رؤساء الكتل البرلمانية : أسهم في ترسيخ مبادئ الحياة البرلمانية وابتكار الحلول للقضايا الشائكة أبناء الفقيد يثمنون وقوف الرئيس إلى جانبهم ومتابعة كل مراحل مرض والدهم بدأ مجلس النواب جلسات أعمال فترة انعقاده الأولى من الدورة الأولى من دور الانعقاد السنوي السادس صباح أمس برئاسة الأخ يحيى علي الراعي نائب رئيس المجلس، وذلك بتكريس جلسته هذه لإقامة حفل تأبين للفقيد الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب.. مستهلاً الجلسة بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة ترحماً على روحه الطاهرة. وألقى الأخ يحيى علي الراعي نائب رئيس المجلس كلمة قال فيها: نفتتح اليوم أعمال هذه الفترة الجديدة من أعمال محلس النواب وعيوننا تدمع، وقلوبنا وعقولنا تعتصر من شدة الألم والأسى، والحزن يخيم على هذا الصرح البرلماني الديمقراطي الشامخ لفقدان الأب، والأخ العزيز، والمناضل الجسور، والمجاهد الكبير، والشخصية الوطنية والعربية والإسلامية البارزة، الشيخ الجليل عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الذي انتقلت روحه الطاهرة قبل عدة أيام إلى جوار المولى عز وجل، ليسكنها الله سبحانه وتعالى جنة الفردوس مع الصديقين والصالحين والشهداء الأبرار بإذنه تعالى. وأضاف: لقد رحل عنا الفقيد في وقت كان الوطن بأمس الحاجة إلى مكانته الرفيعة وخبرته الغنية ومناقبه الحميدة، لكنها إرادة الله سبحانه وتعالى . سائلاً الله العلي القدير أن يعصم قلوبنا جميعاً بهذا المصاب والحدث الأليم. داعياً المولى عز وجل أن يعين الجميع على تمثل تلك الصفات والمناقب الحميدة والمواقف الوطنية الشجاعة والإنسانية الخيّرة التي تحلى بها الفقيد الخالد في ذاكرتنا وفي ذاكرة الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية قاطبة. كما ألقى الأخ الدكتور عبدالوهاب محمود عبدالحميد نائب رئيس مجلس النواب كلمة هيئة رئاسة المجلس، قال فيها: لا نستطيع أن نودع حكيم اليمن لأنه حاضر فينا وفي قلوبنا وقلوب كل اليمنيين من أبناء شعبنا.. منوهاً إلى أنه حي في ضميرنا وضمير أمتنا العربية والإسلامية. مشيراً إلى أن الفقيد كان أباً ورمزاً لكل اليمنيين، لأنه وضع اليمن واليمنيين في قلبه الكبير، وامتازت شخصيته العظيمة بالحكمة وسعة الصدر.. منوهاً إلى أنه نادراً ما تجتمع الحكمة والشجاعة والصبر والنبل والاعتدال والمصداقية والوفاء في صورة واحدة كما اجتمعت في شخص فقيدنا العظيم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. وخاطب نائب رئيس مجلس النواب في كلمته الحاضرين: إن خسارتنا مشتركة، ودموعنا واحدة، ومهما قلنا وكتبنا عن الفقيد فلا نستطيع أن ننصفه وننصف رحلته الطويلة التي قضاها وكرّسها لخدمة شعبه ووطنه وأمته العربية والإسلامية. من جانبه أوضح رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام سلطان سعيد البركاني أن الفقيد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مثّل رحيله خسارة لا تعوض على وطنه وأمته.. لافتاً إلى أنه كان الحكيم الصبور، والمناضل الجسور، والبرلماني اللامع الذي عرفته ساحات العمل البرلماني على المستوى الوطني، وعرفته المحافل العربية والإقليمية والدولية طيلة أربعة عقود مضت، أعطاها الجهد والعقل والإخلاص والتفكير، مؤمناً بقيم الديمقراطية النبيلة، ساعياً إلى ترسيخ قيمها وتجذير بنيانها وإعلاء مداميكها، واستحق من خلالها أن يكون بطلها بكل جدارة، وفارسها بكل اقتدار. فيما ألقى في هذه الجلسة التأبينية الأخ حمير نجل الفقيد الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كلمة قال فيها: نتقدم بالشكر والتقدير لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله، الذي ظل موجوداً إلى جانبنا حاضراً ومتابعاً كل مراحل المرض والمعاناة التي مر بها الوالد الشيخ عبدالله «رحمه الله». وأضاف الأخ حمير عبدالله بن حسين الأحمر: الشكر موصول لكل الذين وقفوا معنا في مصابنا الجلل.. وأشار إلى أن الفقيد عمل خلال فترة رئاسته للمجلس لثلاث دورات متتالية منذ قيام الوحدة المباركة وكذلك خلال ترؤسه لعدة مجالس شوروية ونيابية في مطلع السبعينيات، على إرساء جملة من المبادئ والممارسات الديمقراطية في العمل البرلماني ينبغي أن نحافظ عليها ونرسخها في حياتنا العملية، ومن ذلك الحفاظ على دور مجلس النواب كمؤسسة تشريعية ورقابية مناط بها التشريعات في كل مجالات حياتنا، ومن ثم العمل على مراقبة سير تلك التشريعات ومدى التزام الحكومة بتنفيذها وفقاً للدستور والقانون. كما تحدث في الجلسة التأبينية الإخوة عبدالرحمن بافضل رئيس كتلة التجمع اليمني للإصلاح، والدكتور عيدروس نصر ناصر النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني، وسلطان حزام العتواني رئيس الكتلة البرلمانية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وناصر عبده عرمان عن الكتلة البرلمانية للمستقلين، أفادوا من خلال كلماتهم التأبينية أن غياب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شكّل خسارة كبيرة ليس فقط للحياة البرلمانية بل ولجميع القوى السياسية والشعب اليمني عامة لما كان يحتله الفقيد الراحل من مكانة هامة في الحياة السياسية اليمنية العربية، ولما يتمتع به من قدرات استثنائية على تبني القضايا الوطنية والقومية والإسلامية الكبرى، ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل الاعتبارات، ولما يحظى به من سمعة طيبة على الصعيد المحلي والإقليمي والإسلامي والدولي. وأشار رؤساء الكتل البرلمانية في كلماتهم التأبينية إلى أن الفقيد استطاع ومن خلال قيادته لمجلس النواب أن يسهم في ترسيخ مبادئ الحياة البرلمانية من خلال تعزيز الدور الرقابي والتشريعي لمجلس النواب، وكرس كل جهده في سبيل النهوض بالمهام الدستورية للبرلمان، واستطاع بحكمته أن يجمع مختلف الأطياف والرؤى السياسية حول القضايا المحورية ذات الطبيعة العامة.. لافتين إلى أن الفقيد كان يحرص على ابتكار الحلول الممكنة للقضايا الشائكة من خلال البحث عن البدائل المختلفة التي تحظى بقبول كل فرقاء الحياة البرلمانية والسياسية عامة. من جانبه أوضح الأخ عبدالله أحمد صوفان أمين عام مجلس النواب في كلمة له أن الفقيد الراحل كان مثالاً للقائد الحكيم والمسؤول الجاد الذي يرعى جميع من حوله ولا يميز بين هذا أو ذاك من مرؤوسيه ومواطنيه إلا بمقدار الموقف من الثوابت الوطنية واحترام القوانين والنظام العام والسلوك الحسن.. مشيراً إلى أن الفقيد الراحل كان ثورياً وزعيماً وطنياً وسياسياً محنكاً وصاحب رؤية ورسالة وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية أصيلة، ناضل وعاش من أجلها حتى لقي ربه. فيما وصف الأخ أحمد محمد الخاوي الأمين العام المساعد لمجلس النواب هذه الجلسة التأبينية بأنها تمثل لحظات تاريخية بالغة الأثر عندما تقف تحت القبة البرلمانية لتأبين أبٍ وأخٍ ومكافحٍ قويٍ بإيمانه ووطنيته وبأفكارة النيّرة والحريصة على وطنه وشعبه وأمته.. منوهاً إلى أن الفقيد الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر غادرنا جسداً وروحاً لكن تراثه وفكره وأعماله ومواقفه الوطنية والعربية والإسلامية ومناقبه الحميدة مازالت باقية وستظل نبراساً يستضيء بها الجيل تلو الآخر، وتمثل دليلاً نظرياً وسياسياً وثقافياً لمواصلة مشوار الحياة والعمل الوطني في سبيل استمرارية عملية البناء والإصلاح الشامل من أجل تقدم وازدهار ورفعة الشعب والوطن اليمني الكبير. لافتاً إلى أن الفقيد كان يهتم بإتقان العمل والإخلاص له، وتنفيذ الواجبات وأدائها بشكل نوعي وكمي، وفي ذات الوقت كان منتصراً دائماً للحقوق مع الواجبات في آنٍ واحدٍ.. منوهاً إلى أنه لم يكن يمارس المحسوبية أو التمييز بين موظفي المجلس إلا بمقياس الكفاءة والقدرة والسلوك الجيد والحسن. فيما ألقى الأخ مفضل الابارة عضو مجلس النواب قصيدة رثاء مؤثرة بهذه المناسبة الأليمة. حضر جلسة أمس الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر عضو مجلس الشورى، وكافة إخوانه.. هذا وسيواصل المجلس أعماله اليوم الأحد بمشيئة المولى تعالى.