حذر تقرير وضعه خبراء في علم الثروات السمكية في الاتحاد الاوروبي من مغبة مواصلة الصيد العبثي في المحيطات لأن ذلك سوف يؤدي الى كارثة لا تطال فقط الثروة السمكية بل والبيئة البحرية ايضا وانقطاع رزق الصيادين.. وحسب ما ورد في التقرير فإن حوالي ربع انواع السمك والحيوانات البحرية معرضة لمخاطر عدة منها الانقراض اذا ما تواصل صيدها بشكل غير عقلاني إن في المحيطات او البحار لذا على منظمة التغذية العالمية FAO ادراك هذه المخاطر والعمل على الزام البلدان التي تتخطى قواعد الصيد مثل اليابان وغيرها من اجل احترام تلك القواعد و الحفاظ على الثروة السمكية.. وكانت منظمة التغذية العالمية قد القت باللائمة والمسؤولية في تقريرها الاخير على البلدان النامية لافتقارها الى النوايا الحسنة من اجل حماية الثروة السمكية والكميات المتواجدة حاليا والآخذة بالتراجع بعدم وضعها قوانين للصيد، الا انها لم تشر الى ان المسؤولية الكبرى تتحملها البلدان الصناعية بالدرجة الاولى. وعلل مسؤول في هذه المنظمة ذلك بان البلدان الصناعية تتبع سياسة لحماية بيئتها البحرية في نفس الوقت اعترف بأنها من المعتدين على الثروات البحرية في البلدان النامية.. وذكّر تقرير خبراء الاتحاد الاوروبي بالبحث الذي اجراه علماء بحار حذروا فيه من انخفاض توالد انواع معينة من الاسماك مما يعني اقتراب انقراضها، واستندوا في ذلك الى ارقام وضعت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي تدل على مدى التراجع الحاد في كميات السمك ايضا في المحيطات، ويصل التراجع الى حوالي 17% دون ان يقابل ذلك تنامي في عدد الاسماك.. وابدى التقرير قلقه الكبير حيال الخطر الذي يهدد انواع معينة من الاسماك وتنتقل من مياه الى أخرى منها انواع من سمك القرش اضافة الى ثلثي انواع اخرى من الاسماك التي تهاجر الى المحيطات وذلك بسبب ارتفاع نسبة صيدها وتراجع تكاثرها..وعلى الرغم من ان هذه الاسماك لا تشكل الجزء الاكبر من الثروة السمكية في البحار والمحيطات الا ان تراجعها دليل على نظام تكاثر الاسماك خاصة في المحيطات والامر في ذلك عائد الى قلة مراقبة صيدها..وفي نفس الوقت اشتكت منظمات المانية لحماية البيئة والطبيعة من اهمال حكومات كثيرة لجانب مهم يساهم في تراجع الثروة السمكية، فمعظمها لا يكرس الاموال الكافية او الموظفين او زوارق المراقبة لمراقبة الصيد مما يجعل صيدها من دون رقيب او حسيب. يضاف الى ذلك عدم تقييد الكثير من البلدان بحصص الصيد المخصصة لها وهذا ينطبق على سمك التونة الاحمر في البحر الابيض المتوسط وسمك الكابليا في بحر الشمال.