كم كنت عظيماً أيها " الأهلي " .. وأنت تلعب بروح البطل العائد وتجبر من يواجهونك على مجاراتك واستجداء ولو النقطة إن أمكن لهم ذلك وتفادي السقوط أمامك " يخافونك " لقد عدت كبيراً أيها «الأهلي». كم كانت تلك اللوحة الفنية الراقية التي رسمتها جماهير " العميد " الوفية والمخلصة ساحرة لكل رواد ملعب الشهداء الذي ارتدى حلة البطل الحقيقي .. الجموع الغفيرة تدعوك لأن تقول الكثير فيها. الجماهير الحمراء كانت حاضرة بحواسها الخمس و بحب جارف يملأ المكان والزمان .. وبحماس يكفى شعب الصين لو تم توزيعه و " زيادة " .. كم كانت الأعلام الحمراء طاغية تماماً و تعلن بعلو صوتها نحن موجودون نحن و" الأهلي " كذلك .. نحن نحبك يا عميد .. لن تخذلنا بالطبع ونحن لن نتركك بعد الآن . الآلاف لم تتعب حناجرهم من التشجيع والموآزاة ولم تتوقف أيديهم عن التصفيق لأبناء القلعة الأهلاوية .. ياسر الشيباني - محمد الشمسي - عبدالحليم خميس - عبدالله موسى - موسى عبدالجليل - علي الخولاني - سامي الشبوطي - فكري الآنسي - محمد علوي - نبراس - أمجد - دانيال ومن خلفهم السد المنيع والحارس الفريد عمر خالد. ودون إنقاص في حق الصقر الذي كان كبيراً في هذا اللقاء مثلما عودنا ولكنه لعب في المستطيل الأخضر " فقط " ضاعت منه حلاوة و متعة الأداء التي رافقته في سنوات وجود الإثيوبي سيوم كبدي فبدت الغواصة الصفراء مجبرة على الدفاع قبل كل شيء وقبل الهدف الرئيسي " الفوز "بدليل توهان يوردانوس و شولا جيمي الذي استبدل باكراً وشكل بالتالي خيبة أمل لجماهير فريقه التي كانت تمني النفس بمهاجم من طراز يفوق المحليين ولكنه خالف التوقعات وليس كل نيجيري " كانو " أو " مارتينز " ورغم ذلك قدم الصقر مباراة قوية في المجمل العام . وإذا كان الصقر أدى مباراة مرضية ومتكافئة أمام شقيقه الأهلي فإن ابرز ما يحسب على الفريق الأصفر هي الهفوة التي سقط فيها الرشيد في السابق وظن هذا الأخير أن من السهل تجاوز الأهلي وضمان النقاط الثلاث ولكنه انجر لخسارة لم يتوقعها .. وهكذا فعل الصقر بل زاد على ذلك عدم قدرته تقديم عرض يدل على الأقل وجود فارق بين الأصفر والأحمر من ناحية الأداء والسيطرة والإمتاع .. فالأداء كان رائعاً وكان الماكنة محمد المنج والمايسترو فهد راشد فرسان الأداء الجميل، أما من ناحية السيطرة فقد كان التكافؤ واضحاً ولكن خبرة ونجومية أفراد الغواصة الصفراء خذلتهم تماماً في التقدم في النتيجة النهائية .. في ظل الأسلوب الجد سلس في الجانب الأهلاوي الذي عرف انه سيواجه فريق يفوقه من كل النواحي لكن غاب عن الأصفر ما توفر في الأحمر ألا وهو روح الفانلة في المستطيل والمدرجات والهدوء الذي كان عاصفة بحد ذاته . الأهلي كان متماسكاً تماماً ولعب لهدفين الفوز وهو في شريعة الرياضة أسمى الأهداف أو الخروج بالتعادل على اقل تقدير .. وبدا واضحاً التأثر بغياب الجلاد عمر جمال والعقل المفكر ياسر الشرجبي فكانت نقطة المنتصف بخيلة في إمداد أمجد ودانيال بكرات تمنحهم الأفضلية في الهجوم و ذلك كان العيب الوحيد في الجانب الأهلاوي . وإحقاقاً للحق .. المباراة كانت تستحق لقب الدربي أو القمة في الملعب وخارجه وكان اللاعبون في الموعد أداء وأخلاقاً .. و ما يستحق أن يشاد به هو الجمهور الرائع الرائع الرائع للأهلي والذي كان شعلة حمراء لم تخمد وتعتقد للوهلة الأولى انك في ملعب بومبونيرا أو الازتيك أو ملعب النار . الأهلي يمكنه مواصلة عزف سيمفونية المنافسة وهو قادر على ذلك حتى الرمق الأخير من البطولة المحلية .. والجميع مطالب بدعم أهدافه للتقدم بداية من الإدارة وانتهاء بالجماهير الوفية والمدعوة لمؤازرة فريقها دون تراجع مهما كانت النتائج . الصقر باستطاعته تجاوز سلبيات المباريات السابقة وخوض المنافسة بنهم الباحث عن البطولة كمرشح رئيسي للظفر باللقب وهو يملك مقومات البطل . ولا ننسى أن الرشيد كان حاضراً هذا الأسبوع بقوة بفوز صريح على شعب إب في ملعبه وبين جماهيره رغم معاناته المادية التي يمر بها وهي دعوة للداعم ولقيادة المحافظة مد يد العون لنمور تعز الذي أهلكته حتى الإيقافات فتجاوزها على طريقته بلغة الانتصار بقيادة المدرب / عبدالله الكاتب . قبل الختام ياسر الشيباني .. أبرز الوجوه الجديدة التي سيكون لها شأن في القلعة الحمراء . عمر خالد .. لعب 540 دقيقة " ست " مباريات رسمية دون يدخل أن مرماه أي هدف - مباراتي مربع بطولة الثانية + مباراة كأٍس الوحدة + ثلاث مباريات في الدوري .. وذلك دليل واضح على روعة ما يقدمه وصلابة دفاعه .. فمن يهز خشبات الأهلي ومن يجرؤ على التسجيل في مرمى العنكبوت عمر .