نقدّر دور تركيا الإيجابي من أجل دعم القضايا الإسلامية والعربية وخصوصاً قضية فلسطين يجب احترام الأديان والمقدسات الدينية للشعوب وتشجيع الحوار بين الحضارات الرئيس جول : علاقة البلدين ذات ميزة خاصة وعازمون على رفعها لتكون نموذجاً للدول الأخرى نسعى لزيادة الاستثمارات المشتركة ودعم برامج التنمية في اليمن أقام فخامة الرئيس عبدالله جول رئيس الجمهورية التركية مساء أمس بالقصر الجمهوري في انقرة مأدبة عشاء على شرف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والوفد المرافق له .. حضرها من الجانب التركي رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء ورئيس البرلمان كوك سال ، ونائب رئيس الوزراء وزير الدولة للشئون الاقتصادية مازن اكرن ، ووزراء الخارجية والصحة والزراعة ورئيس هيئة اركان القوات المسلحة التركية ، وعدد من المسئولين ورجال الاعمال الاتراك وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بأنقرة. وقد تحدث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بكلمة عبر في مستهلها عن الشكر الجزيل لفخامة الرئيس عبد الله جول والشعب التركي الشقيق على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي حظي به والوفد المرافق خلال زيارته لهذا البلد العريق والجميل. وقال: «تأتي هذه الزيارة تواصلاً للعلاقات التاريخية والمتميزة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين والتي تتجسد في الكثير من الشواهد التاريخية والثقافية والعمرانية والاجتماعية المتعددة التي عكست خصوصية هذه العلاقات بين البلدين على مدى حقب تاريخية ماضية». وأعرب الأخ الرئيس عن ارتياحه للتنامي المستمر الذي تشهده العلاقات اليمنية -التركية وما تحققه الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين من نتائج ايجابية على صعيد الانطلاق بتلك العلاقات ومجالات التعاون المشترك بين البلدين نحو آفاق رحبة وواسعة.. منوهاً إلى أن زيارة الرئيس عبد الله جول وكذا زيارة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى اليمن قد أتاحت الفرصة لإقامة شراكة مثمرة بين البلدين. وقال : «وزيارتنا اليوم لتركيا الشقيقة تأتي في إطار الحرص المشترك والرغبة الصادقة في تعزيز الشراكة القائمة والدفع بها نحو ما يلبي تطلعات الشعبين اليمني - التركي». ودعا الأخ رئيس الجمهورية في كلمته رجال الأعمال والمستثمرين الاتراك للاستثمار في الجمهورية اليمنية .. مؤكدا أنهم سيحظون بكل الرعاية والتشجيع من قبل الجهات الحكومية المعنية .. موضحاً أن في اليمن فرصاً ومزايا استثمارية واعدة ومتميزة وأن قانون الاستثمار اليمني يوفر كافة التسهيلات والضمانات للمستثمرين مايضمن نجاح استثماراتهم وبما يعود بالنفع على الجميع. وأعرب الأخ الرئيس عن تقدير الجمهورية اليمنية العالي لدور تركيا الإيجابي من أجل دعم القضايا الإسلامية والعربية وبخاصة القضية الفلسطينية ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ووفقاً لقرارات الشرعية الدولية، والمحافظة على المقدسات الإسلامية في بيت المقدس وكذا دور تركيا في سبيل إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. وثمن الأخ الرئيس الدور التركي في دعم جهود إحلال الأمن والاستقرار في العراق وبما يمكن هذا البلد الشقيق من استعادة عافيته وأمنه واستقراره وينهض بدوره ومكانته لخدمة قضايا أمته العربية والإسلامية والاستقرار في المنطقة. وقال:«إن اليمن وتركيا تمثلان نموذجاً في الممارسة الديمقراطية والتعددية السياسية والتمسك بمبدأ التداول السلمي للسلطة وهو ما يفتح مجالات واسعة للاستفادة من تجارب البلدين». . معرباً عن أمله في أن تسهم الحكومة التركية في دعم عملية التنمية والإصلاحات والاستثمار في اليمن. وأكد الأخ الرئيس تطابق مواقف اليمن وتركيا إزاء الكثير من القضايا والتطورات ومنها ما يتصل بمكافحة الإرهاب .. مجدداً تأكيده بأن الإرهاب آفة دولية خطيرة لا دين ولا وطن له وينبغي أن تتكاتف جهود الجميع من أجل القضاء عليه وتجفيف منابعه. وشدد الأخ الرئيس على أهمية أن يعمل الجميع من أجل إزالة المناخات المشجعة على التطرف والإرهاب وفي مقدمتها مكافحة الفقر والبطالة.. معتبراً أن تحقيق ذلك يتطلب أن تقف الدول الغنية الى جانب الدول الفقيرة والنامية لمساعدتها على التغلب على تحديات التنمية والفقر حتى لا يجد المتطرفون الفرصة لاستقطاب الشباب والتغرير بهم والدفع بهم لارتكاب اعمال العنف والإرهاب التي تضر بالسلم والاستقرار العالمي. واستنكر الأخ الرئيس وندد بشدة نشر بعض الصحف الأوروبية رسوماً مسيئة لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .. منبهاً إلى أن هذا التصرف الذي وصفه بالمتطرف، يستفز مشاعر المسلمين جميعاً ولايمكن أن يندرج في إطار حرية الرأي والتعبير . وشدد الأخ رئيس الجمهورية على أهمية احترام الأديان والمعتقدات والمقدسات الدينية للشعوب وتشجيع الحوار بين الحضارات. وأعلن موقف الجمهورية اليمنية الداعي إلى ضرورة إيجاد تشريعات دولية تمنع المساس بالمقدسات والمعتقدات الدينية وبما يعزز قيم التعايش بين الشعوب ويخدم السلم الدولي. وأكد الأخ رئيس الجمهورية في ختام كلمته، مجدداً حرص الجمهورية اليمنية على تعزيز علاقات الإخاء والشراكة مع تركيا وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. من جانبه فخامة رحّب الرئيس التركي عبدالله جول بزيارة أخيه فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح والوفد المرافق ، مؤكداً أن هذه الزيارة تحظى بأهمية تاريخية كونها اول زيارة تتم بين تركيا واليمن على مستوى رئاسة الدولة. وأكد ان علاقة بلاده مع اليمن موثقة بروابط تاريخية وثقافية ذات جذور عميقة لها ميزة خاصة.. وقال «إن الشعبين في البلدين يربطهما تاريخ طويل وقيم مشتركة وعاشا الفرح والألم معاً وإننا نشعر بسعادة لوجود مشاعر اخوية متبادلة ومستمرة الى يومنا هذا بين الشعبين التركي واليمني. وأشار الى ان الوثيقة التي تم التوقيع عليها خلال مباحثات أمس تشكل خطوة إضافية نحو تعزيز العلاقات اليمنية التركية. وأضاف «ينبغي علينا ان نبذل جهوداً مكثفة بغية تطوير علاقاتنا الثنائية الاقتصادية والتجارية على أساس المصالح المتبادلة لشعوبنا ، وعلينا ان نسعى لزيادة الاستثمارات المشتركة والمتبادلة واعتقد ان المباحثات البناءة التي اجريناها اليوم واجتماع مجلس العمل الذي سيعقد غداً باشتراك رجال الاعمال من البلدين ستشكلان خطوات هامة نحو الهدف نفسه». وتابع «إننا نقدر ونثمن الجهود المبذولة من أجل التنمية ومشاريع البنية التحتية والاصلاحات الهامة والتي بدأت تحت قيادتكم الرشيدة في اليمن ، ونؤمن بأن هذه الانجازات ستحقق النمو في المجال الاقتصادي كما انها ستضيف قوة للشعب اليمني في إطار وحدته الجماعية».. وتابع «ان تركيا ترغب بمؤسساتها الرسمية وبقطاعاتها المساهمة في تنمية اليمن ، فرجال أعمالنا سيكونون شركاء أمناء في المشاريع التي ستقومون بتنفيذها». وفيما يتعلق بالمواضيع الدولية التي قال إنها كانت محلاً لتبادل مفيد للآراء والأفكار بينه «وفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعد من أبرز شخصيات الدولة في العالم العربي» مؤكداً تطابق وجهات النظر التركية واليمنية حيال الأوضاع الراهنة والمواضيع الاقليمية.. وعرض الرئيس جول في كلمته الاوضاع التي تعيشها المنطقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية ذات الأولوية التي تنتظر الحل العاجل ، الى جانب التطورات الحاصلة في العراق والآلام التي يعيشها الشعب العراقي.. مؤكداً عزم بلاده مواصلة المساهمة الممكنة في تحقيق الاستقرار في العراق. وفي ما يتعلق بالاوضاع في لبنان تمنى فخامته ان تنتهي مسيرة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان بصورة تساعد في تحقيق الاستقرار.. مؤكداً ضرورة التضامن والتعاون الدولي لمواجهة التهديدات الحاصلة بسبب انتشار اسلحة الدمار والإرهاب التي تعاني منها دول العالم ومنها تركيا واليمن.. مشيراً الى ان عدم الاستقرار والعنف والخلاف لايجلب لشعوبنا سوى الألم والحزن الأمر الذي يتطلب ايجاد الحل للنزاعات على أساس التفاوض والنية الحسنة . وأكد الرئيس التركي في ختام كلمته ضرورة الوصول الى مناخ مناسب يتيح فرصة لتوجيه موارد المنطقة لتقدم ورفاه شعوبها بدلاً من صرفها على الحروب والنزاعات.. مشيراً إلى أهمية إزالة الآلام السائدة في بعض دول المنطقة وإجراء اصلاحات وقفزات كبيرة في مجالات حقوق المرأة والخدمات الصحية والتعليمية والعلمية.. منوهاً بأن اليمن تتفق مع تركيا في هذا المجال. وقال: إن تركيا عازمة على رفع مستوى علاقاتها مع اليمن بحيث يكون نموذجاً للدول الأخرى.. مؤكداً أن العلاقات التركية اليمنية تملك مستقبلاً مشرقاً.