عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن « مصرالعليا قديماً» والملك فرعون من خمر
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 03 - 11 - 2006


تأليف/ عبد الله علي الكميم
وما يؤكد أن كافة هذه الأحداث كانت باليمن، ما ورد في نهاية النقش أن (الكاهن الأعظم أني) الذي كان وقتئذ في برحتحور رسبت قائلاً: إنه يمكنني أن أحضر والدي في الحال، ويمكنني أن أدفنه في قبره شمال (نخب) ولقد منحت 30 آرورا من الأرض في الشمال والجنوب وقفاً من الهرم المسمى (من غنخ نفرجارع) و(برحتحور رسبت) أي بنيت صخور في بلدة رسبت- ريسوت بلدة عامرة في حضرموت من حدودها المتصلة بعمان.
و(حتحور)= (حودحور) جبل بين حضرموت وعمان بضم العين.
ولاحظ هنا أن (حودحور) و(يسوت) بين حضرموت وعمان.
أما (نخب) فهي بلدة (ن خب) خبان في ذي رعين، وهو مخلاف مشهور في لواء إب باليمن - مدينة أو بلدة ذي ناخب حي ووطن بأرض يافع. وعلى ذلك فإن (سابني) قد أحضر السمير الوحيد من ذمار، وفدنه في إب، بعد التصريح له بالدفن من الكاهن الأعظم الذي كان ببيت حتحور، في بلدة ريسوت بين حضرموت وعمان.
ويقول عيد في مكان آخر: ورأينا أن الإله (ست) هو إله عربي من جزيرة العرب، وأن عبادة هذا الإله لم تنقطع طوال التاريخ المصري، إذ استمرت عبادته بعد انتهاء حكم الهكسوس.
وفي عهد الدولة القديمة منح هذا الإله اسم (عش) وتحول إلى رجل برأس حيوان يشبه الكلب، وفي عهد الأسرة السادسة والعشرين صور بثلاثة رؤوس، رأس أسد، رأس أفعى، ورأس عقاب، ويقول (بيتس) أن الإله (عش) أو إش ذكر منذ الأسرة الرابعة في نقوش الملك (ساحوري) ويظهر الاسم كذلك على أختام الجرار في الفترة ذاتها تقريباً، وعروبة هذا الإله يؤكدها ما نجده من أعلام جغرافية في شبه الجزيرة العربية ظلت وللآن تحمل اسم هذا الإله.
ذو العش من أودية العقيق ناحية المدينة.
العشة بالفتح من عزلة الأبقور باليمن ناحية صحار (سحار). و(العشة) بلدة ومديرية من محافظة عمران، والعشة بالفتح أو بالكسر يطلق على خمس عشرة قرية من قرى وبلدات اليمن . وعشة أحد أفخاذ قبيلة مراد. وآل أبو عشة قبيلة من آل سليمان المنحدرة من بكيل.
العشة: قرية في باقم في اليمن.
والعشة: قرية من قرى الحدا.
والعشة: قرية من قرى خمر.
والعشة: بلدة في عزلة هوازن من حراز.
إذاً فالإله (ست) إله عربي، عبده الفراعنة بعد أن انتقل إليهم من فراعنة اليمن، وقد ظهر في نقوش الملك (سحوري) من الأسرة الرابعة، ولم تنقطع عبادته حتى بعد انتهاء حكم الهكسوس.
والملك (ماع أب رع) والملك بني تاوي رع، وقبلهم (عاقنن رع) و(ع) هو أعظم الآلهة العربية والفرعونية، وهو معبود الدولة الفرعونية بقطريها، وعدم ترك الهكسوس لعبادته، يؤكد أنهم كانوا من نسيج الدولة الفرعونية العربية، ولم يأتوا من شرقي البحر المتوسط.
وعن بلدة (سخا) أو (سخى) التي ينتمي إليها ملوك الأسرة الفرعونية الرابعة عشرة، ويعتبرها علماء المصريات التقليديون أنها تقع شمال الدلتا، بينما يصر هو في ضوء المكتشفات الأخيرة والحقائق الموضوعية على الأرض، أن (بلدة سخا أو سخي) التي ينتسب إليها ملوك الأسرة الرابعة عشرة ليست من بلاد شمال الدلتا ولكنها بلدة (سخي) في منطقة (خمر) باليمن، حيث كان يعبد الإله (عش) أو(ست).
28- إن الوطن الأصلي لملوك الأسرة التاسعة عشرة، والتي من ملوكها (رمسيس الثاني)، هو الشمال الشرقي للوجه البحري والدلتا، وهو ما نطلق عليه مصر العليا أي جزيرة العرب.
وعن الهكسوس والشاسو و(حقا حازو) فيرى المؤلف أن الشاسو من الفراعنة فهم من آل (الحور شاسو) أي الشاسو أتباع حور، وبالتالي فإن الشاسو هم عرب، والأدق فراعنة أيضاً، ومن نسيج الدولة الواحدة، وليس هناك ما يبرر عن الخبت والمتن في بوغاز كوي لأنها أيضاً قلب جزيرة العرب.
أما الحكاتشاسو فهم الشاسو عبدة الإله (حقا) كما كان الفراعنة حور شاسو أي الشاسو عبدة حور، وهذا يفسر أن تكون لفظة (حقا حازو) لقباً لملوك الهكسوس وجزءاً منهم، و(حقا حازو) أي الحازو عبدة الإله الحقا.
أما من الناحية الجغرافية ف(الحقة) قرية أثرية من همدان، تبعد عن صنعاء شمالاً بنحو (22) كم. قال شرف الدين (أحمد): كان بها معبد الشمس المسمى (وينان) وآخر (لتالب ريام) وثالث (لذات بعدان) عملاً بما جاء في نقوشها، وتفيد النقوش أنها كانت ضمن قبيلة (سمعي حملان) وكان يسيطر عليها نفوذ أسرة (بتع) المتمركزة في (حاز) و(حاز) قرية أثرية مشهورة في ناحية همدان على طرف قاع المنقب، وهي مليئة بالخرائب والأطلال والنقوش والأحجار المنحوتة والمزخرفة وقد زرتها عام 2002م وأهداني بعض شبابها قطعة صغيرة من لوحة رصاصية فيها خمسة من حروف المسند!.
ومن المعتقد حسب قول الأستاذ أحمد شرف الدين أن (حازاً) كانت مدينة عظيمة وذات سور كثيف، يتراوح ارتفاعه من ستة أمتار إلى ثمانية أمتار، تخترقه خمسة أبواب، منها ما يعرف الآن بباب (الفرضة)، وباب (الكبوب) وباب (السبرا)، ولا يزال جانب كبير من معبد (تالب ريام) قائماً في حاز حتى الآن. ويسميه السكان بالقصر، وكانت حاز هي المقر الرئيسي لحكام قبيلة ثلث حملان، التي كانت تشكل جزءاً من قبيلة سمعي الكبرى، وتشمل بلاد الخشب (أرحب) وحملان وماذن.
ويختتم كلامه بالقول: فإذا ما وضعنا في الاعتبار أن هذه المنطقة (يعني اليمن) قد عاش فيها أبو الأنبياء (إبراهيم) عليه السلام، ودفنت فيها (سارة)، لأدركنا على الفور سر هذا الإله (حكا) و(حق) تنطق باليمن (هك) اليمن، وذلك في محاضرة له ألقاها على طلبة قسم الدراسات الأدبية واللغوية.
ولا عب في ظل وجود المعلومات العلمية الجديدة، الناتجة عن الأبحاث الميدانية ودراسات النقوش واللقى الأثرية، وفي إطار المراجعة الشاملة لتراث الأمة، والمحاولات الجادة لإعادة النظر في قراءة وكتابة التاريخ العربي، المتمثل أساساً في تاريخ اليمن، وهو سر أسرار تاريخ العالم، أقول: لا عجب أن يتجرأ الكاتب كما تجرأ من قبل في قصة (إبراهيم الخليل عليه السلام) وأكد أنه ولد وعاش في اليمن، وأن زوجته سارة ماتت في اليمن، ودفنت بها أيضاً. نقول ونكرر القول: أن الكاتب الذي جاء بإبداعات وأفكار جديدة هي جديرة بالقراءة وإعادة النظر في التاريخ، يؤكد هنا أن (الهكسوس) من العرب الفراعنة، ومن نسيج الدولة الواحدة، وهي الحقيقة التي أكدها العرب، و(يوسفوس) عن (مانيتون) وبروكش، ولنا أن نرى أن العرب لم يدخلوا مصر غزاة، وأن الأمر برمته لا يتعدى انتقالاً للسلطة من أسرة إلى أخرى داخل الوطن الواحد. وأن حكم الهكسوس لم يمتد على الإطلاق (لمصر) بحدودها الحالية، بل إن الهكسوس الفراعنة كانوا هناك أي في مصر العليا (اليمن) كحركة انفصالية عن الدولة الأم أو بالأدق تمرداً عسكرياً إذ اقتطعوا جزءاً من جسد الدولة وحكموه في جزيرة العرب، ولم يمتد سلطاتهم إلى الوادي والدلتا.
والإله (نوب) الذي عبده الهكسوس جغرافياً:(نوب) بلدة من عزلة شهاب الأسفل من أعمال بني مطر.
و(النوبة) جبل في مخلاف سنحان باليمن. وحصن في جبل الشعر في دبب منحوت إلى وادي بنا، على مسافة أربع ساعات، والنوبة اسم يطلق على سبع قلاع وقرى وأماكن أثرية باليمن.
والهكسوس عند أحمد بن أبانا هم قوم (منشو) وقد قال المؤرخون أن (مينشو) هو (مينش) مينا وميس من قرى باقم صعدة.
وتؤكد لوحة (كامس) أنه قد شاركه في الحكم رجل من العامو و(عبد)، وعبد هنا ليست صفة لكنها اسم لشخص ينتمي إليه (بنو عبد) عزلة من ناحية عيال سريح، و(العبديون) في بلاد صعدة. ولاحظ هنا مينس والعبديون في صعدة، وعلى ذلك فقد كان هناك تمرد عسكري في المنطقة من ذمار إلى صعدة، وتشمل أيضاً منطقة همدان، وتمتد إلى بلدة ورزان، (ورزان) بالحجرية، وكان هناك تمرد عسكري آخر في الشمال في بلاد اليمامة حتى وسط الجزيرة، أما مناطق عسير وجنوب اليمن وعدن فقد ظلت تحت سيطرة الأسرة الشرعية الحاكمة (يعني في مصر).
ويضيف: فالهكسوس (الشاسو) عرب من جزيرة الفراعنة (اليمن) وحكموا أجزاءً منها ولم يحكموا مصر الحالية ولم يدخلوها غزاة.
وجغرافياً: شاس وشس مواضع جغرافية في جزيرة العرب.
وهو لا ينفك عن الإصرار بأن الهكسوس ما هم إلا جزء من الفراعنة الذين حكموا مصر واليمن. وكانت اليمن تسمى مصر العليا، ومصر الحالية تسمى مصر السفلى، وأنهم قاموا بحركة تمرد في اليمن (مصر العليا) وهذا كان في القرن الثاني عشر ق. م. وفي عهد الأسرة الثانية عشرة، كما بينت هذا، وأيدت توجه المؤلف إلى حد ما. أما الموسوعة العربية فقد جاء فيها: هكسوس: تصحيف للفظ الفرعوني القديم خفا وخاسوت (حكام الأراضي الصخرية الأجنبية) عرف في مصر أيام الأسرة وأطلق المصريون على أولئك الغزاة الذين اجتاحوا بلادهم حوالي (1730 ق.م.) فآذوهم في دينهم، وأذلوهم وظلوا يحكمون البلاد قرناً ونصف قرن. ثم ثار عليهم صعيد الوادي بزعامة أمراء طيبة، فأجلوهم عن مصر وشردوهم في مشارق الأرض).
قال المؤلف: لقد قام الهكسوس بحركة إنقلابية على الأسرة الحاكمة فاقتطعوا جزءاً من مصر العليا (جزيرة العرب) وحكموه، وفي رأينا أن هذه الحركة الانقلابية أو الانفصالية لم تشمل جزيرة العرب بأكملها، وإنما كانت في جزء منها، وتحديداً منطقة البحرين واليمامة وحتى منتصف نجد، وحكموا أيضاً المنطقة الممتدة من صنعاء حتى صعدة، وشرقاً منطقة همدان، باليمن، أما عسير ومنطقة (إب) و(القبيطة والحجرية وعمان وحضرموت) فقد ظلت تحت سيطرة حكم الأسرة الحاكمة الشرعية، أو ما يسميها علماء المصريات (الأسرة الطيبية) هذا فضلاً عن مصر (السفلى) أي الوجهان القبلي والبحري وسوريا وفلسطين والحبشة والصومال، أي مصر السفلى كلها.
ورغم ما قام به الهكسوس من (تمرد) على الأسرة الطيبية إلا أنهم ظلوا على علاقات ودية بحكم (طيبة) ولا ننسى أن طيبة الأصل بوادي ضهر شمال صنعاء وما زالت معروفة إلى الآن.
والمؤلف لا يلقي كلامه جزافاً أو يرمي به على عواهنه. وإنما يبرهن عليه بوثائق تاريخية لا تقبل الشك، منها ورقة (سالية) التي جددت العلاقات بين ملكي اليمن ومصر أو على حد تعبيره (مصر العليا ومصر السفلى) فيقول:
وها هو متن وقة(سالية) الأولى، ترسم لنا صورة تاريخية عن الخلاف الذي وقع بين ملك الهكسوس والمسمى (عاقنن أبو فيس) والملك(ساقنن رع تاعا) الثاني جد أحمس الذي أنهى حكم الهكسوس. (ولاحظ هنا عاقنن - ساقنن).
ونظراً لأهمية هذا المتن فإننا نعرضه مجزآً على أن يعقب كل جزء شرح تفصيلي لما ورد فيه.
المتن:
(حدث أن أرض مصر (اليمن ومصر) كانت في جائحة).
(لم يكن للبلاد حاكم يعد ملكاً في هذا الوقت).
وقد حدث أن الفرعون(سقنن رع) كان حاكماً على المدينة الجنوبية ، ولكن كانت الجائحة الشنعاء في بلد (العامو)، وكان الأمير(أبو فيس) في( أورايس)، وكانت البلاد خاضعة له (بلاد العامو)، وكذلك كل حاصلاتها بأكملها، وكذلك كل (طيبات تميرا). والمتن هذا يؤكد أن سقنن كان حاكماً على المدينة الجنوبية ، وأن البلاد كانت في حالة فوضى، تؤكدها عبارة (لم يكن للبلاد حاكم يعد ملكاً، وان الجائحة الشنعاء كانت في بلاد (العامو)، وبلاد (العامو) لا يمكن تواجدها (بالدلتا) أو بأي مكان في مصر بحدودها الحالية، فبلاد العامو لدى علماء المصريات(جزيرة العرب) وهم أكدوا ذلك عند شرحهم لأحد فنون ونقوش الفراعنة، الذي يتحدث عن ذهب تلك البلاد، ويؤكد النص أن الأمير (أبو فيس) كان في أورايس أو أورايت، وهي مدنية أوارة بكسر الراء في البحرين. ويؤكد ذلك ما ورد في المتن من أن البلاد كانت خاضعة له، وكذلك كل طيبات (تميرا) وهي قرية باليمامة.
ونلاحظ أن هناك أكثر من بلدة باسم(أواريس) أو(أواريز).
وفي نهاية المتن يسأل الفرعون رسول أبي فيس إليه قائلاً:
ما رسالتك إلى المدينة الجنوبية؟ وكيف قطعت الرحلة؟
فقال له الرسول: لقد أرسل لك الملك (أبو فيس) يقول: (مر بأن يهجر فرس البحر بحيرته التي في ينبوع المدينة الجاري. لأنه لا يسمح للنوم أن يغشاني ليلاً أو نهاراً إذ أن أصواته المزعجة في أذني).
وهنا يرد (سفنن رع) على رسول (أبو فيس) سيدك... أي شيء تقول له سأفعله عندما تأتي . وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه أن هناك علاقات مابين فرعنة الأسرة الشرعية الحاكمة وملوك الهكسوس.
المتن : (وعاد رسول الملك أبو فيس) إلى المكان الذي فيه سيده. وعندئذ أمر أمير المدينة الجنوبية بإحضار ضباطه العظام، وكذلك كل كبار الجند الذين كانوا عنده، وأعاد عليهم التهمة التي بعث بها إليه الملك أبو فيسن وقد ظلوا صامتين لمدة طويلة ولم يستطيعوا الإجابة بخير أو شر وأرسل الملك أبو فيس إلى....)
انتهى المتن الخاص بالملكين (ساقنن أبو فيس) ملك اليمن الفرعوني (مصر العليا) و(ساقنن رع تاعا) الثاني. ملك أو فرعون مصر السفلى (وادي النيل).
وجاء بعد الملك الفرعوني (ساقنن رع تاعا) الثاني الفرعون (كامس) الذي حاول بدوره القضاء على حركة التمرد إن صح القول التي قام بها فراعنة اليمن. وقد ترك نقشاً تاريخياً ناقشه المؤلف على النحو التالي:
المتن (الملك القوي في ربوع الطيبة) (كامس) معطي الحياة مخلداً كان ملكاً محسناً وقد جعله (رع) ملكاً حقيقياً وسلمه القوة والحق المبين.
وقد تكلم جلالته في مقره إلى مجلس كبار الدولة الذين كانوا في حاشيته قائلاً إلى أي مدى أدرك عنه قوتي عندما.
أرى حاكماً في أواريس.
وآخر في بلاد كوش.؟!
وأنا أجلس في الحكم مشتركاً مع رجل من (العامو) و(عبد) وكل رجل منهما مسؤول عن جزئه من مصرهذه...؟!
وذلك الذي يقاسمني الأرض لا أجعله يمر في ماء مصر حتى منف.
إنه يسيطر على (مخبا) ولا يرتاح رج لصيرورته عبداً للسيتو وإني سأصارعه وأبقر بطنه.
وإن رغتبي هي تحرير مصر والقضاء على السيتو.
إلى أي مدى أدرك كنه قوتي).
ويعلق (عيد) قائلاً : بهذه العبارة حسم كاموس كل الخلافات التي ثارت حول الغزو المزعوم للبلاد، فهذه العبارة تؤكد أن الصارع كان على السلطة، وليس غزواً، والفرعون هنا يتحدث عن رجلين وليس عن شعبين، وهمارجلان أحدهما من العامو والثاني اسمه عبد. وينسب إليه بنو عبد في برط شمال شرق صنعاء- وبنو عبد أيضاً منطقة تقع شمال غرب ريدة أو غولة عجيب، والعبديون في صعدة تحديداً، توجد بلدة منطقة عبيدة تابعة لآل القوسي (بني قوس)، وعبيدة في مأرب. ومنيف حصن قرب عدن، حصن في جبل صبر من أعمال تعز باليمن. ومنيف أيضاً بالنادرة باليمن، وذو منيف في بلاد صعدة.
والمؤلف لا يكتفي بإثبات يمنية الفراعنة، والوحدة التي كانت تتم بين القطرين(اليمن - مصر العليا) و(مصر) (مصر السفلى) خلال الألفية الثانية وربما الثالثة ق.م. بل ويثبت كذلك أن فكرة التحنيط يمنية، وأنها انتقلت إلى مصر بعد أن مارسها اليمنيون منذ دهور طويلة تعود إلى عصر عاد في القرن بين الألف السادس أو السابع والألف الثالث عشر ق.م.
وقد أوردنا روايات صاحب التيجان وتلك القبور بل والمدن التي تاه بداخلها الكثير آن من الناس منذ ما قبل عصر الإسلام، ورأوا الأجساد المحنطة، ووصفوا أوضاعها وأحوالها وملابس أصحابها...إلخ.
قال: وبلدة شبام يهفرع بلدة يمنية، وتسمى شبام سخيم (سخيم إله فرعوني) وجاء في معجم بلدان اليمن : إن مدينة شبام كانت مدينة واسعة بنيت في العصور القديمة على طريق الهكسوس. ويطلق اسم شبام في اليمن على كثير من المدن والمعالم الأثرية أهمها:
1- شبام حضرموت، وهي شبام بن الحارث بن حضرموت بن سبأ الأصغر.
2- شبام سخيم، وتقع بالقرب من جبل مرمر ، وتعرف بشبام الغراس.
3- شبام أقيان أو شبام كوكبان. وكلها تاريخية ، وتشتهر الأخيرتان بكثرة الحرف والمغارات التي كانت تستعمل كمقابر، وفيها توجد الجثث المحنطة وغيرها من اللقى الأثرية الهائلة.
ويوجد في شبام سخيم(يهفرع) معبد للإله(رئام) وجاء في معجم بلدان اليمن أن كهنة هذا المعبد من شرح آل أسرع. وقد كشفت البحوث في منطقة شبام سخيم(شبام الغراس) على بعد حوالي 30كم. شرق صنعاء على طريق مأرب في عام 1983م. عن ثلاث مومياوات.
هنالك أشياء كثيرة في جرف (مغارات) هذه المنطقة. وفي منطقة شبام أقيان غربي صنعاء بنفس المسافة تقريباً لم يتم التنقيب فيها بعد، كما وجدت جثث محنطة في وادي ضهر وفي المحويت وغيرها. (فاليمن) كنز أسرار الأرض في كهف منحوت في الصخر على ارتفاع ستة أمتار يرجع عمره إلى ثلاثمائة سنة ق.م. أي إلى عهد ملكة سبأ!، وقد وجدت المومياوات التي كانت مطروحة بوضع القرفصاء ملفوفة كل على حدة بطبقة ناعمة من حرير الكتان، كما عثر العلماء على أوان فخارية ونعال وأكياس للسهام وحراب وبعض الاسلحة القديمة، وهذا يدل على أن شبام سخيم يعود تاريخها إلى عهد قديم وأنها كانت مدينة ذات شأن. ويلاحظ أن الدفن بوضع القرفصاء كان متبعاً عند الفراعنة. وهثرع أيضاً= أسرع. والأسروع حي من ردمان، وهم بنو سارع في السوادية بالبيضاء، والاسروع أيضاً من السكاسك، ولاحظ هنا (الاسم: الشرح آل أسرع).
ويضيف قوله: وبعد ذلك جال الفرعون في غابات (ريبو) وقنص غزالاً وأرانب. (وربت) عندنا هي (ريبون) بالنون اليمنية، وهي قرية خربة بحضرموت اكتشف بها معبد قديم اللقمر.
ويورد الكتاب أسماء كثيرة لأماكن ومعالم يمنية لا يزال معظمها يحمل نفس الاسم إلى اليوم مثل (ألهان) وصيدا أوصد جبل الصيد(سمارة)، والصًيَد بفتح الصاد والياء بحاشد، وجبلة أو جبيل، ودنات، وجو أتوت...إلخ.
وعن موسى وملابسات قصته وموقعها على الأرض قال المؤلف: وفي الحجرية تقع بلاد الضباب حيث كان الرب في الكتاب المقدس والطور حيث نادى الله موسى من جانبه الأيمن في القرآن الكريم، والحجرية هي سيناء التوراتية، حيث بلاد البتراء من أعمال تعز ، ويؤكد ذلك ما ورد مباشرة في نقش اللوحة بعد الفقرة السابقة(ثم يعود جيش ومن في حامية إنراثا) وإنراث الهيروغليفية = حجارة أي الحجرية.
ويؤكد ذلك أيضاً النداء الذي وجهه الفرعون لقوم الجبل المقدس، والذي ورد مباشرة بعد الفقرة السابقة(ويقول جلالي: استمعوا إليّ يا أهل الجنوب الذين في الجبل المقدس الذي كان يسمى(آر- وس)، والأرضين بين القوم، وهي لم تكن معروفة بعد، لأجل أن تعرفوا قوة آمون رع المدهشة أمام وجه الارضين.
ونداء الفرعون في هذا النقش كان لقوم الجبل المقدس، وحريبه هو الجبل المقدس في التوراة، وحريبة جبل في منطقة قدس بفتح القاف جنوب اليمن حيث بلاد الطور، والضباب حيث كان الرب. (آر - واس) الأرضين تعني حامية صولجان، وبتة في جبل الصلو، وفي هذه المنطقة تقع بلاد قَدَس والطور والضباب.
ويلاحظ أيضاً أن تحتمس الثالث في هذه النقوش الهامة، قد تحدى قوم موسى بأن يعرفوا (قوة آمون رع) المدهشة، وحدد على وجه القطع واليقين الجبل المقدس ، الأمر الذي يؤكد أن تحتمس الثالث هوالفرعون الغريق الذي وصفه النص القرآني (أنه طغى)، وظهر في نصوص نحتمس الثالث ما يرجع معه وصول بعثة تجارية من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى مصر، تحمل معها بعض منتجات بلادها من البخور والكندر، وتبغي عقد علاقات مباشرة مع فرعون مصر المنتصر، وكان أفرادها من الجنبتيو أسلاف العرب القِتْبَانِيين.
وفي رأينا أن الجنبتيو = قنبة بضم القاف والنون وكسر الياء وضم التاء المربوطة من بلاد ذمار باليمن، وهي المقصودة في نقوش تحتمس الثالث ولا علاقة بين الجنبتيو وقتبان).
ويشير إلى أن لوحة (منف) خلدت حروباً أخرى للفرعون (امنحتب) إذ ورد منها السنة التاسعة الشهر الثالث من فصل الربيع اليوم الخامس والعشرون زحف بعد ذلك جلالته على بلاد (رنتو) في حملته المظفرة على بلدة(أبق) ، فطلب أهلها الأمان بسبب ما أحرزه الفرعون من الحياة والسعادة والصحة من الانتصارات ، ثم زحف بعد ذلك جلالته بجياده وعدة حربية نحو (يحما)، فنهب جلالته قرية ما باسن وقرية (خاديان) وهما قريتان غرب يسوكا، وقد هاج الملك كالصقر المقدس ، وعند ئذ طارت جياده كالشهاب حينما ينقض من السماء، ولم يكد جلالته يدخل المعمعة حتى أسر أفراد البلدة وأولادهم وزوجاتهم. وكل اتباعهم وكل متاعهم الذي لا يحصى من بهائم وجياد والماشية الصغيرة.
ويعلق على هذا النص قائلاً: وفي رأينا أن أبق الهيروغليفية= المرأة الحامل (وحَمِل) بفتح الحاء وكسر الميم قرية من عزلة دايان ناحية بني مطر و(حملان) بضم الحاء من جبال حجة، ووادي الحبالي بضم الحاء وفتح الباء عزلة من ناحية السدة وأعمال يريم ومرأة قرية قرب مأرب.
وفي رأينا أن أبق = (أفق).
وورد أيضاً في نقوش لوحة(منف) أن الفرعون(سار في عربته نحو بلدة تورين)ثم بلدة (يون) وقد كان جلالته في قوة الآلهة سخمت ومثل الإله منتو في طيبة لأسر أمرائهم ويبلغ عددهم أربعة وثلاثين.
ويقول المؤلف معلقاً على هذه العبارة : وفي رأينا أن بلدة تورين هي بلدة توران في مَبْين بسكون البا بالشمال من حجة بمسافة نحو 25كم.
أما بلدة(يون) أو (أيون) فهي حصن في قرية العزازي من جبل أرياب من أعمال يريم وطيبة).كماسبق أن أشرنا كانت مدينة مقدسة في وادي ضهر .
ومن ضمن نصوص نفس (لوحة منف): (وفي يوم عيد تتويج جلالته نهب بلدة أنا وخرث) شرس ، وأن الفرعون قد زحف على (هو عكتي) وأسر أمير قبعا سوفه واسمه (جرجور) ويعلق قائلاً:وفي رأينا أن بلاد أنَّا وشرس هي بلاد عنه وشرس وعنة واد مشهور في بلاد العدين غربي إب يصب في (وادي زبيد، (وشرس) بكسر الراء في محافظة حجة) ، وهي أي حجة مدينة كبيرة في الشمال الغربي من صنعاء بمسافة 127كم.
وأنا أظن أن بلاد (أنا) في منطقة حجة نفسها حيث دارت أحداث رحلة هذا الفرعون (أمنحتب الثاني).
وعثر أيضا للفرعون سيتي الأول على قائمة أخرى للبلاد المقهورة نفسها على قاعدة تمثال (أبي الهول) الذي عثر عليه في معبده الجنائزي بالقرية.
وهذه البلاد المقهورة هي:
قبائل الأقوام التسعة...بلاد خت، بلاد نهرين ، بلاد أرسا، عكة سميرا، بلاد بحرا، بيت شانيل ينعم كمهم، ألوذا إنراثا كمد، صيدا، أوثو ، بيت عنتا، قرام أو فرايم.
يقول المؤلف : وفي رأينا أن هذه الحروب أيضاً كانت في جزيرة العرب ، وتحديداً في بلاد اليمن. والبلاد التي وردت في المتون يمكن توحيدها بمواقع جغرافية معروفة على النحوالتالي:
- رحوب= رحوب واد من وائلة بين نجران والجوف ورُحب بضم الراء من بلاد خولان.ولدينا أرحب ورحاب والرحبة...إلخ
- بلا= بلىأو بلي. بطن من قضاعة إحدى قبائل خولان باليمن.
- بيت شانيل= شاهل بكسر الهاء ناحية تابعة لقضاء الشرفين بالشمال الغربي من حجة.
- بلاد نهران= نهران بذمار.
- بلاد نهرين = نهرين الاسم القديم لمدينة جبلة، وهي مدينة مشهورة بالجنوب الغربي من إب بمسافة 7كم. وتسمى قديماً مدينة النهرين.
- بيت عنتا = عنتة من مخاليف اليمن، وعنة واد مشهور في بلاد العدين غرب إب (عنة).
- بحرا= بحرة من قرى باقم وأعمال صعدة. وهناك بنو بحر في عتمة.
- بيسان = بيسان. بوسان من قرى الحدا، وذي سان من قرى بلاد الروس.
- يعنم = أنعم في بلاد سنحان . وتنعم في خولان وبيت نعم في همدان ونعمان اسم مشترك بين جملة مواضع، منها نعمان وصاب العالي وبه مركز الناحية، ونعمان حصن من حصون حجة، ونعمان حصن في سحار من بلاد صعدة، وجبل نعمان في حفاش. وبيت النعمي من تهامة. وبيت نعم في همدان.
- صيدا = اسم قديم لعدن. والصيد بفتح الصاد والياء قبيل وبلد من حاشد وصيد من رادع. وصيد في الحيمة الداخلية،وقبائل آل صيدة في الجوف، وبيت الصايدي في أكثر من مكان ، وبيت الصيادي.
- كمهم = كميم = بلدة في ذمار ، الياء = الهاء ، وكميم من قرى خولان العالية ، وكميم مخلاف مشهور من أعمال الحدا - م/ذمار (وفي إحدى قراه وهي (قهلان) كان مسقط رأس مؤلف هذا الكتاب.
- بلاد أرسا أو (يرث) = أرس موضع في قول مطير بن الاشيم. (تطاول ليلي بالأرس فلم أنم.).
- وأرسا بضم الراء = الروساء، وأروس بفتح الألف وسكون الراء وفتح الواو ، بلدة خربة من جبل الصوفي بلاد الحجرية. (وقد تكون بلاد الروس) جنوبي صنعاء.
وتكلم المؤلف عن رعمسيس الثاني وحروبه، واتجه اتجاهاً مغايراً للمؤرخين التقليديين كعادته، فذهب إلى أن كل معارك ونشاطات رعمسيس الثاني كانت جميعها في اليمن. كما فعل بتاريخ أبيه رعمسيس الاول 1315ق.م. فقد عاش في الفترة من 1292- 1225ق.م.
وأورد المؤلف عدداً كبيراً من الأسماء والمسميات عن أماكن ومناطق ومدن وأودية وجبال في اليمن سيطول استعراضنا لها ففضلنا الاختصار وعدم الذكر، وهذا يعني أن اليمن في عهد ما قبل الملكة اليمنية التي عاشت أيام سليمان، وهي الفترة الواقعة بين ما بعد دولة حمير القوية التي أعقبت سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. عاشت فترة فراغ أو ضعف إذا صح التعبير، وأنها كانت فترة الفراعنة، وهي من الحلقات المفقودة في تاريخ اليمن، والتي لابد من البحث عنها وفيها بحثاُ علمياً(أركيولوجياً) في ما تركه الأولون من كتابات وآثار أخرى في اليمن، وفي مصر والعراق والشام أيضاً. ولا بد من العثور على الإجابات الوافية الشافية لكل التساؤلات الحائرة!
ويكفي أن نقول هنا وبثقة: أن فترة الفراعنة كانت قد شملت اليمن ومصر وأن المنطلق كانت اليمن، أما الفترة الزمنية فلعلها قد بدأت في الألف الرابع ق.م. وهي إحدى المراحل التاريخية التي اجتثت من تاريخ اليمن ، أو هي أحد الكنوز المفقودة لا من تاريخ اليمن ومصر والمنطقة فحسب، ولكن من تاريخ العالم كله.!
وإذا كان المؤلف قد أكد كما أكد غيره، بأن التوراة ووقائعها وأحداثها كانت في اليمن فهو يصر بأن فلسطين إنماهي في اليمن فيقول:
- عسقلان : هي عنانا عثكلان. ورد في نقش جام563 وهو من عهد (كرب إل وتر) يهفعم بن وهب آل يحز: (سودم أسأرويهعن...م وبيتهمو كلتم بني عثكلان)، وقد ورد في النقش: أنه لسرور أن نكون رعاياك، الأمر الذي يؤكد أن عسقلان قبيلة.
- حصن دبور أو روبر هي عندنا دبر بفتح الدال والباء قرية خربة في سنحان بوادي الفرات. (وهي بلدة القاضي عبدالرزاق)، وقال الشافعي:
لا بد من صنعاء وإن طال السفر
ونقصد القاضي إلى قرية دبر
- ودبور واد في عدن.
- نوتب بلدة في عزلة (الجبين) الكبين) التي وردت في متون الفراعنة ووثائق بوغازكوي وهي من أعمال ريمة.
- حيتا: الواقعة في إقليم طنب أي بني حيث أو حيس في هذه المنطقة، ويلاحظ أن حيس بلدة جنوب زبيد. وحيث أيضاً بلدة في الحجرية، وحوث مدينة مشهورة شمال صنعاء.
- آمور= وادي مور في تهامة اليمن (وهو أكبر أودية اليمن تقريباً ويسمى ميزاب اليمن الغربي).
- نعران= (نعرين) موضع في وادي عمد في حضرموت.
ويضيف وعلى ذلك فإن هذه الحروب في رأينا لم تكن في فلسطين العربية المحتلة وإنما في فلسطين اليمن، وتحديداً في منطقة تهامة اليمن، وبيان ذلك أن الأشعر قبيلة مشهورة مساكنها زبيد والمخاء، وهم النبث ، والأشعر أخو مذْحِج وطيء وكندة ومن بطون الأشاعر الأفلس.
أي أن أفلس وطي كانت ديارهم في المنطقة التهامية باليمن. و(أفلس طي).أفلسطي = هي فلسطي ولحقتها بعد ذلك أداة التعريف اليمنية القديمة فصارت فلسطين.
وهكذا فعل المؤلف مع ما أسماه حروب (مدنبتاخ في اليمن) فقد ذكر عدداً هائلاً من أسماء البلدان والمدن والقرى والجبال والأودية في كثير من أنحاء اليمن مؤكداً أنها هي الأماكن الحقيقية والميدان الأصيل لمعارك الفرعون المذكور. وهو إضافة جديدة وتأكيد شديد للمعلومات التي أوردناها عن علاقة الفراعنة باليمن (مهدهم الأول) ودور اليمنيين في بناء حضارة مصر،وعلى وحدة الشطرين في مراحل زمنية طويلة.
وكذلك فعل مع رعمسيس الثالث و(شيشنق).
وهو لا يحصر أدلته على متانة العلاقات بين اليمن ومصر في العهد الفرعوني بوحدة الأسماء والمسميات ، وإنما يذهب إلى أبعد من هذا إلى معبودات القطرين، فيقول في ص 231: فالآلهة هرتي، وهدش ، وسازت ، وناحت وهي من أقدم آلهة الفراعنة - آلهة يمنية.
وقال في مكان آخر: وقد تحدث بليني في كتابه (التاريخ الطبيعي) عن كنوز بلاد العرب التي جعلتها كما يقول: تدعى بالسعيدة فقال: لا توجد بلاد تنتج اللبان إلا بلاد العرب، ولكن ليست كلها تنتجه، وإنما بلاد الحضارم، وهم مجموعة من السبئيين تقوم عاصمتهم شبوة (سباتا) فوق جبل عالٍ، وعلى بعد ثمان مراحل منها في اتجاه شمال الشرق وفيها تقع منطقة إنتاج اللبان المعروفة باسم سبأ.
وينتقل بليني إلى وصف القوافل فيقول : بعد أن يجمع اللبان، ينقل على ظهور الجمال إلى شبوة حيث يفتح فيها باب واحد لاستقباله، ويعتبر الانحراف عن الطريق العام جريمة كبرى.
وهناك يأخذ الكهان قسطاً منه يساوي العشر بالتقدير، وليس بالميزان باسم إلههم الذي يدعونه سايس، فالإله سايس إله فرعوني حضرمي.
وعن بلاد حورس يقول:
(وقد ارتبط حورس بن إيزيس بأنوبيس لأن كلاً من الإلهين ساعد في تحنيط جسد إيزوريس الميت ، وهو الأمر الذي شرح في كتاب الموتى(xvii) فأنوبيس هو الذي من خلال غرفة التطهير في (mesqet) مسكت.
وجغرافياً مسكت ظفار(مسقط)، ويبدو أن هذه كانت مقدسة عندالفراعنة العرب، ففيها غرفة التظهير حيث تم تحنيط (إيزوريس)، وفيها أيضاً قبر أيوب، وعمران أنبياء بني إسرائيل العرب)، ويقال: أن قبر أيوب في الجبال الواقعة شمال شرق صنعاء (بالقرب من سفينة نوح وقصر ذي مرمر) يقع القبر المذكور في منطقة نهم الداخل. أما السفينة فيهي في قرية ثومة من قرى نهم ولكنها في جنوبها الغربي على حدود بني حشيش وبني الحارث وعند بداية فرضة نهم على طريق صنعاء - مأرب المعُبَد.
وفي ص291 قال المؤلف:
فالنبي عمران والنبي أيوب أيضاً من عرب اليمن، وهم مصريون، بحكم أن الإمبراطورية الفرعونية كانت تشمل جزيرة العرب، أو بالأدق هم يمنيون، ومن الطبيعي أن يدفنا في أرض الأنبياء (اليمن).
وتحت عنوان الفراعنة مسيرتهم التاريخية بين اليمن ومصر
قال الباحث: (أنور خالد): منذ اكتشاف حجر رشيد وفك ألغاز الكتابة الهيروغليفية،وقراءة المصرية القديمة، ظل التردد يسود أحكام الباحثين عن حقيقة تلك اللغة واتنمائها وعندما اتضحت علاقتها السامية ، ظل الباحثون يختلفون حول مدى التشابه والاختلاف بين اللغتين فقد ذكر باحث عن هذا فقال:
(أقدم الاشكال التي وصلتنا لهذه اللغة تفصح أساساً عن صفة سامية، فهي شديدة الشبه بالسامية في التركيب وطريقة التفكير بل والابتكار، ولكن هناك على أية حال اختلافاً كبيراً في المفردات اللغوية، وعديداً من التعبيرات عن الأشكال الشائعة لاصلة لها بها. والمصرية القديمة تختلف عن السامية الأم كاللهجات السامية الأخرى، إلا أنها تمثل أقدم شكل للغة السامية في المغردات وقواعدها بشكل عام.
والمعروف أن أقواماً ساميين عرباً غزوا وادي النيل وعمموا فيه لغتهم، فصبغوه بصبغتهم، كماهو ظاهر من النقوش المصرية القديمة. وبالرغم مما اعترى اللغة من تغيير وتحريف باختلاط السكان فقد حافظت على ساميتها بمرور الزمن.
ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن هذه اللغة وجدت كاملة على الآثار منذ أقدم عصورها).
فبريستيد يعتبر التطور الذي طرأ على اللغة، التي حملها الساميون اليمنيون معهم، ونشروها في مصر القديمة، لم يفقدها خصائصها اللغوية ، وقد لاحظ ان هذه اللغة كانت موجودة بكاملها على الآثار منذ أقدم العصور. وهكذا يؤكد أنها كانت لغة الساميين في مهدهم الأول (اليمن).
ويذكر الباحث اللغوي فرتزهومل عن العلاقة بين ابجدية اللغتين المتشابهتين، الأبجدية السامية والأبجدية المصرية القديمة، التي عرفت حوالي 4000 ق.م. أنه من المستبعد أن توجد مرتين في العالم القديم أبجديتان، وأن تكون كل منهما أبجدية حروف صامتة، وبها إشارة الهمزة، بينما تكون كل من الأبجديتين منفصلة عن الأخرى).
ويورد قوائم من الأسماء والصيغ والمسميات والأفعال المتشابهة مثل:
أنا Inn
1-ضمير المتكلم المفرد
إنك Ink
2- ضمير المتكلم المتصل المفرد
أنتم أنتن Inttn
3- ضمير المخاطب المنفصل الجمع
بيتي Pri
4- .ضمير المتكلم المفرد في حالة الإضافةبيتنا Prn5- ضمير جمع المتكلم في حالة الإضافة
أخت Snt
6- التأنيث sn = أخ
يسمعون Sdmw
7- إلحاق الواو بنهاية الفعل جمع الغائب
أمير البيت Imrrpry
8- استعمال الإضافة المباشرة
9- إضافة الميم إلى المصدر فتح - مفتاح.
وفي خاتمة كتابه يقول أنور:
حددت صفحات هذا الكتاب موجزاً لمعالم الشعب السامي، وهو الشعب العربي الأول في اليمن القديم، حتى بداية انهيار وحدته في أواخر الألف الأولى ق.م. فقد نشأ وتطور ونما في جزء محدد من السراة اليمنية وتعرض في الألف السابقة ق.م. لفترة جفاف طويلة لأزمنة ثلاثة آلاف عام، تجلت خلالها الهجرات إلى أعالي النيل وأرض الفرات. بحثاً عن أماكن جديدة ساقية يزرعونها، بعد أن اشتد الجفاف بأرض المهد، وأعاق نتاج ما يكفي من الغذاء للنمو المتزايد من السكان.
وبدأت الهجرات من المهد تتجه عبر البحر الأحمر إلى أعالي النيل، بقيادة ملوك الفراعنة حوالي الألف السادسة- الخامسة، واستمرت تتدفق إلى الحبشة والسودان وبلاد النوبة قبل أن تتجمع لتتجه إلى الدلتا. ومنذ الألف الرابعة حين بدأ الجفاف يشتد، قام الكنعانيون والأموريون بمن فيهم الآراميون بالهجرة إلى الرافدين عبر الخيلج العربي. والامتداد من هناك حتى سوريا وفلسطين ولبنان. ونتيجة لمعرفتهم بالكتابة وخبراتهم الطويلة بالري والزراعة وفي الإدارة والتنقيب عن المعادن. فقد تمكنوا من لم الشعوب المجاورة لهم في إطار كيانات حضارية وقد بدأ الفراعنة في توحيد مصر واليمن عام3200ق.م. حتى أواسط الألف الأولى ق.م. واستمرت هذه الوحدة حتى الألف الأولى ق.م. بينما بدأ الآشوريون بعد ذلك بالحملات على المهد حتى أواسط الألف الأولى ق.م.
ويضيف: إن ما يؤكد وحدة الجنس السامي هي وحدة اللغة التي يتحدث بها على ما كانت تختلف عليه من لهجات. ومن طرق الكتابة. فهيروغليفية الفراعنة. وهي أول الكتابة اليمنية، والتي انتقلت معهم إلى أرض مصر، تختلف عن لغة الكنعانيين في المهد المكتوبة بالمسماري، والتي انتقلت بعد ذلك مع الهجرات إلى أرض الرافدين.
وقد انتقلت إلى لبنان الأبجدية الشبيهة بالمسند، وبالإمكان مع ذلك إثبات أن أصل هذه اللهجات واحد يعود إلى لغة واحدة. وبالمثل فإن الديانة الفرعونية في مصر هي في الأساس الديانة الفرعونية في اليمن ، كما تم التدليل على ذلك في الكتاب، وبالمثل فإن الكنعانية في المهجر ليست سوى الكنعانية القديمة في المهد، وديانة الساميين في أرض الرافدين شبيهة بالكنعانية على ما تعرضت له من تغيير وإضافة، وقد حافظت كل الوحدات المهاجرة على عقائدها وعاداتها القديمة حتى أواسط الألف الأولى ق.م.
ما أثبته الكتاب من وحدة الجنس السامي للفراعنة والكنعانيين والأموريين والآراميين خلال آلاف السنين،إنهم كانوا يعيشون في أرض المهد منذ الألف السابعة قبل الهجرات في الأزمنة التالية. لا شك أن ماورد عنه في التاريخ عن أصولهم المختلفة ومن أين وفدوا ، وكيف تحركوا؟ فالكتاب يروي عن واقعهم في المهد القديم بأسمائهم ،استتنادا ًإلى البحث العلمي الموضح بالخرائط على رغم ما يعتريها من التغيير ما يجيب عن هذه التساؤلات.
ويلخص الكاتب أهم الأحداث التاريخية في مهد الساميين قائلاً:
الألف التاسعة حتى أواخر الألف الأولى:
العصر المطير، بداية الجهود للسيطرة على مياه الامطار والوديان والإنتاج الزراعي العهود البدائية ، توزع الساميين في أرض المنطقة واستقرارهم.
بداية نشوء اللغة السامية واختراع قلمها المسماري،(إن أول قلم اخترعه الإنسان هو المسند)، استخراج المعادن الثمينة، انتشار المعتقدات، ثم كتابة الملاحم الأسطورية، أول اكتشاف لرموز شبيهة بالحروف السامية على الطريق التجاري إلى مصر.
النصف الأول من الألف السادسة:
بداية اشتداد الحرارة وانخفاض الأمطار موجات الهجرة عبر البحر الأحمر موجات الهجرة الأولى إلى أعالي النيل بمن فيها أتباع(حور) من أرض الفراعنة امتدت إلى ألوية وفروع وادي النيل الأعلى.
النصف الثاني من الألف السادسة:
هجرات مستمرة إلى أعالي النيل وأرض الرافدين منها الأموريون إلى أرض الرافدين والذين أسسوا (أبيلا وماري).
الألف الخامسة:
استمرار هجرات فروع من شعوب المنطقة إلى أراضي الأنهار خاصة خلال منتصف الألف الخامس في ذروة عصر الجفاف صعود أقوام الفراعنة إلى أعالي مصر والدلتا، توحيد الفراعنة لأراضي مهدهم القديم عام 4800ق.م.
الألف الرابعة:
استمرار الهجرات إلى أراضي الأنهار. الفرعون (مينا) يقوم بتوحيد أرض الفراعنة في مصر واليمن في عام 3200 ق.م. عصر ملوك الأسرة خلال أواخر الألف الرابعة. هجرة سلالة آشور إلى الرافدين التي أسست أول مملكة سامية بقيادة سرجون الأول (بعد ألف عام من تاريخ الهجرة).
الألف الثالثة ق.م.:
2260-2223 حملة الملك الأكدي (زام ش) حفيد(سرجون) الأول على (أريبي) وهروب سكانهم إلى أرم غرباً.
2040-1986 الملك المصري (منمحت) يبدأ عهد الانفتاح التجاري والبناء التقافي مع المنطقة والدول المجاورة.
الألف الثانية ق.م.:
1750: الهكسوس من أرض الفراعنة يؤسسون كياناً لهم في الدلتاعاصمة(منف).
1520:الملك المصري أحمس يتولى محاربة الهكسوس ويهزمهم ثم يحاصرهم في (شروان) ويجتاحها، شروان تحمل اسمها هذا إلى اليوم، وهي في خولان الطيال عهد ملوك الاسرتين 16، 15 ذوي الأصول الهكسوسية.
الملك خيان من الأسرة 16يسعى لتوحيد مصر مع المهد ولكنه لم ينجح.
1490: حتشبسوت ترسل بعثة تجارية إلى ساحل (بونت).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.