فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هشاشة العظام وسن اليأس
نشر في الجمهورية يوم 21 - 02 - 2008


الدكتورة / فاطمة الأكوع :
المشي علاج طبيعي لهشاشة العظام والكالسيوم يزيد من كثافة العظام
.. آلام أسفل الظهر وآلام المفاصل عند النساء .. البعض في مجتمعنا ينظر لها باستخفاف وخصوصاً الرجال ، فلا يعيرون أي اهتمام بعلاجها مع أنه أيسر وأضمن بادئ الأمر.
أما إذا بقي الوضع على حاله ولم يعالج ، فبمرور الوقت لدى بلوغ سن اليأس تصير شائكة ، تأتي بعوارض ومعاناة كثيرة ووخيمة على الصحة ، لعل أشدها هشاشة العظام.
وهو موضوع لقائنا لهذا اليوم الدكتورة/ فاطمة الأكوع اختصاصي أمراض النساء والولادة وفيه توضيح للكثير من خبايا وتطورات هذه المشكلة وما لها من معالجات ، مع جملة من النصائح والإرشادات الإيجابية للحؤول والحد من تصعيداتها وتلافي آثارها.
آلام أسفل الظهر
آلام أسفل الظهر تبدو مُقلقة لبعض النساء ، فما أساس هذه المشكلة وعواملها المسببة ؟
}} هذه المشكلة شائعة كثيراً لدى النساء بعد سن الخامسة والأربعين ، نتيجة تغيرات في الهرمونات الأنثوية المنظمة للدورة ، وكذا هرمونات أخرى بالجسم ، وفي مجملها لا تقتصر وظيفتها على تنظيم الدورة ، لكنها أيضاً هرمونات لبناء الجسم ، تزيد من صلابة الأنسجة العظيمة وتزيد من معدلات ترسيب الأملاح المعدنية ، خاصة (الكالسيوم والفوسفور) بالعظام.
كما تقوي النسيج البروتيني المكون للعظام والذي تترسب عليه مجموعة الأملاح فهذه الهرمونات مع هرمونات أخرى خاصة بالنمو ، تزيد من حجم وسمك أنسجة البروتين وألياف العظام البروتينية التي تحمل فوق سطحها الأيونات المهمة والضرورية لصلابة العظام.
إن الخلل الذي يصيب الهرمونات تتأثر به العظام من ناحية كثافة الأملاح المترسبة على سطح الأنسجة البروتينية المكونة للنسيج العظمي ، في الوقت الذي تختل فيه الدورة الشهرية من حيث الانتظام والكمية وعدد أيام الطمث في كل دورة.
وهذا الضعف في النسيج العظمي تصاحبه آلام بالعظام تختلف في شدتها حسب كل حالة، ومدى التغيرات التي حدثت بالعظام .. حيث تأتي مرتبطة بالتغيرات السلبية في الدورة الشهرية.
لذا يربط الناس بين خلل الدورة الشهرية وآلام العظام المصاحبة لهذا الخلل ، لاسيما آلام أسفل الظهر.
ونتيجة وهن العظام وقلة الأملاح المعدنية المحمولة على أنسجة العظم تتمدد الأوعية الدموية الدقيقة داخل النسيج العظمي ويزداد اندفاع الدم داخل أنسجته، ومع زيادة كمية الدم وتمدد أوعية الدم يزداد توتر العظام من الداخل وتنشأ عن ذلك آلام تنتشر بالأجزاء المختلفة من الجسم يُعبر عنها الناس بالنشر ، كما لو كانت هناك مناشير تقطع العظام.
مواضع الألم
أي المواضع والأجزاء من عظام الجسم الأكثر حساسية للألم بسبب ضعف ووهن العظام ؟
}} أول العظام التي تتأثر بالتغيرات التي ذكرتها هي العظام الإسفنجية والعظام اللينة والأقل صلابة ، وهي :
* عظام أسفل العمود الفقري.
* عظام الحوض والعظم الحرقفي.
* عظام حول مفصلي الحوض وأعلى عظم الفخذ.
* عظام الجمجمة والفقرات العنقية.
* النهايات الطرفية للعظام الطويلة.
*عظام اليدين والقدمين.
ويبدأ ظهور الألم في هذه الأماكن تدريجياً حسب ترتيبها الموضح .. حيث تنتشر الآلام من أسفل العمود الفقري إلى الطرفين السفليين ، وقد تختلط مع أمراض أخرى مماثلة ، كالتهاب العصب الوركي المعروف بعرق النساء .. كما قد تمتزج مع آلام الانزلاق الغضروفي القطني العجزي ، وكذلك مع آلام الالتهابات العظمية الغضروفية.
إلى ذلك تتباين درجة الألم من مريضة إلى أخرى وإن أشتركن وتقاربن في السن مع أن الخلل الهرموني عامل مشترك.
عوامل مؤثرة
تكرار الولادات وتعاقبها وما يلزمها من إرضاع متواصل ، هل فيهما تأثير سلبي على بنية العظام للمرأة ؟
}} هذا صحيح .. فالآلام تزداد حدة نتيجة الولادة المتتابعة وبالرضاعة المتكررة التي يلزمها، وتتعاقب تأثيراتها على العظام قبل سن اليأس .. فتتأثر بنية العظام ويقل تركيز الأملاح المعدنية (الكالسيوم والفسفور) فيها بدرجة أدنى من المعدل الطبيعي على نحو بين ، جراء السحب المستمر المصاحب للحمل بشكل متكرر لتكوين عظام الجنين.
وأيضاً بسبب الرضاعة الطبيعية لهذه الولادات المتتالية ليعقبه بعد ذلك الخلل الهرموني في سن (45-50 عاماً) المعروف بسن اليأس والذي يُحدث تأثيراً سلبياً جديداً واضافياً على العظام الهشة فتزداد وهناً على وهن مما يجعل الآلام أكثر شدة مقارنة بحالات أخرى لم تتأثر عظامها بدرجة ملحوظة لانجاب أطفال أقل من خلال المباعدة بين الولادات وفترات الارضاع المتباعدة أيضاً.
وبالتالي يأتي التأثير السلبي للخلل الهرموني على العظام في سن ما بعد الإنجاب وهي سليمة طبيعية ودرجة كثافة الأملاح المعدنية بها عالية وبحجم طبيعي لألياف البروتين ، ليأتي وهن العظام بدرجة قليلة مصحوبة بآلام بسيطة أو من دون آلام.
المشكلة في سن الانجاب
ماذا عن مشكلة وهن العظام لدى الفتيات والنساء في سن الإنجاب ؟
}} أقصى حجم عظام يصب إليه الإنسان هو ما بين سن (25-30 عاماً) فلابد من توجيه عناية خاصة بالشباب في مرحلة المراهقة وبالبالغات الصغار باعتبارهن عرضة لهذه المشكلة وذلك لتجنب مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
وتقف العديد من العوامل التي تتحكم في كثافة العظام ، فالفتيات اللاتي يُجهدن كثيراً ويمارسن أعمالا مجهدة وهن في أعمار صغيرة نسبياً كالحال بالنسبة لبعض الفتيات في الأرياف يحتفظن بنسبة بسيطة من دهون الجسم ويعانين بشدة من انخفاض معدل هرمون (الاستروجين والبروجستيرون) .. عدا عن ذلك تأثر معدل (الكولسترول) والعناصر الغذائية الأخرى المكملة.
وقد تم توصيف التمرينات الرياضية المعتدلة علاجاً طبيعياً رخيصاً لهشاشة العظام ولزيادة معدل كثافة العظام أثناء المراحل العمرية الصغيرة والمتقدمة على السواء ولمنع فقدان العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ونتيجة لهذه العوامل فإن هؤلاء الفتيات الصغيرات قد لا يستطعن الوصول إلى أقصى معدلات لكثافة العظام المتاحة لأقرانهن ، بل على العكس فمن الممكن أن يصبن بهشاشة العظام المبكرة وتبعاتها ، وبالتالي يتعرضن كثيراً للكسور.
وعلى عكس الأعمال الشاقة اليومية المجهدة هناك الأعمال المفيدة التي تعمل على زيادة نسبة كثافة العظام ، لاسيما في منطقتي العمود الفقري والفخذ للسيدات في مرحلة سن اليأس.
كما أن تناول الكميات الصحيحة من (الكالسيوم) في الوجبات من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم شيء ضروري يفيد في زيادة كثافة العظام لدى الشباب والبالغين الصغار ويساعد على تقليل معدلات فقد العظام لعناصرها في المراحل المتقدمة من العمر.
واللاتي يتبعن أنظمة غذائية صارمة ومنخفضة في السعرات الحرارية هن بالطبع أقل تناولاً (للكالسيوم) من غيرهن ، ومن ثم هن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ويرتبط انخفاض معدل (هرمون الاستروجين) بزيادة معدل هدم وامتصاص العظام ، ومن ثم زيادة خطورة الإصابة بالهشاشة.
وأصبح في حكم المؤكد علمياً الآن أن الناشأ اللاتي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية هن بالتالي يعانين من انخفاض في كثافة العظام ، ومن ثم زيادة معدلات الإصابة العظمية والمفصلية والعضلية بصورة ملحوظة ، وقد تظهر أعراض انخفاض كثافة العظام بعد حوالي (ثلاث سنوات) فقط من اعراض عدم انتظام الدورة الشهرية.
واللاتي يعانين من انخفاض ملحوظ في مستوى (الاستروجين) هن عرضة أكثر للإصابة بانخفاض معدل كثافة العظام في سن صغيرة أي في مرحلة ما قبل سن اليأس.
وبالتالي أصبح واضحاً الآن وجود علاقة قوية بين صحة العظام والعادات الغذائية والتدريبات الرياضية وتوقف الطمث عند النساء والفتيات.
زيادة الوزن
ما مدى تأثير السمنة وزيادة الوزن سلباً على بنية العظام ؟
}} الوزن الكبير الذي تحمله العظام بسبب السمنة يشكل عبئاً ثقيلاً عليها ، وهي مشكلة ربما لا تظهر كثيراً في سن الشباب كون العظام والمفاصل حينها طبيعية قد تتحمل هذه الأوزان.
إلى جانب أن مرحلة الشباب تتسم بالنشاط والحركة ، ومن ثم لا مشكلة فيها بالنسبة للنساء الممتلئات ، فهن أكثر نشاطاً وحركة من البدينات.
إن من اعتدن على الكسل القليلات الحركة معرضات للسمنة وزيادة الوزن ، وفي هذا عبء كبير على العظام ، فإذا ما وهن العظم منهن في سن اليأس تأثرت عظامهن سلباً بصورة أكبر ممن يتميزن بالنحافة وخفة الوزن.
إذن ، الوزن الزائد وقلة الحركة والنشاط ووهن العظام عوامل مجتمعة تضعف العظام أكثر وأكثر مما يعرضها للكسور المتكررة في سن اليأس ، الناتجة في الغالب عن إصابات خفيفة جداً كالانزلاق العادي أو السقوط على الأرض وغيرها من الحوادث البسيطة التي لا تحدث كسوراً على الإطلاق لو كانت العظام طبيعية.
المشي ضروري
بما أن الحركة والنشاط الجيد مهم للمحافظة على صحة الجسم عموماً وعلى بنية العظام .. فماذا عن الرياضة ؟
}} المشي في سن (40-50 عاماً) أحسن رياضة للسيدات ، وقد كان الناس في الماضي القريب قبل عصر السيارات وزحمة الشوارع يمشون يومياً عدة كيلو مترات لقضاء أغراضهم وللوصول إلى أعمالهم ، وكذا لزيارة أقربائهم وأصدقائهم.
أصبح المشي محدوداً هذه الأيام ، خصوصاً في المدن لأن المشي في حقيقة الأمر يفيد العظم بدرجة كبيرة ، لذلك نجد عظام السيدات الريفيات اللواتي يمارسن أنشطة وأعمال وفي حركة مستمرة، أكثر قوة حتى مع تقدمهن في السن ، بل وأكثر تحملاً ولا يشعرن بآلام سن اليأس إذا ماقورنت حالتهن بحالة الكسولات اللواتي يركن إلى الراحة المفرطة ولا يمارسن المشي.
التوازن الهرموني
كيف تفسرين علاقة الاحتلالات الهرمونية لدى المرأة بهشاشة ووهن العظام ؟
}} إن الحالة العامة للجسم ومدى التوازن الهرموني ، إلى جانب وظائف الكلى والكبد وأعضاء الجسم المؤثرة على العظام والتي تفرز هرمونات وإنزيمات وخمائر خاصة.. فإذا لم يكن هناك توازن هرموني قبل سن اليأس ، فإن الخلل المصاحب لقصور الدورة الشهرية يكون ذا تأثير بالغ.
وبالتالي يكون الوهن العظمي شديداً في سن اليأس وتكون الإصابات والكسور المرضية متعددة.
لذلك فإن دراسة الهرمونات بالجسم بصفة عامة وإجراء تحاليل لمعرفة وظائف الكبد والكليتين والغدة الدرقية والغدة الجار درقية والغدة النخامية، والغدة بالجهاز التناسلي ووظائف المبيضين مهم للغاية للوقوف على وظائف كل عضو ومعرفة التركيز الهرموني النوعي ، وإن هذا ليساعد على العلاج الناجع.
أسس الوقاية
ما جدوى علاج مرض الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس ؟
}} لا يسمى الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس مرضاً ، بل حالة فسيولوجية يمكن التغلب على آثارها والتقليل منها ، من خلال :
* الغذاء المتوازن الغني بالكالسيوم والأملاح المعدنية ، كالخضراوات والفواكه.
* ينبغي شرب كوبين من الحليب وتناول فيتامين (D) (د) يومياً حيث يزيد من كثافة العظام في منتصف العمر عند السيدات اللاتي لم تتناول هذه الكمية في مرحلة ما قبل منتصف العمر.
* تنظيم الحمل بالمباعدة بين الأحمال والولادات.
* التقليل من الدهون الحيوانية ومن الملح في سن اليأس.
* ممارسة رياضة المشي يومياً لبعض الكيلو مترات ، وتجنب القيام بحركات عنيفة مفاجئة والتي قد تعرضك للسقوط فجأة.
* الابتعاد عن الخمول والكسل.
* تجنب زيادة الوزن والسمنة بالتخفيف من مكية الطعام المتناول وبذل المجهود اللازم لحرق الزائد منه عن حاجة الجسم.
قليل من هذه الحالات تحتاج علاجاً طبيعياً يستوجب تحاليل كاملة لدراسة الهرمونات ومدى توازنها قبل التدخل باللجوء الى الأدوية الخاصة والتي تشمل بعض الهرمونات الضرورية لاستعادة التوازن الهرموني قدر المستطاع ، لتقليل الأعراض الجانبية للهرمونات التي تسبب اختلال الدورة الشهرية ووهن العظام.
.. آلام أسفل الظهر وآلام المفاصل عند النساء .. البعض في مجتمعنا ينظر لها باستخفاف وخصوصاً الرجال ، فلا يعيرون أي اهتمام بعلاجها مع أنه أيسر وأضمن بادئ الأمر.
أما إذا بقي الوضع على حاله ولم يعالج ، فبمرور الوقت لدى بلوغ سن اليأس تصير شائكة ، تأتي بعوارض ومعاناة كثيرة ووخيمة على الصحة ، لعل أشدها هشاشة العظام.
وهو موضوع لقائنا لهذا اليوم الدكتورة/ فاطمة الأكوع اختصاصي أمراض النساء والولادة وفيه توضيح للكثير من خبايا وتطورات هذه المشكلة وما لها من معالجات ، مع جملة من النصائح والإرشادات الإيجابية للحؤول والحد من تصعيداتها وتلافي آثارها.
آلام أسفل الظهر
آلام أسفل الظهر تبدو مُقلقة لبعض النساء ، فما أساس هذه المشكلة وعواملها المسببة ؟
}} هذه المشكلة شائعة كثيراً لدى النساء بعد سن الخامسة والأربعين ، نتيجة تغيرات في الهرمونات الأنثوية المنظمة للدورة ، وكذا هرمونات أخرى بالجسم ، وفي مجملها لا تقتصر وظيفتها على تنظيم الدورة ، لكنها أيضاً هرمونات لبناء الجسم ، تزيد من صلابة الأنسجة العظيمة وتزيد من معدلات ترسيب الأملاح المعدنية ، خاصة (الكالسيوم والفوسفور) بالعظام.
كما تقوي النسيج البروتيني المكون للعظام والذي تترسب عليه مجموعة الأملاح فهذه الهرمونات مع هرمونات أخرى خاصة بالنمو ، تزيد من حجم وسمك أنسجة البروتين وألياف العظام البروتينية التي تحمل فوق سطحها الأيونات المهمة والضرورية لصلابة العظام.
إن الخلل الذي يصيب الهرمونات تتأثر به العظام من ناحية كثافة الأملاح المترسبة على سطح الأنسجة البروتينية المكونة للنسيج العظمي ، في الوقت الذي تختل فيه الدورة الشهرية من حيث الانتظام والكمية وعدد أيام الطمث في كل دورة.
وهذا الضعف في النسيج العظمي تصاحبه آلام بالعظام تختلف في شدتها حسب كل حالة، ومدى التغيرات التي حدثت بالعظام .. حيث تأتي مرتبطة بالتغيرات السلبية في الدورة الشهرية.
لذا يربط الناس بين خلل الدورة الشهرية وآلام العظام المصاحبة لهذا الخلل ، لاسيما آلام أسفل الظهر.
ونتيجة وهن العظام وقلة الأملاح المعدنية المحمولة على أنسجة العظم تتمدد الأوعية الدموية الدقيقة داخل النسيج العظمي ويزداد اندفاع الدم داخل أنسجته، ومع زيادة كمية الدم وتمدد أوعية الدم يزداد توتر العظام من الداخل وتنشأ عن ذلك آلام تنتشر بالأجزاء المختلفة من الجسم يُعبر عنها الناس بالنشر ، كما لو كانت هناك مناشير تقطع العظام.
مواضع الألم
أي المواضع والأجزاء من عظام الجسم الأكثر حساسية للألم بسبب ضعف ووهن العظام ؟
}} أول العظام التي تتأثر بالتغيرات التي ذكرتها هي العظام الإسفنجية والعظام اللينة والأقل صلابة ، وهي :
* عظام أسفل العمود الفقري.
* عظام الحوض والعظم الحرقفي.
* عظام حول مفصلي الحوض وأعلى عظم الفخذ.
* عظام الجمجمة والفقرات العنقية.
* النهايات الطرفية للعظام الطويلة.
*عظام اليدين والقدمين.
ويبدأ ظهور الألم في هذه الأماكن تدريجياً حسب ترتيبها الموضح .. حيث تنتشر الآلام من أسفل العمود الفقري إلى الطرفين السفليين ، وقد تختلط مع أمراض أخرى مماثلة ، كالتهاب العصب الوركي المعروف بعرق النساء .. كما قد تمتزج مع آلام الانزلاق الغضروفي القطني العجزي ، وكذلك مع آلام الالتهابات العظمية الغضروفية.
إلى ذلك تتباين درجة الألم من مريضة إلى أخرى وإن أشتركن وتقاربن في السن مع أن الخلل الهرموني عامل مشترك.
عوامل مؤثرة
تكرار الولادات وتعاقبها وما يلزمها من إرضاع متواصل ، هل فيهما تأثير سلبي على بنية العظام للمرأة ؟
}} هذا صحيح .. فالآلام تزداد حدة نتيجة الولادة المتتابعة وبالرضاعة المتكررة التي يلزمها، وتتعاقب تأثيراتها على العظام قبل سن اليأس .. فتتأثر بنية العظام ويقل تركيز الأملاح المعدنية (الكالسيوم والفسفور) فيها بدرجة أدنى من المعدل الطبيعي على نحو بين ، جراء السحب المستمر المصاحب للحمل بشكل متكرر لتكوين عظام الجنين.
وأيضاً بسبب الرضاعة الطبيعية لهذه الولادات المتتالية ليعقبه بعد ذلك الخلل الهرموني في سن (45-50 عاماً) المعروف بسن اليأس والذي يُحدث تأثيراً سلبياً جديداً واضافياً على العظام الهشة فتزداد وهناً على وهن مما يجعل الآلام أكثر شدة مقارنة بحالات أخرى لم تتأثر عظامها بدرجة ملحوظة لانجاب أطفال أقل من خلال المباعدة بين الولادات وفترات الارضاع المتباعدة أيضاً.
وبالتالي يأتي التأثير السلبي للخلل الهرموني على العظام في سن ما بعد الإنجاب وهي سليمة طبيعية ودرجة كثافة الأملاح المعدنية بها عالية وبحجم طبيعي لألياف البروتين ، ليأتي وهن العظام بدرجة قليلة مصحوبة بآلام بسيطة أو من دون آلام.
المشكلة في سن الانجاب
ماذا عن مشكلة وهن العظام لدى الفتيات والنساء في سن الإنجاب ؟
}} أقصى حجم عظام يصب إليه الإنسان هو ما بين سن (25-30 عاماً) فلابد من توجيه عناية خاصة بالشباب في مرحلة المراهقة وبالبالغات الصغار باعتبارهن عرضة لهذه المشكلة وذلك لتجنب مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
وتقف العديد من العوامل التي تتحكم في كثافة العظام ، فالفتيات اللاتي يُجهدن كثيراً ويمارسن أعمالا مجهدة وهن في أعمار صغيرة نسبياً كالحال بالنسبة لبعض الفتيات في الأرياف يحتفظن بنسبة بسيطة من دهون الجسم ويعانين بشدة من انخفاض معدل هرمون (الاستروجين والبروجستيرون) .. عدا عن ذلك تأثر معدل (الكولسترول) والعناصر الغذائية الأخرى المكملة.
وقد تم توصيف التمرينات الرياضية المعتدلة علاجاً طبيعياً رخيصاً لهشاشة العظام ولزيادة معدل كثافة العظام أثناء المراحل العمرية الصغيرة والمتقدمة على السواء ولمنع فقدان العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ونتيجة لهذه العوامل فإن هؤلاء الفتيات الصغيرات قد لا يستطعن الوصول إلى أقصى معدلات لكثافة العظام المتاحة لأقرانهن ، بل على العكس فمن الممكن أن يصبن بهشاشة العظام المبكرة وتبعاتها ، وبالتالي يتعرضن كثيراً للكسور.
وعلى عكس الأعمال الشاقة اليومية المجهدة هناك الأعمال المفيدة التي تعمل على زيادة نسبة كثافة العظام ، لاسيما في منطقتي العمود الفقري والفخذ للسيدات في مرحلة سن اليأس.
كما أن تناول الكميات الصحيحة من (الكالسيوم) في الوجبات من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم شيء ضروري يفيد في زيادة كثافة العظام لدى الشباب والبالغين الصغار ويساعد على تقليل معدلات فقد العظام لعناصرها في المراحل المتقدمة من العمر.
واللاتي يتبعن أنظمة غذائية صارمة ومنخفضة في السعرات الحرارية هن بالطبع أقل تناولاً (للكالسيوم) من غيرهن ، ومن ثم هن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ويرتبط انخفاض معدل (هرمون الاستروجين) بزيادة معدل هدم وامتصاص العظام ، ومن ثم زيادة خطورة الإصابة بالهشاشة.
وأصبح في حكم المؤكد علمياً الآن أن الناشأ اللاتي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية هن بالتالي يعانين من انخفاض في كثافة العظام ، ومن ثم زيادة معدلات الإصابة العظمية والمفصلية والعضلية بصورة ملحوظة ، وقد تظهر أعراض انخفاض كثافة العظام بعد حوالي (ثلاث سنوات) فقط من اعراض عدم انتظام الدورة الشهرية.
واللاتي يعانين من انخفاض ملحوظ في مستوى (الاستروجين) هن عرضة أكثر للإصابة بانخفاض معدل كثافة العظام في سن صغيرة أي في مرحلة ما قبل سن اليأس.
وبالتالي أصبح واضحاً الآن وجود علاقة قوية بين صحة العظام والعادات الغذائية والتدريبات الرياضية وتوقف الطمث عند النساء والفتيات.
زيادة الوزن
ما مدى تأثير السمنة وزيادة الوزن سلباً على بنية العظام ؟
}} الوزن الكبير الذي تحمله العظام بسبب السمنة يشكل عبئاً ثقيلاً عليها ، وهي مشكلة ربما لا تظهر كثيراً في سن الشباب كون العظام والمفاصل حينها طبيعية قد تتحمل هذه الأوزان.
إلى جانب أن مرحلة الشباب تتسم بالنشاط والحركة ، ومن ثم لا مشكلة فيها بالنسبة للنساء الممتلئات ، فهن أكثر نشاطاً وحركة من البدينات.
إن من اعتدن على الكسل القليلات الحركة معرضات للسمنة وزيادة الوزن ، وفي هذا عبء كبير على العظام ، فإذا ما وهن العظم منهن في سن اليأس تأثرت عظامهن سلباً بصورة أكبر ممن يتميزن بالنحافة وخفة الوزن.
إذن ، الوزن الزائد وقلة الحركة والنشاط ووهن العظام عوامل مجتمعة تضعف العظام أكثر وأكثر مما يعرضها للكسور المتكررة في سن اليأس ، الناتجة في الغالب عن إصابات خفيفة جداً كالانزلاق العادي أو السقوط على الأرض وغيرها من الحوادث البسيطة التي لا تحدث كسوراً على الإطلاق لو كانت العظام طبيعية.
المشي ضروري
بما أن الحركة والنشاط الجيد مهم للمحافظة على صحة الجسم عموماً وعلى بنية العظام .. فماذا عن الرياضة ؟
}} المشي في سن (40-50 عاماً) أحسن رياضة للسيدات ، وقد كان الناس في الماضي القريب قبل عصر السيارات وزحمة الشوارع يمشون يومياً عدة كيلو مترات لقضاء أغراضهم وللوصول إلى أعمالهم ، وكذا لزيارة أقربائهم وأصدقائهم.
أصبح المشي محدوداً هذه الأيام ، خصوصاً في المدن لأن المشي في حقيقة الأمر يفيد العظم بدرجة كبيرة ، لذلك نجد عظام السيدات الريفيات اللواتي يمارسن أنشطة وأعمال وفي حركة مستمرة، أكثر قوة حتى مع تقدمهن في السن ، بل وأكثر تحملاً ولا يشعرن بآلام سن اليأس إذا ماقورنت حالتهن بحالة الكسولات اللواتي يركن إلى الراحة المفرطة ولا يمارسن المشي.
التوازن الهرموني
كيف تفسرين علاقة الاحتلالات الهرمونية لدى المرأة بهشاشة ووهن العظام ؟
}} إن الحالة العامة للجسم ومدى التوازن الهرموني ، إلى جانب وظائف الكلى والكبد وأعضاء الجسم المؤثرة على العظام والتي تفرز هرمونات وإنزيمات وخمائر خاصة.. فإذا لم يكن هناك توازن هرموني قبل سن اليأس ، فإن الخلل المصاحب لقصور الدورة الشهرية يكون ذا تأثير بالغ.
وبالتالي يكون الوهن العظمي شديداً في سن اليأس وتكون الإصابات والكسور المرضية متعددة.
لذلك فإن دراسة الهرمونات بالجسم بصفة عامة وإجراء تحاليل لمعرفة وظائف الكبد والكليتين والغدة الدرقية والغدة الجار درقية والغدة النخامية، والغدة بالجهاز التناسلي ووظائف المبيضين مهم للغاية للوقوف على وظائف كل عضو ومعرفة التركيز الهرموني النوعي ، وإن هذا ليساعد على العلاج الناجع.
أسس الوقاية
ما جدوى علاج مرض الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس ؟
}} لا يسمى الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس مرضاً ، بل حالة فسيولوجية يمكن التغلب على آثارها والتقليل منها ، من خلال :
* الغذاء المتوازن الغني بالكالسيوم والأملاح المعدنية ، كالخضراوات والفواكه.
* ينبغي شرب كوبين من الحليب وتناول فيتامين (D) (د) يومياً حيث يزيد من كثافة العظام في منتصف العمر عند السيدات اللاتي لم تتناول هذه الكمية في مرحلة ما قبل منتصف العمر.
* تنظيم الحمل بالمباعدة بين الأحمال والولادات.
* التقليل من الدهون الحيوانية ومن الملح في سن اليأس.
* ممارسة رياضة المشي يومياً لبعض الكيلو مترات ، وتجنب القيام بحركات عنيفة مفاجئة والتي قد تعرضك للسقوط فجأة.
* الابتعاد عن الخمول والكسل.
* تجنب زيادة الوزن والسمنة بالتخفيف من مكية الطعام المتناول وبذل المجهود اللازم لحرق الزائد منه عن حاجة الجسم.
قليل من هذه الحالات تحتاج علاجاً طبيعياً يستوجب تحاليل كاملة لدراسة الهرمونات ومدى توازنها قبل التدخل باللجوء الى الأدوية الخاصة والتي تشمل بعض الهرمونات الضرورية لاستعادة التوازن الهرموني قدر المستطاع ، لتقليل الأعراض الجانبية للهرمونات التي تسبب اختلال الدورة الشهرية ووهن العظام. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.