بخطى حثيثة يتجه نحونا موسم زراعة الأشجار والشجيرات والزهور الخاصة بالحدائق والمتنزهات والشوارع بعد أن ودّعنا موسم زراعة الأشجار المثمرة الذي حلّ علينا خلال الفترة «15يناير- 15 فبراير» ومما لا شك فيه أن موسم زراعة الحدائق والذي سيتم تدشينه يوم20 مارس الجاري ما هو إلا رسالة مفادها ضرورة الاهتمام بالشجرة لما لها من فوائد جمة، صحية وجمالية واقتصادية وغيرها. ماذا يجب علينا نحن المواطنين تجاه موسم التشجير، وماذا يجب على الجهات ذات العلاقة من أجل إنجاح هذا الموسم، وما هي المعوقات التي تقف في طريق الاستفادة منه استفادة كاملة؟! .. لقاؤنا مع المهندس/هاشم أحمد الهندي، مدير عام الحدائق والمتنزهات في أمانة العاصمة كفيل بتوضيح كل ذلك.. احتفال وأهداف ماذا يعني الاحتفال بمقدم موسم التشجير، وما هي الوسائل الكفيلة بإنجاحه، مع إعطاء فكرة عن أنواع الأشجار والزهور التي تزرعونها؟. إن الاحتفال بمقدم موسم تشجير الحدائق والمتنزهات والشوارع يعد احتفالاً يحمل أهدافاً كثيرة من أهمها التعريف بأهمية الشجرة وفوائدها المتعددة، وتعتبر الأشجار المزروعة في الموسم نفسه ذات نمو جيد ومميزات أفضل من تلك التي تزرع في فترات أخرى، ويأتي هذا الموسم بعد انتهاء فصل الشتاء وبدء فترة ظهور الأزهار. ومن أجل إنجاح هذا الموسم فلابد من وعي الجميع بأهمية الإكثار من المساحات الخضراء في العاصمة صنعاء وفي كل مناطق الجمهورية، وكذا لابد من تضافر الجهود والتعاون جنباً إلى جنب مع الجهات المختصة. وأود أن أشير إلى أن الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات في أمانة العاصمة تسعى نحو زراعة أنواع متعددة من الأشجار في الحدائق والشوارع، مع مراعاة استبعاد الأشجار التي تحتاج لكميات كبيرة من المياه وعلى وجه الخصوص الزهور؛ لأنها تستهلك كمية مياه كبيرة. أما بخصوص الأشجار والزهور التي نقوم بزراعتها، فهناك أنواع عديدة دخلت ضمن برنامج التشجير منها أشجار "الفيكس نيتدا والجاكرندا والبونسيانا" ومن الشجيرات "الدورنتا والجستروم والكرزنتيام والبلمباجو" أما الزهور فهي كثيرة ومنها "الونتابيتونيا والجازانيا والمارجريتا وحنك السبع" وطبعاً كل هذه الأصناف من إنتاج مشاتل محلية، أما ما يتم استيراده فهو ما يخص المسطحات الخضراء فقط. أنشطة هذا العام ماذا أعددتم لموسم هذا العام من خطط وبرامج؟. الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات في أمانة العاصمة أعدت 19موقعاً زراعياً وقدمتها للأخوة في صندوق النظافة، ونتيجة لما يواجهه الصندوق من عجز في الجانب المالي إلى جانب مواجهة إدارة الحدائق للعجز في قضية المياه وتوفيرها، فقد تم الاتفاق على تأهيل 9 مواقع فقط خلال هذا العام بتكلفة مقدارها10 ملايين ريال تقريباً، على أن يتم استكمال ما تبقى خلال العام القادم، ولدينا أيضاً خلال هذا العام تشجير خمس حدائق بالإضافة إلى استكمال الجزء الجنوبي الشرقي من حديقة الثورة التي يتم تأهيلها حالياً، كذلك لانزال مستمرين في تقديم «7 حدائق تقريباً» للصندوق الاجتماعي للتنمية لهدف تأهيلها تأهيلاً متكاملاً من حيث الإنشاءات الزراعية وحصلنا منه على وعد بتأهيل حديقة واحدة فقط، على أن يتم تأهيل الأخريات خلال العام القادم. وأوضّح هنا أن ما تم ذكره بخصوص تشجير 5 حدائق فهذا سيتم حله مع صندوق النظافة لتمويل تشجيرها والبحث عن مصادر لها. أيضاً هناك تأهيل الجزء الجنوبي الغربي من حديقة السبعين وسيتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية فيها في نهاية مارس الجاري إن شاء الله ومن ثم تبدأ الأعمال الزراعية وشبكة الري من قبل مكتب الزراعة بالأمانة. ولابد هنا من توضيح أن الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات تقوم فقط بتشغيل وصيانة الحدائق والمحافظة على محتوياتها إلى جانب تجهيزها زراعياً بتمويل من جهات متعددة مثل صندوق النظافة ومكتب الزراعة وغيرها من مكاتب أمانة العاصمة ممن لديها ميزانيات استثمارية، وطبعاً كل حديقة لديها اعتمادات شهرية بموجبها تتم صيانة الممرات والألعاب والمزروعات وغيرها بصورة دورية. كما أن هناك حدائق أخرى سيتم تأهيلها خلال هذا العام منها حديقة وحدة جوار 727 بمنطقة الثورة إلى جانب حديقة مدينة صوفان بالمنطقة ذاتها، وحديقة السنينة بمنطقة معين، هذه الحدائق سيتم تأهيلها زراعياً مع استكمال ما تبقى من أعمال البنية التحتية بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية. كما أنه سيتم خلال هذا العام تركيب 36 لعبة مجانية في مختلف حدائق أحياء أمانة العاصمة بتمويل من مبادرة حماية الأطفال وبدعم من المعهد العربي للإنماء، هذا بالإضافة إلى أن الصندوق الاجتماعي للتنمية قام بتمويل إنشاء استراحة في حديقة برلين. وأود في نهاية ما تم إيضاحه حول الخطط المستقبلية للإدارة العامة للحدائق والمتنزهات في أمانة العاصمة أن أشير إلى أن مكتب الأشغال في أمانة العاصمة هو المسؤول عن تجهيز البنية التحتية للحدائق من ممرات ومبانٍ وإنارة وأسوار وبوفيات ومرافق صحية وغيرها وذلك قبل تسيلمها لإدارة الحدائق. مشاريع جديدة ماذا بشأن مشروعي الحديقة الدولية وحديقة المثلث، وكيف تتعاملون مع ما يتم استحداثه من مثلثات حول الجسور الجديدة؟. بالنسبة لمشروع الحديقة الدولية فإن الاخوة في القطاع الفني بأمانة العاصمة هم المسؤولون عنه، وهو مشروع كبير جداً ويحتاج لميزانية كبيرة، أما مشروع حديقة المثلث أو جنوب السبعين فقد قام الاخوة في القطاع الفني بالأمانة بتجهيز التصاميم الخاصة به بمشاركة شركة خارجية من حيث إعداد التصاميم، ومشاركة الصندوق الاجتماعي للتنمية، وحالياً يقوم القطاع الفني ببحث تعويض ملاك الأرض وسيتم المباشرة بالعمل عند الانتهاء من قضية التعويض. نحن في الإدارة العام للحدائق والمتنزهات بأمانة العاصمة أعددنا دراسة لزراعة جميع المثلثات التي تم إنشاؤها على الأنفاق في العاصمة صنعاء مثل جسر 45 وجسر السبعين وجسر عصر، وتم تقديم الدراسة لقطاع الشؤون الفنية كونهم المسؤولين عن تنفيذ هذه الأنفاق والمثلثات ليتم تجهيزها - أي المثلثات - ومن ثم تسليمها لإدارة الحدائق وستكون حينها مسؤولة عنها. كما قدمت إدارة الحدائق مقترحاً لإقامة ورشة عمل حول المكافحة المتكاملة ووقاية النباتات، والآن يتم التنسيق مع مكتب الزراعة والري في الأمانة ليتم الإعداد والتجهيز، وستكون هذه الورشة بمشاركة أكاديميين من جامعة صنعاء. وللعلم يبلغ عدد الحدائق المؤهلة والمفتوحة حالياً أمام الزوار في أمانة العاصمة 30 حديقة ما بين حدائق كبيرة ومتوسطة وحدائق أحياء، وتنقسم الحدائق الكبيرة إلى عامة غير متخصصة مثل حديقة السبعين وحديقة الثورة وفيها تتوفير العديد من الخدمات، كذلك إلى حدائق عامة متخصصة مثل حديقة الحيوان، وتبلغ مساحة الحدائق الكبيرة أكثر من10 آلاف متر مربع، أما الحدائق المتوسطة فهي مثل حديقة الوحدة بفج عطان وحديقة 26 سبتمبر، في حين تبلغ مساحة حدائق الأحياء ما بين «3 - 10» آلاف متر مثل حدائق سعوان، النهضة، البردوني، التذكار المصري، الميثاق، السلام، وحديقة الطبري، وغيرها من الحدائق في مختلف أحياء ومديريات أمانة العاصمة. معوقات ترى ما هي المعوقات التي تواجه عمل الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات في أمانة العاصمة؟. هناك عدد من المعوقات أهمها عدم توفر الميزانيات الكافية وشحتها، وهذا ما يعمل على إبطاء حركة تنفيذ البرامج والخطط الكفيلة بتأهيل الحدائق ومنها التأهيل الزراعي، هذا بالإضافة إلى عدم توفر المعدات والإمكانات الكافية، ومن أهم المعوقات أيضاً مشكلة نقص المياه. ونحن نأمل من الجهات المختصة محاولة تحسين وضع محطة المعالجة من أجل توفير مياه ري الأشجار في الحدائق والشوارع، مع أن إدارة الحدائق قدمت عدة مقترحات إلى الصندوق الاجتماعي للتنمية والجهات الممولة من أجل إنشاء خزانات مياه الوضوء في المساجد واستخدامها في الري، وقد تم إنشاء عدد منها في بعض المساجد مثل جامع زهرة بشارع حدة وجامع الأوقاف بشارع الستين الغربي، وجامع آخر في شارع الستين الشمالي، ونتمنى أن يشمل ذلك عدداً أكبر من المساجد، إضافة إلى تلك المعوقات نقص الوعي عند بعض المواطنين بأهمية الحديقة ومحتوياتها وهم من يقومون باللعب وتكسير الأشجار أو النوم في المساحات الخضراء. ولكن رغم كل ذلك فهناك توجيهات من قيادة أمانة العاصمة بمباشرة زراعة بديلة عن أية شجرة يتم اقتلاعها، غير أنه مع مرور الأيام وجدنا أن الوعي يزداد لدى المواطنين؛ فمنهم من يقوم بإبلاغنا إذا ما وجد عبثاً في مكان ما بالأشجار، أي أن الأمر بدأ يتحسن، وإن شاء الله سيدرك الجميع ما معنى التشجير خاصة في ظل التوسع العمراني والازدياد في عدد السكان، وزيادة عدد المركبات والسيارات والمنشآت الصناعية والخدمية والآثار الناجمة عن ذلك. وفي الختام الأستاذ/علي علي مقبل الهرش، مدير إدارة المتابعة والتقييم في الإدارة العامة للحدائق والمتنزهات بأمانة العاصمة أوضح من خلال لقائنا به قائلاً: إن تشجير وتخضير الشوارع والجزر الوسطية والحدائق العامة والخاصة أصبح ضرورة حتمية لما له من آثار إيجابية صحياً ونفسياً وترويحياً وأمنياً واقتصادياً، فمن الناحية الصحية أن النباتات تعمل على عدم إثارة الأتربة، وتعمل على التقليل منها ومن عوادم السيارات، حيث تعلق على أوراق النباتات حتى تغسلها الأمطار أو الرش، كذلك تعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإطلاق غاز الأكسجين بحيث إن المتر الرابع الواحد من المساحات الخضراء يمتص حوالي 5.1جرام من ثاني أكسيد الكربون في الساعة الواحدة. هذا بالإضافة إلى أنها تعمل على تخليص الهواء من الغازات السامة الأخرى التي تلوثه وذلك من خلال تيارات الهواء التي تحدثها، هذا بالإضافة إلى تخفيضها لدرجة حرارة الجو، والتخفيف من سرعة الرياح والضوضاء التي تحدثها السيارات وغيرها في الشوارع. ومن الناحية النفسية والجمالية فقد ثبت علمياً ما للون الأخضر خاصة وألوان الأزهار بشكل عام من تأثير إيجابي على نفسية وأحاسيس من يرى ذلك، هذا بالإضافة إلى ما تمثله المساحات الخضراء والأشجار من صنع جو مناسب للترويح عن النفس وقضاء أجمل الأوقات. أما أمنياً فإن المساحات الخضراء تقلل الكثير من المخاطر التي من الممكن أن تلحق بالإنسان الأذى والضرر كالحرائق والأعاصير وغيرها، ومما لاشك فيه فإن للشجرة فوائد اقتصادية عظيمة إذا ما أريد استثمارها. ختاماً فإن ما يجب علينا عمله تجاه زائرنا - موسم التشجير- هو أن لا نجعله يعود بخفي حنين، بل لابد أن نجعله يحقق أهدافه على أكمل وجه.