في موكب جنائزي مهيب شيع أمس جثمان الفنان الكبير محمد حمود الحارثي الى مثواه الاخير بمدينة كوكبان محافظة المحويت. وتقدم الموكب وزير المغتربين الدكتورصالح سميع ونائب وزير الثقافة الدكتور احمد سالم القاضي ووكيل محافظة المحويت احمد مبهيط وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمسؤولين في قطاعات الثقافة والإعلام. وشارك في التشييع حشد من زملاء الفقيد ومحبيه وأهله وذويه وجمع غفير من المواطنين. وكان الفنان الكبير محمد حمود الحارثي قد انتقل الى رحمة الله تعالى يوم امس عن عمر ناهز الثاني و السبعين عاماً أسهم من خلاله في خدمة الاغنية اليمنية التي برز في سمائها نجماً كبيراً ومثلت تجربته إضافة نوعية إلى رصيد فن الغناء في اليمن. وكانت وزارة الثقافة قد نعت الفنان الكبير محمد حمود الحارثي .. وأشادت بإسهاماته في خدمة الاغنية اليمنية .. معتبرة أن اليمن فقدت برحيله رائداً كبيراً من روادها،الذين كان لهم الفضل في الحفاظ على النكهة الأصيلة للأغنية اليمنية، و التعريف بها،وتقديمها للداخل والخارج بأفضل وأجمل ما فيها من معاني و قيم الجمال و الخصوصية والعبقرية ، التي لازمت الفنان الراحل حتى آخر أيامه. من جهتها ثمنت وزارة الإعلام والمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون في بيان نعي للفقيد إسهاماته وعطاءاته الإبداعية ودوره في العديد من البرامج والأعمال الفنية التي أبدعها لخدمة أهداف الثورة والتوعية والوطنية وتمجيد الولاء الوطني والإيمان بمبادئ الثورة والجمهورية والتغني بالوحدة اليمنية الخالدة فضلاً عن دوره في التنديد الإبداعي الرافض لكل أشكال التفرقة المذهبية والعنصرية وهي القيم التي كانت ساطعة في جوهر أناشيده الوطنية التي لحنها وصدح بها لترددها الجماهير اليمنية في كل مكان إلى جانب إسهاماته في كل الفعاليات الثقافية في الوسائل الإعلامية ومراكز الاتصال الجماهيري . وُلد الفنان الراحل محمد حمود الحارثي في عام 1935م في مدينة (كوكبان) في محافظة المحويت ، حيث بدأ الغناء وهو في العاشرة من عمره، وفي العام 1957م انتقل إلى مدينة صنعاء ، ومن ثم عيّن عضوًا في الفرقة الموسيقية التي تشكّلت بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م بأسابيع قليلة، كما عمل أمينًا للمكتبة الفنية في إذاعة صنعاء . وعقب قيام ثورة 26 سبتمبر سجل لإذاعة صنعاء عددًا من الأناشيد الثورية مثل: (سحقنا الطغاة)، و(الجمهورية فيها الحرية)، و(يا سبتمبر يا مرج التاريخ الأخضر)، كما سجّل أولى أغانيه العاطفية، وهي أغنية (حُميّمةْ)، في عام1970م . وقد ذاعت شهرة الفنان الحارثي بعد أن أنشد (هذه أرضي وهذا وطني)، ثم توالت بعد ذلك إصداراته الغنائية. وسجل الحارثي عددًا كبيرًا من أشرطة الكاست، ومن أشهر أغانيه: (ردَّ السلام)، و(يا فرحتي للرعية)، و (ما أجمل الصبح)، و(الشوق أعياني)، و(عليك سمّوني وسمسموني)، و(جلَّ من نفّس الصباح)، و(خلّي جفاني بلا سبب). وشارك الفنان الراحل في المهرجانات، والأسابيع الثقافية اليمنية في عدد من البلدان العربية والأجنبية، مثل: ليبيا، وتونس، والمغرب، والسعودية، ودول الخليج العربي، وأمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا. وفي العام 2004م منح الفنان الحارثي درع صنعاء عاصمة الثقافة، وهو عضو في لجنة تحكيم جائزة رئيس الجمهورية في الفنون. متزوّج وأب لأربعة أبناء، وبنتين، وله ثلاثون حفيدًا، وقد اشتهر من أبنائه عازف الكمان (عبدالباسط الحارثي).