صدام وشيك في رأس العارة بين العمالقة ودرع الوطن اليمنية الموالية لولي الأمر رشاد العليمي    العسكرية الثانية تفضح أكاذيب إعلام حلف بن حبريش الفاسد    الأربعاء القادم.. انطلاق بطولة الشركات في ألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثيين بمدينة نصاب    غارتان أمريكيتان تدمران مخزن أسلحة ومصنع متفجرات ومقتل 7 إرهابيين في شبوة    العدو الصهيوني يواصل خروقاته لإتفاق غزة: استمرار الحصار ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية    عدن.. هيئة النقل البري تغيّر مسار رحلات باصات النقل الجماعي    دائرة الرعاية الاجتماعية تنظم فعالية ثقافية بالذكرى السنوية للشهيد    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    فوز (ممداني) صفعة ل(ترامب) ول(الكيان الصهيوني)    الشيخ علي محسن عاصم ل "26 سبتمبر": لن نفرط في دماء الشهداء وسنلاحق المجرمين    الأستاذ علي الكردي رئيس منتدى عدن ل"26سبتمبر": نطالب فخامة الرئيس بإنصاف المظلومين    انها ليست قيادة سرية شابة وانما "حزب الله" جديد    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    تيجان المجد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    عين الوطن الساهرة (1)    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هشاشة العظام وسن اليأس
نشر في الجمهورية يوم 21 - 02 - 2008


الدكتورة / فاطمة الأكوع :
المشي علاج طبيعي لهشاشة العظام والكالسيوم يزيد من كثافة العظام
.. آلام أسفل الظهر وآلام المفاصل عند النساء .. البعض في مجتمعنا ينظر لها باستخفاف وخصوصاً الرجال ، فلا يعيرون أي اهتمام بعلاجها مع أنه أيسر وأضمن بادئ الأمر.
أما إذا بقي الوضع على حاله ولم يعالج ، فبمرور الوقت لدى بلوغ سن اليأس تصير شائكة ، تأتي بعوارض ومعاناة كثيرة ووخيمة على الصحة ، لعل أشدها هشاشة العظام.
وهو موضوع لقائنا لهذا اليوم الدكتورة/ فاطمة الأكوع اختصاصي أمراض النساء والولادة وفيه توضيح للكثير من خبايا وتطورات هذه المشكلة وما لها من معالجات ، مع جملة من النصائح والإرشادات الإيجابية للحؤول والحد من تصعيداتها وتلافي آثارها.
آلام أسفل الظهر
آلام أسفل الظهر تبدو مُقلقة لبعض النساء ، فما أساس هذه المشكلة وعواملها المسببة ؟
}} هذه المشكلة شائعة كثيراً لدى النساء بعد سن الخامسة والأربعين ، نتيجة تغيرات في الهرمونات الأنثوية المنظمة للدورة ، وكذا هرمونات أخرى بالجسم ، وفي مجملها لا تقتصر وظيفتها على تنظيم الدورة ، لكنها أيضاً هرمونات لبناء الجسم ، تزيد من صلابة الأنسجة العظيمة وتزيد من معدلات ترسيب الأملاح المعدنية ، خاصة (الكالسيوم والفوسفور) بالعظام.
كما تقوي النسيج البروتيني المكون للعظام والذي تترسب عليه مجموعة الأملاح فهذه الهرمونات مع هرمونات أخرى خاصة بالنمو ، تزيد من حجم وسمك أنسجة البروتين وألياف العظام البروتينية التي تحمل فوق سطحها الأيونات المهمة والضرورية لصلابة العظام.
إن الخلل الذي يصيب الهرمونات تتأثر به العظام من ناحية كثافة الأملاح المترسبة على سطح الأنسجة البروتينية المكونة للنسيج العظمي ، في الوقت الذي تختل فيه الدورة الشهرية من حيث الانتظام والكمية وعدد أيام الطمث في كل دورة.
وهذا الضعف في النسيج العظمي تصاحبه آلام بالعظام تختلف في شدتها حسب كل حالة، ومدى التغيرات التي حدثت بالعظام .. حيث تأتي مرتبطة بالتغيرات السلبية في الدورة الشهرية.
لذا يربط الناس بين خلل الدورة الشهرية وآلام العظام المصاحبة لهذا الخلل ، لاسيما آلام أسفل الظهر.
ونتيجة وهن العظام وقلة الأملاح المعدنية المحمولة على أنسجة العظم تتمدد الأوعية الدموية الدقيقة داخل النسيج العظمي ويزداد اندفاع الدم داخل أنسجته، ومع زيادة كمية الدم وتمدد أوعية الدم يزداد توتر العظام من الداخل وتنشأ عن ذلك آلام تنتشر بالأجزاء المختلفة من الجسم يُعبر عنها الناس بالنشر ، كما لو كانت هناك مناشير تقطع العظام.
مواضع الألم
أي المواضع والأجزاء من عظام الجسم الأكثر حساسية للألم بسبب ضعف ووهن العظام ؟
}} أول العظام التي تتأثر بالتغيرات التي ذكرتها هي العظام الإسفنجية والعظام اللينة والأقل صلابة ، وهي :
* عظام أسفل العمود الفقري.
* عظام الحوض والعظم الحرقفي.
* عظام حول مفصلي الحوض وأعلى عظم الفخذ.
* عظام الجمجمة والفقرات العنقية.
* النهايات الطرفية للعظام الطويلة.
*عظام اليدين والقدمين.
ويبدأ ظهور الألم في هذه الأماكن تدريجياً حسب ترتيبها الموضح .. حيث تنتشر الآلام من أسفل العمود الفقري إلى الطرفين السفليين ، وقد تختلط مع أمراض أخرى مماثلة ، كالتهاب العصب الوركي المعروف بعرق النساء .. كما قد تمتزج مع آلام الانزلاق الغضروفي القطني العجزي ، وكذلك مع آلام الالتهابات العظمية الغضروفية.
إلى ذلك تتباين درجة الألم من مريضة إلى أخرى وإن أشتركن وتقاربن في السن مع أن الخلل الهرموني عامل مشترك.
عوامل مؤثرة
تكرار الولادات وتعاقبها وما يلزمها من إرضاع متواصل ، هل فيهما تأثير سلبي على بنية العظام للمرأة ؟
}} هذا صحيح .. فالآلام تزداد حدة نتيجة الولادة المتتابعة وبالرضاعة المتكررة التي يلزمها، وتتعاقب تأثيراتها على العظام قبل سن اليأس .. فتتأثر بنية العظام ويقل تركيز الأملاح المعدنية (الكالسيوم والفسفور) فيها بدرجة أدنى من المعدل الطبيعي على نحو بين ، جراء السحب المستمر المصاحب للحمل بشكل متكرر لتكوين عظام الجنين.
وأيضاً بسبب الرضاعة الطبيعية لهذه الولادات المتتالية ليعقبه بعد ذلك الخلل الهرموني في سن (45-50 عاماً) المعروف بسن اليأس والذي يُحدث تأثيراً سلبياً جديداً واضافياً على العظام الهشة فتزداد وهناً على وهن مما يجعل الآلام أكثر شدة مقارنة بحالات أخرى لم تتأثر عظامها بدرجة ملحوظة لانجاب أطفال أقل من خلال المباعدة بين الولادات وفترات الارضاع المتباعدة أيضاً.
وبالتالي يأتي التأثير السلبي للخلل الهرموني على العظام في سن ما بعد الإنجاب وهي سليمة طبيعية ودرجة كثافة الأملاح المعدنية بها عالية وبحجم طبيعي لألياف البروتين ، ليأتي وهن العظام بدرجة قليلة مصحوبة بآلام بسيطة أو من دون آلام.
المشكلة في سن الانجاب
ماذا عن مشكلة وهن العظام لدى الفتيات والنساء في سن الإنجاب ؟
}} أقصى حجم عظام يصب إليه الإنسان هو ما بين سن (25-30 عاماً) فلابد من توجيه عناية خاصة بالشباب في مرحلة المراهقة وبالبالغات الصغار باعتبارهن عرضة لهذه المشكلة وذلك لتجنب مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
وتقف العديد من العوامل التي تتحكم في كثافة العظام ، فالفتيات اللاتي يُجهدن كثيراً ويمارسن أعمالا مجهدة وهن في أعمار صغيرة نسبياً كالحال بالنسبة لبعض الفتيات في الأرياف يحتفظن بنسبة بسيطة من دهون الجسم ويعانين بشدة من انخفاض معدل هرمون (الاستروجين والبروجستيرون) .. عدا عن ذلك تأثر معدل (الكولسترول) والعناصر الغذائية الأخرى المكملة.
وقد تم توصيف التمرينات الرياضية المعتدلة علاجاً طبيعياً رخيصاً لهشاشة العظام ولزيادة معدل كثافة العظام أثناء المراحل العمرية الصغيرة والمتقدمة على السواء ولمنع فقدان العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ونتيجة لهذه العوامل فإن هؤلاء الفتيات الصغيرات قد لا يستطعن الوصول إلى أقصى معدلات لكثافة العظام المتاحة لأقرانهن ، بل على العكس فمن الممكن أن يصبن بهشاشة العظام المبكرة وتبعاتها ، وبالتالي يتعرضن كثيراً للكسور.
وعلى عكس الأعمال الشاقة اليومية المجهدة هناك الأعمال المفيدة التي تعمل على زيادة نسبة كثافة العظام ، لاسيما في منطقتي العمود الفقري والفخذ للسيدات في مرحلة سن اليأس.
كما أن تناول الكميات الصحيحة من (الكالسيوم) في الوجبات من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم شيء ضروري يفيد في زيادة كثافة العظام لدى الشباب والبالغين الصغار ويساعد على تقليل معدلات فقد العظام لعناصرها في المراحل المتقدمة من العمر.
واللاتي يتبعن أنظمة غذائية صارمة ومنخفضة في السعرات الحرارية هن بالطبع أقل تناولاً (للكالسيوم) من غيرهن ، ومن ثم هن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ويرتبط انخفاض معدل (هرمون الاستروجين) بزيادة معدل هدم وامتصاص العظام ، ومن ثم زيادة خطورة الإصابة بالهشاشة.
وأصبح في حكم المؤكد علمياً الآن أن الناشأ اللاتي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية هن بالتالي يعانين من انخفاض في كثافة العظام ، ومن ثم زيادة معدلات الإصابة العظمية والمفصلية والعضلية بصورة ملحوظة ، وقد تظهر أعراض انخفاض كثافة العظام بعد حوالي (ثلاث سنوات) فقط من اعراض عدم انتظام الدورة الشهرية.
واللاتي يعانين من انخفاض ملحوظ في مستوى (الاستروجين) هن عرضة أكثر للإصابة بانخفاض معدل كثافة العظام في سن صغيرة أي في مرحلة ما قبل سن اليأس.
وبالتالي أصبح واضحاً الآن وجود علاقة قوية بين صحة العظام والعادات الغذائية والتدريبات الرياضية وتوقف الطمث عند النساء والفتيات.
زيادة الوزن
ما مدى تأثير السمنة وزيادة الوزن سلباً على بنية العظام ؟
}} الوزن الكبير الذي تحمله العظام بسبب السمنة يشكل عبئاً ثقيلاً عليها ، وهي مشكلة ربما لا تظهر كثيراً في سن الشباب كون العظام والمفاصل حينها طبيعية قد تتحمل هذه الأوزان.
إلى جانب أن مرحلة الشباب تتسم بالنشاط والحركة ، ومن ثم لا مشكلة فيها بالنسبة للنساء الممتلئات ، فهن أكثر نشاطاً وحركة من البدينات.
إن من اعتدن على الكسل القليلات الحركة معرضات للسمنة وزيادة الوزن ، وفي هذا عبء كبير على العظام ، فإذا ما وهن العظم منهن في سن اليأس تأثرت عظامهن سلباً بصورة أكبر ممن يتميزن بالنحافة وخفة الوزن.
إذن ، الوزن الزائد وقلة الحركة والنشاط ووهن العظام عوامل مجتمعة تضعف العظام أكثر وأكثر مما يعرضها للكسور المتكررة في سن اليأس ، الناتجة في الغالب عن إصابات خفيفة جداً كالانزلاق العادي أو السقوط على الأرض وغيرها من الحوادث البسيطة التي لا تحدث كسوراً على الإطلاق لو كانت العظام طبيعية.
المشي ضروري
بما أن الحركة والنشاط الجيد مهم للمحافظة على صحة الجسم عموماً وعلى بنية العظام .. فماذا عن الرياضة ؟
}} المشي في سن (40-50 عاماً) أحسن رياضة للسيدات ، وقد كان الناس في الماضي القريب قبل عصر السيارات وزحمة الشوارع يمشون يومياً عدة كيلو مترات لقضاء أغراضهم وللوصول إلى أعمالهم ، وكذا لزيارة أقربائهم وأصدقائهم.
أصبح المشي محدوداً هذه الأيام ، خصوصاً في المدن لأن المشي في حقيقة الأمر يفيد العظم بدرجة كبيرة ، لذلك نجد عظام السيدات الريفيات اللواتي يمارسن أنشطة وأعمال وفي حركة مستمرة، أكثر قوة حتى مع تقدمهن في السن ، بل وأكثر تحملاً ولا يشعرن بآلام سن اليأس إذا ماقورنت حالتهن بحالة الكسولات اللواتي يركن إلى الراحة المفرطة ولا يمارسن المشي.
التوازن الهرموني
كيف تفسرين علاقة الاحتلالات الهرمونية لدى المرأة بهشاشة ووهن العظام ؟
}} إن الحالة العامة للجسم ومدى التوازن الهرموني ، إلى جانب وظائف الكلى والكبد وأعضاء الجسم المؤثرة على العظام والتي تفرز هرمونات وإنزيمات وخمائر خاصة.. فإذا لم يكن هناك توازن هرموني قبل سن اليأس ، فإن الخلل المصاحب لقصور الدورة الشهرية يكون ذا تأثير بالغ.
وبالتالي يكون الوهن العظمي شديداً في سن اليأس وتكون الإصابات والكسور المرضية متعددة.
لذلك فإن دراسة الهرمونات بالجسم بصفة عامة وإجراء تحاليل لمعرفة وظائف الكبد والكليتين والغدة الدرقية والغدة الجار درقية والغدة النخامية، والغدة بالجهاز التناسلي ووظائف المبيضين مهم للغاية للوقوف على وظائف كل عضو ومعرفة التركيز الهرموني النوعي ، وإن هذا ليساعد على العلاج الناجع.
أسس الوقاية
ما جدوى علاج مرض الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس ؟
}} لا يسمى الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس مرضاً ، بل حالة فسيولوجية يمكن التغلب على آثارها والتقليل منها ، من خلال :
* الغذاء المتوازن الغني بالكالسيوم والأملاح المعدنية ، كالخضراوات والفواكه.
* ينبغي شرب كوبين من الحليب وتناول فيتامين (D) (د) يومياً حيث يزيد من كثافة العظام في منتصف العمر عند السيدات اللاتي لم تتناول هذه الكمية في مرحلة ما قبل منتصف العمر.
* تنظيم الحمل بالمباعدة بين الأحمال والولادات.
* التقليل من الدهون الحيوانية ومن الملح في سن اليأس.
* ممارسة رياضة المشي يومياً لبعض الكيلو مترات ، وتجنب القيام بحركات عنيفة مفاجئة والتي قد تعرضك للسقوط فجأة.
* الابتعاد عن الخمول والكسل.
* تجنب زيادة الوزن والسمنة بالتخفيف من مكية الطعام المتناول وبذل المجهود اللازم لحرق الزائد منه عن حاجة الجسم.
قليل من هذه الحالات تحتاج علاجاً طبيعياً يستوجب تحاليل كاملة لدراسة الهرمونات ومدى توازنها قبل التدخل باللجوء الى الأدوية الخاصة والتي تشمل بعض الهرمونات الضرورية لاستعادة التوازن الهرموني قدر المستطاع ، لتقليل الأعراض الجانبية للهرمونات التي تسبب اختلال الدورة الشهرية ووهن العظام.
.. آلام أسفل الظهر وآلام المفاصل عند النساء .. البعض في مجتمعنا ينظر لها باستخفاف وخصوصاً الرجال ، فلا يعيرون أي اهتمام بعلاجها مع أنه أيسر وأضمن بادئ الأمر.
أما إذا بقي الوضع على حاله ولم يعالج ، فبمرور الوقت لدى بلوغ سن اليأس تصير شائكة ، تأتي بعوارض ومعاناة كثيرة ووخيمة على الصحة ، لعل أشدها هشاشة العظام.
وهو موضوع لقائنا لهذا اليوم الدكتورة/ فاطمة الأكوع اختصاصي أمراض النساء والولادة وفيه توضيح للكثير من خبايا وتطورات هذه المشكلة وما لها من معالجات ، مع جملة من النصائح والإرشادات الإيجابية للحؤول والحد من تصعيداتها وتلافي آثارها.
آلام أسفل الظهر
آلام أسفل الظهر تبدو مُقلقة لبعض النساء ، فما أساس هذه المشكلة وعواملها المسببة ؟
}} هذه المشكلة شائعة كثيراً لدى النساء بعد سن الخامسة والأربعين ، نتيجة تغيرات في الهرمونات الأنثوية المنظمة للدورة ، وكذا هرمونات أخرى بالجسم ، وفي مجملها لا تقتصر وظيفتها على تنظيم الدورة ، لكنها أيضاً هرمونات لبناء الجسم ، تزيد من صلابة الأنسجة العظيمة وتزيد من معدلات ترسيب الأملاح المعدنية ، خاصة (الكالسيوم والفوسفور) بالعظام.
كما تقوي النسيج البروتيني المكون للعظام والذي تترسب عليه مجموعة الأملاح فهذه الهرمونات مع هرمونات أخرى خاصة بالنمو ، تزيد من حجم وسمك أنسجة البروتين وألياف العظام البروتينية التي تحمل فوق سطحها الأيونات المهمة والضرورية لصلابة العظام.
إن الخلل الذي يصيب الهرمونات تتأثر به العظام من ناحية كثافة الأملاح المترسبة على سطح الأنسجة البروتينية المكونة للنسيج العظمي ، في الوقت الذي تختل فيه الدورة الشهرية من حيث الانتظام والكمية وعدد أيام الطمث في كل دورة.
وهذا الضعف في النسيج العظمي تصاحبه آلام بالعظام تختلف في شدتها حسب كل حالة، ومدى التغيرات التي حدثت بالعظام .. حيث تأتي مرتبطة بالتغيرات السلبية في الدورة الشهرية.
لذا يربط الناس بين خلل الدورة الشهرية وآلام العظام المصاحبة لهذا الخلل ، لاسيما آلام أسفل الظهر.
ونتيجة وهن العظام وقلة الأملاح المعدنية المحمولة على أنسجة العظم تتمدد الأوعية الدموية الدقيقة داخل النسيج العظمي ويزداد اندفاع الدم داخل أنسجته، ومع زيادة كمية الدم وتمدد أوعية الدم يزداد توتر العظام من الداخل وتنشأ عن ذلك آلام تنتشر بالأجزاء المختلفة من الجسم يُعبر عنها الناس بالنشر ، كما لو كانت هناك مناشير تقطع العظام.
مواضع الألم
أي المواضع والأجزاء من عظام الجسم الأكثر حساسية للألم بسبب ضعف ووهن العظام ؟
}} أول العظام التي تتأثر بالتغيرات التي ذكرتها هي العظام الإسفنجية والعظام اللينة والأقل صلابة ، وهي :
* عظام أسفل العمود الفقري.
* عظام الحوض والعظم الحرقفي.
* عظام حول مفصلي الحوض وأعلى عظم الفخذ.
* عظام الجمجمة والفقرات العنقية.
* النهايات الطرفية للعظام الطويلة.
*عظام اليدين والقدمين.
ويبدأ ظهور الألم في هذه الأماكن تدريجياً حسب ترتيبها الموضح .. حيث تنتشر الآلام من أسفل العمود الفقري إلى الطرفين السفليين ، وقد تختلط مع أمراض أخرى مماثلة ، كالتهاب العصب الوركي المعروف بعرق النساء .. كما قد تمتزج مع آلام الانزلاق الغضروفي القطني العجزي ، وكذلك مع آلام الالتهابات العظمية الغضروفية.
إلى ذلك تتباين درجة الألم من مريضة إلى أخرى وإن أشتركن وتقاربن في السن مع أن الخلل الهرموني عامل مشترك.
عوامل مؤثرة
تكرار الولادات وتعاقبها وما يلزمها من إرضاع متواصل ، هل فيهما تأثير سلبي على بنية العظام للمرأة ؟
}} هذا صحيح .. فالآلام تزداد حدة نتيجة الولادة المتتابعة وبالرضاعة المتكررة التي يلزمها، وتتعاقب تأثيراتها على العظام قبل سن اليأس .. فتتأثر بنية العظام ويقل تركيز الأملاح المعدنية (الكالسيوم والفسفور) فيها بدرجة أدنى من المعدل الطبيعي على نحو بين ، جراء السحب المستمر المصاحب للحمل بشكل متكرر لتكوين عظام الجنين.
وأيضاً بسبب الرضاعة الطبيعية لهذه الولادات المتتالية ليعقبه بعد ذلك الخلل الهرموني في سن (45-50 عاماً) المعروف بسن اليأس والذي يُحدث تأثيراً سلبياً جديداً واضافياً على العظام الهشة فتزداد وهناً على وهن مما يجعل الآلام أكثر شدة مقارنة بحالات أخرى لم تتأثر عظامها بدرجة ملحوظة لانجاب أطفال أقل من خلال المباعدة بين الولادات وفترات الارضاع المتباعدة أيضاً.
وبالتالي يأتي التأثير السلبي للخلل الهرموني على العظام في سن ما بعد الإنجاب وهي سليمة طبيعية ودرجة كثافة الأملاح المعدنية بها عالية وبحجم طبيعي لألياف البروتين ، ليأتي وهن العظام بدرجة قليلة مصحوبة بآلام بسيطة أو من دون آلام.
المشكلة في سن الانجاب
ماذا عن مشكلة وهن العظام لدى الفتيات والنساء في سن الإنجاب ؟
}} أقصى حجم عظام يصب إليه الإنسان هو ما بين سن (25-30 عاماً) فلابد من توجيه عناية خاصة بالشباب في مرحلة المراهقة وبالبالغات الصغار باعتبارهن عرضة لهذه المشكلة وذلك لتجنب مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
وتقف العديد من العوامل التي تتحكم في كثافة العظام ، فالفتيات اللاتي يُجهدن كثيراً ويمارسن أعمالا مجهدة وهن في أعمار صغيرة نسبياً كالحال بالنسبة لبعض الفتيات في الأرياف يحتفظن بنسبة بسيطة من دهون الجسم ويعانين بشدة من انخفاض معدل هرمون (الاستروجين والبروجستيرون) .. عدا عن ذلك تأثر معدل (الكولسترول) والعناصر الغذائية الأخرى المكملة.
وقد تم توصيف التمرينات الرياضية المعتدلة علاجاً طبيعياً رخيصاً لهشاشة العظام ولزيادة معدل كثافة العظام أثناء المراحل العمرية الصغيرة والمتقدمة على السواء ولمنع فقدان العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ونتيجة لهذه العوامل فإن هؤلاء الفتيات الصغيرات قد لا يستطعن الوصول إلى أقصى معدلات لكثافة العظام المتاحة لأقرانهن ، بل على العكس فمن الممكن أن يصبن بهشاشة العظام المبكرة وتبعاتها ، وبالتالي يتعرضن كثيراً للكسور.
وعلى عكس الأعمال الشاقة اليومية المجهدة هناك الأعمال المفيدة التي تعمل على زيادة نسبة كثافة العظام ، لاسيما في منطقتي العمود الفقري والفخذ للسيدات في مرحلة سن اليأس.
كما أن تناول الكميات الصحيحة من (الكالسيوم) في الوجبات من خلال تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم شيء ضروري يفيد في زيادة كثافة العظام لدى الشباب والبالغين الصغار ويساعد على تقليل معدلات فقد العظام لعناصرها في المراحل المتقدمة من العمر.
واللاتي يتبعن أنظمة غذائية صارمة ومنخفضة في السعرات الحرارية هن بالطبع أقل تناولاً (للكالسيوم) من غيرهن ، ومن ثم هن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام في المراحل العمرية المتقدمة.
ويرتبط انخفاض معدل (هرمون الاستروجين) بزيادة معدل هدم وامتصاص العظام ، ومن ثم زيادة خطورة الإصابة بالهشاشة.
وأصبح في حكم المؤكد علمياً الآن أن الناشأ اللاتي يعانين من اضطراب في الدورة الشهرية هن بالتالي يعانين من انخفاض في كثافة العظام ، ومن ثم زيادة معدلات الإصابة العظمية والمفصلية والعضلية بصورة ملحوظة ، وقد تظهر أعراض انخفاض كثافة العظام بعد حوالي (ثلاث سنوات) فقط من اعراض عدم انتظام الدورة الشهرية.
واللاتي يعانين من انخفاض ملحوظ في مستوى (الاستروجين) هن عرضة أكثر للإصابة بانخفاض معدل كثافة العظام في سن صغيرة أي في مرحلة ما قبل سن اليأس.
وبالتالي أصبح واضحاً الآن وجود علاقة قوية بين صحة العظام والعادات الغذائية والتدريبات الرياضية وتوقف الطمث عند النساء والفتيات.
زيادة الوزن
ما مدى تأثير السمنة وزيادة الوزن سلباً على بنية العظام ؟
}} الوزن الكبير الذي تحمله العظام بسبب السمنة يشكل عبئاً ثقيلاً عليها ، وهي مشكلة ربما لا تظهر كثيراً في سن الشباب كون العظام والمفاصل حينها طبيعية قد تتحمل هذه الأوزان.
إلى جانب أن مرحلة الشباب تتسم بالنشاط والحركة ، ومن ثم لا مشكلة فيها بالنسبة للنساء الممتلئات ، فهن أكثر نشاطاً وحركة من البدينات.
إن من اعتدن على الكسل القليلات الحركة معرضات للسمنة وزيادة الوزن ، وفي هذا عبء كبير على العظام ، فإذا ما وهن العظم منهن في سن اليأس تأثرت عظامهن سلباً بصورة أكبر ممن يتميزن بالنحافة وخفة الوزن.
إذن ، الوزن الزائد وقلة الحركة والنشاط ووهن العظام عوامل مجتمعة تضعف العظام أكثر وأكثر مما يعرضها للكسور المتكررة في سن اليأس ، الناتجة في الغالب عن إصابات خفيفة جداً كالانزلاق العادي أو السقوط على الأرض وغيرها من الحوادث البسيطة التي لا تحدث كسوراً على الإطلاق لو كانت العظام طبيعية.
المشي ضروري
بما أن الحركة والنشاط الجيد مهم للمحافظة على صحة الجسم عموماً وعلى بنية العظام .. فماذا عن الرياضة ؟
}} المشي في سن (40-50 عاماً) أحسن رياضة للسيدات ، وقد كان الناس في الماضي القريب قبل عصر السيارات وزحمة الشوارع يمشون يومياً عدة كيلو مترات لقضاء أغراضهم وللوصول إلى أعمالهم ، وكذا لزيارة أقربائهم وأصدقائهم.
أصبح المشي محدوداً هذه الأيام ، خصوصاً في المدن لأن المشي في حقيقة الأمر يفيد العظم بدرجة كبيرة ، لذلك نجد عظام السيدات الريفيات اللواتي يمارسن أنشطة وأعمال وفي حركة مستمرة، أكثر قوة حتى مع تقدمهن في السن ، بل وأكثر تحملاً ولا يشعرن بآلام سن اليأس إذا ماقورنت حالتهن بحالة الكسولات اللواتي يركن إلى الراحة المفرطة ولا يمارسن المشي.
التوازن الهرموني
كيف تفسرين علاقة الاحتلالات الهرمونية لدى المرأة بهشاشة ووهن العظام ؟
}} إن الحالة العامة للجسم ومدى التوازن الهرموني ، إلى جانب وظائف الكلى والكبد وأعضاء الجسم المؤثرة على العظام والتي تفرز هرمونات وإنزيمات وخمائر خاصة.. فإذا لم يكن هناك توازن هرموني قبل سن اليأس ، فإن الخلل المصاحب لقصور الدورة الشهرية يكون ذا تأثير بالغ.
وبالتالي يكون الوهن العظمي شديداً في سن اليأس وتكون الإصابات والكسور المرضية متعددة.
لذلك فإن دراسة الهرمونات بالجسم بصفة عامة وإجراء تحاليل لمعرفة وظائف الكبد والكليتين والغدة الدرقية والغدة الجار درقية والغدة النخامية، والغدة بالجهاز التناسلي ووظائف المبيضين مهم للغاية للوقوف على وظائف كل عضو ومعرفة التركيز الهرموني النوعي ، وإن هذا ليساعد على العلاج الناجع.
أسس الوقاية
ما جدوى علاج مرض الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس ؟
}} لا يسمى الوهن العظمي المصاحب لسن اليأس مرضاً ، بل حالة فسيولوجية يمكن التغلب على آثارها والتقليل منها ، من خلال :
* الغذاء المتوازن الغني بالكالسيوم والأملاح المعدنية ، كالخضراوات والفواكه.
* ينبغي شرب كوبين من الحليب وتناول فيتامين (D) (د) يومياً حيث يزيد من كثافة العظام في منتصف العمر عند السيدات اللاتي لم تتناول هذه الكمية في مرحلة ما قبل منتصف العمر.
* تنظيم الحمل بالمباعدة بين الأحمال والولادات.
* التقليل من الدهون الحيوانية ومن الملح في سن اليأس.
* ممارسة رياضة المشي يومياً لبعض الكيلو مترات ، وتجنب القيام بحركات عنيفة مفاجئة والتي قد تعرضك للسقوط فجأة.
* الابتعاد عن الخمول والكسل.
* تجنب زيادة الوزن والسمنة بالتخفيف من مكية الطعام المتناول وبذل المجهود اللازم لحرق الزائد منه عن حاجة الجسم.
قليل من هذه الحالات تحتاج علاجاً طبيعياً يستوجب تحاليل كاملة لدراسة الهرمونات ومدى توازنها قبل التدخل باللجوء الى الأدوية الخاصة والتي تشمل بعض الهرمونات الضرورية لاستعادة التوازن الهرموني قدر المستطاع ، لتقليل الأعراض الجانبية للهرمونات التي تسبب اختلال الدورة الشهرية ووهن العظام. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.