الحداثة منهج في الحياة ظهرت في أوروبا، استجابة لحاجتهم العلمية والفكرية والثقافية والحداثة بنشأتها هذه حركة تمرد شامل فرضتها ظروف التخلف في أوروبا وهذا ما جعل نقلها إلينا من قبل الحداثيين العرب جناية على ثقافتنا وأدبنا ومجتمعنا بل جناية على ديننا الإسلامي. ونحن في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة بأمس الحاجة إلى التأصيل الواعي لفكرنا وثقافتنا وأدبنا ولا شك أن اللغة العربية الفصحى جزء من الشخصية العربية التي لا تكتمل الشخصية بدونها بيد أن ما جرى في بلاد المغرب العربي وموريتانيا وحتى بلاد المشرق من نكوص عن التعريب والارتماء في أحضان اللغة الأجنبية يعد تهميشاً وتشويشاً للغتنا العربية وتأخير مسيرتنا وترسيخاً لمفهوم التبعية للدول الغربية. فاللغة كما هو معروف ذات أثر وتأثير كبير في بناء الشخصية ونشر قيم ومبادئ وحضارة الأمة العربية والإسلامية علاوة كونها لغة الإسلام ولا مخرج من وجودها وتأصيلها وحمايتها من القيم المنحرفة الفاسدة وتضافر كل الجهود وأن تتحمل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الجامعات العربية وقادة الفكر والأدب والثقافة في بلادنا المسئولية التاريخية والمباشرة عن هذه المهمة الثقافية والبحث عن السبل الكفيلة بالارتقاء بدور الثقافة والفكر العربي واللغة العربية بشكل خاص والفهم العميق لها وأهميتها لما تشكله اللغة العربية من تأثير واسع حيث ثقف في موقع متقدم في صراعها المحموم ضد أشكال التحريف والتشويه للغتنا وموروثنا الثقافي والفكري وتراثنا العربي والإسلامي. إن تعاليم ديينا الإسلامي المرجعية الرئيسة والمحورية في إطار أخلاقنا وقيمنا النابعة من جوهر ومضمون الدين الإسلامي الحنيف والدور المعهود من الأدباء والشعراء والمبدعين والمتفوقين يعد حافزاً هاماً ومعنوياً لتحتل لغتنا العربية مكانها الحقيقي وأن يكون التجديد والنمط الشعري والأدبي والنقد اتجاهاً ملموساً في دحض هلوسة الأدب العولمي الحداثي الغربي فالصور الفنية التي يغرزها أدبنا العربي- الإسلامي تساهم في محو آثار هلوسة العملة والحداثة ذات الإتجاه التحريفي خلقياً وفكرياً ويعمق النظرة العربية الثقافية والفكرية في أدبنا العربي.