقيقي، وفي الوقت ذاته يدفعون روح التعاون والانسجام والتسامح أيضاً.
وبالعكس، لا شك أيضاً أن هؤلاء الفنيين اليابانيين بعد احتكاكهم عن قرب بكم سيتعلمون مباشرة في هذه الأرض أن الإسلام هو في جذوره يحمل حب الآخر وقبوله ويتدفق بعيون التسامح العميق، وسيكونون سعداء وهم ينقلون هذا الفهم والإدراك إلى اليابان.
7- نحو التبادل الشخصي الأوسع من أجل تربية التسامح
ولذلك وكمحصلة لهذا الحديث، فإني أريد زيادة التبادل بين اليابان ودول الشرق الأوسط ومنها السعودية والإمارات وتركيا، سواء بين الأفراد والأفراد، أو بين الطلاب والطلاب.
إنني أعتقد أن الموظفين العموميين اليابانيين هم ليس لهم مطامح شخصية في العمل الذي يؤدونه بكل إخلاص، وهم يحبون نظافة اليد والطهارة والنزاهة ويعملون جيداً. ونحن نجد أن إرسال موظفين عموميين من طرفكم إلى اليابان من أجل تعلم هذا أمر مفيد.
إن الجميع في الشرق الأوسط أياً كانت دولهم أو نظمهم يتطلعون إلى مجتمع يتمتع بالاستقامة والنظام. وإذا استطاعت اليابان أن تساعد في ذلك، فلا شيء يستحق الفخر أكثر من هذا.
إن اليابان،خلال الخمس سنوات القادمة، ستنفذ تدريباً لحوالي 20 ألف شخص وسترسل خبراء لكل دول الشرق الأوسط.
وسنزيد أيضاً من عدد الطلاب الذين يأتون للدراسة في اليابان. لقد ازداد عدد الطلاب القادمين من السعودية للدراسة في اليابان خلال السبع سنوات الماضية من 30 إلى 500 وعدد الطلاب من الإمارات العربية المتحدة كان ما يقرب من 60. وسنزيد هذا العدد حتى 500. كما سيصل عدد الطالبات إلى عدة عشرات.
الحضور الكرام، لقد بدأت أن أتحدث انطلاقاً من باب نوعين اثنين من التخطي والتجاوز("beyond" بالانجليزية).
الأول هو تخطي الموارد الطبيعية وارتباط بعلاقات اقتصادية كلية وتحقيق التعايش والازدهار المشترك. والآخر هو تخطي العلاقات التي تقوم على الاقتصاد فقط والتقدم إلى علاقة التعاون من أجل السلام والاستقرار والنمو في المنطقة. هاتان طفرتان كبيرتان.
والذي ينتج عن هذا سيكون درجةً كبيرةً من التكامل والتآزر لعلاقات متعددة الجوانب، فالعلاقات التي ربطتها الطاقة ستحصل على التكامل والتآزر الحقيقي في نهاية المطاف.
إن هذا سيشجع اليابان والشرق الأوسط على مزيد من التعاون والتعايش والازدهار المشترك. ومن أجل جعل الشرق الأوسط مسرحاً للأمل وأرضاً للنمو القوي، تبذل اليابان جهودها للتعايش والازدهار المشترك والتعاون مع الجميع من خلال تقديم مساعدات حجمها 2.2 مليار دولار ويتضمن ذلك تنفيذ تدريب ل20 ألف شخص وإيفاد خبراء.

8- الختام
في أبوظبي، قررنا فتح المدرسة اليابانية أمام الأطفال المحليين ليلتحقوا بها تلبيةً للمطالبات القوية من المجتمع المحلي. ولنا هنا أن نتخيل شكل الوجوه الضاحكة معاً للأطفال الذين يمثلون مستقبل اليابان والشرق الأوسط وهم يدرسون ويتشاركون في الاحتفالات الممتعة التي تشتهر بها المدارس اليابانية مثل المسابقات الرياضية والمسرحيات المدرسية. وأنا أؤمن أن مستقبلنا يكمن في هذا.
وفي ختام كلمتي، أود أن أعبر عن احترامي من صميم قلبي لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي بدأ نشاطاته بمبادرة من جلالة الملك نفسه.
لقد واصل المركز نشاطه بلا كلل ولا ملل من أجل تشجيع الحوار بين الاديان المختلفة وترسيخ روح التسامح. وأعتقد أنه ليس هناك ما هو أكثر وضوحاً من روح التعايش والتعاون والتسامح.
وعلى أساس هذا النموذج، أنوي أن أعمل على زيادة قوة التحرك باتجاه الحوار المعرفي الذي يربط بيننا من أجل تحقيق التفاهم بين اليابان والشرق الأوسط والبحث عن استراتيجية أعمق للتعاون فيما بيننا.
وأختم كلمتي بتمنياتي أن أتمكَّن مرة أخرى من زيارة هذه الأرض، أرض الشرق الأوسطً، في المستقبل غير البعيد. وأشكركم على حسن استماعكم.
شكراً جزيلاً


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.