تقدم إلى الكافة من آل الجمرة بوفاة فقيد الوطن القاضي العلامة زيد بن زيد الجمرة رحمه الله مصائب هذا الدهر ضاق بها الفكر أناخت بنا حتى ظننا بأنها دجت وادلهمت في الربوع كأنما وزيد مضى عنا إلى الله تاركاً فضاقت بنا الأيام شرقاً ومغرباً مضى طاهراً عفا بأروع صورة مضى بعد عمر حافل بعطائه فما أوحش الدنيا على الناس بعده لقد كان كهفاً للضعيف وناصراً له في خدير بل وفي كل موطن وتزهو النوادي في البلاد بذكره وفيٌّ لبيب عالم عامل به أعزي به أهلاً كراماً وبلد يعزى به فيها العفاف تأسفاً تعزى به فيها القناعة والتقى تعزى به فيها الشريعة والقضا يعزى به كل امرئ ذي نزاهة ترحلت عنا بعد رسم مناقب لقد كنت نوراً يستضاء بنوره لقد كنت ذا عزم على الحق مدرك وجسدت بالنهج القويم معالماً بحزم وعزم واقتدار وحكمة ولم تك فرداً إنما أنت أمة تواضعت للرحمن في كل حالة عرفتك رمزاً للمكارم سامياً عرفتك في الدنيا عظيماً وهذه كأنك في خير القرون مثابر كأنك فيه بين أهليه واقف سقى الله قبراً ضمك اليوم لحده وفي ذمة الرحمن أنبل راحل فيا أيها الأحباب صبراً فما لنا عليه سلام الله ماشع كوكب وصلى عليه الله بعد محمد وزاغت بها الألباب واستنزل الضر ليال تمادت لن يشع لها فجر بها لم يعد للصبح في عهدها ذكر هموماً بنا ما إن يطيق لها الصخر على فقده واستصرخ البحر والبر يراها به التاريخ والمجد والطهر فبورك من عمر يطيب به العمر فما بعده فيها سرور ولا بشر لمن لم يكن عند البلاء له نصر مواقف منها العدل ينتابه الفخر ويعجب فيها اليوم من ذكره الذكر تقي نقي فاضل مخلص حر يمانية فيها له الود والقدر ويبكي عليه في الربا البدو والحضر ويبكي عليه العدل والعلم والفكر وتبكي عليه في العلى الأنجم الزهر بأرض ترى في موته أنه خسر أشاد بها الأعلام والأخوة الغر وفي الليلة الظلماء يفتقد البد فأدركت مالم يدرك العارف الحبر بها يدرك الإحسان والنع والضر يزينها فيك المهابة والبر لك الفوز من مولى البرية والأجر فصرت على الجوزا لك المجد والصدر إلى حيث تسمو الشمس مثلك والبدر مواقفك الغراء ليس لها حصر مع الحق لا يثنيك عنه به أمر وفي الوقفة الشماء منك لهم سر وأرفده من بعده المزن والقطر يتوق إلى أوصافه الشعر والنثر على فقده إلا التجلد والصبر وما تقرأ الأعراف والنور والحشر كذا الآل والأصحاب ما يزخر البحر