بدأت أمس بصنعاء ورشة العمل الخاصة بتحسين كفاءة الطاقة في الجمهورية اليمنية تحت شعار «الترويج لاعتماد سياسات أكثر نجاعة وتطبيق مواصفات أكثر كفاءة لوعي وإدراك بقضايا كفاءة الطاقة وترشيد استخدامها يساوي اقتصاداً وطنياً قوياً بتكاليف تشغيل أقل وبيئة أنظف». تهدف الورشة التي تنظمها وزارة الكهرباء والطاقة ممثلة بالمؤسسة العامة للكهرباء بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة و(الأسكوا) والهيئة العامة للبيئة إلى تزويد المعنيين وصانعي القرار بمعلومات وبيانات دقيقة حول إدارة الطلب والتخطيط المتكامل للموارد ومصادر التمويل لتسريع الاستخدامات الكفؤة للطاقة. كما تهدف الورشة التي تستمر ثلاثة أيام بمشاركة عدد من المختصين في وزارات الكهرباء ، الأشغال العامة ، المياه والبيئة ، النفط والمؤسسة العامة للكهرباء وعدد من الجهات ذات العلاقة ، إلى إعطاء صورة متكاملة عن فرص التوفير عبر تحسين كفاءة الطاقة وفهم مفهوم ترشيد استخدامات الطاقة لرفع الوعي في هذا الجانب وتحديد مشاريع آلية التنمية النظيفة الواعدة مستقبلاً.. وفي بداية أعمال الورشة قال مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء عبدالمعطي الجنيد :إن تحسين الكفاءة وترشيد الطاقة له جوانب مهمة جداً من الناحية الاقتصادية من حيث توفير أموال كبيرة على الدولة وجوانب بيئية حيث اصبحت البيئة في اليمن ملوثة، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة جادة من الجميع وجانب جذب الاستثمارات.. وطالب المشاركون في الورشة العمل على توعية جميع شرائح المجتمع بأهمية الترشيد في استهلاك الطاقة وكذا توعيتهم بأهمية الانتقال الى استخدام السخانات الشمسية بدلاً عن السخانات الكهربائية التي لو تم ايقافها ساعة واحدة لتم توفير قرابة 4050 ميجاوات في أمانة العاصمة فقط وهو ما يعادل قدرة محطة كاملة يكلف انشاؤها عشرات الملايين من الدولارات. وأكد ضرورة العمل في إطار سياسات وحوافز تشجيعية للمنتجين والمستهلكين حتى يتفاعل الجميع مع ما تقوم به المؤسسة العامة للكهرباء.وشدد الجنيد على ضرورة اقرار مواصفات أكثر كفاءة للاجهزة الكهربائية وخاصة أجهزة الإنارة والحد من استيراد الأجهزة التي لاتتوفر معها شهادات مرتبطة بالكفاءة لما لها من أعباء اقتصادية على المستهلك تتمثل في دفع أسعار عالية لأجهزة رديئة تؤدي أيضاً إلى تحمله تكلفة فواتير عالية.. ودعا مدير عام مؤسسة الكهرباء وزارة التربية والتعليم إلى ادراج برامج ترشيد استهلاك الكهرباء في المناهج الدراسية لما لذلك من آثار إيجابية في تنمية الوعي بترشيد استهلاك الطاقة، من جانبه اعتبر ممثل منظمة الأسكوا الدكتور نزار محمد سعيد أن قضايا تحسين الكفاءة وترشيد الطاقة اصبحت امراً مهماً جداً خاصة مع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية باعتبار الطاقة احد عناصر تكاليف الإنتاج الأمر الذي يجعل ترشيدها والإدارة المثلى لها يمثل تخصيصاً لتكاليف الانتاج وبالتالي يزيد التنافس للمنتج ومن ثم ينعكس ايجاباً على تحسن أداء الاقتصاد على مستوى الدولة.. وكانت الورشة قد ناقشت عدداً من أوراق العمل تضمنت نظرة عامة عن كفاءة الطاقة ومعوقاتها ومصادر الامداد وجوانب الاستهلاك ومقترحات لترشيد الطاقة في الجمهورية اليمنية وكفاءة الطاقة في المباني والواقع الحالي في التنفيذ والتصميم والسخانات الشمسية والفوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة على المستهلك والاقتصاد الوطني.