الكشف عن تصعيد وشيك للحوثيين سيتسبب في مضاعفة معاناة السكان في مناطق سيطرة الميلشيا    صمت "الرئاسي" و"الحكومة" يفاقم أزمة الكهرباء في عدن    ثمن باخرة نفط من شبوة كفيلة بانشاء محطة كهربا استراتيجية    إيران وإسرائيل.. نهاية لمرحلة الردع أم دورة جديدة من التصعيد؟    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    مصرع وإصابة عدد من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية غربي تعز    غارات عنيفة على مناطق قطاع غزة والاحتلال أكبر مصنع للأدوية    السيول الغزيرة تقطع الخط الدولي وتجرف سيارة في حضرموت    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    الحوثيون يغلقون مسجد في عمران بعد إتهام خطيب المسجد بالترضي على الصحابة    صاعقة رعدية تنهي حياة شاب يمني    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    على الجنوب طرق كل أبواب التعاون بما فيها روسيا وايران    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفراعنة .. هل من أصل يمني أم صومالي
جدل حول أرض ( البونت )
نشر في الجمهورية يوم 06 - 09 - 2007

نشر موضوع للكاتب الصومالي الدكتور/ أحمد عمر الأزهري نقيب الصحفيين الصوماليين في جريدة الخليج الإماراتية عام 1999م على خلفية ذكرى الحملة الفرنسية على مصر, اخترنا منه الجانب المتصل بعلاقة كل من اليمن والصومال ومصر .. حيث أثار الدكتور الأزهري جدلاً مفاده أن الصوماليين القدماء هم أصل الفراعنة وأن الصومال هي أرض البونت التي نبع منها قدماء المصريين كما نفى الباحث الصومالي مايذهب اليه بعض المؤرخين من أن اليمن هي أرض البونت أي أرض اللبان .
أحقية اليمن أم الصومال بالبونت
- يقول الدكتور احمد عبدالمعطي حجازي: إن العلاقة بين مصر و اليمن لم تكن مجرد تبادل أو اتصال بل كانت علاقة دم وأصل مشترك...إذ يرى الدكتور فخري ان الوطن الاصلي للمصريين هو بلاد "بونت" وان بلاد البونت هذه هي اليمن و يستطرد قائلاً : و قد روى قدماء المصريين في بعض العصور المتاخرة لبعض الرحالة ان اجدادهم اتباع حورس جاءوا من الشرق و الجنوب و سلكوا في هجرتهم الى مصر الطريق الموصل بين البحر الاحمر و النيل!و هناك الكثير من الاشارات ان الموطن الأصلي لحورس هو بلاد "بونت".... و بلاد بونت في الاوصاف و الرسوم التي تركها قدماء المصريين هي اليمن؟! فأهل بونت في معبد حورح و جدران الدير البحري و مقابر طيبة لا يشبهون الافارقة بل المصريين؟؟! و افضل أنواع البخور و اللبان التي كان المصريون ياتون بها من بلاد البونت لا تنبت في الشاطىء الافريقي!! بل في بلاد الشحر والمكلا و ظفار و جزيرة سقطرة كلها على الشاطىء الجنوبي لجزيرة العرب .
يعلق الكاتب الصومالي حول ماقيل من كلام الدكتور فخري:
إلى هنا وحجازي يقول حقيقة لاغبار عليها...لكن الذي ادهشني استشهاده بما اسماه جملة من المراجع أخذ منها على سبيل المثال كتاب الدكتور احمد فخري الذي سماه دراسات في تاريخ الشرق القديم...وتحدث فيه حديثاً مدعوماً بالوثائق عن مصر وسوريا و اليمن وايران ...ويقول الدكتور ان العلاقة بين مصر واليمن لم تكن مجرد تبادل واتصال بل كانت علاقة دم وأصل مشترك...اذ يرى الدكتور فخري ان الوطن الاصلي للمصريين هو بلاد "بونت"....وان بلاد البونت هذه هي اليمن لا الصومال كما يعتقد الكثيرون!!!
ويضيف الدكتور فخري:
وقد روى قدماء المصريين في بعض العصور المتاخرة لبعض الرحالة ان اجدادهم اتباع حورس جاءوا من الشرق والجنوب وسلكوا في هجرتهم الى مصر الطريق الموصل بين البحر الاحمر والنيل!وهناك الكثير من الاشارات ان الموطن الاصلي لحورس بلاد "بونت".... وبلاد بونت في الاوصاف والرسوم التي تركها قدماء المصريين هي اليمن؟! فأهل بونت في معبد حورح وجدران الدير البحري ومقابر طيبة لا يشبهون الأفارقة بل المصريين؟؟! وافضل أنواع البخور واللبان التي كان المصريون ياتون بها من بلاد البونت لاتنبت في الشاطىء الافريقي!! بل في بلاد الشحر و الكلا و ظفار وجزيرة سقطرة كلها على الشاطىء الجنوبي لجزيرة العرب!!..... انتهى كلام الدكتور فخري.
وعلق عليه نقيب الصحفيين الصوماليين بالقول :
- لا شك ان دهاء التاريخ الذي ذكره الدكتور فؤاد زكريا سيقف أمام هذا الكلام ساخراً وهازئاً من هذه المغالطة و هذا التفسير الخاطئ..وذاك الخلط بين بلاد البونت واليمن التي يظن الدكتور فخري انها اليمن بالفعل و ليست الصومال....كما يظن هو وحده لا كما يعتقد الكثيرون قبله و معه و بعده...
وإذا تحرينا الدقة فهناك فرق ما بين ان يكون أصل المصريين يمنيين ...وما بين اصل الفراعنة كصوماليين..وما يهمنا هنا توضيحه الى حجازي و الدكتور فخري هو ان الفراعنة من اصل صومالي...وان الأسر الفرعونية التي حكمت مصر ماعدا اسرة واحدة ربما هي الاسرة الثانية و العشرين كانت نوبية وهي آخر الاسر اما الباقي الإحدى والعشرين اسرة فكلهم صوماليين...ثم هناك اللغة الفرعونية وهي اللغة التي ينطقها و يتحدث بها الصوماليون حتى يومنا هذا
فمثلاً: الشمس بالصومالية " قرح" تحرفت إلى " رع" ومعبد الالهة الصومالية "ايبيه" تحرفت الى "ثيبيه: في العهد الاغريقي... و طيبه بالعهد الاسلامي.
القمر بالصومالية " ديح" وبالفرعونية " ديح".. الماء بالصومالية " بيوط و بالفرعونية " بيو" النار بالصومالية " دب" و بالفرعونية " دب"
يقول حجازي وأما محاولة الدكتور فخري و الدكتور عبدالعزيز صالح في حضارة مصر القديمة وآثارها فسوف نجد معلومات مهمة حول التشابه المدهش بين اللغة المصرية من ناحية واللغة اليمنية القديمة و اخواتها الساميات من ناحية أخرى..فالمفردات المشتركة التي ذكرها الاستاذ الباحث تعد بالعشرات، وهي مع ذلك مجرد امثلة و منها ان الاسماء الدالة على الذئب والعنزة و التمساح والماء و القمح و الموت و الواحة والزمن في اللغة المصرية القديمة هي هذه الكلمات العربية نفسها أو باختلاف يسير تصبح فيه الذال زاياً فالمصريون يقولون زئب...و اليمنيون يقولون ذئب.. وبين اليمنيين والمصريين القدماء مفردات اخرى مشتركة ليس لها وجود في اللغات السامية الاخرى , ومن ذلك " حنك" بمعنى مدح وقدم قرباناً و(شمع) بمعنى غنى و اطرب ويستطرد حجازي مثبتاً ذلك قائلا: و كما يوجد هذا الاتفاق في المعجم يوجد ايضاً في التصريف...فالمصدر الثلاثي للافعال في اللغة المصرية القديمة شائع أيضاً في اللغة اليمنية القديمة والفعل المعتل الآخر كثير فيها والتاء الدالة على التانيث في نهاية بعض الاسماء و صفاتها واستخدام الميم في النفي و تشابه بعض الضمائر مثل أنن في المصرية فهي أننا في اليمنية)
إن كل هذه المحاولات لجعل اللغة المصرية القديمة مشابهة للغة اليمنية جائز لأن هناك لهجات عربية تختلف من بلد إلى آخر... واما الحديث عن المصدر والافعال في اللغة المصرية القديمة فهو بعيد عن اللغة العربية التي يتحدث بها اليمنيون و إنما واردة في اللغة الصومالية.
و إذا ما القينا نظرة على التاريخ اليمني فليس هناك اي علاقة ما بين الحميرية والفرعونية، واللغة الحميرية ما زالت تستعمل في ظفار وغيرها..ولكن هذه لاعلاقة لها باللغات التي كان المصريون يتكلمون بها في العهود المختلفة من رومانية واغريقية وفارسية وتركية وغيرها من لغات الهكسوس والبصالسة سوى اللغة العربية التي هي اليوم اللغة الوحيدة التي يتكلم بها الشعب المصري .
و من الجدير بالذكر ان العادات و التقاليد بين الشعوب فمثلاً الختان الفرعوني هل وجد اساساً في اليمن أو له ذكر هناك...الحقيقة تقول لا وأما في الصومال فهو مستمر الى يومنا هذا...ثم محاولة ان ينسب الدكتور فخري أو غيره اللبان الذي يقول إنه لا يوجد في بلاد الافارقة يعني به الصومال...و انه ياتي من بلاد الشحر والمكلا...فهذا مجرد اجتهاد و ظن لا أكثر نعم توجد أشجار اللبان في سلطنة عمان و لكنه بالكمية الهائلة التي يوجد بها في الصومال فهذا ربما جاء نتيجة انفصال جبال عمان او انفصال القارة الاسيوية عن القارة الافريقية و الذي نتج من ارخبيل البحر الاحمر و بحر العرب أو ربما ان الهجرات الصومالية هي التي اتت بهذه الشجرة إلى عمان..
و من جهة أخرى فإن اليمن حضارة بذاتها وهي لا تحتاج ان نعطيها اسم بلد اخر و نلصقه عليها "بالعافية" فهذا افتراء في حق اليمن و في حق الصومال الذي يعرف الجميع بل و يعرف أهله انه كان يسمى ببلاد البونت قبل الاسلام...هذا البلد الذي ينطبق عليه" تاريخ ما اهمله التاريخ" والذي لم يلق من المؤرخين العرب اهتماما كبيراً اللهم الا ما كتبه ابن بطوطة و صاحب صبح الاعشى..و هؤلاء وغيرهم لا يتجاوز ما كتبوه وصف الموانىء و المدن التي رست فيها سفنهم.
كما ان بعضهم ذكروا ان الاسلام دخل الصومال في عهد الخليفة عبدالملك بن مروان وهذا أيضاً غير صحيح فالاسلام دخل الصومال قبل دخوله المدينة المنورة طوعاً لا كرهاً و هو لا يزال خفياً في مكة المكرمة عن طريق تاجر صومالي من مدينة زيلع كما ذكره المؤرخ الصومالي الهرري الشيخ عبد القادر باوزير رحمه الله و كان ذلك الرجل التاجر يدعى ابراهيم ادم اباديد.
و اما ما ذكر من عهد الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان فقد أرسل وفداً لجباية الزكاة لبيت المال...و كانت المرة الأولى والاخيرة التي يرسل فيها خليفة اسلامي وفداً إلى الصومال.
- ويزيد الكاتب الصومالي :
و من المعروف ان الصومال كان عرضة للحروب الصليبية منذ ان اعتنقت الجارة الافريقية الحبشة الديانة المسيحية ..فكانت المحاولات اليائسة منها و من البرتغاليين و الاسبان و غيرهم فرض الديانة المسيحية..و لكن الصوماليين احبطوا كل تلك المحاولات التي باءت بالفشل الذريع لا لشي و لكن لان الصوماليين كانوا يدينون بالديانة الاخناتونية التي تؤمن بالاله الواحد..
ولذالك يقول الشاعر الصومالي:
ايزيس باسمها كان جدي يلهج
و باسم اوزوريس كنت اعمد
و باسم رمسيس العظيم سفائني
كانت تجوب شواطئنا لا تورد
الله كان موحداً في أرضنا
من عهد "اخناتون" كنت اوحد
و اتاني الاسلام نوراً ساطعاً
لا يثرب سبقتني لا والمسجد
- وإذا ما عدنا إلى المغالطات الكثيرة التي حيكت ولا تزال تحاك لتجريد الصوماليين من اسم بلادهم " بونت" فهي محاولات جد يائسة حيث يزعم بعض البطارسة ان بلاد البونت هي الحبشة!!...و بالفعل فان أحد الكتاب الاحباش صدق ذلك و الف كتاباً باللغة الامهرية و ترجمه إلى الانجليزية و ملأه بالترهات و الاكاذيب.. ونسي عمر الابقين الذين فروا من اليمن ثم سكنوا تلك الهضاب التي يشبه جوها و مناخها مناخ اليمن لا يتجاوز الثلاثة الآف عام و ان عمر شعب بلاد البونت أكثر من عشرة الآف عام و ان عمر الفراعنة المنحدرين من أصول صومالية هو سبعة الآف عام....و الفراعنة كانوا دوماً يفخرون ان بلاد البونت هي أرض الآلهة و العطر و البخور و اللبان و الذهب.
وفي بلاد بونت ..الصومال حالياً..ترى الملامح الصومالية الاصيلة و التي لم تندثر حتى اليوم....يتباهى الصوماليون عندما يشاهدون مسلسل لا اله الا الله فيرون انفسهم من خلال الملابس و الرقصات و الرماح و الخناجر و النعال و الكراسي و السرر وأشياء كثيرة أخرى لا تزال تستخدمها بصورة طبيعية في الصومال اليوم.
و اذكر فيما اذكر زيارة الدكتور/ يوسف ادريس رحمه الله إلى الصومال عام 1988 عندما القى محاضرته بالجامعة الوطنية الصومالية....قال: لقد جبت منابع النيل في افريقيا كلها بحثاً عن الملامح الفرعونية الاصيلة ووجدتها هنا بالصومال...
ودوت القاعة بالتصفيق و الهتاف لمصر و الصومال....و إذا ما اردنا ان نصل الى الحقائق التاريخية فاننا نجد في شمال شرق الصومال اليوم الكثير من الآثار المكملة للآثار القائمة بمصر من الاهرامات التي تسمى بالصومالية" القبور التي لا تندثر" و كذلك نجد تماثيل و الكتابة الهيروغليفية التي لا نجدها في مكان آخر...لا في اليمن و لا في الحبشة..
كما أن من يزور مدينة بوصاصو بند قاسم سيجدالكثير من الآثار التي تباع برخص التراب حيث يشتريها الاوروبيون الذين يزورون المدينة...لان الناس يعتبرونها اصناما أواشياء موروثة من أيام الكفر قبل الاسلام وهذه من ضمن المآسي الصومالية في الوقت الحاضر..حيث لا توجد حكومة منذ ثماني سنوات ( لاحظت ان الموضوع كتب عام 1999)
- ويختتم نقيب الصحفيين الصوماليين :
و اذا كان الصوماليون لم يستطيعوا ان يكتبوا تاريخهم حتى الآن فذلك لانهم كانوا في قتال متواصل منذ الفي عام أي منذ أن اعتقنت الحبشة الديانة المسيحية كما أسلفنا... و قد يوجد هذا التاريخ في المكتبات في أوروبا في لندن و باريس و روما و برلين و اثينا و لشبونة.
واليوم نجد ان عشرات من المثقفين الصوماليين بدأوا بكتابة التاريخ الصومالي القديم و الحديث حتى يتسنى للاجيال الصومالية الحاضرة و القادمة ان تدرس تاريخها العظيم..ولابد من البحثٍ و التنقيب عن التاريخ من داخل الصومال أولاً...ابتداء بهرر وزيلع مرورا بمقديشو و براوه و كسمايو و لاس قرى وانتهاء بكل مدن والقرى التي اصبحت اطلالاً....والإ سنجد بين الحين والآخر متحذلقين لا يتورعون ان يزعموا أن بلاد بونت هي الحبشة او اليمن أو ربما بورتريكو!!! .
بعد أن انتهى كلام الدكتور احمد عمر الأزهري نقيب الصحفيين الصوماليين سابقاً بعث الدكتور/ علي عبدالرحمن تعقيباً عبر الانترنت خفف من حماس الأزهري جاء فيه:
اليمن حضارة قائمة بحد ذاتها وأعتقد أنني أعرف الكثير عنها ولم أرَ حتى الآن من يدَعي بأن أرض البونت هي في اليمن بعكس ما قرأته في إحدى المجلات عن كلام يقول بأن «أرض البونت » هي في اليمن، مصر هي أيضاً حضارة قائمة بذاتها وكانت مصر تذكر في كل الكتب والمقررات ولم نسمع من يدَّعي بأنها بلاد البونت ولكن الصومال تعتبر الدولة الأولى في العالم التي تصدر «اللبان» وندرك جيداً بأن "بونت " هي نفسها " اللبان" لذا لا أعتقد أن هناك شكاً حول هذا الموضوع ومسميات أرض البونت في أحد التفاسير قرأت بأن البونت هي : بلاد تطل على البحر الأحمر جنوبي شرق مصر بعد السودان. وقد سجلت الملكة الفرعونية حتشبسوت حملتها عليها فوق جدران معابدها بالدير البحري بالأقصر. وكان قدماء المصريين على صلة تجارية بها حيث كانوا يتبادلون السلع. فكانوا يجلبون منها الذهب والبخور للمعابد والعاج والأبنوس والنسانيس واللبان. ولا يعرف حتى الآن مكان سكان بنط إلا أنهم كانوا قرب الصومال. وكانت لهم مملكتهم حيث صورة ملكة بونط على جدران معبد حتشبسوت وكانت تعاني من مرض الفيل في رجليها المتورمة. وظلت العلاقات التجارية مستمرة بين مصر وبونت طوال العصرين الإغريقي والروماني.
في إذاعة لندن ..قبل عدة سنوات كان هناك برنامج يبحث عن قضية الختان الفرعوني المنتشر في الصومالي فسمعت أحد الكتاب يصر على أن "فرعون " وهذه الكلمة نفسها قد أتت من الصومال ..بحيث يفسر بأنها تعني " أصل عون Firki coon ..قرأت الكثير من الكتب ولم أتوقف عند كاتب يدّعي بأن الفراعنة من أصل صومالي..ومازال بحثي جارياً حول الحقيقة.. وفي نفس الوقت لا ننكر بأن العرب في الجزيرة العربية بوجه عام، وعرب اليمن وحضرموت وعمان بوجه خاص،كانو هم أول من عرف منطقة شرق إفريقيا قبل غيرهم من الأمم الأخرى كالإغريق والرومان. ويذكر المؤرخون أن العرب استطاعوا منذ أقدم العصور أن يعبروا مضيق باب المندب وأن يكتشفوا البلاد الواقعة إلى الجنوب من هذا المضيق من بلاد الدناقلة شمالاً إلى موزمبيق وجزيرة مدغشقر جنوبًا..
وعند الحديث عن التاريخ كان من الطبيعي أن يشير ابن بطوطة في رحلته إلى الصومال عن حقيقة الشعب الصومالي وحقيقة الشعب المصري ولكنه لم يتطرق إلى كل هذا ولا أعتقد أن كل هذا لم يره وإلا لكان قد ذكر لنا.
وهناك من أرسل مداخلة أخرى وجميلة قال فيها:
ماعلى من يتأمل أنوف الفراعنة وتقاسيم وجوههم سوى الوقوف برهة ليجد القصة الحقيقية والتي هي كالتالي :
خلال العصر الجليدي الأخير كانت الثلوج تغطي شمال مصر ولم تكن المنطقة صالحة للسكن البشري وكذا منطقة الهلال الخصيب ... وبعد تحسن الطقس قدم الساميون ( القبائل اليمنية ) من جنوب جزيرة العرب على دفعات لكنهم احتفظوا بعلامات مشتركة تدل على توحد جذورهم ..
مصر وكيف وصل لها سكانها ذوو الأصل اليمني ..؟
خلال ردح من الزمن هاجر اليمنيون كدفعات أو موجات عبر باب المندب لأسباب التصحر وعوامل أخرى إلى الهضبة الحبشية واختلطوا بسكانها الأفارقة وكان من نتيجة الخليط ظهور الجنس الأفرويمني وهم سكان الحبشة وشرق وشمال أفريقيا والصحراء الأفريقية وحتى موريتانيا والسنيغال غرباً ..
في الحبشة مازالت اللغة الجعزية ( لغة سامية ) وسمات وملامح السكان تعطي الشاهد الحي على أصولهم اليمنية ... ومن سكان الحبشة تكون المصريون القدماء ( الفراعنة ) وبالتالي علمياً يثبت يمنية سكان مصر القدماء وكذا حضارتهم، علاوة على ملابسهم ويتقدمها الإزار ( الفوطة - المعوز ) وكذا نمط حياتهم ،، أما ماشاب تقاليدهم لاحقاً فذاك يعود للتقاليد المتوسطية الفوضوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.