قرأ القرآن الكريم باللغة الألمانية خلال ثلاثة أسابيع ليرى مدى التوافق والتقارب بين القران الكريم والكتاب المقدس الذي يؤمن به ، في التعامل مع مجمل الأمور الحياتية والانسانية .. ليجد نفسه متيماً بكثير من المفاهيم القرآنية حاول ترجمتها بلغة لونية سكبها على لوحاته التي ضمها معرضه الأخير الذي افتتحه وزير الثقافة الدكتور/ محمد أبو بكر المفلحي، على رواق صالة باب اليمن يوم أمس الأول . حاول الفنان التشكيلي الألماني/ بيرنوهيتمان/ من خلال ثلاثين لوحة ترجمة رؤاه تجاه الحياة من خلال فلسفة اعتمدت اللون والخط في الانطلاق بالفكرة من قيعان الروح لتخاطب أسمى قيم الوجدان الصوفي . لم يكن الوجدان الصوفي وحده هو ما شغل الفنان بيرنوهيتمان فقد سافر بريشته الى فضاءات متعددة فمن قصص الأنبياء المستوحاة من القرآن الكريم إلى الارتباط الوثيق بآليات العيش السوي وصولاً إلى التعبير عن الحكمة التي بلور معانيها في كثير من لوحاته، حتى انه في بعضها يتجاوز الرمز الى كتابتها صراحة في تعليقات يذيل بها المنظر بالخط العربي ، ولعله هنا قد احتفظ لنفسه بأسلوب يخصه يمنح من خلاله المشاهد فرصة أوسع للوعي بالفكرة فيضطر إلى تفسيرها بمزيد من التوضيح .. ومن بعض تعليقاته على اللوحات ..” لايمكنكم ان تكونوا عبيداً لله وللمال معاً وسقطت نجوم السماء على الأرض وصار أحمر كالدم “ . وأعربت الفنانة الدكتورة آمنة النصيري عن دهشتها لما وصفته بالفلسفة الصوفية التي احتفت بها لوحات الفنان ، والتي عادة ما ينطلق منها الفنان من ثقافته الدينية أيّاً كانت هذه الديانة ديانة الإسلام الحنيف أو اليهودية أو المسيحية ،وهي ما اتسمت به لوحاته لتحكي يوم البعث و أهوال القيامة . ومن اللوحات التي استوحى / بيرنوهيتمان/ افكارها من قصص وردت في القرآن الكريم ،اللوحة التي تصور قصة يوسف عليه السلام وسجود أبويه وإخوته حيث صور الفنان أحد عشر كوكباً و الشمس و القمر يدنوان من الأرض .. يقول / بيرنوهيتمان/: « أنا رسمت في هذه اللوحة إحدى عشرة نجمة والشمس والقمر .. واللوحة تحكي قصة يوسف وحلمه في المنام و تحقق هذا الحلم ، وهي قصة موجودة في القرآن الكريم كما هي موجودة في الكتاب المقدس ، مثل غيرها من القصص السماوية » . يذكر أن الفنان / بيرنوهيتمان/ حاصل على شهادة القانون من ألمانيا و يعمل منذ عام 2005م ممثلاً لمنظمة غير حكومية بصنعاء ،وأقام العديد من المعارض في كل من المانيا والأردن و صنعاء وتعز وحجة .