رئيس إيران: لا نسعى للتسلط وإسرائيل تسعى لضرب المسلمين واحدا تلو الآخر    أرقام صادمة لحمى الضنك في الجنوب    للكبار فقط...    الانتقالي ومعايير السيطرة في الجنوب    يران وإسرائيل تصعّدان 100 صاروخ تضرب حيفا وتل أبيب وتُخلّف أضرارًا واسعة    مستشار بوتين.. انفجار النهاية: إسرائيل تهدد بتفجير نووي شامل    التوقعات المصيرية للجنوب في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية    اغلاق السفارة الامريكية في اسرائيل وهجوم جديد على طهران وترامب يؤمل على التوصل لاتفاق مع إيران    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    خلال تفقده الانضباط الوظيفي في وزارتي النقل والأشغال العامة والنفط والمعادن    الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!    صحيفة امريكية تنشر تفاصيل عن عملية الموساد في إيران    أكد تأييد اليمن للرد الإيراني على العدوان الصهيوني .. قائد الثورة : الأمة بحاجة لاستعادة معادلة الردع في مواجهة العدو الإسرائيلي    مجلس الشيوخ الباكستاني يوافق بالإجماع على دعم إيران في مواجهة العدوان الصهيوني    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    عراقجي: امريكا واوربا تشجع عدوان اسرائيل والدبلوماسية لن تعود إلا بوقف العدوان    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    الصحة العالمية: ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بحمى الضنك في محافظتين يمنيتين    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    مرض الفشل الكلوي (8)    تعيين غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    الاطلاع على سير العمل في الوحدات التنفيذية التابعة لمصلحة الضرائب    شعب حضرموت يفسخ عقد الزريقي    الحلف والسلطة يخنقون الحضارم بقطع الكهرباء    بدء حملة كلورة للمياه في ذمار    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    البكري يرأس اجتماعًا لوكلاء القطاعات العامة ويناقش إعداد خطة ال (100) يوم    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    رئيس الوزراء يوجه بسرعة إطلاق العلاوات للجامعات والتربية والتعليم والصحة    يوفنتوس يجهز عرضًا ضخمًا لجيوكيرس    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 15 يونيو/حزيران 2025    قوات الجيش تعلن إفشال محاولة تسلل شمال الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    الضالع.. رجل يفجّر قنبلة داخل منزله ويصيب نفسه وثلاثاً من أسرته    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    كسر وجراحة.. إمام عاشور خارج المونديال    اليغري كان ينتظر اتصال من انتر قبل التوقيع مع ميلان    اسبانيا تخطف فوزاً من رومانيا في يورو تحت 21 عاماً    بعد أيام من حادثة مماثلة.. وفاة 4 أشخاص إثر سقوطهم داخل بئر في إب    صنعاء.. التربية والتعليم تحدد موعد العام الدراسي الجديد    حضرموت.. خفر السواحل ينقذ 7 أشخاص من الغرق ويواصل البحث عن شاب مفقود    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    اليابان.. اكتشاف أحفورة بتيروصور عملاق يقدر عمرها ب90 مليون عام    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكيان الصهيوني و «تدمير الذات» سيناريو الحرب الكبرى وعبث نتنياهو الأخير!!
نشر في 26 سبتمبر يوم 16 - 06 - 2025

تحت ظلال أجواء إقليمية ودولية تموج بالتحولات، وتزامناً مع رياح التغيير التي تعصف بالمنطقة، يبدو الكيان الصهيوني وكأنه يسير بخطى حثيثة نحو هاويةٍ عميقة.
إنها مرحلة "تدمير الذات" التي تتجلى بأوضح صورها في المشهد الإسرائيلي الراهن، حيث تتهاوى الأسس وتتصدع الأركان، مدفوعةً بديناميكية داخلية وخارجية لا تبشر إلا بمزيد من التآكل والاضمحلال. وفي قلب هذا المشهد المتوتر، يقف مجرم حروب القرن بنيامين نتنياهو، كرمزٍ بارزٍ لهذه المرحلة الانتقالية الخطيرة، ممثلاً ما يمكن تسميته ب"البيريسترويكا العسكرية الشاملة" التي قد لا تقود إلا إلى الفوضى والدمار.
يحيى الربيعي
هندسة "البيريسترويكا العسكرية" نحو المجهول
لطالما عُرف المجرم نتنياهو بسياساته المتشددة، وولعه بالحلول العسكرية، واعتماده على منطق القوة في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية. بيد أن المرحلة الراهنة تظهر تحولاً نوعياً في نهجه، يبدو وكأنه يتبنى "بيريسترويكا" من نوع خاص تدفع نحو التصعيد الشامل. هذه "البيريسترويكا العسكرية" لا تقتصر على عملياتٍ عسكرية محدودة أو مناوشات تقليدية، بل تتجه نحو استراتيجية شاملة تعتمد على إشعال الحروب الكبرى كحلٍ أخير لمواجهة التحديات الوجودية التي تواجه الكيان.
لقد أدرك نتنياهو، أو على الأقل يبدو أنه أدرك، أن النموذج الاستيطاني الاستعماري الذي قامت عليه "إسرائيل" قد بلغ مداه الأقصى، وأن الأوراق تتساقط الواحدة تلو الأخرى، وأن زخم المقاومة قد بلغ حداً لم يعد ممكناً احتواؤه بالوسائل التقليدية. ولعل أهم نقطة في هذا التحول إلى مرحلة تدمير الذات هي الهروب نحو الحرب الشاملة، وبخاصة مع إيران. إنها اللحظة الفاصلة التي يمكن تلخيصها بعبارة نتنياهو الوجودية التي يبدو أنها تهمس في دهاليز السياسة: "إما بها أو عليها"، إنه رهانٌ قمار، على طريقة المثل الشعبي العربي الذي يصف الحالة بدقة متناهية: "إن سبرت مرأة وحمار، وإلا فهي داوية وهدار".
رهان الوجود الأخير وتداعياته
هنا يكمن جوهر المشهد المأساوي: رهان نتنياهو الأخير على حرب كبرى مع إيران. هذا الرهان ليس مجرد خيار سياسي، بل هو تعبير عن أزمة وجودية عميقة يعيشها الكيان. فإما أن تحقق "إسرائيل" انتصاراً حاسماً على إيران، وهو أمر يبدو شبه مستحيل في ظل التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة، لتقوم "إسرائيل الكبرى" المزعومة على أنقاض المنطقة. وإما أن تنتصر إيران وحلفاء المقاومة، وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً، ليتم استئصال ما يوصف ب "الغدة السرطانية" من جسد الأمة، وتعود المنطقة إلى طبيعتها وتوازنها التاريخي.
إن هذا الهروب نحو الحرب ليس سوى انعكاسٍ لحالة من اليأس والاستنزاف الداخلي الذي تعيشه "إسرائيل". فالانقسامات الداخلية تتسع، والاقتصاد يتدهور، والمجتمع يعاني من حالة من التمزق غير المسبوق، كل هذه العوامل تدفع نتنياهو، في محاولته الأخيرة للحفاظ على قبضته على السلطة وعلى وهم المشروع الصهيوني، إلى المغامرة بحرب قد تكون نهايته ونهاية المشروع الذي كرّس حياته له.
جرائم الاحتلال الإسرائيلي على إيران
إن العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران يفوق كونه تصعيداً عسكرياً غير مبرر إلا يستحق وصفه ب"عدوان مكشوف، بلطجي وقح، لا يراعي أي اعتبارات أو قوانين أو أعراف دولية"، إنه اعتداء إجرامي سافر استهدف قادة عسكريين إيرانيين وعلماء في المجال النووي وأبناء الشعب الإيراني، لقد استهدف العدو الإسرائيلي في خطوة عدوانية خطيرة جداً منشأة نووية دون أن يبالي بما قد يحدث نتيجة لذلك من تلوث إشعاعي نووي، وكأن العالم يقف متفرجاً أمام جنونه، لولا وجود إنشاءات أرضية كبيرة في المنشأة النووية المستهدفة لربما كانت النتائج كارثية على المنطقة بأسرها.
إن الإسرائيلي مجرم وجريء لارتكاب جريمة فظيعة جداً، عدو ليس له أي تبرير في عدوانه على الجمهورية الإسلامية في إيران، كل ما يرفعه العدو الإسرائيلي من تلفيقات وذرائع ومبررات هي سخيفة للغاية، وتكشف عن عقلية عدوانية لا ترى سوى القوة سبيلاً لتحقيق أهدافها التوسعية.
تضامن الأمة.. بين الإدانة والمساندة
إن المشهد الراهن، بمجمله، يحمل في طياته دروساً تاريخية عميقة، فقوى الاستعمار والاستيطان، مهما بلغت من قوة وجبروت، تمر بمرحلة حتمية من التآكل الداخلي والانهيار الخارجي، إنها حلقة مفرغة من العنف والتوسع، تقود في النهاية إلى تدمير الذات، والكيان الاسرائيلي اليوم، بقيادة المجرم نتنياهو الذي يمثل آخر فصول هذا المسلسل التراجيدي، تقف على مفترق طرق حرج، إما أن تدرك حتمية التاريخ وتتراجع عن غيها، وهو ما يبدو بعيد المنال في ظل العقلية المتجذرة، وإما أن تندفع نحو الهاوية، لتتحقق النبوءة التاريخية التي لطالما حذر منها الحكماء والمفكرون.
لقد أجمعت المواقف بالنسبة للدول العربية والإسلامية على إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، وهذا شيء جيد وإيجابي ومطلب ضروري، يجب أن يكون الموقف السياسي والإعلامي وكل المستويات مساند للجمهورية الإسلامية باعتبارها معتدى عليها.
خسائر العدو الاسرائيلي ونجاح الرد الإيراني
مع دخول عملية "الوعد الصادق 3" يومها الثاني، شنت إيران موجات متتالية من الهجمات بالصواريخ النوعية والمسيرات على مواقع حيوية في عمق الكيان الصهيوني، في وقت مبكر من مساء السبت 14 يونيو 2025م، تداولت وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أن عشرات الصواريخ الإيرانية كانت في سماء بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، معلناً عن انطلاق موجة جديدة من هذه العمليات الهجومية المشتركة، وأكدت إدارة العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي أن القوات الجوفضائية أطلقت "موجة جديدة من عملية 'الوعد الصادق 3' الهجومية المشتركة باستخدام مكثف للصواريخ والطائرات المسيرة رداً على العدوان المتجدد للكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية".
وفي الساعات الأولى من صباح الأحد 15 يونيو، أدت هذه الضربات إلى سقوط 4 قتلى و240 جريحاً وعشرات العالقين، إضافة إلى وقوع دمار كبير جراء سقوط وانفجار صواريخ إيرانية في منطقة تل أبيب ومركز "إسرائيل" وفق الإعلام الإسرائيلي، كما تضررت عشرات المنازل والمباني، وشمل الدمار مناطق لم يعتد عليها الكيان، أعلنت القناة ال13 العبرية عن مقتل قتيلة و3 مصابين إثر سقوط صاروخ إيراني شمال فلسطين المحتلة، وتواصلت مشاهد اشتعال النيران في حيفا، حيث ذكرت القناة 12 العبرية "اندلاع حريق كبير في حيفا بعد سقوط صاروخ بشكل مباشر"، وامتدت النيران لتلتهم مصفاة حيفا للغاز والنفط، توثقت مشاهد جديدة سقوط الصواريخ الإيرانية بشكل مباشر على حيفا والكريوت، في ظل عجز الدفاعات الجوية للعدو عن التصدي لها.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الرقابة العسكرية الإسرائيلية تفرض حظر نشر على 4 أحداث وقعت الليلة والليلة الماضية، في محاولة يائسة للتعتيم على حجم الخسائر، وفي أحدث التطورات، أفاد موقع "والا" بسقوط 4 قتلى و140 مصاباً في القصف الصاروخي الإيراني على مدينتي بات يام ورحوفوت جنوب تل أبيب فجر يوم امس الأحد، وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى تضرر عشرات المنازل والمباني جراء انفجار صاروخ إيراني في المدينة بات يام وسط عمليات بحث عن أشخاص محاصرين في موقع سقوط الصاروخ.
وفي وقت سابق من فجر يوم امس الأحد، أعلن الإسعاف العدو الاسترائيلي، مقتل 5 مستوطنين وإصابة العشرات، إثر قصف بصاروخ إيراني على تل أبيب وحيفا، وسقط 4 قتلى و13 جريحا في حيفا، بينما قتلت إسرائيلية وأصيب 53 إثر تعرض أحد المواقع للقصف في تل أبيب.
تطور القدرات الإيرانية وتصاعد الردع
الى ذلك نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن مسؤولين، بأن إيران استخدمت صواريخ عماد وقادر وخيبر في الهجوم الجديد على حيفا وتل أبيب، وكشفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن استخدام صاروخ فرط صوتي في الهجوم الأخير على حيفا، مما يؤكد تطور قدراتها الصاروخية، وأفادت وكالة أنباء فارس بأن الصواريخ المستخدمة في سلسلة الهجمات الجديدة على "تل أبيب" كانت مزودة برأس حربي شديد الانفجار، وأن الحرس الثوري استخدم صاروخ الحاج قاسم الباليستي التكتيكي الموجه ذو الوقود الصلب في الهجوم الأخير، وعرضت بالصور مواصفات الصواريخ الإيرانية الثلاثة التي يتم استخدامها منذ يومَين خلال الهجمات على كيان الاحتلال.
وكان الحرس الثوري في بيان أنه أطلق فجر يوم امس الأحد دفعة جديدة من الصواريخ على "إسرائيل"، مستهدفاً منشآت تزوّد بالوقود للطائرات المقاتلة، وجاء في البيان أنه رداً على الضربات الإسرائيلية "تم استهداف منشآت إنتاج وقود للطائرات المقاتلة ومراكز إمداد بالطاقة للكيان الصهيوني بعدد من المسيرات والصواريخ"، وأوردت وكالة فارس أن الصواريخ المستخدمة تكتيكية وموجهة تعمل بالوقود الصلب ومزودة برؤوس شديدة الانفجار.
أعلن مسؤول أمني إيراني رفيع للجزيرة، أن طهران تعد نفسها لمواجهة مستمرة وستصعد هجماتها، وأكد المسؤول الأمني الإيراني للجزيرة، أن طهران لم تبدأ الحرب لكنها "هي من ستحدد نهاية هذا العدوان"، مشيراً إلى أن نتيجة حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن تكون أقل من إنهاء حكومته ونظامه السياسي، وأضاف المسؤول الإيراني، أن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن يقرر هل سيضحي بأموال دافعي الضرائب الأميركيين لأجل طموحات نتنياهو، مشدداً على "نحن ندافع عن شعبنا وبلادنا ضد همجية إسرائيل وسنستمر في ذلك".
العملات مستمرة
أكد الحرس الثوري الإيراني، أن عملياته الهجومية ستستمر بشكل أشد وأوسع "في حال استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني"، وأشار إلى استهداف منشآت إنتاج وقود المقاتلات ومراكز تزويد الطاقة في "إسرائيل" بمجموعة من الصواريخ.
وفي بيان جديد للحرس الثوري الإيراني حول الموجة الجديدة من عملية الوعد الصادق 3، أكدت إدارة العلاقات العامة في الحرس الثوري "استمراراً للعملية الهجومية المشتركة الصادق 3، ورداً على شرور واعتداءات النظام الصهيوني اليوم، استُهدفت منشآت إنتاج وقود الطائرات المقاتلة ومراكز إمداد الطاقة التابعة للنظام بطائرات مُسيّرة وصواريخ متعددة"، وشددت على أن "ستستمر العمليات الهجومية للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية على أشدها وأكثرها اتساعاً في حال استمرار الشرور والاعتداءات"، كما أضاف البيان نجاح "منظومة الدفاع الجوي الفضائي التابعة للحرس الثوري الإيراني، بقيادة الشبكة المتكاملة ومقر الدفاع الجوي المشترك للبلاد، في اعتراض وتدمير 3 صواريخ كروز و10 طائرات مُسيّرة وعشرات الطائرات الصغيرة التي كان يهاجم بها الجيش الصهيوني في مناطق الصراع بالبلاد".
خسائر فادحة وهجمات منسقة
في وقت سابق من فجر يوم الأحد، أعلن الإسعاف الإسرائيلي، مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات، إثر قصف بصاروخ إيراني على تل أبيب وحيفا، وسقط 4 قتلى و13 جريحا في حيفا، بينما قتلت إسرائيلية وأصيب 53 إثر تعرض أحد المواقع للقصف في تل أبيب، وقالت صحيفة يسرائيل هيوم، إن القصف الإيراني خلف دماراً واسعاً في بعض مناطق وسط "إسرائيل"، ونقلت صحيفة معاريف، إصابة 6 مواقع في تل أبيب مباشرة بصواريخ إيرانية وسط مخاوف من وجود محتجزين داخلها.
تحدثت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية عن إصابة مباشرة وقوية لأحد الأبراج العالية في إحدى مدن تل أبيب الكبرى، كما ذكرت القناة 14 الإسرائيلية وقوع 4 إصابات في رحوفوت و12 إصابة في بات يام جنوبي تل أبيب، في حين أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن "إسرائيل" تتعرض لهجوم مركب بصواريخ من إيران واليمن وطائرات مسيرة، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن سماع دوي انفجارات في مناطق بمطار بن غوريون وشرق تل أبيب، وسمعت صفارات الإنذار في منطقة نتانيا وهرتسليا شمال تل أبيب الكبرى، تزامناً مع موجة جديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية، كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن صاروخا أطلق من اليمن باتجاه "إسرائيل" توازياً مع الهجوم الإيراني، وقد سمعت انفجارات مدوية في أم الرشراش "إيلات".
لفتت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن "إسرائيل" تتعرض لهجوم واسع ومزدوج بالمسيرات والصواريخ، وأشارت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى أن صفارات الإنذار دوت في مواقع عدة شمال "إسرائيل" بسبب تسلل مسيرات، وطالبت جميع الإسرائيليين بالبقاء في مناطق آمنة، وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية، أن إطلاق الصواريخ من إيران واليمن تم تنسيقه مع وصول أسراب من المسيرات إلى منطقة تل أبيب الكبرى، كما أكد إعلام العدو أن حتى الآن لم تنجح محاولات اعتراض الطائرة بدون طيار في وادي عربة.
في وقت سابق أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بوجود مصابين بعضهم حالاتهم خطرة جراء سقوط صاروخ على مدينة طمرة بالجليل الغربي، وقد أعلنت هيئة البث الصهيونية ارتفاع عدد القتلى في طمرة بالشمال إلى 4 جراء القصف الإيراني، كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية نشوب حريق في منشأة إستراتيجية قرب حيفا، وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن إيران أطلقت أكثر من 40 صاروخا باليستيا في الموجة الأولى من الهجمات و50 صاروخا باليستيا في الموجة الثانية من الهجمات.
دمار غير مسبوق وإقرار بالخسائر
أسفر الهجوم الإيراني الأخير على "إسرائيل" عن أضرار جسيمة في مدينة بات يام جنوب تل أبيب التي تعرضت لسقوط عشرات الصواريخ، وتسببت بمقتل 6 إسرائيليين وإصابة 200 آخرين، وأعلنت السلطات الإسرائيلية بات يام موقعا كثير الإصابات وواسع الدمار، وسط تقديرات بوجود نحو 35 مفقودا في موقع سقوط الصاروخ الإيراني، وفي وقت لاحق من صباح اليوم، أفادت منصات للمستوطنين ب"انتشال 9 قتلى وإصابة حوالي 195 بجراح متفاوتة في 'بات يام وروحفوت' في 'تل أبيب' ولا تزال عمليات البحث جارية"، وأشارت يديعوت أحرونوت إلى تقديرات بوجود نحو 35 مفقوداً في موقع استهداف الصاروخ الإيراني في "بات يام" جنوبي يافا المحتلة، كما أفاد إعلام العدو ب"18 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض في 'بات يام' جنوبي (تل أبيب)".
قال رئيس بلدية بات يام ظهر يوم امس إنه يتوقع ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية، وضمن موجة القصف الأخيرة، أفادت الإذاعة الإسرائيلية العامة بأن عشرات المنازل والمباني تضررت جراء تركز سقوط الصواريخ الإيرانية في مدينة بات يام قرب تل أبيب، وقال قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن الليلة الماضية كانت صعبة على "إسرائيل"، وإن فرق الإنقاذ تبحث عن ناجين تحت الأنقاض في بات يام.
وكشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن فرقا طبية إسرائيلية قررت إنشاء مركز للتعرف على القتلى في بات يام، ويعني إنشاء هذا المركز أن القتلى الذين سقطوا جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية "يصعب التعرف عليهم"، في إشارة إلى حجم التفجير والقدرة التدميرية الكبيرة للصواريخ الإيرانية، وفق مراسل الجزيرة في فلسطين محمد خيري، كما يعني إنشاء المركز أن التقديرات الرسمية بأن الخسائر البشرية الإسرائيلية- قتلى وجرحى- التي قد يعلن عنها قريباً "كبيرة"- حسب خيري- في ظل وجود عشرات لا يزالون تحت الأنقاض، وفقد الاتصال بهم.
انتشرت مشاهد غير مسبوقة من الدمار في يافا المحتلة جراء سقوط صواريخ إيرانية، وظهر سقوط صاروخ إيراني بشكل مباشر على هدف في يافا وسط فلسطين المحتلة، محدثاً دماراً كبيراً في رحوفوت بيافا المحتلة، كما أظهرت مشاهد نوعية وصول الصواريخ الإيرانية إلى أماكن حساسة واشتعال الحرائق في عدة أماكن ضمن عمليات الوعد الصادق 3 في اليوم الثاني، ذكر إعلام العدو أن إيران دمرت حياً كاملاً في بات يام بصاروخ واحد، وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن مشهد الدمار في بات يام جنوب "تل أبيب" ضخم، وهناك انقطاع للكهرباء جراء سقوط صاروخ إيراني، وأفادت إذاعة العدو بتضرر عشرات المنازل والمباني في بات يام جنوب "تل أبيب" جراء الصاروخ الإيراني، فيما أشار إعلام العدو إلى أن نحو 61 منزلاً في "بات يام" جنوبي "تل أبيب" تعرضت لأضرار بينها 6 مبانٍ انهارت بشكل كلي.
أفادت نيويورك تايمز بتعرض معهد وايزمان للعلوم ومحيطه بمنطقة "روحوفوت" وسط فلسطين المحتلة لأضرار جراء وابل من الصواريخ الإيرانية الأخيرة واندلاع حريق في مبنى يضم مختبرات داخل المعهد، فيما أكد التلفزيون الإيراني أن مؤسسة وايزمان التي استهدفت في القصف الإيراني هي مؤسسة علمية في خدمة جيش العدو الصهيوني.
ونشرت صحيفة هآرتس نقلاً عن "الشرطة الإسرائيلية": مشهد الدمار في بات يام جنوب "تل أبيب" ضخم، وهناك انقطاع للكهرباء جراء سقوط صاروخ إيراني وصور تظهر "بات يام" هذا الصباح بعد الهجوم الصاروخي الإيراني: دمار غير مسبوق في البنايات والبنية التحتية جنوب "تل أبيب" جراء استهداف القوات المسلحة الإيرانية للمنطقة بصواريخ باليستية فجر اليوم، بالإضافة إلى آثار القصف الإيراني الثقيل على معهد وايزمان ومحيطه في مستوطنة "روحوفوت" وسط فلسطين المحتلة.
استهداف البنية التحتية.. حرب اقتصادية موازية
في المقابل، أطلق العدو الاسرائيلي مرحلة جديدة من عملية ما اسماه (الأسد الصاعد)، زاعماً أن الحملة أطلقت لتدمير قدرة إيران النووية وقدرتها على الأسلحة بعيدة المدى، لكنه الآن وسع نطاقه لضرب البنية التحتية للطاقة الإيرانية، وتأتي الضربات بعد تحذير من المسؤولين الصهاينة بأنهم سيفعلون ذلك إذا هاجمت إيران المناطق الحضرية الإسرائيلية بصواريخها الباليستية، وفي أعقاب الهجمات الصاروخية على "إسرائيل"، هدد نتنياهو من أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قادرة الآن على الوصول مباشرة إلى طهران وأن أهداف النظام مدرجة في قائمة سلاح الجو الإسرائيلي.
تزامناً مع ذلك، أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن "الكيان الصهيوني استهدف مستودع نفط شهران وخزان وقود جنوبي طهران والوضع تحت السيطرة"، وقال مسؤول كبير في جيش العدو الاسرائيلي لمنطقة الحرب إن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم حقل الغاز في جنوب بارس في منطقة بوشهر الجنوبية الإيرانية، وهذا يؤكد ما نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية الرسمية بأن المرحلة 14 من تلك المنشأة أصيبت بطائرة إسرائيلية بدون طيار، وذكرت وكالة فارس أنه "نتيجة لهذا الهجوم، اشتعلت النيران في أجزاء من هذه المرحلة، وقامت سيارات الإطفاء بإطفاء الحريق"، "تم احتواء الحريق الناجم عن هجوم النظام الصهيوني على مصفاة المرحلة 14 من بارس الجنوبي وفجر جام برد سريع، أظهر مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن المصنع غارق في النيران.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير غير مؤكدة تفيد بأن العدو الاسرائيلي قصف أيضاً مصفاة جام للغاز الطبيعي، وميناء كنغان للغاز الطبيعي المسال على ساحل الخليج العربي، وجميعها في محافظة بوشهر في جنوب إيران، وأفادت الشركة المسؤولة عن تشغيل مصافي النفط في حيفا بأن "تضررت خطوط الأنابيب والنقل في مصفاة حيفا في الهجوم الصاروخي من إيران".
امريكا شريك في العدوان
تم استخدام الأصول العسكرية الأمريكية للمساعدة في الدفاع عن "إسرائيل" خلال وابل الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيراني الانتقامي، حسبما أكد مسؤول أمريكي ومسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي لمنطقة الحرب، "يمكنني أن أؤكد أن الولايات المتحدة تساعد في إسقاط الصواريخ التي تستهدف إسرائيل"، قال لنا المسؤول الأمريكي. وقال لنا المسؤول الكبير في الجيش الإسرائيلي إن "سفن إيجيس التابعة للبحرية الأمريكية ووحدات ثاد بالإضافة إلى بعض الطائرات الأمريكية، كانت جزءاً من القتال المضاد للصواريخ لمحاولة اعتراض أكبر عدد ممكن من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية".
قال مسؤول أمريكي يوم الخميس لTWZ إن المدمرة يو إس إس توماس هدنر التابعة للبحرية الأمريكية كانت متجهة شرقاً عبر البحر الأبيض المتوسط في اتجاه "إسرائيل"، وقالت تقارير إضافية إنه يتم أيضاً إعادة وضع مدمرة أخرى من هذا النوع لنشر محتمل في المنطقة إذا لزم الأمر. كلاهما مصمم لتوفير دفاع جوي وصاروخي.
استمرار الردود وتأكيد السيادة
وفي خضم هذه التطورات، توالت التصريحات الرسمية الإيرانية مؤكدة على استمرار الردود الحازمة، أفاد موقع السيد علي الخامنئي بنشره مقطعاً بعنوان "ستلقون الويلات" مضيفاً "من المؤكّد أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية ستوجّه ضربات قاسية لهذا العدوّ الخبيث"، كما أعلن وزير الخارجية الإيراني أن العدوان الإسرائيلي على منشآتهم النووية تجاوز الخطوط الحمراء الدولية، مشدداً على أن "ردنا على الكيان الصهيوني حق مشروع بحسب القوانين الدولية وهجماتنا ستتواصل"، وحذر من أن "أي تطور عسكري في منطقة الخليج يمكن أن يشعل المنطقة والعالم"، واصفاً "جر الحرب إلى منطقة الخليج خطأ استراتيجي وهدفه توسيع الحرب إلى كل المنطقة"، ودعا وزير الخارجية الإيراني المجتمع الدولي إلى الشجب القوي للهجوم على المنشآت النووية، معرباً عن أمله في رؤية إدانة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للقصف الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية.
وفي ذات السياق، أكد قائد مقر "خاتم الأنبياء" العميد علي شادماني أن عمليات القوات المسلحة الإيرانية ضد الكيان الإسرائيلي ستستمر بشكل أكثر تدميراً حتى نجعل العدو يندم ندماً شديداً، وأشار وزير الصحة الإيراني إلى أن "أكثر الشهداء والمصابين في إثر العدوان الإسرائيلي هم من النساء والأطفال"، مما يعكس وحشية الاعتداءات، من جانبه، أكد قائد الجيش الإيراني اللواء أمير حاتمي: "سنحمي أراضينا وسندافع عن البلاد حتى آخر نفس وهذا عهد علينا"، مضيفاً: "ستواصل قواتنا المسلحة التصدي للعدوان وتوجيه الضربات قاسية للكيان الغاشم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.