عكست لوحات المعرض الأخير لجماعة الفن المعاصر ( الدكتورة آمنة النصيري، طلال النجار ، مظهر نزار) تطوراً لونياً وتقنياً في تجاربهم .فالفنانة الدكتورة آمنة النصيري، التي جاءت في معرضها السابق بلوحة تجريدية ذات مسحة تعبيرية حلقت من خلالها في عوالم وأحلام كثيرة؛ جاءتنا في المعرض المشترك، الذي افتتح مؤخراً في المركز الثقافي الفرنسي مع الفنانين طلال النجار ومظهر نزار، وقد تجاوزت ( التعبيرية) إلى أعمال مفعمة بروح تجريدية خالصة، اعتمدت معالجات لونية جديدة متميزة بإيقاعات إيحائية غير مباشرة، وإن كانت الفكرة ماتزال قريبة من الموضوعات السابقة وبخاصة الأمكنة لكن بصيغ جديدة. للفنان طلال النجار مشروعه الفني الذي يشتغل فيه منذ سنين على (اللوحة الهوية) وربما تمثل (الحروفيات) أهم محطات هذا المشروع. وفي هذه المحطة يمكن القول إن أعماله الجديدة تمثل مرحلة رابعة لعلاقة الفنان بالحروفيات ،إن لم تكن امتداداً و تطويراً للمرحلة الثالثة، التي تعامل فيها هذا الفنان مع الحروفيات كجزئية مقدسة - على حد تعبيره - في منظومة مفردات الهوية الثقافية العربية والإسلامية ؛ فقدم الحروف العربية، معبراً - من خلالها - عن خصوصية الحرف المقدسة لدى العرب والمسلمين، مستلهماً عمقها الروحي من وحي قراءاته في الفكر الصوفي الإسلامي؛ فحاول استنطاق الضوء والنور من مصادر متعددة على سطح اللوحة معتمداً - هذه المرة - ألوان الزيت والأكريلك على القماش وبمقاسات أكبر من الأعمال السابقة. . أما الفنان مظهر نزار؛ فهذا الفنان المتميز بارتباط لوحته بعلاقة - ربما صارت أبدية - بالمرأة يؤكد فشله في إخراج النساء من لوحاته ، حيث يتجلى في أعماله الجديدة أكثر تشبثاً بهن ، و في نفس الوقت أكثر تجديداً وتميزاً في معالجاته اللونية لكثير من الموضوعات بتكانيك انتقل فيها بالمرأة من الخلفية الصافية كما كانت في أعماله السابقة، إلى الخلفية متعددة الألوان، يقول:ستبقى المرأة في لوحاتي حتى أموت.