كثيرة هي الكتابات التي تحويها الصحف حول الإعلام السياحي فعدد من الصحف تفرد مساحات واسعة من صفحاتها خاصة بالسياحة و تصدر أعداد سياحية خاصة بمناسبة المهرجانات السياحية من أهم وسائل الإعلام السياحي التي تعتمد سياسة إعلامية ترويجية للمقومات السياحية التي تمتلكها بلادنا، ولكن مازالت هناك فجوة كبيرة بين الإعلام السياحي بأنواعه المرئية والمسموعة والمقروءة والمنشآت السياحية والخدمات السياحية والمنتج السياحي، مازال لدى وسائل الإعلام الساحي نشر صورة لفندق سياحي أو متنزه أو معالم أو حديقة أو صالات الاستقبال من قبيل الدعاية الإعلانية مدفوعة الأجر «بمقابل» أو بقيمة نقدية وما زال وجود اسم الفندق أو المنشآت السياحية التي يديرها فلان الفلاني إن تم نشره ضمن إستطلاع صحفي من قبيل الدعاية للفندق أو المنشآت الساحية . هكذا ينظر الإعلام السياحي للمنشآة السياحية .. كما أن تصوير منشأة سياحية قيد التنفيذ كمشروع إستثماري والسؤال عن مكونات والخدمات التي سيقدمها يحشر صاحب المنشأة في زاوية الإبتزاز المادي حتى اتسعت الفجوة وأصابت أصحاب المنشآت السياحية والمستثمرين في القطاع السياحي «الفجيعة» إن زيارة أي صحفي لمنشأة سياحية لا يقابل بالترحاب في حين لا يقف الإعلام السياحي أمام المعوقات والصعوبات التي يعانيها المستثمر وصاحب المنشأة السياحية الذي يتعرض للعديد من المشكلات والمعوقات فلا يظهر الصحفي في المشهد أو كغيره من المترزقين من ظهر وبطن هذه المنشآت وتلك. إن إعتماد الإعلام السياحي وسائل الدعاية المدفوعة الأجر، أوجد الفجوة ووسعها، وهنا لا بد لوسائل الإعلام إعادة النظر في سياسة الترويج السياحي للخدمات السياحية التي تقدمها المنشآت السياحية ومستواها حتى يعرف السائح أن الفندق الفلاني يحتوي غرفاً وأجنحة مزودة بالأثاث الممتاز والأجهزة . وأن في الفندق مصعداً وموقفاً خاصاً بالسيارات ومطعماً يقدم أكلات متنوعة وغيرها من المواصفات التي تتميز بها لخدمة السياحية والمنتج السياحي ومثلما تعطي المقومات السياحية حقها من الترويج لابد للإعلام السياحي أن يقوم بدوره في الخدمات السياحية بما يحد من إتساع الفجوة بين الإعلام السياحي والمنشآت السياحية. يجب أن يعلم القائمون على وسائل الإعلام السياحية أن أصحاب المنشآت السياحية والمستثمرين يجهلون وجود صحافة سياحية متخصصة وهذا ما لمسه كاتب هذه السطور خلال إجراء إستطلاع صحفي خاص بصحيفة رسالة الجامعة الصادرة عن جامعة إب العدد الخاص بمهرجان إب السياحي الخامس وهذه المفاجأة التي أذهلت كاتب هذه السطور تم طرحها على أعضاء اللجنة الإعلامية الخاصة بالمهرجان السياحي والتي كانت تنظم ممثلي صحيفتي الثورة والجمهورية ومندوبي بقية الصحف في محافظة إب، وتمت دعوة اللجنة الإعلامية بمكوناتها إلى اعتماد الترويج السياحي للخدمات السياحية لكن يبدو رغم تفاعل أعضاء اللجنة مع هذا الطرح أن سياسة فوقية رسمت ملامحها من قبل قيادات الإعلام السياحي ووسائل الإعلام الرسمية . ولهذا لابد إن أردنا أن نصنع سياحة قوية لابد من إعادة النظر في صياغة الرسالة الإعلامية تجاه المنشآت السياحية أن تقدم خدمة سياحية للسائح والمواطن الذي يجد بينه وبين المنشآت السياحية الراقية فجوة و «فجيعة» تسيطر على ذهنه بأن من ارتاد هذه الأماكن السياحية سوى «المزلطين» وهذه هي الأخرى لايمكن الاعلام السياحي تجاوزها أو ردمها وفشل في الترويج للسياحة العائلية التي يمكن أن تجعل رب الأسرة يفكر بتناول وجبة عشاء مع أفراد عائلته في هذا الفندق أو المطعم السياحي .. فالكثير منهم مازال ينظر إلى ذلك على أنه معيب .. كما أن من الفجوات أن المنشآت السياحية مازالت محرومة من الحصول على نسخة من الدليل السياحي أو نسخة من خريطة للمواقع السياحية فكيف ياترى تستطيع وسائل الإعلام السياحي ردم تلك الفجوة وتخفف تلك «الفجيعة» ووطئتها. من الأمثلة على تلك الفجوة التي حدثت أثناء مهرجان إب السياحي الخامس أن طاقم الفضائية قد أعد مقطعاً دعائياً «ريبورتاج» ترويجاً للمهرجان السياحي وتضمن لقطات سريعة لإحدى المنشآت السياحية وتم عرض هذا الريبورتاج الترويجي على شاشة الفضائية لمدة يومين تم بعدها إيقاف الريبورتاج عن العرض باعتبار مبرراته تضمن دعاية لأحد الفنادق والذي من المفترض أن يكون مدفوع الأجر من وجهة نظر قيادة قطاع التلفزيون. كاتب هذه السطور قدم ورقة عمل بعنوان «دور الإعلام والترويج السياحي» ضمن الندوة التي نظمتها جامعة إب في إطار فعاليات مهرجان إب السياحي خلصت توصياتها إلى ضرورة إعادة النظر بأساليب الترويج والتركيز على الخدمات السياحية والسياحة العائلية والسياحة النظيفة وربط وسائل الإعلام بالمنشآت السياحية عبر إشتراك بالصحف التي تصدر ملحقات سياحية بما يردم الفجوة ويزيل الفجيعة وينمي الوعي السياحي لدى العاملين بالقطاع السياحي.