انخراط المرأة في العمل السياسي واجب كما هو على الرجل نفسه..فالسياسة مجال لا يحتمل التفرقة الجنسية أو التمييز العنصري،ولكنه يحتمل الكياسة والفطنة والتعامل الأمثل مع مجريات الأحداث،وطالما أن التكوين البيولوجي للجنسين ليس له شأن في هذا الإطار فلا يجب أن تهب المرأة الساحة السياسية للرجل فقط أو أن تدخلها بضعف واستحياء ولا أن تقبل بأن يكون نصيبها من القرارات السياسية نصيب الفأر من طعام الأسد!!..بل قد تكون هي فاعلة جداً إذا قدر لها هذا الانخراط بشهادة المولى عز وجل إذ قال"إن كيدهن عظيم" وهذا الكيد هو ما يساعدها على التخطيط والتفكير بدهاء وليكن التنفيذ على الرجل إن قصرت عن ذلك... من واقع الحياة السياسية في اليمن هل لقيت المرأة نصيبها؟!!..هل ساعدت التعددية السياسية والأحزاب المختلفة في فهم أهمية مشاركة المرأة السياسية.. عبير قاسم"طالبة جامعية" تقول:في رأيي أنه لولا المرأة ما كان للسياسة حيز في مجتمعنا فهي المقدمة والداعمة والمفكرة والفاعلة وهي الأم للجميع،ولعل أهم ظاهرة لفتت انتباهي هي نسبة المرأة اليمنية في الانتخابات حين كان لها نصيب الأسد في هذا الإطار وهذا ليس بغريب عن المرأة اليمنية فهي معروفة بثقافتها ووعيها ورقيها منذ القدم.. وجود فاعل وحقيقي أنغام "عضوة في أحد الأحزاب" قائلة:ان دور المرأة في الحياة السياسية فعال بدليل وجود نساء يمنيات في مراكز ومناصب كبيرة في الحياة السياسية، فالمرأة اليمنية أصبحت وزيرة وبرلمانية،وأصبح لها بصمة حقيقية في مختلف المجالات مدللة بكلامها بالدكتورة/أمة العليم السوسوة ،التي أصبحت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مثنية على مبادرة الرئيس بتخصيص 15% من مقاعد البرلمان للمرأة. تجربة حديثة إلهام عامر تقول بإن المرأة اليمنية بدأت نشاطها السياسي قريباً،ومن مدة قصيرة، فقط وأن دورها مهمش وإن وصلت إلى منصب الوزير إلا أنها في نظر الكثيرين امرأة. مشاركة محدودة إيناس محمد ترى أن مشاركة المرأة في اليمن سياسياً محدودة،ويرجع ذلك على حد قولها إلى واجبات المرأة ومسئوليتها الأخرى من يمثلن لها أهم من السياسة..وتستطرد في حديثها قائلةً"السياسة تحتاج لدهاء ومكر وهو ما ينقص المرأة،لذا قلما نجد من تتعامل بمكر وتستطيع سبر أغوار السياسة. موسم ظهور المرأة تمثل المرأة مفردة مهمة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية..وفي كل جزئيات الحياة المختلفة..ولكننا نجد أن المرأة يقتصر حضورها السياسي فقط في مواسم معينة، لتنسى تماماً كما تفعل بعض الأحزاب..وهذا ما تؤكده فردوس حمود التي تتفق تماماً مع إيناس حيث ترى أن مشاركة المرأة مازال نسبياً..وقليلاً ما تظهر في موسم الانتخابات حينما يحتاجها بعض الأحزاب لدعمهم بأصواتهن. المرأة بعيدة جداً لطيفة «طالبة مستقلة» لا تتابع الحياة السياسية ولا تعنيها مستجداتها لأنها تعتبرها مجرد أكاذيب وصراعاً قوىاً..برأيها المرأة أبعد ما تكون عنها،مضيفة أن المرأة اليمنية مازالت لا تستطيع اتخاذ قرارات في حياتها الشخصية بالتالي كيف سيكون لها تأثير حقيقي على القرارات السياسية. أفكار مغايرة وتخالفها في الرأي «هناء» حيث ترى أنه من الضروري مشاركة المرأة في الأمور السياسية ،لأن لها كياناً وشخصية مستقلة تمكنها من أن تكون لها أفكار سياسية مغايرة لما يطرحه الرجل،وبرأيها أن المجتمع اليمني لا يهتم بالمرأة في الجانب السياسي بل هو ينظر لها كسلعة تباع وتشترى فقط بعكس المجتمعات الأخرى التي تحرص على مشاركة المرأة السياسية لعلمه بأهميتها. الحرية السياسية مهمة!! ويرى «جلال» عضو في أحد الأحزاب أن واقع المرأة اليمنية في المشاركة السياسية واقع مغيب بغض النظر عن ارتفاع أصوات بعض الأحزاب السياسية التي تنادي بأهمية مشاركة المرأة في العمل السياسي، ويضيف..أنا مع مشاركة المرأة في العمل السياسي كون القانون يجيز لها الحق في الترشح والانتخاب وحرية التعبير والانضمام الطوعي للمنظمات الجماهيرية فهي لا بد أن تتمتع بحرية سياسية وفقاً لضماناتها وفي إطار محدد لها إذ أن الحرية السياسية هي من أهم أنواع الحريات وأكثرها إثارة للجدل ويرى أن المتأمل في مسار حركة التاريخ البشري القديم والحديث والمعاصر في شتى البقاع يجد أن ثمة ارتباطاً وثيقاً بين استقرار النظام السياسي والحرية السياسية فكلما أتيحت الحرية للمجتمع ذكوراً وإناثا وترك المجال للقوى الاجتماعية المختلفة للتعبير عن ذاتها والمشاركة الحقيقية والفاعلة في السلطة كلما كان هناك استقرار في هذا النظام أو ذاك... وقود آني أما «سمية» وهي منظمة حزبية قالت: إن دور المرأة السياسي يختلف أيام الانتخابات حيث تعتبر وقوداً أو محركاً للأحزاب السياسية ثم تعود الأحزاب لتهمشها كما كانت لذلك ينبغي أن تكون واعية أكثر لحقوقها حتى تنال ما تأمله في مستقبلها السياسي. المرأة هنا أفضل بكثير أما لميس منصور ترى أن المرأة اليمنية لا يوجد لها دور أساسي وفعلي في المشاركة السياسية وإنما تستخدمها الأحزاب كدعاية أو دليل على مشاركتهم للمرأة وإيمانهم بدورها، ولكنها ترى أن المرأة اليمنية مقارنة بدول الخليج أفضل ووصلت إلى مستوى لا بأس به. الحياة السياسية ليست بمعزل توافقها «شهد شهاب» الرأي قائلةً:دور المرأة السياسي مازال محدوداً بل ومقتصراً على بعض الأسماء التي بنت نفسها بنفسها في ظروف خاصة جداً، لم تتوفر لبقية النساء في اليمن أو على البعض اللاتي صنعهن حزب معين لغرض معين كما تقول..وتضيف الحياة السياسية ليست بمعزل عن الحياة الاجتماعية بل هي امتداد ضروري لها والمرأة اليمنية مازالت تكافح وتناضل وتحارب القبلية والرجعية الفكرية لتأخذ حقها فكيف بالحياة السياسية؟؟ حزب أقصى المرأة وآخر يؤمن بوجودها مصطفى عبد المجيد(نائب رئيس القطاع الطلابي لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي) يقول:المرأة نصف المجتمع،وتبدأ مرحلة مشاركتها الاجتماعية والسياسية بالتعليم وإقحامها في البناء الاجتماعي السياسي والواقع الآن أن مشاركتها في طور النمو ولم تكتمل بعد على الرغم من تواجدها كوزيرة ولكن تخلف الوعي لدى كثير من شرائح المجتمع يحد من مشاركتها حيث نجد أن نظرة بعض الأفراد في اليمن نظرة دونية للمرأة وأنه لا يحق لها المشاركة السياسية.. بعض الأحزاب تناقض نفسها ويضيف :بالنسبة لبعض الأحزاب قد جعلت من المرأة جزءً لا يتجزأ من عملية التنمية وبالتالي فهي عنصر مشارك فعال سواء حزبياً أو اجتماعياً أو سياسياً..وفي رأيه أن حزب الإصلاح كان ينظر للمرأة نظرة دونية بل إن أعضاءه كانوا يمنعونها من الخروج من المنزل،ولكن انتخابات 93 قلبت الموازين رأساً على عقب ،ليكتشف بعدها الإصلاح أن عليه مراجعة حساباته فيما يخص المرأة كونها تمتلك حصيلة كبيرة من الأصوات،وبالتالي قاموا باصدار فتاوى مناقضة لسابقتها تدعو بوجوب مشاركة المرأة..ولكننا نكتشف هذا التناقض في مؤتمراتهم الداخلية حيث لا توجد امرأة تعلو منصب قيادي في الهيكلية التنظيمية للإصلاح..ويستطرد في حديثه قائلاً:بالنسبة للمؤتمر فهو يرى المرأة نصف المجتمع حسب ما ينص عليه الدستور والميثاق الوطني.