العيد الخامس والأربعون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة يمثل لمحافظة صعدة إنجازات متلاحقة وعطاءات متتالية يتجسد بها خير الثورة والجمهورية بعد عقود طويلة من المعاناة والحرمان ظلت ترزح تحت وطأة الحكم الإمامي الكهنوتي مفتقدة لأبسط المقومات والخدمات لاتوجد بها حتى مدرسة واحدة أو مستشفى، فيما جهود أبناء المحافظة وخيرات أرضهم الخصبة تبذل وتؤخذ فسراً في صورة جبايات تؤخذ من فقرائها وتوزع على أئمتها، اليوم وفي خضم احتفالات الوطن الموحد بأعياد الثورة المجيدة يتجلى وهج الثورة في محافظة صعدة بمنجزات عظيمة ومشاريع عملاقة تحتل كافة القرى والعزل والمديريات، طرق استراتيجية ربطت المحافظة بالجوف وحجة وعمران ومدت جسور التواصل بين الوطن والمملكة والخليج عبر مشروعي طريق«صعدة كتاف البقع» وطريق « صعدة أبواب الحديد منفذ علب» هذه الطرق العملاقة تجاوزت كلفتها مليارات الريالات، اليوم محافظة صعدة تضم 750 مجمعاً ومدرسة، ثلاث كليات كافة المجالات والقطاعات التنموية والخدمية تزخر بالمنجزات كل هذا وما زالت مسيرة النماء والعطاء والخير تتواصل ومع كل هذا لم تجد مخلفات الإمامة سوى تشويه واستهداف كل ماتحقق لعرقلة هذه المسيرة الظافرة بإثارة الفتن والنعرات والتمرد والتخريب . عن أحد الانجازات بالمحافظة وكذا العموم والتطلعات كان «لصحيفة الجمهورية» هذا اللقاء مع سالم الوحيشي وكيل أول محافظة صعدة . بداية ماالذي يمثله الإحتفال بالعيد الخامس والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر لمحافظة صعدة؟ اولاً احب في بداية اللقاء ان انقل أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا السياسية وعلى رأسها فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإلى حكومتنا الرشيدة وكافة أبناء شعبنا اليمني بالذكرى ال45 لثورة سبتمبر المجيد هذه الذكري تأتي وقد تحقق لشعبنا مجمل أهداف ثورة سبتمبر وأهمها الوحدة وبالمناسبة فان احتفالات بلادنا هذا العام بثورة سبتمبر سيرافقها احتفالات شعبنا بمرور عام على انتخاب فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح لرئاسة الجمهورية للمرة الثانية الذي أسس وأرسى مداميك هذا النهج بانتخابات برلمانية ومحلية ورئاسية ليجدد الشعب ثقته بهذا القائد الإنسان ويدلون بأصواتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة عرفانا ووفاء لما تحقق على يديه من منجزات عظيمة ولما يتحلى به من صفات قيادية حكيمة وروح إنسانية وتسامح قل أن يتصف به غيره. الاحتفال بذكرى الثورة المجيدة يمثل لمحافظة صعدة افتتاح ووضع حجر الإساس بمدرسة تفتح أمام الأجيال أولى الخطوات نحو مستقبل مشرف أو مستشفى ومركز ووحدة أو طريق يسهل عملية التواصل ويمهد لمزيد من المشاريع الخدمية والتنموية بمعنى ان الاحتفال يمثل مزيداً من الانجازات والنهوض والتقدم. ما الذي حظيت به محافظة صعدة في ظل الإمامة والجمهورية؟ طبعاً عصر الإمامة لم يُخلف في صعدة او في غيرها من مناطق اليمن سوى الجهل والفقر والحرمان والمرض فإلى عام 1962 كانت لاتوجد بمحافظة صعدة مدرسة ولامستشفى ولاسد ولاحاجز مائي أما عهد الجمهورية والوحدة فأنت شاهدت خلال نزولك الميداني حجم المنجزات مجمعات ومدارس لمختلف مراحل التعليم، مستشفيات ومراكز ووحدات طرقات تربط محافظة صعدة بكل ماجاورها وكذا تربط مجمل المديريات بعاصمتها الآن تعمل خمس شركات وفي طريق الرئيس الصالح والذي يربط مديرية قطابر بمديريات منبه وغمر ورازح ليرتبط مع الطريق الذي يربط هذه المديريات مع مديرية شداء ومديرية الظاهر وصولاً إلى حرض بمحافظة حجة أيضاً هناك طرق مجز غمر رازح والذي يبلغ طوله 64 كيلومتراً إلى جانب طريق تربط مديرية الصفراء وساقين وحيدان مران وصولاً إلى مديرية الظاهر. هذه الطريق سيتم افتتاحها قريباً كما ان هناك مشاريع ومنجزات كبيرة في كل المجالات التنموية في الصحة والزراعة والاتصالات والمياه. وأرحب ببقية وسائل الاعلام الرسمية والحزبية والأهلية للنزول إلى كافة المديريات لنقل ما يحويه الواقع من منجزات. ما الذي خلفته أعمال التمرد والتخريب بالحياة والتنمية بالمحافظة؟ عناصر التمرد والتخريب خلفت خسائر كبيرة في مجمل ما تم إنجازه من بنى تحتية في المديريات التي كانت مسرحاً لجرائم هذه العصابات فقد دمروا المدارس والمستوصفات والسنترالات وشبكات الإتصالات ومشاريع الكهرباء والمياه كما دمروا المجمعات الحكومية في قطابر ورازح وغمر، كما أن منازل ومزارع الكثير من المواطنين قد تعرضت للتخريب من قبل هذه الفئة الضالة ناهيك عن عرقلة العديد من المشاريع الاستراتيجية الهامة في مجالات الطرق والمياه والتربية والصحة والزراعة واكبر شاهد على اعاقتهم للتنمية مشروع المياه والصرف الصحي لمدينة صعدة والذي تعرقل تنفيذه.. هذا المشروع تبلغ تكلفته مايقارب الثلاثة مليارات ريال . مشروع مطار صعدة الدولي إلى أين وصلت نسبة الانجاز فيه؟ كلفة هذا المشروع الاولية مليار وخمسمائة مليون ريال تنفذه شركة «أبو مسكه» ويعد من أهم المشاريع بالمحافظة وقد وصلت نسبة الانجاز في هذا المشروع العملاق مايقارب 70% حيث استكملت المرحلة الأولى المدرج والمواقف فيما المرحلة الثانية التي يجري العمل بها تشمل بناء البرج وصالة الوصول والمغادرة كهرباء مدينة صعدة والمديريات تقوم على المولدات الكهربائية فمتى سيتم ربطها بالشبكة العمومية؟ وصل إلى المحافظة مؤخراً فريق من وزارة الكهرباء وقام بعمل دراسة متكاملة لربط المحافظة بالشبكة العمومية وقدمت الدراسة للجهات المختصة ونتوقع ان يبدأ العمل بها قريباً وحالياً فان الكهرباء تغطي أغلب المديريات بطاقة تتجاوز 8 ميجاوات وهناك تعزيز للمحافظة بمولدات بطاقة 15 ميجاوات ستصل قريباً. مشروع المياه والصرف الصحي لمدينة صعدة والذي عرقلت تنفيذه عناصر التمرد والفتنة ماذا عنه الآن؟ كانت قد رست المناقصة للمشروع على شركة تركية بقيمة 3 مليارات و700 مليون ريال وبدأت بالتنفيذ ولكن نتيجة لأحداث التخريب والفتنة الأخيرة في بعض مناطق المحافظة تخوفت هذه الشركة وانسحبت والان ستعلن المناقصة مرة أخرى ليتم تنفيذ هذا المشروع الحيوي المهم. محافظة صعدة سلة الفاكهة اليمنية والخضروات تعاني أحواضها ومياهها الجوفية من الاستنزاف الجائر ما المعالجات التي اتخذت لتلافي النضوب؟ المحافظة بصدد تنفيذ عدد من السدود الاستراتيجية بمليارات الريالات هذه السدود ستعزز المخزون الجوفي للمياه وستقلل نسبة الاستهلاك وستمثل إضافة إلى ماتم انجازه من حواجز وسدود مائية والحقيقة ان صعدة اكثر تضرراً من بقية المحافظات بسبب الاستنزاف الجائر لحوضها من جهة أخرى تم ايقاف الحفر العشوائي للآبار وهناك خطط لتوفير شبكات الري الحديث والتي بدورها ستقلل نسبة الاستهلاك المعتمد على الغمر وبشكل كبير. ترميم المآثر والقلاع التاريخية متى سيكتمل؟ الحقيقة قيادة السلية المحلية تولي هذه المواقع الأثرية والتاريخية اهتماماً كبيرا وقد تم إعتماد مبالغ في الموازنة المحلية للمحافظة لترميم قلعة السنارة ضمن موازنة العام 2007م كما تم إعتماد مبالغ مماثلة لترميم قلعة « القشلة التاريخية الموجودة وسط مدينة صعدة القديمة أما سور صعدة التاريخي ذو الطابع المعماري المتفرد للمدينة فهناك دعم من قبل صندوق الأشغال وقد أنجز إلى حد الآن مايزيد على 50% من ترميم السور. صدر قرار رئيس الجمهورية مؤخراً بانشاء صندوق إعادة إعمار صعدة وتحديد هيئته الإدارية ومصادر تمويله وموقعه فما الذي تم اتخاذه بهذا الخصوص؟ عقد اجتماع للمختصين في الحكومة بحضور الأخ المحافظ/ اللواء مطهر رشاد المصري وتمت مناقشة البدء بتفعيل أعمال الصندوق وذلك بفتح حساب له ودعمه من قبل الحكومة بمليار ريال واعتماد نفقاته التشغيلية. وانا اعتبر ان جزءاً كبيراً من متطلبات المحافظة وطموحات أبنائها ستتحقق من خلال هذا الصندوق والذي نتمنى دعم الجهات المحلية والعربية والدولية التي أعلنت استعدادها بصورة مبدئية ولكن مايجب الاشارة له ان كل ذلك مرتبط بوقف أعمال التخريب من قبل المتمردين وعودة الهدوء والسكينة إلى كل مناطق المحافظة الذين ألحقوا ضرراً بالغاً بحياة البسطاء والمواطنين وحرموهم من الخدمات والمشاريع إضافة إلى ذلك فان ترميم وتعويض ماخربته سيتم تمويله خلال هذا الصندوق. تسود الحياة الطبيعية والاستقرار عموم مديريات المحافظة بعد الاحداث التي شهدتها فهل يعني ذلك إغلاق ملف الفتنه؟ كلنا امل في ان يسود الاستقرار والأمن ونتمنى من عصابة التخريب والتمرد ان يستفيدوا من تسامح وانسانية فخامة الأخ الرئيس /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية «حفظه الله» والذي منح لهم أكثر من فرصة ،وهذه الفرصة تتيح لهم العودة إلى قراهم ومناطقهم ليعيشوا مواطنين صالحين يحترموا الدستور والأنظمة والقوانين والباب مفتوح أمامهم لممارسة نشاطهم السياسي من خلال تشكيل حزب لهم يعبر عن مشروعهم ان كان لديهم مشروع مثلهم مثل بقية الأحزاب الموجودة في وطننا والمرخص لها من قبل لجنة شون الأحزاب والتنظيمات السياسية. كلمة أخيرة ؟ أشكر صحيفة الجمهورية والقائمين عليها على اهتمامهم بمحافظة صعدة وعلى متابعتهم الدائمة لشؤونها وهمومها وتطلعاتها.. وكل عام والجميع بالف خير والوطن في تقدم وازدهار.