لا يختلف اثنان بأن فريق الصقر الكروي يضم كوكبة من الأسماء الكبيرة ويمتلك ترسانة من المحترفين أصبح في الوقت الراهن أشبه بمنتخب لكثرة النجوم فيه والتناغم والانسجام الحاصل بين اللاعبين أوجده مدرب أجنبي يصرف عليه في الشهر ما قد يصرف على فريق بأكمله ( واللهم لا حسد ) . لايختلف اثنان بأن فريق أهلي تعز الكروي غالبيه العظمى من أبنائه صغار السن يتعايشون مع ظروف النادي وإمكانياته المحدودة في ظل غياب الداعم ( الدائم ) لفريق يعتمد على خامات ناشئة وشابة لإثبات نفسه مجدداً كأحد الأندية الكبار بلاعبين ما زالت أسماءهم مغمورة «حتى الآن» كون تواجدهم في دوري الأولى لم يمر عليه سوى جولات ثلاث فقط " .. فانتظروهم" . الأهلي والصقر فوارق كبيرة وكثيرة بين هذين الفريقين الحالميين جعلت من الأخير المرشح الأكبر لكسب لقاء الدربي الجمعة الماضية حتى أن الخسارة أصبحت قناعة ومنطق سمعناه من أفواه عدة مشجعين أهلاويين لم يطالبوا فريقهم سوى بتقديم كرة جميلة وهزيمة مشروطة بأن لا تكون ثقيلة . الترشيحات جميعها كانت تصب لمصلحة الصقر المدجج بالنجوم في جميع خطوطه المترابطة حتى قبل إعلان الدولي أحمد قائد حكم الدربي عن البداية لنقرأ بعد صافرته سيناريوهات المباراة التي جاءت على النحو التالي: الفريق الأهلاوي المكون من الناشئين والشباب كان مقاتلا في الملعب .. الهدوء بدا واضحاً عليه فلم يتأثر بضغط المباراة وحساسيتها ونفسيا كان مرتاحا أكثر من جارة الصقر. صغار السن في الأهلي أحرجوا الكبار في الصقر بعد أن عجز لاعبو الأصفر من هز شباك الحارس عمر خالد المتألق والواثق جداً من نفسه فرأيناه يذود عن مرماه بكل قوة ومرونة ضاعفت من ثقة رفاقه بالملعب على اعتبار أن الحارس يمثل نصف الفريق . الصقر ومع مرور الوقت كان الضغط يزداد عليه والعكس تماما كان حال لاعبي الأهلي ارتفعت معنوياتهم وثقتهم اكتسبوها مع كل دقيقة تمر . الصقر بات محرجاً ومتفاجئاً من قوة دفاع الأهلي .. فكري الآنسي وسامي الشبوطي وعلي الخولاني ومحمد علوي كانوا بارعين في شل حركة الهجوم الصقراوي وروحهم القتالية حالت دون وصول هجوم الخصم إلى مرماهم إلا في مرات قليلة وكانت جل المحاولات تنتهي بين أقدام الدفاع الأهلاوي .. فيما كانت بقية التشكيلة تؤدي مهامها على أكمل وجه وتألق بشكل ملحوظ القائد عبدالله موسى. الصقر كانت سيطرته على الملعب في بعض فترات المباراة واضحة ساعدهم في ذلك غياب وسط الأهلي وهو أمر يجب إن يتنبه إليه الجميع في القلعة الحمراء بضرورة تطعيم وسط الفريق بلاعب أو أكثر في المباريات القادمة بدليل عدم وجود كرات مرسلة للمهاجمين أمجد منصور ودانيال الوحيدين في المقدمة واللذين اضطرا للعودة لاستخلاص الكرة من المنتصف والدفاع في بعض الأحيان . الخطورة على المرميين كانت قليلة فشهدنا هجمة أو أكثر للفريقين كادت أن تكون أهدافاً في حين ما تبقى كانت الكره تنتهي دون أن تشكل تهديداً حقيقياً على أي من الشباك. لم نشعر على الإطلاق بفارق السن ولا الخبرة أيضاً بين لاعبي الفريقين فكان أصحاب الأجساد الصغيرة من الأهلاويين يجرون بالملعب ونسمع أصوات أقدامهم وهي تضرب بقوة على الأرض التي تهتز لتلك الأقدام النحيلة والقصيرة وفي نفس الوقت كانوا سريعين خفيفين كالفراشة يتنقلون على المستطيل الأخضر برشاقة ليتمتع الجمهور برؤية مباراة متعادلة بين فريقين غير متكافئين . فيصل عزيز كان يصرخ طيلة المباراة وذلك يدل على أن الصقراويين غير راضين عن نتيجة التعادل وعند إعلان الوقت بدل الضائع ثلاث دقائق أبدى المدرب استغرابه مطالباً باحتساب وقت أكثر في حين كان الارتياح ظاهراً على مدرب الأهلي مجذور فكان أكثر هدوءاً وبدا مقتنعاً بالخروج متعادلاً أمام الصقر . الحكم الدولي أحمد قائد استطاع إنهاء الدربي بسلام وقراراته التي أصدرها ساعدت في وضع النهاية الجميلة لدربي كان يتوقع أن يكون أكثر صعوبة على اللاعبين والجماهير المتحمسة والمنتظرة فقط لشرارة واحدة لتشتعل وتحرق المدرجات وطاقم التحكيم في المقام الأول. الجمهور كان فاكهة اللقاء واستمتعنا بحضوره الكبير على المدرجات وظل واقفاً يهتف ويشجع ولم يتعب حتى انتهت المباراة ليصفق معبراً عن سعادته ورضاه عن اللقاء نتيجة ولعباً. أخيراً: الكثير اعتبر نتيجة التعادل بمثابة فوز للأهلي وخسارة للصقر ورأي قال بان لقاء الدربي أمس الأول الجمعة لم يكن فيه خاسرا والفائز الوحيد هي رياضة تعز.