شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    آخر مكالمة فيديو بين الشيخين صادق الأحمر وعبد المجيد الزنداني .. شاهد ماذا قال الأول للأخير؟    الوية العمالقة تصدر تحذيرا هاما    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    الأمل يلوح في الأفق: روسيا تؤكد استمرار جهودها لدفع عملية السلام في اليمن    صراعٌ جديدٌ يُهدد عدن: "الانتقالي" يُهاجم حكومة بن مبارك ويُطالب ب "محاسبة المتورطين" في "الفشل الذريع"    "صيف ساخن بلا كهرباء: حريق في محول كريتر يُغرق المنطقة في الظلام!"    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    دوري ابطال آسيا: العين الاماراتي الى نهائي البطولة    الشعيبي: حضرموت تستعد للاحتفال بالذكرى الثامنة لتحرير ساحلها من الإرهاب    تشييع مهيب للشيخ الزنداني شارك فيه الرئيس أردوغان وقيادات في الإصلاح    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    بن دغر يوجه رسالة لقادة حزب الإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني    إعلان موعد نهائي كأس إنجلترا بين مانشستر يونايتد وسيتي    مفسر أحلام يتوقع نتيجة مباراة الهلال السعودي والعين الإماراتي ويوجه نصيحة لمرضى القلب والسكر    مركز الملك سلمان يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في الجوف    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    رئيس مجلس القيادة يجدد الالتزام بخيار السلام وفقا للمرجعيات وخصوصا القرار 2216    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    إنزاجي يتفوق على مورينيو.. وينهي لعنة "سيد البطولات القصيرة"    "ريال مدريد سرق الفوز من برشلونة".. بيكيه يهاجم حكام الكلاسيكو    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    دعاء مستجاب لكل شيء    - عاجل محكمة الاموال العامة برئاسة القاضية سوسن الحوثي تحاكم دغسان وعدد من التجار اليوم الثلاثاء بعد نشر الاوراق الاسبوع الماضي لاستدعاء المحكمة لهم عام2014ا وتجميدها    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    الزنداني كقائد جمهوري وفارس جماهيري    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    رئيس مجلس النواب: الفقيد الزنداني شارك في العديد من المحطات السياسية منذ شبابه    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 15 - 11 - 2006


تأليف/ عبد الله علي الكميم
وهناك مستشرق ألماني اسمه (أرمان) ألف كتاباً بيَّن فيه ما بين اللغة المصرية واللغات السامية (العربية حسب اصطلاحنا) من توافق حيث ينطوي في نفس الدلالة في صدد اللغة والجنسية المصرية هي لغة سامية محضة. ومع أن هناك من يحتفظ إزاء هذا التعميم، بسبب ما بين اللغة المصرية القديمة واللغات الإفريقية من تقارب أو توافق، فإن هذا الفريق المتحفظ لا ينكر قوة بروز العنصر السامي - العربي حسب اصطلاحنا- في اللغة المصرية، وكل ما يقوله أن اللهجات البربرية أو اللونية والكوشية في هذه اللغة بارزة بروز اللغات السامية فيها.
19- إن 65% على الأقل من اللغة المصرية القديمة هي سامية، وهذا حسب قول سليم حسن - قاموس أحمد كمال (غير مطبوع) أكبر علماء هذه اللغة في مصر إن لم يكن في جميع البلاد.
20- يلمح من اللمحة العربية القديمة على كثير من أسماء الفراعنة ورجال دولتهم ومعبوداتهم ومدنهم، على ما سوف يأتي في ثنايا فصول الكتاب.
فكان ما قدمناه وغيره يجعلنا نقرر بشيء من الوثوق، أن الموجات العربية انساحت إلى مصر منذ عصور ما قبل التاريخ، ثم ظلت تنساح إليها خلال العصور التاريخية بدون انقطاع، حتى غدت العنصر الغالب من سكان مصر القدماء. وأن هذا يسوغ أن يسلك تاريخها في سلك تاريخ الجنس العربي خلافاً لما جرى عليه المؤرخون.
21- ونحن إذ نتبنى دعوى كون دم كثرة سكان مصر القدماء مع الذين كان لهم الحكم والسلطان فيها قبل قيام المملكة المتحدة الأولى وبعدها، هودم موجات قدمتإلى مصر من جزيرة العرب، ونورد خلاصة أقوال العلماء والباحثين في ذلك، ونسوق البراهين والقرائن والشواهد من آثار المصريين القدماء ولغتهم وأوصافهم ومسمياتهم وصورهم ومحنطاتهم من الوقائع التاريخية اليقينية المستمرة. لا نريد أن ننفي تأثر هذه الموجات بالبيئة الطبيعية والاجتماعية. واختلاط دمائها بدماء أمم أخرى - كانت في مصر قبل مجيئها وبعده- قبل الإسلام، وتأثرها بأصحاب هذه الدماء لغة وعادات، واكتسابها بذلك كله شخصية خاصة نوعاً ما في الأرض الجديدة التي حلت فيها، غير أننا نتوخى بذلك من جهة تقرير الحقيقة التاريخية المتصلة بالواقع المستمر والوقائع القائمة منذ عشرات القرون. وتصحيح التوجهات التاريخية بالنسبة لتاريخ مصر القديم، وسلكه في سلك تاريخ الجنس العربي، استناداً إلى حقيقة صلة منبت هذا الجنس بمصر منذ أقدم الأزمنة، وانسياح موجاته المتوالية إليه منذ آلاف السنين دون انقطاع. وعليه طابعها. ومن جهة أخرى إحباط مكر المستعمرين والمبشرين المغرضين. وتلامذتهم وأعداء العروبة الذين تتجاوز مكابرتهم كل حد ومنطق، فيتجاهلون بل وينكرون ويكابرون حتى في ما سجلته الآثار المصرية القديمة من محاولات التسلل العربي الجنس إلى مصر من شمالها وجنوبها.
22- إننا حينما نقرر صلة المصريين القدماء بالجنس العربي ، أو بكلمة أدق حينما نبرز هذه الصلة نكون قد أبرزنا سعة نطاق نشاط الجنس العربي وحيويته في مختلف المجالات الفكرية والأدبية والحضارية والسياسية والعسكرية، حينما برز هذا الجنس على مسرح مصر القديمة التي كانت مصدراً رئيسياً من مصادر الحضارة البشرية التي شعت على العالم. وكانت من مشاعل هداية البشر وحضارتهم الأولى من جهة، ونكون من جهة أخرى قد وصلنا بين حيوية العروبة في دورها الصريح على مسرح مصر، وبين حيويتها بعضها قبل هذا الدور، فصار من ذلك سلسلة متصلة الحلقات يمسك بضعها بعضاً.
ولقد سلك المؤرخون تاريخ المعينيين والسبئيين والقتبانيين والحضرموتيين في جنوب جزيرة العرب، واللحيانيين والثموديين في شمالها، والنبطيين والتدمريين في بلاد الشام، والرهاويين في حوض الفرات في سلك التاريخ العربي القديم، وسلك بعضهم تاريخ الرعاة في مصر وأسرة حمورابي في العراق في هذا المسلك. ولم تكن هذه الأمم تسمى باسم العروبة وتتكلم العربية الصريحة. وقد فعلوا ذلك بسبب انتمائهم جميعاً إلى جزيرة العرب، وتشاركهم في اللغة والعادات والأفكار على ما شرحناه في مقدمة الكتاب. وما دام هذا هو شأن معظم سكان مصر ودولها على ما قدمنا عليه الشواهد وأيده جمهرة الباحثين، فلا غبار في اعتقادنا على ما فعلناه.
23- وعن الأسرة الفرعونية الأولى قال بريستيد: إنهم كانوا يتلقبون بلقب أبناء (حوريس) أو حلفائه و(حور) هو اسم الإله الرئيس الخاص لجماعات الجنس العربي الذين تغلبوا على مصر أولاً، ثم تغلبوا على الممالك المصرية ووحدوهم تحت صولجانهم. كما ذكرناه قبل. وهذا يؤكد بأن الأسرة منهم، وقد غدا إلههم (حور) الذي كان يرمز إليه بالصقر، رئيس آلهة المملكة المتحدة.
ومما قاله عنهم أيضاً أن حكومتهم كانت متينة البنيان، ذات أجهزة إدارية حسنة ومتعددة عرف منها إدارة التموين، وإدارة المالية، وإدارة الجباية، وإدارة مصروفات الموتى. وأن أثاث قصورهم كان في غاية الأبهة، وأن الرسم والحفر وصناعة الأواني البلورية والمرمرية والنحاسية. والحلي وفن الهندسة والعمارة ق? وصل في عهدهم إلى درجة رفيعة على ما ظهر من مخلفاتهم. وأن الخط الهيروغليفي بلغ في هذا العهد شأواً بعيداً من الإتقان، وصار يسجل به شئون علمية ودينية وأحداث تاريخية.
ومما لاشك فيه أن هذه المظاهر الحضارية لا يعقل إلا أن تكون امتداداً مما قبل قيام المملكة المتحدة، ومن آثار الحضارة الثقافية والفنية التي أتى بها جماعات الجنس العربي، الذي تمت إليه هذه الأسرة حينما طرأت على مصر، على ما ذكره سليم حسن، مؤلف تاريخ مصر قبل الفتح العثماني وأوردناه قبل.
24- ونلفت النظر في هذه المناسبة إلى ما في تسمية سيناء من مغزى متصل بحركة التموج العربي ومؤيد لها. فإن سينا أو (سين اشتقاق واحد، وكلمة (سين) تطلق في لغة جنوب الجزيرة العربية على ما ذكرنا في الجزء الأول على إله القمر، من قبل الكلدانيين الذين طرأوا من جزيرة العرب قبل القرن الثلاثين قبل الميلاد على ما سوف نذكره في الجزء الثالث، ومعنى هذا أن تسمية (سين) وسيناء عربية الجنس قديمة الذكر، وأنها آتية من كون الطراء الأقدمين على شبه جزيرة سيناء هم من الجنس العربي، فأطلقوها على المكان الذي نزلوا فيه اقتباساً من اسم إلههم (سين أي القمر).
25- وقال سليم حسن عن الملك (براب سن): إن المملكة الفرعونية أصبحت منظمة تحت سلطاته، بعد أن تغلبت مملكة الصقر التي أنشأها الجنس الجديد، الذي قدم من جزيرة العرب عن طريق الصومال على مملكتي الثعبان والنسر، واتحدت المملكة، حيث يفيد هذا أن شيئاً كان يعتور استتباب نظام المملكة المتحدة فزال في عهد هذا الملك، ولعل الإنقلاب الديني الذي قام به هذا الملك ذو علاقة بذلك.
26- لقد فسر سليم حسن وبريستيد كلمة (بُنت) التي أرسل إليها (سحورح) ثم (أسيس) حملاتهما، وجلبت حملته الأولى ما جلبت له من المر والأبنوس والذهب والنباتات الثمينة بالصومال، بينما فسرها أحمد كمال ببلاد (حضرموت) واليمن. ولقد ذكر (بريستيد) اسم خليج عدن في سياق ذكره حملة (سحورح) ولا ندري إذا كان ذلك من عنده أم استناداً إلى النقوش. ولما كانت بلاد اليمن ومنها حضرموت هي التي كانت مشهورة قديماً بالطيوب والعطور والذهب على ما شرحناه في الجزء الأول، فإننا نرجح تفسير أحمد كمال وخليج عدن الذي ذكره بريستيد هو خليج اليمن، وساحل بلاد اليمن هي الأقرب بالنسبة للأسطول المصري. ولقد تكررت رحلات المصريين إلى هذه البلاد بعد ذلك، ولقد كان المصريون القدماء يعتقدون أن أصلهم منها على ما نقلناه قبل. ففي هذه الأحداث ما فيها من مظاهر التواصل بين مصر وجزيرة العرب. ولعله من وحي الأصل الذي يمت إليه ملوكها ومعظم سكانها. حتى لو كانت الصومال هي التفسير الصحيح لتسميته، فإن ذلك لا يغير المظهر ومداه، لأن الصومال كانت محطات القفز والتموج بين جزيرة العرب ووادي النيل.
27- وقد تسربت قبائل عربية الجنس من طريق سيناء إلى الدلتا مرة بعد مرة في أواخر الأسرة السادسة. ثم خلال حكم الأسرتين الثامنة والتاسعة وبأعداد كبيرة، وتمكنت من الانتشار في الدلتا والاستيلاء عليها. على ما مر بيانه في سياق سيرة الأسر الثلاث المذكورة، فمن المحتمل جداً -إن لم نقل من المرجع أو المحقق- أن يكون ملوك هذه الأسر من هذه القبائل.
وعن الدولة الفرعونية القديمة في جزيرة العرب، قال صاحب جغرافية التوراة في جزيرة العرب: لم تقع أية أحداث هامة في عهود الأسرات من الأولى إلى الرابعة، إلا أنه قد عثر على لوحة للفرعون (ودمو) من الأسرة الأولى، يشاهد فيها هذا الفرعون وهو يجري بين ست علامات موزعة ثلاثاً في صفين عموديين، إشارة إلى الطواف الذي كان يقوم به الفرعون. وهذا الاحتفال كان من الطقوس التي كان لزاماً على الملك أن يقوم بها عند تتويجه. وفي عهد (ودمو) هذا يشاهد كذلك لأول مرة الاحتفال بعيد 0سد).
أما في عهد الأسرة الخامسة فقد مجدت الشمس، وبنيت لها الهياكل، هذا بالإضافة إلى القبر الذي كان يدفن فيه الملك، كان على شكل حجر يعرف عند المصريين بلفظة (بن بن) وهو يشبه الشكل الهرمي.
وهذا الشكل الهندسي الخاص كان مقدساً في معبد (عين شمس)، ويعتبر رمز الإله (رع) وحجر (بن بن) المقدس له جذوره التاريخية من منطقة اليمامة. قال الحفصي : وقد جاء في نقوش حجر (بلرم) أن (وسر كاف) من ملوك الأسرة الخامسة وقد وهب أراضي من أملاكه الخاصة إلى معبد الإله (رع) ومده بالقرابين في أيام الأعياد الخاصة، وأنه قد بنى محراباً في معبد (حور) بمدينة بوتو، وخصص لعبادة البقرة (حتحور) ضياعاً (حضائر) باعتبارها أم الإله (رع).
وإنه قد بنى معبداً للإله (سَبّأ) بفتح السين المهملة وتشديد الباء الموحدة وادٍ مشهور في خبان شرقي مدينة يريم باليمن.
وقال نصر: (سبئ) ماء في أرض فزارة.
وعثر أيضاً على إناء من المرمر الأبيض المنقوش عليه اسم معبد لهذا الملك (وسركاف) في (سرجو) ويرى علماء المصريات: أن سرجو في جزر بحر إيجا، الأمر الذي يؤكد عندهم العلاقات بين الفراعنة وتلك الجزر.
ورأينا أن بلدة (cirgo ) هي (السرجة بأرض اليمن) ولا علاقة بين الفراعنة وجزر بحر إيجة حيث إن حرف (O) يعادل الهمزة.
كما عثر أيضاً على مقبرة لأحد عظماء هذا العهد واسمه (نكعنخ) منحه الملك وظيفتين،الأولى أنه نصبه كاهناً للآلهة (حتحور). والثانية أنه عينه كاهناً مشرفاً على أوقاف (خنوقا).
ويرى علماء المصريات أن (خنوقاً) اسم لأحد عظماء البلاد وأشرافها. ولكننا نرى أن المقصود في هذا النقش بلدة (خنوفاً) التي هي الآن الخنوقة في بن عقيل أو (الخنق) بين الفلج ونجران، أو (الخانق) جنوب صعدة. وكان فيها السد المشهور بسد (الخانق).
ومن ملوك الأسرة الخامسة (سحورع) الذي وجدت مقبرة قائد جيوش (إنتا) في منطقة دشاشة. وقد غزا منطقة تسمى (نديا) أو (ندى) وهي بلدة في اليمن. وفي أكثر من مكان (وند حصن باليمن أيضاً قال الأصمعي أنه من عمل صنعاء). والملك الثاني من ملوك الأسرة الخامسة (أسيس) الذي ينسب إليه حصن (أسيس) باليمن)
أما الملك (بيبي) الأول أحد ملوك الأسرة السادسة، فقد قاد أحد قادته الكبار جيوشاً جرارة ضد مناطق يمنية لا تزال تحمل أسماءها إلى أيامنا هذه، منها (أرثت) و(المجا) و(أيام) و(واوات) و(عوعت) و(وات) و(كاوو)، وبلاد (إرثت)= (إرثد). وكلها أسماء قديمة دخلت عليها بعض التعديلات إلا أن كثيراً من المؤرخين يصرون أنها في اليمن، أو في حدود الجزيرة العربية، فإرثد قد تكون رثد أو رصد وهي قرية من مخلاف بعدان، ومرثد بطن من بكيل، وكان لها أرضون غنية بالجزء الغربي من همدان وهكذا.
وفي عهد الملك (الفرعوني) (مرن رع) من ملوك الأسرة الساسة، أورد صاحب (جغفرافية التوراة) النص التالي ننقله رغم طوله لأهميته: (وفي عهد (مرن رع) قام (حرخوف) أحد رجاله بثلاث رحلات كلفه بها الفرعون وضمنها (حرخوف) نقوش مقبرته على الضفة الغربية من شلال أسوان الرحلة الأولى. يقول عنها (حرخوف) (أرسلني جلالة (مرن رع) سيدي كما أرسل سيدي والدي السمير الوحيد والمرتل (أرى) إلى بلاد أيام لأكشف الطريق الذي يؤدي إلى البلاد الأجنبية. وقد قمنا بهذا العمل في ستة أشهر فقط.
وأرسلني جلالته مرة ثانية وكنت وحدي وقد سرت على طريق القنتين، وذهبت نحو (أرثت) و(مخر) وأرض (ترس) بعد أن ردت مجاهل هذه البلاد.
ويعلق على هذه النصوص قائلاً: ويرى علماء المصريات أن رحلات (حرخوف) كانت لاكتشاف مجاهل أفريقيا وأن (حرخوف) هو أول من فتح الطريق للكاشفين والرواد العظام للتوغل في هذه المجاهل.
ولأنه قد اطلع على أحدث المعلومات والمستجدات في تاريخ المنطقة، وما أسفرت عنه الأبحاث الآركيولوجية (Archaeology) الحديثة والمتطورة ولاتي تمت هنا وهناك، على مستوى الوطن العربي والمناطق المحيطة به، بواسطة أحدث الأجهزة التكنولوجية وتلك الدراسات الأكاديمية التي قامت على أساس إعادة النظر في قراءة وكتابة الكتب السماوية وأهمها: (القرآن الكريم) الذي لا يأتيه الباطل أو يرقى إلى الشك وكتب التراث العربي القديم، لهذا وغيره فقد قرر الآتي:
ولكن الرأي عندنا أن رحلات (حرخوف) الثلاث كانت في جزيرة العرب فبلاد (أيام) هي بلاد يام بعسير، أو يام في منطقة الجوف باليمن. و(مخر) ماخر في بلاد حجور باليمن وهم بطن من همدان، وقال عنها شرف الدين: (همدان من أمنع القبائل الكهلانية وأكثرها عدداً وتحتل رقعة واسعة من اليمن).
تبدأ من شمال صنعاء، وتنتهي بصعدة شمالاً، ومن مأرب شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً وتأخذ قبيلة حاشد القسم الغربي. ومن بطون حاشد الهمدانية (يام).
ويضيف: و(أرثت) سبق بحثها و(ترس) - ضرس. و(ضراس) قرية من ناحية السياني وأعمال ذي السفال باليمن وثرس- ثرس بلدة أسفل مدينة حجة من ناحية الشرق بمسافة 13 كم . وتشتهر بزراعة البن أما بلدة (ششت) التي بدأ منها (حرخوف) رحلته الثالثة فهي ششت ششة بلدة في عسير قد تكون بيشة.
ويضيف: يحدثنا (حرخوف) أن الفرعون قد أرسل الأمير (السمير) الوحيد ومدير قائمة المرطبات المزدوجة (خولي) لمقابلته عند عودته من الرحلة الأخيرة، ومعه سفن محملة بنبيذ البلح والفطير والخبز والجعة. و(خولي) مدير المرطبات هو اليوم خوان (خيوان) شمال صنعاء -اليمن.
ويعبر أحمد عيد عن قناعته العملية هذه، بأن هذه الأحداث قد دارت على أرض اليمن، باعتبار اليمن المهد الأول للفراعنة ، وأن الوحدة بين اليمن ومصر كانت قائمة بشكل أو بآخر، وأن حاكم الإقليمين كان يقيم أحياناً في اليمن وأحياناً في مصر، وإن كانت كلمة مصر تطلق أحياناً على الشطرين. وأن الحملات كانت متبادلة منها الحربية ومنها التجارية، وتلك المرتبطة ببناء المشاريع الكبيرة، كالموانئ وحفر القنوات وبناء السفن والطرق والجسور والقصور والأهرام.
قال: وفي عهد الملك بيبي الثاني: (نفر كارع) قام (سيتي) أحد رجال هذا العصر، بحملة ضمنها نقوش مقبرته، وكانت سبب الحملة أن والده (مخو) قد قام برحلة ولكنه مات في جهة ما فقام ابنه سبتي بالبحث عن جثة والده.. وقد قام سبتي بوصف رحلته على النحو التالي:
وعندئذ يذهب ضباط السفينة (أنتف) ومدير (بهكيسي) ليحملوا الخبز أن السمير والكائن المرتل (مخو) قد مات، وعندئذ صحبت معي جنوداً ومائة حمار، وأخذت كذلك عطوراً وشهداً وملابس وزيتاً و.... لأقدمها هدايا في هذه الأقطار. وسرت نحو بلاد (النحس) (العبيد) هذه. وقد أرسلت أناساً كانوا عند بوابة القناتين. وكتبت خطاباً لأخبر الملك بأني سافرت لأحذر من (واوات) و(أوثت).
ولقد هدأت الأحوال في هذه الأقطال وفي الأقطار التي تسمى (عاتم ثرتم) حملت جثة هذا السمير الوحيد على ظهر حمار، ثم أرسلته مع فصيلة من جنود أوقافي. وصنعت له تابوتاً.. وأحضرت معي.. لأجل أن أنقله من هذه الأقطار، ثم عدت نحو (واوات) و(أونج) و(أوتك).
ويؤكد سبتي في هذا المتن أنه سار أولاً نحو بلاد العبيد و(واوات) أو (أوت) ثم (أوثت) ثم عاتم ثرتم أوتك أو (أوثج) وهذه البلاد جغرافيا في اليمن، وفي منطقة واحدة منها هي (ذمار).
العبيد عزلة من ناحية الحدا، والحدا في ذمار (وعبيدة) في الحدا وفي مارب. وبنو عبد في أكثر من مكان، ومدينة العبيد (مدينة الشرق) في آنس.
وأوثج -أوسج- عوسج (العواسجة في مديرية ضوران). أما (عاتم ثر) فإن (حرخوف) ونظراً لوجود أكثر من بلدة باسم العتمة فقد حدد البلدة التي ارتحل إليها بأنها (عاتم ثرة). و(العتمة) المقصودة هنا هي (عتمة) ذمار باليمن أما (ثرة) فهي بلدة في رداع من أعمال ذمار أيضاً، وتتبع (البيضاء) وهي بكسر الثاء وفتح الراء جبل متسع ما بين (مكيراس) شمالاً و(لودر) جنوباً ، ولعله الآن من محافظة الضالع، وهو جبل صعب المرتقى يرتفع 2190م. عن سطح البحر، وقد شقت به طريق إسفلتية متعرجة. وثرة واد في مديرية ميفعة محافظة شبوة.
وما يؤكد أن كافة هذه الأحداث كانت باليمن، ما ورد في نهاية النقش أن (الكاهن الأعظم أني) الذي كان وقتئذ في برحتحور رسبت قائلاً: إنه يمكنني أن أحضر والدي في الحال، ويمكنني أن أدفنه في قبره شمال (نخب) ولقد منحت 30 آرورا من الأرض في الشمال والجنوب وقفاً من الهرم المسمى (من غنخ نفرجارع) و(برحتحور رسبت) أي بنيت صخور في بلدة رسبت- ريسوت بلدة عامرة في حضرموت من حدودها المتصلة بعمان.
و(حتحور)= (حودحور) جبل بين حضرموت وعمان بضم العين.
ولاحظ هنا أن (حودحور) و(يسوت) بين حضرموت وعمان.
أما (نخب) فهي بلدة (ن خب) خبان في ذي رعين، وهو مخلاف مشهور في لواء إب باليمن - مدينة أو بلدة ذي ناخب حي ووطن بأرض يافع. وعلى ذلك فإن (سابني) قد أحضر السمير الوحيد من ذمار، وفدنه في إب، بعد التصريح له بالدفن من الكاهن الأعظم الذي كان ببيت حتحور، في بلدة ريسوت بين حضرموت وعمان.
ويقول عيد في مكان آخر: ورأينا أن الإله (ست) هو إله عربي من جزيرة العرب، وأن عبادة هذا الإله لم تنقطع طوال التاريخ المصري، إذ استمرت عبادته بعد انتهاء حكم الهكسوس.
وفي عهد الدولة القديمة منح هذا الإله اسم (عش) وتحول إلى رجل برأس حيوان يشبه الكلب، وفي عهد الأسرة السادسة والعشرين صور بثلاثة رؤوس، رأس أسد، رأس أفعى، ورأس عقاب، ويقول (بيتس) أن الإله (عش) أو إش ذكر منذ الأسرة الرابعة في نقوش الملك (ساحوري) ويظهر الاسم كذلك على أختام الجرار في الفترة ذاتها تقريباً، وعروبة هذا الإله يؤكدها ما نجده من أعلام جغرافية في شبه الجزيرة العربية ظلت وللآن تحمل اسم هذا الإله.
ذو العش من أودية العقيق ناحية المدينة.
العشة بالفتح من عزلة الأبقور باليمن ناحية صحار (سحار). و(العشة) بلدة ومديرية من محافظة عمران، والعشة بالفتح أو بالكسر يطلق على خمس عشرة قرية من قرى وبلدات اليمن . وعشة أحد أفخاذ قبيلة مراد. وآل أبو عشة قبيلة من آل سليمان المنحدرة من بكيل.
العشة: قرية في باقم في اليمن.
والعشة: قرية من قرى الحدا.
والعشة: قرية من قرى خمر.
والعشة: بلدة في عزلة هوازن من حراز.
إذاً فالإله (ست) إله عربي، عبده الفراعنة بعد أن انتقل إليهم من فراعنة اليمن، وقد ظهر في نقوش الملك (سحوري) من الأسرة الرابعة، ولم تنقطع عبادته حتى بعد انتهاء حكم الهكسوس.
والملك (ماع أب رع) والملك بني تاوي رع، وقبلهم (عاقنن رع) و(ع) هو أعظم الآلهة العربية والفرعونية، وهو معبود الدولة الفرعونية بقطريها، وعدم ترك الهكسوس لعبادته، يؤكد أنهم كانوا من نسيج الدولة الفرعونية العربية، ولم يأتوا من شرقي البحر المتوسط.
وعن بلدة (سخا) أو (سخى) التي ينتمي إليها ملوك الأسرة الفرعونية الرابعة عشرة، ويعتبرها علماء المصريات التقليديون أنها تقع شمال الدلتا، بينما يصر هو في ضوء المكتشفات الأخيرة والحقائق الموضوعية على الأرض، أن 0بلدة سخا أو سخي) التي ينتسب إليها ملوك الأسرة الرابعة عشرة ليست من بلاد شمال الدلتا ولكنها بلدة (سخي) في منطقة (خمر) باليمن، حيث كان يعبد الإله (عش) أو(ست).
28- إن الوطن الأصلي لملوك الأسرة التاسعة عشرة، والتي من ملوكها (رسيس الثاني)، هو الشمال الشرقي للوجه البحري والدلتا، وهو ما نطلق عليه مصر العليا أي جزيرة العرب.
وعن الهكسوس والشاسو و(حقا حازو) فيرى المؤلف أن الشاسو من الفراعنة فهم من آل (الحور شاسو) أي الشاسو أتباع حور، وبالتالي فإن الشاسو هم عرب، والأدق فراعنة أيضاً، ومن نسيج الدولة الواحدة، وليس هناك ما يبرر عن الخبت والمتن في بوغاز كوي لأنها أيضاً قلب جزيرة العرب.
أما الحكاتشاسو فهم الشاسو عبدة الإله (حقا) كما كان الفراعنة حور شاسو أي الشاسو عبدة حور، وهذا يفسر أن تكون لفظة (حقا حازو) لقباً لملوك الهكسوس وجزءاً منهم، و(حقا حازو) أي الحازو عبدة الإله الحقا.
أما من الناحية الجغرافية ف(الحقة) قرية أثرية من همدان، تبعد عن صنعاء شمالاً بنحو (22) كم. قال شرف الدين (أحمد): كان بها معبد الشمس المسمى (وينان) وآخر (لتالب ريام) وثالث (لذات بعدان) عملاً بما جاء في نقوشها، وتفيد النقوش أنها كانت ضمن قبيلة (سمعي حملان) وكان يسيطر عليها نفوذ أسرة (بتع) المتمركزة في (حاز) و(حاز) قرية أثرية مشهورة في ناحية همدان على طرف قاع المنقب، وهي مليئة بالخرائب والأطلال والنقوش والأحجار المنحوتة والمزخرفة وقد زرتها عام 2002م وأهداني بعض شبابها قطعة صغيرة من لوحة رصاصية فيها خمسة من حروف المسند!.
ومن المعتقد حسب قول الأستاذ أحمد شرف الدين أن (حازاً) كانت مدينة عظيمة وذات سور كثيف، يتراوح ارتفاعه من ستة أمتار إلى ثمانية أمتار، تخترقه خمسة أبواب، منها ما يعرف الآن بباب (الفرضة)، وباب (الكبوب) وباب (السبرا)، ولا يزال جانب كبير من معبد (تالب ريام) قائماً في حاز حتى الآن. ويسميه السكان بالقصر، وكانت حاز هي المقر الرئيسي لحكام قبيلة ثلث حملان، التي كانت تشكل جزءاً من قبيلة سمعي الكبرى، وتشمل بلاد الخشب (أرحب) وحملان وماذن.
ويختتم كلامه بالقول: فإذا ما وضعنا في الاعتبار أن هذه المنطقة (يعني اليمن قد عاش فيها أبو الأنبياء (إبراهيم) عليه السلام، ودفنت فيها (سارة)، لأدركنا على الفور سر هذا الإله (حكا) و(حق) تنطق باليمن (هك) اليمن، وذلك في محاضرة له ألقاها على طلبة قسم الدراسات الأدبية واللغوية.
ولا عجب في ظل وجود المعلومات العلمية الجديدة، الناتجة عن الأبحاث الميدانية ودراسات النقوش واللقى الأثرية، وفي إطار المراجعة الشاملة لتراث الأمة، والمحاولات الجادة لإعادة النظر في قراءة وكتابة التاريخ العربي، المتمثل أساساً في تاريخ اليمن، وهو سر أسرار تاريخ العالم، أقول: لا عجب أن يتجرأ الكاتب كما تجرأ من قبل في قصة (إبراهيم الخليل عليه السلام) وأكد أنه ولد وعاش في اليمن، وأن زوجته سارة ماتت في اليمن، ودفنت بها أيضاً. نقول ونكرر القول: أن الكاتب الذي جاء بإبداعات وأفكار جديدة هي جديرة بالقراءة وإعادة النظر في التاريخ، يؤكد هنا أن (الهكسوس) من العرب الفراعنة، ومن نسيج الدولة الواحدة، وهي الحقيقة التي أكدها العرب، و(يوسفوس) عن (مانيتون) وبروكش، ولنا أن نرى أن العرب لم يدخلوا مصر غزاة، وأن الأمر برمته لا يتعدى انتقالاً للسلطة من أسرة إلى أخرى داخل الوطن الواحد. وأن حكم الهكسوس لم يمتد على الإطلاق (لمصر) بحدودها الحالية، بل إن الهكسوس الفراعنة كانوا هناك أي في مصر العليا (اليمن) كحركة انفصالية عن الدولة الأم أو بالأدق تمرداً عسكرياً إذ اقتطعوا جزءاً من جسد الدولة وحكموه في جزيرة العرب، ولم يمتد سلطاتهم إلى الوادي والدلتا.
والإله (نوب) الذي عبده الهكسوس جغرافياً:(نوب) بلدة من عزلة شهاب الأسفل من أعمال بني مطر.
و(النوبة) جبل في مخلاف سنحان باليمن. وحصن في جبل الشعر في دبب منحوت إلى وادي بنا، على مسافة أربع ساعات، والنوبة اسم يطلق على سبع قلاع وقرى وأماكن أثرية باليمن.
والهكسوس عند أحمد بن أبانا هم قوم (منشو) وقد قال المؤرخون أن (مينشو) هو (مينش) مينا وميس من قرى باقم صعدة.
وتؤكد لوحة (كامس) أنه قد شاركه في الحكم رجل من العامو و(عبد)، وعبد هنا ليست صفة لكنها اسم لشخص ينتمي إليه (بنو عبد) عزلة من ناحية عيال سريح، و(العبديون) في بلاد صعدة. ولاحظ هنا مينس والعبديون في صعدة، وعلى ذلك فقد كان هناك تمرد عسكري في المنطقة من ذمار إلى صعدة، وتشمل أيضاً منطقة همدان، وتمتد إلى بلدة ورزان، (ورزان) بالحجرية، وكان هناك تمرد عسكري آخر في الشمال في بلاد اليمامة حتى وسط الجزيرة، أما مناطق عسير وجنوب اليمن وعدن فقد ظلت تحت سيطرة الأسرة الشرعية الحاكمة (يعني في مصر).
ويضيف: فالهكسوس (الشاسو عرب من جزيرة الفراعنة (اليمن) وحكموا أجزاء منها ولم يحكموا مصر الحالية ولم يدخلوها غزاة.
وجغرافياً: شاس وشس مواضع جغرافية في جزيرة العرب.
وهو لا ينفك عن الإصرار بأن الهكسوس ما هم إلا جزء من الفراعنة الذين حكموا مصر واليمن. وكانت اليمن تسمى مصر العليا، ومصر الحالية تسمى مصر السفلى، وأنهم قاموا بحركة تمرد في اليمن (مصر العليا) وهذا كان في القرن الثاني عشر ق. م. وفي عهد الأسرة الثانية عشرة، كما بينت هذا، وأيدت توجه المؤلف إلى حد ما. أما الموسوعة العربية فقد جاء فيها: هكسوس: تصحيف للفظ الفرعوني القديم خفا وخاسوت (حكام الأراضي الصخرية الأجنبية) عرف في مصر أيام الأسرة وأطلق المصريون على أولئك الغزاة الذين اجتاحوا بلادهم حوالي (1730 ق.م.) فآذوهم في دينهم، وأذلوهم وظلوا يحكمون البلاد قرناً ونصف قرن. ثم ثار عليهم صعيد الوادي بزعامة أمراء طيبة، فأجلوهم عن مصر وشردوهم في مشارق الأرض).
قال المؤلف: لقد قام الهكسوس بحركة إنقلابية على الأسرة الحاكمة فاقتطعوا جزءاً من مصر العليا (جزيرة العرب) وحكموه، وفي رأينا أن هذه الحركة الانقلابية أو الانفصالية لم تشمل جزيرة العرب بأكملها، وإنما كانت في جزء منها، وتحديداً منطقة البحرين واليمامة وحتى منتصف نجد، وحكموا أيضاً المنطقة الممتدة من صنعاء حتى صعدة، وشرقاً منطقة همدان، باليمن، أما عسير ومنطقة (إب) و(القبيطة والحجرية وعمان وحضرموت) فقد ظلت تحت سيطرة حكم الأسرة الحاكمة الشرعية، أو ما يسميها علماء المصريات (الأسرة الطيبية) هذا فضلاً عن مصر (السفلى) أي الوجهين القبلي والبحري وسوريا وفلسطين والحبشة والصومال أي مصر السفلى كلها.
ورغم ما قام به الهكسوس من (تمرد) على الأسرة الطيبية إلا أنهم ظلوا على علاقات ودية بحكم (طيبة) ولا ننس أن طيبة الأصل بوادي ضهر شمال صنعاء ولا زالت معروفة إلى الآن.
والمؤلف لا يلقي كلامه جزافاً أو يرمي به على عواهنه. وإنما يبرهن عليه بوثائق تاريخية لا تقبل الشك، منها ورقة (سالية) التي جددت العلاقات بين ملكي اليمن ومصر أو على حد تعبيره (مصر العليا ومصر السفلى) فيقول:
وها هو متن وقة(سالية) الأولى، ترسم لنا صورة تاريخية عن الخلاف الذي وقع بين ملك الهكسوس والمسمى (عاقنن أبو فيس) والملك(ساقنن رع تاعا) الثاني جد أحمس الذي أنهى حكم الهكسوس. (ولاحظ هنا عاقنن - ساقنن).
ونظراً لأهمية هذا المتن فإننا نعرضه مجزءاً على أن يعقب كل جزء شرح تفصيلي لما ورد فيه.
المتن:
(حدث أن أرض مصر (اليمن ومصر) كانت في جائحة).
(لم يكن للبلاد حاكم يعد ملكاً في هذا الوقت).
وقد حدث أن الفرعون(سقنن رع) كان حاكماً على المدينة الجنوبية ، ولكن كانت الجائحة االشنعاء في بلد (العامو)، وكان الأمير(أبو فيس) في( أورايس)، وكانت البلاد خاضعة له (بلاد العامو)، وكذلك كل حاصلاتها بأكملها، وكذلك كل (طيبات تميرا). والمتن هذا يؤكد أن سقنن كان حاكماً على المدينة الجنوبية ، وأن البلاد كانت في حالة فوضى، تؤكدها عبارة (لم يكن للبلاد حاكم يعد ملكاً، وان الجائحة الشنعاء كانت في بلاد (العامو)، وبلاد (العامو) لا يمكن تواجدها (بالدلتا) أو بأي مكان في مصر بحدودها الحالية، فبلاد العامو لدى علماء المصريات(جزيرة العرب) وهم أكدوا ذلك عند شرحهم لأحد فنون ونقوش الفراعنة، الذي يتحدث عن ذهب تلك البلاد، ويؤكد النص أن الأمير (أبو فيس) كان في أورايس أو أورايت، وهي مدنية أوارة بكسر الراء في البحرين. ويؤكد ذلك ما ورد في المتن من أن البلاد كانت خاضعة له، وكذلك كل طيبات (تميرا) وهي قرية باليمامة.
ونلاحظ أن هناك أكثر من بلدة باسم(أواريس) أو(أواريز).
وفي نهاية المتن يسأل الفرعون رسول أبي فيس إليه قائلاً:
ما رسالتك إلى المدينة الجنوبية؟ وكيف قطعت الرحلة؟
فقال له الرسول: لقد أرسل لك الملك (أبو فيس) يقول: (مر بأن يهجر فرس البحر بحيرته التي في ينبوع المدينة الجاري. لأنه لا يسمح للنوم أن يغشاني ليلاً أو نهاراً إذ أن أصواته المزعجة في أذني).
وهنا يرد (سفنن رع) على رسول (أبو فيس) سيدك... أي شيء تقول له سأفعله عندما تأتي . وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه أن هناك علاقات مابين فرعنة الأسرة الشرعية الحاكمة وملوك الهكسوس.
المتن : (وعاد رسول الملك أبو فيس) إالى المكان الذي فيه سيده. وعندئذ أمر أمير المدينة الجنوبية بإحضار ضباطه العظام، وكذلك كل كبار الجند الذين كانوا عنده، وأعاد عليهم التهمة التي بعث بها إليه الملك أبو فيسن وقد ظلوا صامتين لمدة طويلة ولم يستطيعوا الإجابة بخير أو شر وأرسل الملك أبو فيس إلى....)
انتهى المتن الخاص بالملكين (ساقنن أبو فيس) ملك اليمن الفرعوني (مصر العليا) و(ساقنن رع تاعا) الثاني. ملك أو فرعون مصر السفلى (وادي النيل).
وجاء بعد الملك الفرعوني (ساقنن رع تاعا) الثاني الفرعون (كامس) الذي حاول بدوره القضاء على حركة التمرد إن صح القول التي قام بها فراعنة اليمن. وقد ترك نقشاً تاريخياً ناقشه المؤلف على النحو التالي:
المتن (الملك القوي في ربوع الطيبة) (كامس) معطي الحياة مخلداً كان ملكاً محسناً وقد جعله (رع) ملكاً حقيقياً وسلمه القوة والحق المبين.
وقد تكلم جلالته في مقره إلى مجلس كبار الدولة الذين كانوا في حاشيته قائلاً إلى أي مدى أدرك عنه قوتي عندما.
أرى حاكماً في أواريس.
وآخر في بلاد كوش.؟!
وأنا أجلس في الحكم مشتركاً مع رجل من (العامو) و(عبد) وكل رجل منهما مسؤول عن جزئه من مصرهذه...؟!
وذلك الذي يقاسمني الأرض لا أجعله يمر في ماء مصر حتى منف.
إنه يسيطر على (مخبا) ولا يرتاح رج لصيرورته عبداً للسيتو وإني سأصارعه وأبقر بطنه.
وإن رغتبي هي تحرير مصر والقضاء على السيتو.
إلى أي مدى أدرك كنه قوتي).
ويعلق (عيد) قائلاً : بهذه العبارة حسم كاموس كل الخلافات التي ثارت حول الغزو المزعوم للبلاد، فهذه العبارة تؤكد أن الصارع كان على السلطة، وليس غزواً، والفرعون هنا يتحدث عن رجلين وليس عن شعبين، وهمارجلان أحدهما من العامو والثاني اسمه عبد. وينسب إليه بنو عبد في برط شمال شرق صنعاء- وبنو عبد أيضاً منطقة تقع شمال غرب ريدة أو غولة عجيب، والعبديون في صعدة تحديداً، توجد بلدة منطقة عبيدة تابعة لآل القوسي (بني قوس)، وعبيدة في مأرب. ومنيف حصن قرب عدن، حصن في جبل صبر من أعمال تعز باليمن. ومنيف أيضاً بالنادرة باليمن، وذو منيف في بلاد صعدة.
والمؤلف لا يكتفي بإثبات يمنية الفراعنة، والوحدة التي كانت تتم بين القطرين(اليمن - مصر العليا) و(مصر) (مصر السفلى) خلال الألفية الثانية وربما الثالثة ق.م. بل ويثبت كذلك أن فكرة التحنيط يمنية، وأنها انتقلت إلى مصر بعد أن مارسها اليمنيون منذ دهور طويلة تعود إلى عصر عاد في القرن بين الألف السادس أو السابع والألف الثالث عشر ق.م.
وقد أوردنا روايات صاحب التيجان وتلك القبور بل والمدن التي تاه بداخلها الكثير من الناس منذ ما قبل عصر الإسلام، ورأوا الأجساد المحنطة، ووصفوا أوضاعها وأحوالها وملابس أصحابها...إلخ.
قال: وبلدة شبام يهفرع بلدة يمنية، وتسمى شبام سخيم (سخيم إله فرعوني) وجاء في معجم بلدان اليمن : إن مدينة شبام كانت مدينة واسعة بنيت في العصور القديمة على طريق الهكسوس. ويطلق اسم شبام في اليمن على كثير من المدن والمعالم الأثرية أهمها:
1- شبام حضرموت، وهي شبام بن الحارث بن حضرموت بن سبأ الأصغر.
2- شبام سخيم، وتقع بالقرب من جبل مرمر ، وتعرف بشبام الغراس.
3- شبام أقيان أو شبام كوكبان. وكلها تاريخية ، وتشتهر الأخيرتان بكثرة الحرف والمغارات التي كانت تستعمل كمقابر، وفيها توجد الجثث المحنطة وغيرها من اللقى الأثرية الهائلة.
ويوجد في شبام سخيم(يهفرع) معبد للإله(رئام) وجاء في معجم بلدان اليمن أن كهنة هذا المعبد من شرح آل أسرع. وقد كشفت البحوث في منطقة شبام سخيم(شبام الغراس) على بعد حوالي 30كم. شرق صنعاء على طريق مأرب في عام 1983م. عن ثلاث مومياوات.
هنالك أشياء كثيرة في جرف (مغارات) هذه المنطقة. وفي منطقة شبام أقيان غربي صنعاء بنفس المسافة تقريباً لم يتم التنقيب فيها بعد، كما وجدت جثث محنطة في وادي ضهر وفي المحويت وغيرها. (فاليمن) كنز أسرار الأرض في كهف منحوت في الصخر على ارتفاع ستة أمتار يرجع عمره إلى ثلاثمائة سنة ق.م. أي إلى عهد ملكة سبأ!، وقد وجدت المومياوات التي كانت مطروحة بوضع القرفصاء ملفوفة كل على حدة بطبقة ناعمة من حرير الكتان، كما عثر العلماء على أوان فخارية ونعال وأكياس للسهام وحراب وبعض الاسلحة القديمة، وهذا يدل على أن شبام سخيم يعود تاريخها إلى عهد قديم وأنها كانت مدينة ذات شأن. ويلاحظ أن الدفن بوضع القرفصاء كان متبعاً عند الفراعنة. وهثرع أيضاً= أسرع. والأسروع حي من ردمان، وهم بنو سارع في السوادية بالبيضاء، والاسروع أيضاً من السكاسك، ولا حظ هنا (الاسم: الشرح آل أسرع).
ويضيف قوله: وبعد ذلك جال الفرعون في غابات (ريبو) وقنص غزالاً وأرانب. (وربت) عندنا هي (ريبون) بالنون اليمنية، وهي قرية خربة بحضرموت اكتشف بها معبد قديم اللقمر.
ويورد الكتاب أسماء كثيرة لأماكن ومعالم يمنية لا يزال معظمها يحمل نفس الاسم إلى اليوم مثل (ألهان) وصيدا أوصد جبل الصيد(سمارة)، والصًيَد بفتح الصاد والياء بحاشد، وجبلة أو جبيل، ودنات، وجو أتوت...إلخ.
وعن موسى وملابسات قصته وموقعها على الأرض قال المؤلف: وفي الحجرية تقع بلاد الضباب ن حيث كان الرب في الكتاب المقدس والطور حيث نادى الله موسى من جانبه الأيمن في القرآن الكريم، والحجرية هي سيناء التوراتية، حيث بلاد البتراء من أعمال تعز ، ويؤكد ذلك ما ورد مباشرة في نقش اللوحة بعد الفقرة السابقة(ثم يعود جيش ومن في حامية إنراثا) وإنراث الهيروغليفية = حجارة أي الحجرية.
ويؤكد ذلك أيضاً النداء الذي وجهه الفرعون لقوم الجبل المقدس، والذي ورد مباشرة بعد الفقرة السابقة(ويقول جلالي: استمعوا إلي يا أهل الجنوب الذين في الجبل المقدس الذي كان يسمى(آر- وس)، والأرضين بين القوم، وهي لم تكن معروفة بعد، لأجل أن تعرفوا قوة آمون رع المدهشة أمام وجه الارضين.
ونداء الفرعون في هذا النقش كان لقوم الجبل المقدس، وحريبه هو الجبل المقدس في التوارة، وحريبة جبل في منطقة قدس بفتح القاف جنوب اليمن حيث بلاد الطور، والضباب حيث كان الرب. (آر - واس) الأرضين تعني حامية صولجان، وبتة في جبل الصلو، وفي هذه المنطقة تقع بلاد قَدَس والطور والضباب.
ويلاحظ أيضاً أن تحتمس الثالث في هذه النقوش الهامة، قد تحدى قوم موسى بأن يعرفوا (قوة آمون رع) المدهشة، وحدد على وجه القطع واليقين الجبل المقدس ، الأمر الذي يؤكد أن تحتمس الثالث هوالفرعون الغريق الذي وصفه النص القرآني (أنه طغى)، وظهر في نصوص نحتمس الثالث ما يرجع معه وصول بعثة تجارية من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى مصر، تحمل معها بعض منتجات بلادها من البخور والكندر، وتبغي عقد علاقات مباشرة مع فرعون مصر المنتصر، وكان أفرادها من الجنبتيو أسلاف العرب القِتْبَانِيين.
وفي رأينا أن الجنبتيو = قنبة بضم القاف والنون وكسر الياء وضم التاء المربوطة من بلاد ذمار باليمن، وهي المقصودة في نقوش تحتمس الثالث ولا علاقة بين الجنبتيو وقتبان).
ويشير إلى أن لوحة (منف) خلدت حروباً أخرى للفرعون (امنحتب) إذ ورد منها السنة التاسعة الشهر الثالث من فصل الربيع اليوم الخامس والعشرون زحف بعد ذلك جلالته على بلاد (رنتو) في حملته المظفرة على بلدة(أبق) ، فطلب أهلها الأمان بسبب ما أحرزه الفرعون من الحياة والسعادة والصحة من الانتصارات ، ثم زحف بعد ذلك جلالته بجياده وعدة حربية نحو (يحما)، فنهب جلالته قرية ما باسن وقرية (خاديان) وهما قريتان غرب يسوكا، وقد هاج الملك كالصقر المقدس ، وعند ئذ طارت جياده كالشهاب حينما ينقض من السماء، ولم يكد جلالته يدخل المعمعة حتى أسر أفراد البلدة وأولادهم وزوجاتهم. وكل اتباعهم وكل متاعهم الذي لا يحصى من بهائم وجياد والماشية الصغيرة.
ويعلق على هذا النص قائلاً: وفي رأينا أن أبق الهيروغليفية= المرأة الحامل (وحَمِل) بفتح الحاء وكسر الميم قرية من عزلة دايان ناحية نبي مطر و(حملان) بضم الحاء من جبال حجة، ووادي الحبالي بضم الحاء وفتح الباء عزلة من ناحية السدة وأعمال يريم ومرأة قرية قرب مأرب.
وفي رأينا أن أبق = (أفق).
وورد أيضاً في نقوش لوحة(منف) أن الفرعون(سار في عربته نحو بلدة تورين)ثم بلدة (يون) وقد كان جلالته في قوة الآلهة سخمت ومثل الإله منتو في طيبة لأسر أمرائهم ويبلغ عددهم أربعة وثلاثين.
ويقول المؤلف معلقاً على هذه العبارة : وفي رأينا أن بلدة تورين هي بلدة توران في مَبْين بسكون البا بالشمال من حجة بمسافة نحو 25كم.
أما بلدة(يون) أو (أيون) فهي حصن في قرية العزازي من جبل أرياب من أعمال يريم وطيبة).كماسبق أن أشرنا كانت مدينة مقدسة في وادي ضهر .
ومن ضمن نصوص نفس (لوحة منف): (وفي يوم عيد تتويج جلالته نهب بلدة أنا وخرث) شرس ، وأن الفرعون قد زحف على (هو عكتي) وأسر أمير قبعا سوفه واسمه (جرجور) ويعلق قائلاً:وفي رأينا أن بلاد أنَّا وشرس هي بلاد عنه وشرس وعنة واد مشهور في بلاد العدين غربي إب يصب في (وادي زبيد، (وشرس) بكسر الراء في محافظة حجة) ، وهي أي حجة مدينة كبيرة في الشمال الغربي من صنعاء بمسافة 127كم.
وأنا أظن أن بلاد (أنا) في منطقة حجة نفسها حيث دارت أحداث رحلة هذا الفرعون (أمنحتب الثاني).
وعثر أيضا للفرعون سيتي الأول على قائمة أخرى للبلاد المقهورة نفسها على قاعدة تمثال (أبي الهول) الذي عثر عليه في معبده الجنائزي بالقرية.
وهذه البلاد المقهورة هي:
قبائل الأقوام التسعة...بلاد خت، بلاد نهرين ، بلاد أرسا، عكة سميرا، بلاد بحرا، بيت شانيل ينعم كمهم، ألوذا إنراثا كمد، صيدا، أوثو ، بيت عنتا، قرام أو فرايم.
يقول المؤلف : وفي رأينا أن هذه الحروب أيضاً كانت في جزيرة العرب ، وتحديداً في بلاد اليمن. والبلاد التي وردت في المتون يمكن توحيدها بمواقع جغرافية معروفة على النحوالتالي:
- رحوب= رحوب واد من وائلة بين نجران والجوف ورُحب بضم الراء من بلاد خولان.ولدينا أرحب ورحاب والرحبة...إلخ
- بلا= بلىأو بلي. بطن من قضاعة إحدى قبائل خولان باليمن.
- بيت شانيل= شاهل بكسر الهاء ناحية تابعة لقضاء الشرفين بالشمال الغربي من حجة.
- بلاد نهران= نهران بذمار.
- بلاد نهرين = نهرين الاسم القديم لمدينة جبلة، وهي مدينة مشهورة بالجنوب الغربي من إب بمسافة 7كم. وتسمى قديماً مدينة النهرين.
- بيت عنتا = عنتة من مخاليف اليمن، وعنة واد مشهور في بلاد العدين غرب إب (عنة).
- بحرا= بحرة من قرى باقم وأعمال صعدة. وهناك بنو بحر في عتمة.
- بيسان = بيسان. بوسان من قرى الحدا، وذي سان من قرى بلاد الروس.
- يعنم = أنعم في بلاد سنحان . وتنعم في خولان ن وبيت نعم في همدان ونعمان اسم مشترك بين جملة مواضع، منها نعمان وصاب العالي وبه مركز الناحية، ونعمان حصن من حصون حجة، ونعمان حصن في سحار من بلاد صعدة، وجبل نعمان في حفاش. وبيت النعمي من تهامة. وبيت نعم في همدان.
- صيدا = اسم قديم لعدن. والصيد بفتح الصاد والياء قبيل وبلد من حاشد وصيد من رادع. وصيد في الحيمة الداخلية،وقبائل آل صيدة في الجوف، وبيت الصايدي في أكثر من مكان ، وبيت الصيادي.
- كمهم = كميم = بلدة في ذمار ، الياء = الهاء ، وكميم من قرى خولان العالية ، وكميم مخلاف مشهور من أعمال الحدا - م/ذمار (وفي إحدى قراه وهي (قهلان) كان مسقط رأس مؤلف هذا الكتاب.
- بلاد أرسا أو (يرث) = أرس موضع في قول مطير بن الاشيم. (تطاول ليلي بالأرس فلم أنم.).
- وأرسا بضم الراء = الروساء، وأروس بفتح الألف وسكون الراء وفتح الواو ، بلدة خربة من جبل الصوفي بلاد الحجرية. (وقد تكون بلاد الروس) جنوبي صنعاء.
وتكلم المؤلف عن رعمسيس الثاني وحروبه، واتجه اتجاهاً مغايراً للمؤرخين التقليديين كعادته، فذهب إلى أن كل معارك ونشاطات رعمسيس الثاني كانت جميعها في اليمن. كما فعل بتاريخ أبيه رعمسيس الاول 1315ق.م. فقد عاش في الفترة من 1292-1225ق.م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.