- حُمّد : تم تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز تأهيلي ترفيهي وتمكنا من توظيف 350 معاقاً - الدولة بكافة أجهزتها ستواصل رعايتها لشريحة المعاقين للمساهمة في التنمية حضر الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية صباح أمس بالمركز الثقافي في صنعاء الحفل الافتتاحي لليوم الوطني للمعاقين الذي يصادف التاسع من ديسمبرمن كل عام. وفي الاحتفال الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، ووكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل علي صالح عبدالله، وعدد من وكلاء الوزارات والهيئات والمؤسسات والمهتمين.. ألقى الأخ نائب رئيس الجمهورية كلمة عبر فيها عن سعادته لتدشين الاحتفال باليوم الوطني للمعاقين. وخاطب شريحة المعاقين قائلاً: أحيي جهودكم ومثابرتكم وقوة عزمكم وإصراركم على أداء دوركم الفاعل ومساهمتكم في بناء وتطوير وطنكم الغالي وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد، ويسعدني أن أنقل إليكم تحيات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وتمنايته الصادقة والمخلصة بأن تكلل جهودكم بالنجاح وتتحقق الأهداف التي تصبون إليها، بحيث تكون هذه المناسبة محطة تقويمية لعملكم خلال الفترة الماضية وبما يساعد على وضع البرامج المستقبلية لتنفيذ كل ما تتطلعون إليه. وأشار الأخ نائب رئيس الجمهورية إلى أن احتفالنا الذي يأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمعاقين يعكس تقدير المجتمع للدور الذي تقوم به هذه الشريحة. وقال: علينا أن ندرك بأن الإعاقة لا تعني إنزواء المعاق بعيداً والاستسلام لما أصابه ولكن عليه أن ينتصر على إعاقته بقوة الإرادة والعزم والإصرار ويتغلب عليها بالعمل والعمل الجاد ما أمكنه ذلك. ونوه نائب رئيس الجمهورية إلى أن هناك الكثير من المعاقين في العالم استطاعوا بقوة إرادتهم الوصول إلى مرحلة من النبوغ في مجالات عديدة مما جعلهم يتبوءون مكانة بارزة في مجتمعاتهم وفي صفحات التاريخ. وقال: وبحسب علمي هناك الكثير من المعاقين في اليمن لديهم القدرة ويمتلكون الموهبة للابتكار والخلق والإبداع لكنهم بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويرعاهم وينمي مواهبهم ويوجههم التوجيه الصحيح. ودعا نائب رئيس الجمهورية الجهات المعنية للاهتمام بهذا الجانب.. مؤكداً حرص الدولة على تشجيع هذه المواهب ودعمها.. وقال: يزيدنا فخراً واعتزازاً عندما نرى أحد المعاقين قد تحدى إعاقته وانتصر لإرادته وحقق سبقاً في أي مجال من المجالات. وأضاف: وأنتم تحتلفون باليوم الوطني للمعاقين أؤكد لكم مجدداً أن الدولة بكل أجهزتها سوف تواصل رعايتها واهتمامها بشريحة المعاقين، هذه الشريحة الهامة من شرائح مجتمعنا اليمني المتطلع لحياة العزة والكرامة والنهوض الحضاري بكل معانيه السامية. وتابع قائلاً: تجلى اهتمام الدولة بالمعاقين منذ وقت مبكر، وتمثل ذلك في سن التشريعات والقوانين التي تضمن لهم توفير الرعاية والتأهيل والتدريب لمختلف فئات الإعاقة لممارسة حياتهم الطبيعية والانخراط في المجتمع والمساهمة في عملية التنمية الواسعة التي تشهدها اليمن. وأضاف: ويبدو ذلك واضحاً من خلال الرعاية والاهتمام الكبيرين اللذين يوليهما فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للمعاقين بمختلف فئاتهم، والذي في عهده تم وضع الأسس القانونية الخاصة بالمعاقين عبر إصدار الكثير من القرارات الخاصة برعايتهم، ومنها القرار الخاص بإنشاء اللجنة الوطنية لرعاية وتأهيل المعاقين، عقب إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة مباشرة. ونوه إلى أنه إدراكاً من فخامة الرئيس بأهمية توفير الموارد المالية لإنجاح برامج الرعاية والتأهيل، فقد أصدر فخامته القرار الخاص بإنشاء صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، والذي يقدم الدعم اللازم للذين يحتاجون للتعليم والتدريب والتأهيل والعلاج وغير ذلك. وأضاف الأخ النائب قائلاً: وفي إطار اهتمام الدولة بالمعاقين فقد تم تخصيص خمسة بالمائة من إجمالي درجات التوظيف التي تخصصها وزارة الخدمة المدنية والتأمينات سنوياً للمعاقين. ووجه الجهات الحكومية الالتزام الصارم بهذا القرار وعدم التلكؤ في تنفيذه. كما وجه الجهات المعنية في الحكومة بالعمل على تذليل كل الصعوبات التي تواجه جمعيات رعاية المعاقين وتوفير كل ما يحتاجون إليه وبما يكفل لهم تنفيذ برامجهم التأهيلية والتدريبية. داعياً القطاع الخاص لتقديم العون والمساهمة مع الحكومة في إيجاد فرص عمل تتناسب مع نوعية الإعاقة وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية وجمعيات الرعاية، خاصة أن هناك الكثير من المعاقين قد استفادوا من برامج التأهيل والتدريب وبما يمكنهم من المساهمة الفاعلة في بعض الأعمال التي تتناسب مع إعاقتهم. مقدماً في ختام كلمته الشكر لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل واللجنة الوطنية وجمعيات رعاية المعاقين على ما يبذلونه من جهود من أجل أن تبقى هذه الشريحة الاجتماعية فاعلة في المجتمع ومساهمة في برامج التنمية. كما وجه الشكر كل من أعد لهذا الاحتفال.. متمنياً لهم النجاح والتوفيق. من جانبها استعرضت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حُمّد الدور الحكومي في دعم شريحة المعاقين من خلال الرعاية والتأهيل وسن القوانين وتخصيص الصناديق الداعمة لهم، وإصدار قانون رعاية وتأهيل المعاقين رقم (61) لعام 99م وإنشاء اللجنة الوطنية العليا لحقوق المعاقين. وأشارت حُمّد إلى الجهد الفاعل للوزارة في مجال تحفيز وتشجيع هذه الشريحة من خلال تقديم المعونات والتعويضات والخدمات الصحية والتعليمية المساندة بمبلغ إجمالي مليار وثمانمائة وتسعة ملايين ريال، إضافة إلى استحداث خمسة فروع لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين في محافظات تعز، إب، عدن، حضرموت والحديدة. مضيفة أنه تم تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز تأهيلي، تدريبي، ترفيهي متكامل للمعاقات خاص بجمعية التحدي لرعاية وتأهيل المعاقات. كما تمكنت الوزارة من توظيف ثلاثمائة وخمسين معاقاً في مختلف المرافق الحكومية وفقاً للنسبة المقرة للمعاقين في القانون والمخصصة بنسبة 5 بالمائة. وخلصت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل إلى النشاط العربي المشترك في المجال الاجتماعي الخاص بالمعاقين، حيث ركزت اجتماعات وزارء الشئون الاجتماعية العرب المنعقد الأسبوع المنصرم على تحديد 13 ديسمبر يوماً عربياً للمعاقين تحتفل به كل الدول العربية، إضافة إلى اعتماد جائزة للرواد العرب العاملين في مجال الإعاقة أو المعاقين المبدعين فيمتها 20 ألف دولار أمريكي، كما تم اعتماد القاموس العربي الموحد بجزئيه وتعميمه على مختلف دول الوطن العربي. فيما بينت كلمة رئيس الاتحاد الوطني للمعاقين عثمان محمد الصلوي معاناة الإعاقة وجهود الدولة الداعمة لشريحة المعاقين لخلق أمان اجتماعي مطمئن لهم يعفيهم من هموم العجز وحصار الإعاقة. وأوجز أنشطة الاتحاد في تقديم خدمات الرعاية والتأهيل لهذه الشريحة التي قدمها صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، والمتمثلة في تمويل فعاليات وأنشطة المعاهد والجمعيات المعنية في مختلف المحافظات وتوفير الرعاية والأجهزة التعويضية والتدخل الجراحي وتقديم الأدوية بصورة موقتة ودائمة مجاناً. مؤكداً أن المعاقين في احتفالهم بيومهم الذي يصادف التاسع من ديسمبر من كل عام سيواصلون بقوة الإرادة والتحدي إثبات قدراتهم في المشاركة بالدفع بعجلة التنمية والبناء، متجاوزين إعاقات الإعاقة وأسوار عجزها. وفي الحفل الافتتاحي لفعاليات اليوم الوطني للمعاقين قدمت هذه الشريحة فقرات فنية وشعرية ومسرحية عن معاناتها مع الظروف القهرية والقدرية والدخيلة التي تعزز قناعة المعاق بضرورة تخطي إعاقته وإثبات القدرة على الخروج من خانة الخسارة لجزء جسدي مقابل اكتساب قوة التحدي. وفي ختام الاحتفال الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى والمهتمون قام الأخ عبدربه منصور هادي ومعه الدكتورة أمة الرزاق حُمّد، وعلي صالح عبدالله وكيل الوزارة بافتتاح المعرض الخاص بمنتجات الجمعيات، وبعد أن قص الشريط زار الأخ نائب الرئيس الأجنحة الخاصة بالمعروضات التي تشتمل على نماذج من مشغولات الحياكة والتطريز والخياطة والأعمال والنشاطات اليدوية الأخرى التي تعكس قدرات ومهارات الأعضاء المشاركين في منتوجات هذاا لمعرض. وقد دون الأخ نائب الرئيس كلمة في سجل الزيارات، أعرب فيها عن تقديره لتلك النشاطات. داعياً كافة الجهات المعنية لتشجيع العناصر المنتجة وتقديم كافة أشكال الدعم. هذا وتتواصل فعاليات اليوم الوطني للمعاقين الذي يعقد تحت شعار «معكم نصنع الغد، وبكم نصنع العطاء» على مدى ستة أيام من خلال الندوات والمهرجانات الرياضية والأمسيات الثقافية والفنية والمسيرات المعبرة عن احتياجات المعاق وطموح إلغاء ثقافة العجز ونظرة الإشفاق