قبل حوالي مائة عام كانت النمور متواجدة في كافة السلاسل الجبلية بمنطقة شبه الجزيرة العربية، أما اليوم فقد انحصر تواجدها في أماكن قليلة.. وتعد المناطق الجبلية والغابات في اليمن من المناطق التي يتواجد فيها النمر العربي، إلى جانب جبال ظفار التي تمثل إحدى المناطق القليلة المتبقية لعيش النمور العربية.. وتشير الدراسات إلى وجود أقل من مائة نمر عربي في البراري مما يجعلها مهددة بالانقراض. ويمثل النمر العربي رمزاً للندرة والجمال في البيئات الجبلية في معظم مناطق الجزيرة العربية، ومنها اليمن وخصوصاً المناطق الجبلية والغابات مثل المهرة وحوف وبرع وعتمة.. وتنتمي النمور إلى فصيلة القطط وهي الأكثر تكيفاً منها وتوجد في افريقيا وآسيا وشبه الجزيرة العربية وأصغرها هو النمر العربي الذي يعيش في الأراضي الجافة والقاحله، ويتخذ من المناطق الجبلية مكاناً آمناً لحياته وعائلته ليحافظ على النوع من الانقراض، حيث يعيش هذا الحيوان الكاسر في المناطق الجبلية في كل من اليمن وسلطنة عمان والأردن وفلسطين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. ورغم إصرار هذا الحيوان المميز على البقاء والمحافظة على النوع إلا أنه وبحلول التسعينيات من القرن المنصرم بدأ ينقرض من معظم مناطق انتشاره الطبيعي في السابق، في حين لا تزال أعداد منه تستوطن الجبال الشاهقة في كل من اليمن وسلطنة عمان. ويعتبر النمر أحد فصائل القطط البرية الكبيرة الباقية في شبه الجزيرة العربية حتى اليوم، وقد أدرج ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض بنحو خطير في القائمة الحمراء للأنواع المهددة في قائمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية كما شملت الملحق الاول لاتفاقية (سايتس) الخاصة باتفاقية التجارة الدولية بالأنواع المهددة بالانقراض والتي تحظر الاتجار الدولي بهذا النوع.ولم يمضِ وقت طويل على انقراض الأسود والنعام والفهود من شبه الجزيرة العربية نتيجة اصطياد الناس لها واستيطانهم لمناطق عيشها، فإن النمورالعربية تواجه هي الأخرى أخطاراً جمة قد تنتهي بانقراضها كسابقها من الحيوانات المذكورة خصوصاً وأن مربي الماشية يقومون بإطلاق النار على النمور لقتلها خوقاً من افتراسها لماشيتهم، الأمر الذي يمثل الخطر الأكبر الذي يواجه النمر العربي ويهدد بانقراضه. وقد أدت الزياده الكبيرة في أعداد السكان والزحف العمراني نحو المناطق النائية إلى تقلص مساحة الأرض والحد من قدرة الحيوانات البرية على الانطلاق وتأمين مصدر عيشها للبقاء على قيد الحياة فتضطر إلى افتراس الماشية في بعض الأحيان. وتشير الدراسات الأولية التي أجراها مكتب صون الطبيعة والحياة الفطرية بسلطنة عمان إلى أن براري شبه الجزيرة العربية تحتضن عدداً قليلاً من النمور قد تصل إلى 80 نمراً.. الأمر الذي يؤكد أن النمر العربي سيصبح أكثر ندرة من المها العربية وحتى من حيوان الباندا الضخم أحد أكثر الحيوانات ندرة في العالم.. وهو ما جعل المعنيين بصون الطبيعة والحياة القطرية في السلطنة يطالبون بإصدار قانون يحظر صيد النمور أو قبضها في السلطنة.. وهو ما تحقق وأسفر عن نتائج جيدة خصوصاً وأنه يكفل لمربي الماشية عدم دفع الغرامات والسجن نتيجة قتل هذا الحيوان النادر والهام عندما يتصلون بمراقبي الحياة القطرية بوزارة البلديات الإقليمية والبيئة وموارد المياه في السلطنة وطلب المساعدة والمشورة. وقد تم إعلان جبل سمحان بالسلطنة محمية طبيعية في العام 1997م، وتبلغ مساحتها4500كم2 وهو المكان الوحيد في شبه الجزيرة الذي تعيش فيه النمور في مناطق محمية وغير مأهوله بالسكان، مما يعزز من فرص بقائها على قيد الحياة. وتبذل الحكومة العمانية جهوداً كبيرة في ظفار لتقليل أعداد الإبل من أجل حماية الغطاء النباتي والحيوانات البرية بما فيها النمور.. ومنذ العام 1990م أنجبت النمور في مركز إكثار الثديات العمانية في مسقط "جراء" صغيرة تم إعادة البعض منها إلى مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة لتمكين الزوار من مشاهدتها. ويبلغ النمر أوج نشاطه في المناطق النائية خلال النهار في أشهر الشتاء الباردة وليلاً في الصيف الحار، أما بالقرب من المستوطنات البشرية فينشط عادة في الليل فقط. ولكل نمر إقليم واسع يحدده بترك علامات كالبول والبراز أو الخدوش الظاهرة على سطح الأرض، وهذا بدوره يمنع النمور من التنافس على الغذاء، أي أنه بمثابة قانون متبع بين هذا الفصيل من الحيوانات التي تمثل ندرة للجمال والتنوع البيئي والحياة الفطرية. وتعيش النمور وحيدة عدا حالة التزاوج أو عندما لايزال الجرو "صغير النمر" في كنف أمه التي تستطيع الإنجاب منذ أن تبلغ العامين، وهي تلد على الأرجح جرواً أو جروين مرة واحدة كل عام.. ويفتح الجرو عينيه بعد مضي أسبوع واحد من ولادته تقريباً، ويفطم بعد ثمانية أسابيع، ويظل في رعاية أمه لمدة تصل إلى عامين. وحددت دراسة علمية عمانية أجريت عام 1997م نوعية الغذاء الذي يعيش عليه النمر العربي من خلال تحليل عينات من فضلات النمور التي تم تجميعها من مناطق تواجده جينياً، ووجد أن النمر العربي يتغذى على حيوانات الوبر الصخري والوعل والبدن والغزلان، ونادراً ما يقوم بافتراس المواشي عندما تتسع رقعة الحياة في المناطق النائية التي يعيش فيها