تلك منازلُ لم تتنزل من قتبانَ و لم تعبرْ قرب الأيكة في نيسابورْ تلك منازل كانت من نورْ حاجبها سيف الدولة و أميرتها خولة و المخصيّ بها كافورْ تلك منازل لم تجلس تحت النخلة في سامرّاء و لم ترجع من أقصى الصحراء بسوى رأس المتنبي محشوراً في صرّة جنديٍّ مدحورْ تلك منازل تنأى في وردة هذا المتنبي أو تزهو بين محاريب الحورْ البردوني كيف أشق حنيني بين مرارات الروح و أنت تروح و حواليك ملائكة ينعون سماءك لكنك ترجع كالعادة و الفضة حبرك و غناؤك سلسال بين أقاحٍ و بيوتْ و العكفة* حول الياقوتْ و الثكنات تنوء بخطوة رجل أعمى ينسي كيف يموتْ هولاكو مرّ على دجلةَ هولاكو و رمى في النهر رؤوساً لا عدّ لها كتباً لا تحصى و تواريخَ بلادْ فلماذا بعد قرونٍ عاد إلى دجلةَ ثانيةً هولاكو هل نسيَ كتاباً لم يغرقهُ ؟ هل ضيّعَ خاتمهُ ؟ فأتى ليبعثرَ أشلاء أبي نوّاسْ و يمزِّقَ أحشاء النهرينْ هل قالت عرّافته إن السرّ هنالكَ في قاع ال أينْ ؟ فمضى يشطب إيقاعاتِ المدنِ النهريةِ أو يلغي البصرةَ أو ينسف كل هواءٍ في بغدادْ أم أنّ حنيناً شبّ به فأتى ليزلزلَ هذا العالم كي يسمعَ منتشياً ثانيةً صرخاتِ الأولادْ: هولاكو عادّ.