قال الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة إن اليمن يبذل جهودًا كبيرة في تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي التي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي السادس في داكار سنة 1991م ، واعتمد تعديلها في صيغتها النهائية المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر في العام 2004م. وأضاف الوزير خلال مشاركته على رأس وفد في أعمال المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة في منظمة المؤتمر الإسلامي ، والمنعقد في العاصمة الليبية طرابلس تحت عنوان (السياسات الثقافية في العالم الإسلامي أساسات الأمس وبناء الغد) خلال الفترة من 21-23 نوفمبر الحالي ، بأن الجمهورية اليمنية تمتلك مخزوناً هائلاً من المخطوطات الإسلامية ، وفيها الكثير من المدن التاريخية والإسلامية بما تحتويه من مساجد وأسواق وصناعات وحرف. مشيراً إلى أن اليمن أولت اهتمامها بالعديد من القضايا التي وردت في مشروع خطة العمل الخاصة بالاستراتيجية. واستعرض الوزير المفلحي بعض الجهود التي قامت بها اليمن في هذا الشأن ، ومنها الحفاظ على الذاكرة الجماعية والمخزون الثقافي والاهتمام بالمتاحف والموجودات التراثية وحماية وصيانة المواقع والمعالم الأثرية. منوهاً بأن اليمن حصل على جائزتين من جوائز الآغا خان للعمارة الإسلامية لهذا العام 2007 م عن ترميم وصيانة كل من مدرسة العامرية ومدينة شبام التاريخية.. وتطرق الوزير في تقريره المقدم إلى المؤتمر إلى مشروع التعاون العام مع دولة قطر الشقيقة في مجال التنقيب وحمياة الآثار اليمنية الذي من المتوقع أن يبدأ مع مطلع العام 2008م. وفي مجال التعريف بالرموز الفكرية والثقافية قال : إن وزارة الثقافة تعكف على إطلاق مواقع إلكترونية لعدد من الرموز الفكرية والفقهية والأدبية والثقافية اليمنية ، بهدف إبراز أدوارهم الحضارية في تعزيز وإنعاش الحياة الثقافية للمجتمع. وتقدم الوزير بمقترح تأسيس صندوق للتنمية الثقافية يهدف إلى مساعدة الدول الأعضاء في تنفيذ محاور خطة العمل التي وردت في مشروع تجديد السياسات الثقافية التي أعدتها المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم الأيسيسكو- التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. . ودعا الوزير المفلحي الدول الإسلامية إلى رفع مستوى التعاون والتكامل بين دول العالم الإسلامي ، وقال : إن ذلك يشكل حجر الزاوية. وأعرب الوزير عن شكره وامتنانه للجماهيرية العربية الليبية لكرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما قدم شكره للجهود التي تبذلها الأيسيسكو ممثلة بالدكتور عبدالعزيز التويجري المدير العام ؛ وذلك لإيجاد استراتيجة ثقافية للعالم الإسلامي. هذا وتتواصل لليوم الثاني على التوالي أعمال المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة في دول منظمة المؤتمر الإسلامي ، والمنعقد حالياً في العاصمة الليبية طرابلس تحت شعار «السياسات الثقافية في العالم الإسلامي.. أساسات الأمس وبناء الغد». واختار وزراء الثقافة في الدول الإسلامية ليبيا رئيساً للدورة الحالية الخامسة للمؤتمر. وجاء هذا الاختيار خلال الجلسة الثانية للمؤتمر التي قرر فيها تشكيل مكتبة لهذه الدورة .. كما تم اختيار كل من السنغال وسوريا وإندونيسيا نواباً لرئيس المؤتمر واختيار الجزائر مقررًا له . ومن المقرر أن يعتمد المؤتمر ثلاثة مشاريع أعدتها وقدمتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الأيسيسكو ، تتمثل باستراتيجية التكافل في العالم الإسلامي واستراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي ومشروع خطة عمل حول تجديد السياسات الثقافية في الدول الأعضاء ، ومواءمتها مع المتغيرات الدولية. وسينظر المؤتمر كذلك في إنشاء مركز إقليمي للفنون والحرف التقليدية في مقر مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية في العاصمة الليبية طرابلس (عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2007).