دشنت اليمن مؤخراً برنامجاً اجتماعياً هو الأول من نوعه يستهدف مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع والحد من الانعكاسات الاجتماعية الخطيرة الناجمة عن تزايد أعداد المتسربين من أطفال الشوارع وذلك بالتعاون مع إحدى المنظمات الفرنسية غير الحكومية الناشطة في مجال حقوق الطفل، من خلال استهداف مرحلي لأعداد متفاوتة من الأطفال وتوفير الرعاية النفسية والطبية والتعليمية اللازمة لتقويم نموهم.. البرنامج الاجتماعي الجديد والذي دشن بالتعاون مع منظمة أطفال العالم الفرنسية وهي منظمة غير الحكومية ناشطة في مجال حقوق الطفل، يأتي في إطار التنفيذ العملي لتوجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بتفعيل الإجراءات والمعالجات الحكومية الهادفة الى مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع، ويستهدف كمرحلة أولى خمس مناطق في امانة العاصمة فيما يستفيد من خدماته ما يقدر ب 2000طفل، وفقاً لتأكيد وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي المهندس هشام شرف عبدالله لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، الذي بين أن البرنامج الذي اختار مستشفى السبعين بصنعاء مركزاً لتقديم خدماته الإنسانية والاجتماعية، يمثل بدء معالجات أكثر جدية وفاعلية في مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع وبحيث يتم احتواء الظاهرة والحد من انعكاساتها خلال السنوات القادمة من خلال توفير الرعاية الطبية والنفسية والتعليمية لكافة المتسربين من أطفال الشوارع كون هؤلاء يمثلون حالات إنسانية تستحق الرعاية والاهتمام. وقال المهندس شرف : إن الحكومة ممثلة بوزارة التخطيط والتعاون الدولي وتنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتفعيل قنوات مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع في اليمن أبدت استعدادها لتقديم كافة التسهيلات اللوجستية ومقومات التشجيع للمنظمات غير الحكومية المحلية والإقليمية والدولية الناشطة في مجال حقوق الطفل .. منوهاً بأهمية خلق شراكة حقيقية بين هذه المنظمات والحكومة لتعزيز وتنمية حقوق الطفل في اليمن ومناهضة الظواهر السلوكية والاجتماعية السلبية. من جهتها أكدت مديرة مستشفى السبعين بصنعاء الدكتورة أمة الرحمن الحوري أن المستشفى وفي إطار جهوده الهادفة لمكافحة الانعكاسات النفسية والاجتماعية السلبية الناجمة عن تنامي ظاهرة أطفال الشوارع بادرت بتجهيز مركز مزود بكافة وسائل ومستلزمات الرعاية الطبية والنفسية والتعليمية حيث يتم من خلال هذا المركز تقديم خدمات الرعاية اللازمة للأطفال المتسربين.. وأشارت الى أهمية تعاضد الجهود الحكومية وغير الحكومية لتفعيل قنوات مكافحة ظاهرة أطفال الشوارع نظراً للانعكاسات السلوكية والنفسية والاجتماعية الخطيرة التي قد تترتب عن تزايد هذه الظاهرة.. فيما اعتبر ممثل منظمة أطفال العالم الفرنسية الناشطة في مجال حقوق الطفل السيد فرانسو امانويل جانيت أن برنامج الرعاية الاجتماعية للمتسربين من أطفال الشوارع يستهدف بدرجة رئيسة فتح المجال لمبادرات مماثلة من قبل المنظمات غير الحكومية اليمنية والدولية لدعم وتعزيز جهود الحكومة اليمنية الهادفة إلى احتواء الظاهرة والحد من تداعياتها المستقبلية الخطيرة، وإن كان نطاق خدمات البرنامج الحالي ينحصر في خمس مناطق في أمانة العاصمة ويشمل فقط “2000” حالة.. وأشار امانويل إلى أن ظاهرة أطفال الشوارع باتت ظاهرة إنسانية واجتماعية دولية تستدعي تكاتف جهود الدول والمنظمات الحكومية وغير الحكومية لمجابهة المخاطر الناجمة عن تفاقم الظاهرة من خلال اتخاذ إجراءات معالجة جادة وفاعلة توفر الرعاية اللازمة للأطفال الذين تشملهم الظاهرة.. يذكر أن المنظمات غير الحكومية الدولية الناشطة في مجال حقوق الطفل في اليمن لا تتجاوز ثلاث منظمات تحظى بتسهيلات نوعية لممارسة أنشطتها في ظل توجهات حكومية تهدف إلى تشجيع المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال حقوق الطفل.