محافظة المهرة تمتلك موروثاً حضارياً وثقافياً عريقاً الأمر الذي جعلها تزخر بالعديد من العادات والتقاليد للفلكلور الشعبي كما أن محافظة المهرة ظلت ولازالت حاضرة بثقافتها وتاريخها العريق من خلال محافظتها على لغتها المهرية الأصيلة التي حافظ عليها أبناؤها جيلاً بعد جيل محافظين بذلك على هويتها وأصالتها التاريخية العريقة، ومحافظة المهرة لديها مخزون ثقافي وحضاري كبير من خلال أهازيجها ورقصاتها الشعبية لتي ظلت في وجدان أبنائها رغم مرور السنين العجاف ولا نبالغ إذا قلنا إن مكتب الثقافة ممثلاً بالأستاذ أحمد سالم المهري الذي يسعى جاهداً وبوتيرة عالية لحفظ هذا الإرث الثقافي من خلال تدوينه وجمعه ومن ثم توثيقه بهدف المحافظة عليه من الاندثار، صحيفة الجمهورية التقت بالأستاذ أحمد سالم المهري مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة المهرة وطرحت على طاولته عدة أسئلة وتفضل مشكوراً بالإجابة عنها وإلى التفاصيل:- كنز ثقافي الأخ مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة المهرة هل لكم أن تحدثونا عن دور المكتب ونشاطه في محافظة المهرة؟ بداية شكراً لكم على هذا اللقاء والذي يتيح لنا فرصة الحديث عن دور مكتب الثقافة في محافظة المهرة، فالمكتب يقوم بتنفيذ مهامه وواجباته وتسيير نشاطاته وفعالياته المقررة في خطط عمله والتي يتم التعامل معها والتفاهم والانضباط الوظيفي فيما بين موظفي المكتب والذين يعملون كالفريق الواحد ويعتبرون الدينمو المحرك لنجاح مختلف الأنشطة والفعاليات وتنفيذ المهام والواجبات، وماتكريم المكتب بشهادة تقديرية من قبل الاخ/ أحمد عبدالله الحرازي محافظ محافظة المهرة - رئيس المجلس المحلي إلا خير دليل على ذلك. ومكتب الثقافة له دور إيجابي ومميز من خلال اهتمامه بالشريحة الواسعة من المثقفين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين وغيرهم من المواهب بالإضافة إلى الاهتمام بالموروث الشعبي والذي نعتبره كنزاً ثقافياً في مختلف الأصعدة. خلق حراك ثقافي ماهي الأعمال الثقافية التي يوليها مكتب الثقافة أهمية كبيرة في المحافظة؟ حقيقة ورغم إمكانات المكتب المتواضعة فإننا نولي كل الأعمال الثقافية أهمية كبيرة دون الأخذ بأحدها وترك الآخر لأن تلك الأعمال جميعها تعتبر منظومة متكاملة تهدف إلى كيفية تفعيل وتنشيط العمل الثقافي والفني وخلق الحراك الإيجابي بين مختلف الأدباء والكتاب والشعراء والمبدعين والفنانين والاهتمام بهم ورعايتهم والحفاظ على موروثنا الثقافي والاهتمام به وتطويره وإيجاد البنية التحتية والمقومات الضرورية والتي تساعدنا على ذلك، كما نولي الفرق الأهلية سواء كانت فنية أو رقصاً شعبياً اهتماماً كبيراً كونها البوابة الأساسية التي يطل منها مختلف المواهب من فنانين أو راقصين. وهذه الأعمال لا يمكن تحقيقها بين ليلة وضحاها وإنما تحتاج إلى سنوات ومجهود وتكاتف الجميع من سلطة محلية ووزارة الثقافة للاهتمام بالجانب الثقافي والذي يعتبر المرآة العاكسة لواقعنا الحاضر وذاكرة ماضينا الأصيل. فعاليات متنوعة الأعمال الثقافية المميزة للمكتب وأهم المشاركات التي قام بها المكتب على الصعيد المحلي. قام المكتب بتنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية مثل إقامة الحفلات الفنية الساهرة والتي تتخللها القصائد الشعرية والرقصات الشعبية، وفي هذا العام بالذات أقام المكتب العديد من الفعاليات الثقافية في سيحوت وفي قشن وفي مركز المحافظة الغيضة، كما شارك المكتب ضمن فعاليات احتفالات العيد السابع عشر المقام في محافظة إب، وقد كانت مشاركة المهرة بالفرقتين الموسيقية والرقص الشعبي لافتة لما تتميز به المحافظة من فلكلور شعبي خاص. كما أن المكتب شارك في اللقاء التشاوري لقيادة العمل الثقافي الذي أقيم في وزارة الثقافة بالعاصمة صنعاء خلال الفترة من -17 18/ نوفمبر/2007م وبرعاية الأخ رئيس مجلس الوزراء وتحت شعار «مركز السياسة الثقافية ولا مركزية العمل الثقافي» وقد شاركنا بورقة عمل بعنوان : إدارة العمل الثقافي في محافظة المهرة وفي الورقة قدمنا العديد من المقترحات أهمها: 1- التواصل مع جامعة عدن لإحياء فكرة إقامة ندوة حول اللغة المهرية وضرورة إدراجها لمنهج دراسي في أي وصلة دراسية. 2- ضرورة نزول فريق من الفنيين والمختصين في المعالم الأثرية والتاريخية وكتابة النقوش في محافظة المهرة لدراستها وبحثها وفك النقوش لتكون عاملاً مساعداً في تحديد تاريخ المهرة وحضارتها ولمعرفة الكثير مما يجهله الآخرون عن المهرة، لأن المهرة لاتزال بكراً في هذا المجال. 3- مطالبة الوزارة بوضع المعالجات العاجلة لحل مشكلة المركز الثقافي المتعثر العمل فيه وسرعة تأثيثة للاستفادة منه. 4- الاهتمام بالفرق الفنية والموسيقية والرقص الشعبي وتوفير الإمكانيات اللازمة لها واعتماد الوظائف للمساهمين. تظاهرات فنية وتوثيق أهم التظاهرات الفنية والثقافية والأدبية التي تشهدها المحافظة؟ شهدت المحافظة العديد من التظاهرات الثقافية منها احتفالات أعياد الوحدة اليمنية 22 مايو واحتفالات أعياد الثورة اليمنية المجيدة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وبهذه المناسبات أقيمت العديد من الأنشطة والفعاليات داخل المحافظة وخارجها..بالإضافة إلى قيامنا بوضع اللمسات الأخيرة لطلوع الفرقة الموسيقية والرقص الشعبي إلى العاصمة صنعاء لتسجيل أعمال ثقافية وفنية في قطاع التلفزيون ،الفضائية اليمنية حيث سيقوم مجموعة من الفنانين بتوثيق أعمال فنية من الفلكلور الشعبي سواء في الجانب الغنائي أو الرقص الشعبي..كما بدأنا التواصل والتخاطب مع قناة السعيدة ومقرها في العاصمة صنعاء من أجل تسجيل وتوثيق أعمال فنية منها غنائية ورقص شعبي، وإن شاء الله نوفق في متابعة هذا الموضوع والذي نهدف فيه إلى إشاعة اللون الغنائي المهري والتعريف به وفناني المحافظة، كون قناة السعيدة تبث برامجها من جمهورية مصر العربية. ومن جانب آخر وفي إطار الاهتمام والرعاية بالمبدعين تم مؤخراً تكريم عدد من الشعراء والأدباء والكتاب والفنانين وذلك ضمن احتفالات شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر وبرعاية كريمة من الأخ الأستاذ محمد عبدالله الحرازي محافظ محافظة المهرة - رئيس المجلس المحلي والذي يولي اهتماماً خاصاً للثقافة والمثقفين وتشجيع المبدعين، مع العلم بأننا سبق وأن تم تكريم العديد من هؤلاء في عام 2006م وتكريم مجموعة أخرى في 2004م ضمن فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة العربية. عودة الأمجاد وماذا بشأن التظاهرة السياحية لمهرجان خريف حوف بالمهرة؟ تم تكليفنا بإعداد دراسة لوضع تصور عن إعادة مهرجان خريف حوف بالمهرة، وإعادة أمجاده للعام القادم 2008م. أولاً نود أن نشير أن موضوع المهرجان لم يكن في النسيان أو حبيس الأدراج المغلقة، فنحن كنا ومازلنا مهتمين بهذا المهرجان والذي يشكل تظاهرة ثقافية وسياحية ورياضية استمر مدة ست سنوات ثم توقف ست سنوات ولازال، وخلال تلك الفترة تابعنا السلطة المحلية بالمحافظة وتابعنا المركز «وزارة الثقافة - وزارة السياحة - الهيئة العامة للتنمية السياحية» ولكن لم نوفق بسبب عدم توفر الإمكانيات أي المخصصات والتي توقفت من قبل وزارة المالية، حيث كنا نقيم فعاليات المهرجان في عدم توفر البنيةالتحتية مثل صعوبة الطرقات وغيرها والذي يؤسف له أن المهرجان توقف في ظل سفلتة الطرقات وتوفر الاتصالات وغيرها من البنية التحتية التي تساعد على إقامة مثل هذه المهرجانات. عموماً منذ تعيين الأستاذ محمد عبدالله الحرازي محافظاً لمحافظة المهرة لمسنا تحمساً كبيراً في إعادة هذا المهرجان انطلاقاً من اهتمامه ورعايته للقطاع الثقافي والفني والسياحي والرياضي في المحافظة فوجه بتشكيل لجنة برئاسة الأستاذ/ علي محمد خودم وكيل محافظة المهرة وعضويتنا وعضوية الجهات ذات العلاقة، واللجنة حالياً تعكف على إعداد التصورات والبرامج المتعلقة بضرورة إعادة تفعيل مهرجان خريف حوف للعام القادم 2008م، والذي يعتبر ترجمة عملية لتنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، والذي يولي فخامته اهتماماً كبيراً بمثل تلك المهرجانات والفعاليات، وأن تكون إعادة المهرجان إعادة قوية وفاعلة تقام فيه العديد والعديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية والسياسية والرياضية، علماً بأن فترة الخريف تكون «يوليو/ أغسطس» وسبتمبر سنوياً» وفي هذا الاتجاه قام مكتب الثقافة بوضع دليل تعريفي عام عن محافظة المهرة يحتوي على أهم المنشآت الثقافية والسياحية وعدد من المعالم التاريخية والمواقع الأثرية التي تزخر بها محافظة المهرة وهي خير شاهد على حضارة المهرة في أعماق التاريخ، بالإضافة إلى أن الدليل يحتوي أيضاً على معلومات عامة تساعد الزائر أو السائح على سهولة التعرف على محافظة المهرة، وفي الوقت نفسه نطالب السلطة المحلية المركزية بالتعاون معنا بطباعة الدليل والذي مكثنا في إعداده وتجهيزه أكثر من سنتين تقريباً. كلمة أخيرة - بما أن القطاع الثقافي يحتل أهمية كبيرة ويعتبر وجه البلاد باعتباره الواقع الحقيقي لماضي الإنسان والذي يجب أن نحافظ عليه والاهتمام به وتطويره في ظل تطور الاتصالات والفضائيات ونظام العولمة لذلك نطالب السلطة المحلية في المحافظة وقيادة السلطة المركزية المتمثلة بالوزارات المختصة والجهات الأخرى ضرورة الاهتمام بالقطاع الثقافي ليصبح في مصاف بقية القطاعات الأخرى والتي يعتمد لها اعتمادات كبيرة مثل «الصحة والتربية والمياه والكهرباء والطرقات وغيرها» وذلك من خلال توفر الاعتمادات المالية والمتطلبات الضرورية والمقومات الأساسية والاهتمام بالفنانين والمبدعين وإيجاد هيكل أجور لهم أسوة بهياكل الفنيين في القطاعات الأخرى وذلك بهدف تحسين ظروفهم المادية ليتمكنوا من مضاعفة جهودهم وتطوير إبداعاتهم وتشجيعهم في تقديم أعمال فنية تكون في المستوى المطلوب. كما نطالب وزارة الثقافة بالإيفاء بالوعد وإعطاء المهرة فرصة المشاركة في الفعاليات الخارجية.