أوضحت دراسة هي الأولى من نوعها على المستوى العربي والخاصة ب" تنشئة الطفل في اليمن دراسة عن السلوكيات و الممارسة" أن الأمهات الحاصلات على مستوى تعليمي أعلى قد رزقن الطفل الأول في مرحلة عمرية متأخرة وأنهن قد تزوجن في مراحل عمرية أكبر من الأمهات غير المتعلمات، كما أشارت الدراسة، إضافة إلى أن عدد أطفال الأم المتعلمة كان أقل من عدد أطفال الأم غير المتعلمة في مناطق تنفيذ الدراسة التي جرت في مديريتي "الزيدية" بمحافظة الحديدة و" العدين" بمحافظة إب وبإجمالي (30 ) قرية في المديريتين. الدراسة التي تم تنفيذها من قبل (جمعية تنمية المرأة و الطفل " والمعروفة ب"سول" لصالح منظمة " اليونسيف" في نهاية 2003م أكدت ممارسة الرضاعة الطبيعية على نطاق واسع في مناطق الدراسة، مشيرة إلى أن( 99.7%) من أطفال المرحلة العمرية المستهدفة ترضع طبيعياً خلال فترة ال3 أشهر التي سبقت الدراسة، موضحة امتداد فترة الرضاعة الطبيعة إلى أكثر من (18 ) شهرًا عند (9.9 % ) من الأطفال الذين استو عبتهم هذه الدراسة. وبينما أشارت الدراسة إلى السبب الرئيس في منع الأمهات الرضاعة الطبيعية عن أطفالهن والمتمثل في اكتشاف الأم حمْلا جديدًا لديها، أوضحت عن بعض التبريرات ملحقة بنسب في منع الأمهات من رضع أطفالهن رضاعة طبيعية حيث أكدت (32.9 % ) من الأمهات يؤمن أن حليب الأم الحامل يضر بصحة الطفل الرضيع ونسبة (7.7 % ) منهن يعتقدن أن هذه الممارسة تضر بالجنين، إضافة إلى نسبة قليلة والمقدرة ب (10.5 %) يعتقدن أن صحة الأم هي التي تتضرر إذا ما استمرت هذه الأم في الرضاعة الطبيعة لطفلها، بينما هي حامل بالجنين التالي. وبينت الدراسة وسائل التواصل العاطفي بين الأمهات و أطفالهن والذي يأخذ صورة واحدة كان في غالبها (جسديًّا) ك : اللمس- التقبيل- حمل الطفل وضمه بين الذراعي، مشيرة إلى عدم اهتمام الأمهات ب " الحديث ، أو الاستماع إليه ، أو من خلال حكي الحكايات والذي قالت إنه " أقل بكثير من التواصل الجسدي"، مبررة تلك الممارسة من جهة اعتقاد الأمهات أن "الطفل في هذه المرحلة العمرية أصغر من أن يفهم فضلا عن تجاوبه مع المؤثرات الحسية مثل الحديث ، فضلا عن الحكايات". وأظهرت نتائج الدراسة أن الأمهات الأصغر سنًّا يقضين وقتًا أطول في اللعب مع أطفالهن مقارنة بالأمهات الأكبر سنّا، رابطة بين ارتفاع مستوى الأم التعليمي والممارسات النظيفة و الصحية للأمم " لكنها أشارت بعدم وجود أي علاقة بين مستوى الأم التعليمي و حرصها على سرد الحكايات لطفلها، مؤكدة في نفس السياق على وجود علاقةً طردية بين مستوى الأم التعليمي و استخدامها لوسائل التواصل والتي عادة ما تستصعبها الأم غير المتعلمة . وفي حين أشارت الدراسة بعدم ظهور نتائج تؤكد تأثير لمستوى الأم التعليمي في اختيارها لمكان( ولادتها الأخيرة / ولادة الطفل الأخير)، مشيرة إلى وجود نسب متقاربة بين الأمهات من المستويات التعليمية المختلفة فيما يخص اختيارهن لمكان الولادة سواء كان المنزل أو المؤسسات الصحية المتوفرة (غالبًا مركز صحي).