كنا قد تحدثنا في الأسبوع الماضي عن أسباب ضعف القراءة والكتابة عند التلاميذ في التعليم الأساسي والثانوي..وأرجعنا مسبباتها إلى عدة أمور، منها المعلم وكفاءته العلمية ومستواه، وبالتلاميذ وتفاوت قدراتهم العقلية والذهنية من تلميذ إلى آخر..وسنحاول اليوم دراسة عدد من الأسباب ومن ثم معالجة كل تلك الأمور بشكل عام. مسببات أخرى التلميذ: من أسباب الضعف عند التلميذ قد تكون العوامل الجسمية كالصحة العامة وضعف الإبصار وقد تكون نفسية واجتماعية كتأخر النمو العقلي. المعلم: قصور المعلم في الأداء وعدم مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ.. وعدم اهتمامهم بالقراءة والكتابة ومتابعة الواجبات المنزلية والأعمال التحريرية وإهمال الوسائل التعليمية والايضاحية، ومن ناحية أخرى غياب دور المشاركة من قبل التلاميذ ومرد ذلك إلى المدرس وغياب الأنشطة العامة والتي من المفترض ربطها بدرس القراءة وربط القراءة بفروع اللغة العربية. الكتاب المدرسي: الكتاب المدرسي في متناول التلاميذ، فعلى المعلم إبراز أنشطته وتحليل دروسه اليومية تحليلاً موضوعياً حتى يكتمل تحليل المنهج مع نهاية العام الدراسي وتحليل الاختبارات وبناء الأسئلة وفقاً لجدول المواصفات ومن ثم يتم تزويد نفسه بالثقافة العامة وأن يقتدر على تزويد التلاميذ بالمعارف والمعلومات وتنمية قدراتهم الذهنية وتفعيل نشاطاتهم العلمية والتعليمية المقترحة في الكتاب. المنزل: يفتقر التلميذ للمتابعة من حيث النظر في الواجبات المنزلية وتصويبها من قبل المعلم وأيضاً متابعة الأعمال التحريرية، ومتابعة مستواه التعليمي وحثه على القراءة والكتابة، ومتابعة علاقته بزملائه، وعلاقته بمدرسيه.. كل تلك الأمور نادراً ماتتواجد عند أسرة التلميذ. الإدارة المدرسية: غياب الزيارات الصفية واللاصفية من قبل مدراء ووكلاء بعض المدارس والنظر في كراسات التلاميذ والقيام بالمسابقات الصفية في المدرسة وخارجها وتنفيذ ما تنص عليه اللائحة المدرسية وطلب أولياء الأمور بتبصيرهم بسير العملية التربوية والتعليمية والمعوقات التي تواجه العملية التربوية والتعليمية لكي يرقوا بمستوى مدارسهم وتنفيذ التوصيات والمقترحات في كل الزيارات والاستفادة منها. معالجات تعليمية وضمن المعالجات في المستوى التعليمي لتدني قدرات التلاميذ في القراءة والكتابة والتنويع في الأساليب والطرق التنشيطية والوسائل والأساليب والتقويمية فالقراءة والكتابة تعد الوسيلة الهامة التي تصل بالتلميذ وتجعله يطلع ويقف على حصيلة الثقافات المتنوعة التي خلفها العلماء والفلاسفة والأدباء ولايمكن أن يقف التلميذ عليها إلا إذا تعلم القراءة والكتابة والقصص والروايات، والإبداع لايتم إلا إذا قام المعلم بتنويع الأساليب والطرق والوسائل وأساليب التقويم، وتحليل الدرس اليومي تحليلاً موضوعياً وكذا تحليل الاختبارات وتقييم «بناء الأسئلة» وفقاً لجدول المواصفات وبناء الاختبارات والعمل بكل التوصيات والمقترحات التوجيهية والاطلاع على ماتم الإشارة إليه وتنفيذه من أجل الزيارات التبادلية بين المدارس والقيام بعمل ورش ومحاضرات ولقاءات مع مدرسين ذوي خبرة في هذا المجال. ومن هذا المنطلق على المعلم تجنب الطرق التقليدية وتعليم التلاميذ القراءة والكتابة بتعليمه تجريد الحرف وإبرازه في النطق ويكتبه على السبورة ثم يكتب الكلمة أو الكلمات ويجردها إلى حروف بلون مخالف لحروف الكلمة ثم يدرب ويدرس التلاميذ فرادى وجماعات، والإبداع في رسم الطرق الكفيلة بإكساب التلميذ حب القراءة والكتابة وتكوين مهارات الكتابة وتنمية قدراتهم التعليمية وتحقيق الأهداف. معالجات أخرى في إطار الزيارات ومتابعة المدرسين وإكسابهم الخبرات الأدائية بتوصيل مايضمنه المنهج المدرسي من المعارف والمهارات والوجدانيات ومعالجة ضعف التلاميذ في القراءة والكتابة ووضع الحلول المناسبة وتجنب الطرق التقليدية والارتقاء بمستويات التلاميذ باعتبار أن التلميذ شركة بين الأسرة والمدرسة، وتهيئة التلميذ للدراسة وتوفير كل المتطلبات المتعلقة بسير العملية التربوية والتعليمية، فالمدرسة تعد ركيزة هامة في المجتمع فعلى المعلم وبثقافته العامة أن يكون مقتدراً تربوياً يعمل بهمة عالية من أجل خلق جيل متسلح بالعلم، ولما يتلقاه المعلم من التوصيات والمقترحات والتوجيهات من الموجهين بجهودهم المتواصلة لتحسين الأداء ومعالجة الاختلالات الحاصلة في المستوى العام واتباع الطرق المثلى ووضع المعالجات السليمة لها وإذا ماتحدثنا عن الكتاب المدرسي فعلى المعلم أن يحسن استخدامه باعتباره عنصر أصيلاً وضعف التلاميذ تجاهه يعتبر داء وبيلاً إذا أساء المعلم استخدام الكتاب ويعتبر دواء ناجعاً إذا أتقن استخدامه لذا وجب على المعلمين الأخذ بالمقولة التي قالها الموجهون والمربون «اعطوني كتاباً صالحاً للقراءة..أعطيكم أفواجاً من الشبان يحسنون لغتهم ويصلحون الحياة» فالكتاب في الأيادي والأدلة موجودة ودليل المتدرب متوافر بين أيديكم ولم يبق إلا تجاوز الطرق التقليدية واتباع أحدث الأساليب والطرق التنشيطية والاطلاع على كل ماهو جديد بين أيديكم لتنوير عقلية التلاميذ واشراكهم في المناقشة والارتقاء بمستواهم التعليمي كماً وكيفاً، فالكتاب المدرسي في متناول التلاميذ في مرحلتيه الأساسية والتعليمية وموضوعاته متعددة متنوعة ومستمدة من البيئة والمجتمع وفيه جوانب ثقافية وعلمية وصحية وبيئية واقتصادية وتاريخية ودينية فعلى المعلم أن يقف مع أحاسيس تلاميذه ومشاعرهم وأن يقف على ما بينهم من فروق فردية، وأن يدرك مدى استعدادهم للتعلم وأن يخلق الأجواء التي تساعدهم على التآلف والانسجام..وأن يعمل على تقبلهم لمجتمعهم وأن يراعي هذه الفروق الفردية، وأن يهتم بالقراءة ويصطنع لها وسائل تعليمية وإيضاحية تعين على التدريس وإيصال المعلومات وتنمية الشغف والاهتمام بها وتكوين العادات الصالحة والسليمة والمهارات والاتجاهات الصالحة دون ضغط أو إكراه، ويجب تزويد التلاميذ بكلمات جديدة. موجه اللغة العربية مديرية حيفان