رسم مسؤولون وخبراء خليجيون ودوليون صورة قاتمة للوضع البيئي بمنطقة غرب آسيا، والخليج على وجه الخصوص، معتبرين أن المنطقة متجهة نحو كارثة بيئية في حال لم تتضافر الجهود لإيقاف استنزاف الموارد الطبيعية. وبلغ التحذير حد القول إن ما يواجه المنطقة «ربما يكون أعظم خطراً من الحروب التي مرت عليها في العقود الثلاثة الأخيرة». وتزامن هذا التحذير القوي، مع إطلاق التقرير الرابع لتوقعات البيئة العالمية GEO4 تحت شعار «التغيرات المناخية أخطر التحديات البيئية التى يواجهها العالم اليوم"، والذي استضافته العاصمة الاماراتية أبو ظبي. وأشار التقرير، الذي يصدر كل خمس سنوات، إلى أن التغيرات المناخية وما نتج عنها من كوارث عالمية ملموسة يشكل أبرز التحديات البيئية التى يواجهها العالم فى هذه الفترة. وتناول التغيرات البيئية التى حدثت فى إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وأميركا اللاتينية والبحر الكاريبى وأميركا الشمالية وغرب اسيا وصولا إلى المناطق القطبية. وفي القسم الخاص بغرب آسيا يشير التقرير الى أن النزاعات والحروب تركت اثاراً واضحة على البيئة في المنطقة. وشارك في إطلاق التقرير كل من الدكتور محمد سعيد الكندي وزير البيئة الاماراتي، ومحمد احمد البواردي الأمين العام للمجلس التنفيذي لأبوظبي، وحبيب التون مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة وماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة في ابو ظبي والدكتور وليد زباريه نائب عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي. تجدر الاشارة الى أن برنامج الامم المتحدة للبيئة وتقرير توقعات البيئة العالمية اختار مدينة أبو ظبي لإطلاق هذا التقرير من بين 27 مدينة من مختلف أنحاء العالم والمدينة الاولى في المنطقة العربية تليها بيروت فى السادس والعشرين ودمشق في الثامن والعشرين. وينشر تقرير تقييم البيئة من أجل التنمية (التوقعات البيئية العالمية في 2007،) بعد عقدين من نشر اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية تقريرها، الذي وضع التنمية المستدامة على جدول أعمال الحكومات وأصحاب المصلحة. والتوقعات البيئية هو أشمل تقرير للأمم المتحدة معني بالبيئة أعده نحو 390 خبيراً، وراجعه أكثر من 1000 خبير آخر على مستوى العالم. وبحسب التقرير فإن منطقة الخليج تعد من أكبر المناطق في العالم استهلاكاً للمياه، بالرغم من أن المنطقة الخليجية تعد أكثر المناطق شحة بالمياه، ويقول التقرير: إن الخليجي يستهلك في اليوم 750 لتراً من المياه، مقابل 360 لتراً يومياً للفرد الأميركي، وهو ما يسجل استهلاك الفرد الخليجي كأعلى استهلاك للماء حول العالم. وفي منطقة الخليج، يتجاوز استخدام البشر للمياه للمتوسط السنوي للاستعاضة الطبيعية للمياه وموارد المياه العذبة والتنمية المستدامة يعتمدان على بعضهما البعض بصورة قوية، ويمكن للتغيرات في الغلاف المائي أن تعرقل الحصول على مياه نظيفة. ويعتبر تقرير توقعات البيئة العالمية GEO التقرير الرئيسي حول وضع البيئة العالمية واتجاهاتها. وتضم تقاريرGEO عملية تقييم عالمية وإقليمية للقضايا البيئية ذات الأولوية والسياسات المعتمدة ذات العلاقة بالإضافة إلى تحليل للتحديات البيئية المستقبلية. وأطلق التقرير بالتعاون بين وزارة البيئة والمياه الاماراتية وهيئة البيئة بأبوظبي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومركز الأمم المتحدة للإعلام ببلدان الخليج تحت شعار «التغيرات المناخية أخطر التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم». ويعتبر تقرير توقعات البيئة العالمية التقرير الرئيسي حول وضع البيئة العالمية واتجاهاتها، ويضم عملية تقييم عالمية وإقليمية للقضايا البيئية ذات الأولوية والسياسات المعتمدة ذات العلاقة إضافة إلى تحليل للتحديات البيئية المستقبلية، فيما يوفر معلومات مفيدة لصانعي القرار ويرفع الوعي حول القضايا البيئية في المنطقة وفي الوقت نفسه توفير خيارات للعمل.